الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين الفار(من الفرار)

نبيل هلال هلال

2011 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العصر الفاطمي كانت أراضي البلاد كلها ملكا خالصا للخليفة ولا سبيل لأحد من العامة إلى امتلاك قطعة أرض إلا أن يشتريها ممن أقطعه السلطان في القديم ( انظر شمس الدين أبو عبد الله المقدسي - أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) . وكانت تُجبى ضريبة مقدارها ديناران عن كل من يَغرق في النيل, ويُطالَب أهل الغريق بسداد هذه الضريبة قبل تسليم جثته إليهم (انظر المختار عز الملك المسبحي- أخبار مصر) . وكان الخليفة يمتلك في القاهرة وحدها عشرة آلاف دكان يؤجر الكثير منها بأجرة تتراوح بين دينارين وعشرة دنانير مغربية في الشهر وكذلك الأربطة والحمامات وأبنية كثيرة لا حصر لها , كما كان يملك حوالي ثمانية آلاف بيت ( ناصر خسرو - سفر نامة ) . ذلك كان بعض حال خليفة كان الناس يقدسونه إلى حد السجود وتقبيل الأرض تحت قدميه . إن أموال بيت المال مِلك حلال للأمة كلها , فلا أحد إلا وله فيها حق , ولا يصح أن يزيد نصيب السلطان فيها عن نصيب أدنى مواطن في الأمة , فهو مال لم يكدح فيه بيمين , وله أن يتقاضى أجرا يناسب أداء وظيفته كحاكم تستأجره الأمة للقيام على مصالحها . لما تولى أبو بكر الخلافة ذهب إلى السوق كعادته حاملا أثواب القماش على عاتقه , فلقيه عمر وأبو عبيدة وسألاه : أين تريد يا خليفة رسول الله ؟ قال السوق , قالا : تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين ؟ قال : فمن أين أطعم عيالي ؟ قالا له : انطلق حتى نفرض لك شيئا". كان ذلك قبل أن يظن السلاطين أن بيت مال المسلمين هو مصرفهم الخاص لهم أن ينهبوه ما شاء لهم النهب . ويظن السلطان أن سكوت الناس عن أموالهم المسلوبة إنما هي إقرار منهم بأحقيته فيها , وهو يقاتل من أجلها بضراوة ويبطش بلا رحمة بمن يفكر في استعادة حقوقه . ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة عهَد إلى غيلان الدمشقي ببيع ما تمت مصادرته مما نهبه بنو أمية من نفائس وتحف وأشياء ثمينة ( ليس من بينها طن ونصف الطن من الذهب والمجوهرات ) , وكان غيلان يدعو الناس إليها قائلا :" تعالوا إلى متاع الخونة , تعالوا إلى متاع الظلمة , تعالوا إلى متاع من خَلَفَ الرسولَ في أمته بغير سنته وسيرته ..... من يعذرني ممن يزعم أن هؤلاء كانوا أئمة هدى , وهذا يأكل والناس يموتون من الجوع . وكان الخليفة الأموي هشام صغيرا عندما سمع غيلان يسب أسلافه وهو ينادي على "متاع الظلمة" في زمن عمر بن عبد العزيز , فقال يومها :" هذا يعيبني ويعيب أجدادي , والله إن ظفرت به لأقطعن يديه ورجليه . فلما ولي الحكم قبضوا عليه وسجنوه مع صاحب له, وكانت بطانة الخليفة حافلة بالعلماء من أصحاب الحديث , فأفتوه بقتل غيلان وصاحبه , فأمر به وبصاحبه فرفعا على الصليب عند "باب كيسان" بدمشق , ثم قطعت أيديهما , ثم أرجلهما , ثم لسانيهما حتى فارقا الحياة . ولما احتُضِر أبو بكر قال لعائشة : يا بنية إنا ولينا أمر المسلمين فلم نأخذ لنا دينارا ولا درهما , ولكننا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا , ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا , وإنه لم يبق عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير , إلا هذا العبد الحبشي , وهذا البعير الناضح , وجرد هذه القطيفة , فإذا مت فابعثي بهم إلى عمر".
واسمع رأي عمر في ما يحل له من مال الأمة , يقول : يحل لى حلتان حلة في الشتاء , وحلة في القيظ , وما أحج عليه واعتمر, وقوتي وقوت أهلي كقوت رجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم , ثم أنا بعد , رجل من المسلمين يصيبني ما أصابهم" .
ومرض عمر ووصفوا له شربة عسل يتداوى بها , وكان في بيت المال قدر منه , فصعد عمر على المنبر وقال للناس : إن أذنتم لي فيها أخذتها , وإلا فهي علىّ حرام , فأذن الناس له . وعمر- رضي الله عنه -هو الذي فرض نصيبا مقسوما من بيت المال لكل فرد من أفراد الأمة .
وإن شئت أن تعرف نظافة اليد , فليكن هذا , وإلا فَدَعْ . وذلك هو جواب من يسأل عن أسباب انحطاط المسلمين وهوانهم على أنفسهم والناس .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديموقراطية
جيفري عبدو ( 2011 / 1 / 27 - 17:16 )
أجبني على سؤال واحد فقط ما هي الطريقة التي انتخب بها الخلفاء الراشدون ومن انتخبهم؟


2 - الاسلام في القرن السابع وهم في وهم
التلال ت صمد ( 2011 / 1 / 27 - 19:33 )
اخي الفاضل
ان الادله الماديه المتوفره و المكتشفه حديثا تنفي ان يكون اسلام او مسلمين او راشدين في القرن السابع الميلادي
انني درست هذه الادله وتبت لي عدم وجود الخليفه معلويه ابن ابو سفيان وانماحاكم دمشق معويه الكافر وتجد المزيد في مقالتي في 27-12-2010
رقم 3228 الحوار المتمدن
ارجوك ان تفرق بين علم التاريخ والروايه اي قال الراوي يا ساده يا كرام
مع افضل تحيه
صمد


3 - خرافات
أحمد المناضلي( المناضل- هولندا) و ( 2011 / 1 / 27 - 23:30 )
ما هده الخرافات أيها الكاتب؟
أليس عمر بن الخطاب هو الدي قسم كنوز كسرى وقيصر على اصحاب المبشرين بالجنة وعلى أرستقراطية قريش؟؟؟؟ وهل حظي أبو در الغفاري وسلمان الفارسي وبلال الحبشي بنفس المعاملة؟؟؟؟ ولمادا لم يبشر بلال بالجنةو وهو الدى قاس ما قاس من التعديب؟؟؟


4 - الاسلام في القرن السابع وهم
النلال ثقي صمد ( 2011 / 1 / 28 - 21:32 )
اخي الكريم
عليك ان تفرق بين التاريخ الذي يناقش الحدث يوم بيوم ويثبته
بالادله الماديه وبين قال الراوي يا ساده يا كرام
ما بينته جنابكم هو روايه لا سند يؤكدها ولا يمكن اعتبارها تاريخ كعلم
لا يوجد دليل على وجود عمر او حتى محمد كشخصيه تاريخيه
وكما لا يوجد عنتر او الزير سالم
ما هو دليلك على وجود محمد او الراشدون سوى الروايات التي كتبت بعد مرور الحدث ب 300 سنه وكيف عرف هل جاءه الوحي من السماء للطبري او غيره
على المسلمون الوقوف واعاده النظر في مصداقيه هذه الروايه
اتمنى ان اكون وفقت في اجبه تساءلكم وشكرا
صمد

اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة