الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية الريفية والإجحاف بالمسيحيين

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2011 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المجتمعات الريفية كما يعلم القاصي والداني مجتمعات مغلقة على عادات وتقاليد بعينها، الكل يعلمها، تتصدر العصبية القبلية والعائلية عادات وتقاليد المجتمعات الريفية، وبالتالي حين يحدث توتر ديني ما في المجتمعات الريفية بين المسلمين والمسيحيين تأخذ الطائفية الدينية شكلها الريفي، وتتطبع بطبائعه القائمة على العنف والحمية والثأرية والنبذ والترصد والعزل والعزلة الفعلية والشعورية والمبالغة في الانتقام، وكذلك الإعلان والوضوح والصرامة والجهرية في الخصومة، هذه الطبائع توجد في كل نزاع أو صراع يحدث داخل تلك المجتمعات، سواء كان النزاع أو الصراع دينيا أو ثأريا أو من أجل الشرف وغيره، ومن هنا يمكنني القول: إنه يوجد فارق كبير وملحوظ بين ما يمكن أن أسميه بـ (الطائفية الدينية الريفية) أي اللون الريفي للطائفية الدينية، وبين ما يمكن أن أسميه بـ (الطائفية الدينية المدينية) أي اللون الطائفي الديني لأهل المدينة، والفارق واضح ولائح بين هذين اللونين من الطائفية، إذ تختلف أشكال وأساليب ومظاهر الطائفية الدينية في الريف عنها في المدينة، إذ كل لون منها يتطبع بالعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، سواء كان ريفيا أو مدينيا.

فليس من شك أدنى شك أن المسيحيين في المناطق الريفية وخاصة في الصعيد يعاملون معاملة سيئة، تتمثل في النبذ العملي والشعوري، واعتزال أغلبية كبيرة من المسلمين الأخذ منهم والرد إليهم، ومن الوقائع التي أنا شخصيا شاهد عليها: أن كثيرا من المسلمين في ريف الصعيد يشعرون بـ(القرف) من المسيحيين لدرجة أنهم لا يمكنهم أن يتناولوا طعاما أو يشربوا ماء في بيت مسيحي أو في مطعم يملكه أو يعمل به مسيحيين بدعوى أنهم غير نظيفين أو غير طاهرين. وبالتالي فمن الصعب بل من النادر أن تجد مطعما لمسيحيين في الصعيد، ومنها كذلك أن من المسلمين من لا يبتاعون ولا يشترون من المحال التجارية التي يمتلكها مسيحيون.

هذا وناهيك عن بعض المنتسبين إلى الإسلام من البلطجية والمسجلين خطر وآخذي الإتاوات في كثير من قرى وأرياف الصعيد يفرضون بعض الإتاوات على بعض المسيحيين، ومن الوقائع الأخرى أن ترزي مسيحي صعيدي قد حكا لي ذات مرة حين كنت أجلس معه، أن شخصا دخل عنده لإصلاح بنطلونين، قال: فناديت على ابني ليشتري لي علبة سجائر، وحين ناديت عليه وقلت يا (جرجس)، وجدت الرجل كأن حية قد لدغته، فقام من على الكرسي وهو منفعل وقال لي: هذا ابنك؟، فقلت له: نعم ابني، قال: اسمه جرجس؟، قلت: نعم، فقال: أعطني البنطلونين، فقلت له ليه فيه حاجة؟، قال: أعطني البنطلونين ولا تسأل، فقال: فأعطيته البنطلونين فأخذهما وانصرف فيبدو أنه حين علم أني مسيحي قرر ألا يتعامل معي.

هذا وناهيك عن استحلال واستباحة كثير من الشباب المراهقين المنحرفين من المنتسبين إلى الإسلام معاكسة الفتيات والنساء المسيحيات بأخس ما يمكن أن تسمع امرأة من الكلام الخادش للحياء، يحدث هذا في المدارس المختلطة وفي الشارع وفي وسائل المواصلات وغيرها من الأماكن التي يتواجد فيها فتيات ونساء مسيحيات، ولقد حكت لي إحدى الفتيات المسلمات التي تقيم في مدينة القاهرة أنها كانت تسير في إحدى شوارع القاهرة بصحبة صديقتها المسيحية وكانتا غير محجبتين، فحاول بعض الشباب معاكستهن والتحرش بهن، فحين هَمَّت الفتاة المسلمة أن تردع هؤلاء الشباب، قالت لها صديقتها المسيحية أرجوكي امشي واسكتي حتى لا يقتربوا منا فيعرفوا أني مسيحية فلو علموا أني مسيحية (هيبهدلونا).

هذا وناهيك عن أنه لو شخص مسيحي في الصعيد سولت له نفسه وارتكب خطئا ما في حق فتاة أو امرأة مسلمة، كمعاكسة فتاة مسلمة أو اغتصاب فتاة مسلمة أو أقام علاقة جنسية معها خلسة أو تحرش بها جنسيا، أو لو تعدى مسيحي على مسلم بالضرب أو القتل، تقع الواقعة وتقوم القيامة على جميع مسيحيي تلك القرية التي وقعت فيها الحادثة، بل يمتد أثرها إلى القرى المجاورة إن كان بها مسيحيين، بل وربما إلى المحافظات المجاورة،

فإن وقعت حادثة من هذه الحوادث يقوم المسلمون الريفيون بالانتقام ليس من الجاني وحده بل من كل ما هو مسيحي، حيث يتم تكسير محالهم التجارية ويتم اقتحام بيوتهم وفي بعض الأحيان يهجرون منها، أما بقية المسيحيين الذين هم على مقربة من موقع الحادث، أو في قرى مجاورة لموقع الحادث، فيغلقون محالهم التجارية، ويتوقفون عن الذهاب إلى أعمالهم، ويعتكفون في بيوتهم، ومنهم من يفر إلى القاهرة أو الإسكندرية أو بقية المحافظات الأخرى إن كان يمتلك بها بيتا، أو إلى أقاربهم إن كان لهم أقارب هناك، حتى تهدأ الأمور ثم يعودون مرة أخرى، هذا وناهيك عن هجرة أعداد غير قليلة من المسيحيين من الصعيد إلى المحافظات الكبرى في الوجه البحري أو إلى الدول الغربية خوفا على أنفسهم وطلبا للأمان.

## بعض المظاهر العامة من الإجحاف بالمسيحيين :

رغم كل تلك الممارسات العنيفة والوقائع شديدة الطائفية التي تحدثت عنهما في المقالين السابقين وغيرها والتي لا تتواجد بشكل عام في مصر كلها، إنما الغالبية العظمى منها يتواجد في الأماكن الشعبية والقرى والأرياف وخاصة في الصعيد، أي في المجتمعات المغلقة التي تعاني من ضحالة ثقافية وعلمية ومعرفية، وتتحكم فيها كذلك عادات وتقاليد قبلية عنصرية صارمة وعنيفة، إلا أن هناك من مظاهر الإجحاف العامة بالمسيحيين والمتمثلة في الأذى النفسي والألم الوجداني الديني الذي يتعرض له جميع المسيحيين في كل مكان في مصر من دون استثناء حين يسمعون ليل نهار وكل يوم وكل ساعة آيات قرآنية تصف عقائد النصارى بالكفر، إما في وسائل الإعلام المختلفة أو في خطب الجمعة.

هذا وناهيك عن الكتب التي تباع في كل مكان تنتقد عقائد النصارى وتفندها وتتهم النصارى بأنهم مشركون كفار وثنيون، وتصف (الكتاب المقدس) بأنه كتاب محرف ومملوء بالخرافات والأساطير والكذب والتلفيق، وفي الوقت نفسه لا يجرؤ مسيحي واحد يعيش على أرض مصر أن يتفوه بكلمة واحدة نطقا أو خطا أو كتابة يرد فيها على كل ما ينال من عقيدته وكتابه ودينه، لا في وسائل الإعلام ولا في كتابات منشورة ولا في ملأ من الناس مستخدما مكبرات الصوت كما يحدث في المساجد، فضلا عن أن يناقش العقائد الإسلامية ويرد عليها، وإن حدث ذلك يكون سرا ومن خلف جدران مغلقة الأبواب، وأكبر برهان على ذلك ما حدث للأنبا (بيشوي) حين طرح بعض الأسئلة في محاضرته بالفيوم حول بعض الآيات التي تكفر النصارى، فقامت الدنيا عليه وعلى النصارى أجمعين ولم تقعد، أما تصريحات الأنبا (بيشوي) التي جاء فيها أن المسلمين ضيوف على المسيحيين في مصر فسيكون لنا معها وقفة موضوعية في مقال قادم، وأنا هنا لا أطالب كما يطالب السذج والسفهاء في وسائل الإعلام بالتوقف عن مناقشة العقائد أو تفنيدها أو الرد عليها من أي طرف لعقيدة الطرف الآخر، إذ هذا الأسلوب في المنع والحجر لم يعد هذا زمانه، فنحن الآن في زمن الفضاء المفتوح وزمن الانترنت، فلا يمكن إسكات أحد أو منعه من التحدث في أي شيء، إنما أطالب بأن يكون هناك حرية منضبطة وبشكل حضاري راق بعيدا عن السخرية والتحقير والازدراء في السماح بالتحدث عن العقائد والعقائد المخالفة ونقدها أو نقضها دون أي شحن أو احتقار أو استهزاء أو استعداء أو تجريح ودون أية طائفية بغيضة تثير الفتن والاضطرابات بين العوام.

من هنا لا يستطيع منصف في هذا البلد يعرف للأخلاق والصدق والحق معنى أن ينكر أن كثير من المسيحيين يعيشون في مصر كأنهم غرباء أذلاء مقهورين خائفين متوجسين، يشعرون كأنهم ضيوف ثقيلين مكروهين، إلا أن هذا الشعور شعور نسبي يختلف في كمه وكيفه من مسيحي لآخر، إذ ليس جميع المسيحيين سواء في كم وكيف الشعور بهذا، بل فيه تفاوت كبير بين مسيحي وآخر، بين منطقة وأخرى، كيف؟.

لا يمكن مثلا أن نساوي بين حال رجال الأعمال المسيحيين المعروفين وبين مسيحيين يعيشون في العشوائيات أو في منطقة شعبية أو في القرى والأرياف سواء في محافظات الدلتا أو في الصعيد، وكذلك ليس كل سكان العشوائيات والمناطق الشعبية والقرى والأرياف من المسيحيين سواء، فهناك مسيحي غني وصاحب ثروة أو صاحب عقارات أو صاحب تجارة أو صاحب مشاريع أو صاحب أراضي زراعية وغيرها، وهناك مسيحي فقير معدم لا يملك من حطام الدنيا شيئا، وهناك من هو وسط بين هذا وذاك.

ومن كل هؤلاء تجد المسيحي المثقف والعالم والكاتب والإعلامي والصحفي والطبيب والمهندس والناشط السياسي ورجل الأمن والموظف والمدرس والمحامي والصيدلي والممثل والمخرج والمغني ورجل الدين، فهل كل هؤلاء سواء في كم وكيف الشعور بالغربة والقهر وعدم الأمان؟، كلا، فلكل واحد من هؤلاء وسطه البيئي والثقافي والمجتمعي الذي قد يجد فيه كثير أو قليل من الحصانة والمنعة التي تقلل من شعوره هذا أو تزيد فيه، إلا أنه يمكنني القول في المحصلة النهائية: أنني ما تعاملت يوما أنا شخصيا بنفسي منذ وعيت على الحياة مع شخص مسيحي في أي مكان في مصر مهما كان منصبه أو ثروته أو مكانته أو مقداره، إلا وأشعر أن لديه انكسار أو ضعف أو خوف أو تملق أو موائمة ما في سلوكياته وتعاملاته، وكذلك ما تعاملت مع شخص مسيحي من أصدقائي أو من معارفي أو ممن لا أعرف، إلا وأشعر بأن لديه غصة ما، أو مرارة ما، أو شجون ما، أو جرح ما، أو ألم ما، أو ضيق ما، أو غضب ما، أو كبت ما، في كلامه وفلتات لسانه وضحكاته وابتساماته، مهما حاول إخفاء ذلك ومهما حاول أن يتظاهر بخلاف ذلك. والبقية تأتي.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك شىء اخر يجمع بين القرى والمدينة....
مـينا الطـيبى ( 2011 / 1 / 26 - 00:51 )
عزيزى اننى اتفق معك فيما كتبتة على ان هناك ربما فرق بين القرية والمدينة تجاة الفتن الطائفية واعتقد فى الريف اشد وطأة من المدينة لمعرفة بيت المسيحى من المسلم وذلك لصغر حجم القرية وقلة العدد ليس كما فى المدينة تشابك فى السكن بين المسلمين والمسيحين فهناك عمارة من 5طوابق فيها 2 مسيحين و3مسلمين والتى بجانبها وهكذا ورؤية كل منهما تقريبآ كل يوم مع القاء تحية الصباح او المساء مما يجعل الآخر يخجل
من ظهور بعض الكراهية لة ...ولكن هناك عامل مشترك يجمع عامة كل مسلم تجاة هذه القضية وهو العقيدة الأسلامية ياعزيزى انا كامسلم اقرأ فى كتابى العزيز* وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياحهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقآ وتقتلون وتأسرون فريقآ واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم ...وغيرها الكثير والكثير
اننى اصبحت مريضآ نفسيآ وعقليآ بما تغذية بة فى نشأتىوشربتة فى تعليمى وبما استنشقة من هواء فى اعلامى المقروء اوالمرئى او المسموع وهذا حتى الموت يجب ان اعالج من تلك المورثات التى هى فى دمى وعقلى وقلبى ولكن ماهو العلاج ياعزيزى والكل يعانى من الكراهية التى تصل بحل قتلة اذا اراد المسلم كما ذكر فى الآية القرآنية


2 - أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ أَحْسِنُواإِلَ
علي سهيل ( 2011 / 1 / 26 - 06:32 )
تحياتي واحترامي
انت تحاول الوصف الدقيق لاضطهاض وظلم المسيحيين على المستوى الشعبي وهذا ليس بجديد لانه متأصل منذ الفتح الاسلامي عامة، فمنذ اليوم الاول وعلى مدار تاريخ الحكم الاسلامي لمصر عانى واضطهد وظلم وعذبوا واحتقروا وكفروا وابيحت دماؤهم وسبيت نساؤهم واستعبد رجالهم وختمت قفاهم وشدوا الزنانير وحملوا الصلبان ومن ثقلها سمي ذو الرقبة الزرقاء ودفعوا الجزية وهم صاغرون.
وخلاصة القول بأن كل هذا يتم من قبل المسلمين الشيوخ والعامة وهم يعتقدون بأنهم يقدمون خدمة لخالقهم، ومن خلال هذه الافعال ينالون الجنة وحور العين والغلمان المخلدون وانهر الخمر.
المشكلة ليس في العامة او في الصعيد المشكلة في كل انحاء الوطن العربي ولكن تتجلى بكل وضوح في المناطق المهمشة والفقير لانها ما زالت تطبق ما فهمته على مر العصور لشرح الشيوخ وفقهاء الدين والآإمة لآيات للقرآن الكريم والاحاديث.
لقد سمعت احاديث من مسلمين كيف يتلذذون بتعذيب واحتقار وظلم وسرقة اراضي واموال والسطو على اخوتهم في الوطن من المسيحين يندى لها الجبين.
على الجميع التكاتف والعمل على تغير الكثير من المفاهيم خدمة ليس للمسيحين ولكن لوحدة والانتماء للوطن.


3 - كوز الدره
حسنى عرفى ( 2011 / 1 / 26 - 08:52 )
منذ ذلك اليوم الاسود الذى دخل فيه ابن العاص الى مصر وكل شئ فى مصر لم يعد طبيعيا. مات الفن والابداع وكل شئ جميل .مات الانسان الذى بهر العالم بقدرته على صنع المعجزات.وتحول هذا الانسان الجميل الى انسان بدون ملامح ممزق بين حضارته الباهره وبين هذا الدين القبيح الوافد من ارض لازرع ولا ماء ولاعلم ولا تاريخ.اى تاريخ.حتى انه ظل طوال اربعة عشر قرن يعيش بدون كرامه فى بلده.اتعلم ان جيش صلاح الدين الايوبى لم يكن به جندى مصرى واحد
وكذلك كل الجيوش قبل صلاح الدين وبعده لأن المصرى كان اسمه فلاح وهو بالتالى لايصلح للحرب .عاش المصرى مسخر عند الاقطاعى اربع عشر قرن كامله تحت الاحتلال من كل حثالة الارض بدعوى الخلافه الاسلاميه هذ المصرى الذى تراه يكره ويقتل المسيحى هو وريث كل هذا التراث السيئ والمقيت فماذا تنتظر منه غير ذلك خاصة ان كان جاهل وغير ومتعلم ولا يعرف الفرق بين الالف وكوز الدره..و؟.


4 - بنــــاة الاهــــرام
كنعـــان شماس ( 2011 / 1 / 26 - 18:43 )
شكر للاستاذ نهرولاعترافه بهذه الاعتدائات . يقال ان نفوس مصر عندما بنوا الاهرامات كان لايتعدى الثلاثة ملايين . ان الحقد والحسد والغيرة هي كمثل من يشـــرب الســـم وينتظر ان يموت غيره


5 - بناء احدنا الاخر بروح المحبة
رجا جميل حداد ( 2011 / 1 / 29 - 04:38 )
ألاستاذ الفاضل نهرو المحترم.

كيف نعيش وفق شريعة المسيح ونحن نتجنب فخ تدنيس كلمة الله بتفكير وقواعد البشر
التي تضعف الروح نفسها للشريعة الالهية؟
اية وجهة نظر متزنة تغرسها فينا شريعة المسيح اليوم؟
ان السارقون لسعادة الطبيعة جبناء وكفى الهروب الى مزابل الايمان المصطنع.واذا
لم تجد من يسعدك فحاول ان تسعد نفسك.

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah