الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشاؤم إيجابي

أحمد بسمار

2011 / 1 / 28
المجتمع المدني


التشاؤم الإيجابي ضرورة سياسية واقعية اليوم. الــحــذر ثم الــحــذر!!!
صحيح بدأت شعوبنا تستيقظ..ببطء.. وتهتف. ولكن من خمسين سنة حتى هذا المساء, اليست نفس الشعوب ونفس الجماهير وأولادهم البارحة الذين كانوا يهتفون بالملايين : بالروح.. بالدم..نفديك يا فــلان!!! أطيعوا الله وأولي الأمر منكم.. يا للعجب. أطعنا الله فحلت بنا مصائب حكامنا إلى الأبد.. وقصفوا أعمارنا وأرزاقنا وأفكارنا.. إذن ما العمل؟ لم نعرف الديمقراطية ولا الحريات العامة من يوم مولدنا حتى نهاية أعمارنا. لم نذقها مرة واحدة ولا نعرف طعمها.. نتكلم عنها كما نتكلم عن المريخ أو القمر.. ومنا من يقنع بأمر الله والحاكم طيلة شقاء عمره.. آملا أن الجنة بانتظاره مع حورياتها وأنهارها العذبة. فلا يتذوق الحقيقة والهناء, لا في حياته..ولا يتبقى منه سوى الرماد...
مسكينة..مسكينة شعوبنا. تخدرت من سنين طويلة بالفقر والصبر والصلاة, والنادر ممن حاول الكلام والتحليل والتفكير, أتهم بالزندقة والكفر أو العمالة.. فأما اضطر للفرار والهجرة.. أو تخت عظامه وتبخرت اراؤه في السجون المرعبة التي تمحي منا كل إنسانية أو تفكير.
كلما بدت انتفاضة معيشية كبيرة أو صغيرة, بين فترات طويلة من الزمن, حيث تحرق أو تنخرها عوامل سياسية أو بترولية..أتساءل هل تبقى في بلادنا عناصر قيادية بإمكانها بناء دساتير حضارية جديدة, تخرجنا من فقرنا الاجتماعي والسياسي والنظامي.. هل تبقى عندنا نساء ورجال كأيام الخمسينات من القرن الماضي.. أو لم يتبق اليوم سوى أجيال روتانا وفيفي ونانسي والمسلسلات التلفزيونية التي تلتهم بجرعات مسمومة كل ما تبقى من أمل بالانتفاضة الحقيقية والتغيير البناء؟؟؟!!!...
متشائم إيجابي.. نعم إني متشائم إيجابي. ومع كل هذه الأحداث والنصف انتفاضات والنصف هزات وما يسمى ثورة الخبز, يزيد تشاؤمي الإيجابي. وهل إذا وزع حكامنا وسلاطيننا وخصيانهم الخبز مجانا لمدة يومين, سوف نهتف لهم من جديد : يعيش.. يعيش..
وهل بعد كل المرارة والضيم والسلب والنهب والقمع والحرمانات التي تدوم من عقود طويلة, سوف نكتفي ونرضى بفتات خبزهم وبقايا زبالات موائدهم؟؟؟ أي شعوب نحن؟ وهل سوف تبقى الجنازير تكبل أيادينا وأرجلنا وأفكارنا.. نمشي كالغنم.. نصلي كالغنم.. ننكح كالغنم.. وننام كالغنم...
أريد أن أصرخ... أريد أن أصرخ.. فلا أسمع حتى صوت كلماتي المخنوقة..أغضب حتى من صدى كلماتي وأفكاري.. وأتساءل لماذا لا نشبه بقية شعوب العالم اليوم في بحثهم وارتقائهم نحو الأفضل والأحسن للإنسان ورفاهيته. ما زلنا مقيدين وإن تغير حكامنا وسلاطيننا. ماذا فعلنا كل هذه العقود غير النق والندب والتباكي وجلد الصدور والظهور. ماذا نعطي الإنسانية اليوم. وماذا أعطينا لبلدنا. في كل صباح أسمع من يردد ـ ويا للنفاق التاريخي ـ أننا أفضل أمـة عند الله...من يردد هذا من جديد يجب منعه من التدخل في جميع شؤون حياتنا و عيشنا وتعليمنا وتربيتنا
وخاصة في تربية أولادنا اليوم. من قالوا خدروا عقولنا وجمدوا أفكارنا قرونا إثر قرون..فنمنا واسترخينا وبنينا قصورا وهمية وأمجادا خيالية على الرمال.
أصرخ لآخر مرة وأنادي القليل القليل ممن تبقى. اليوم إذا أردنا أن نتخلص من الطغيان والموات والجمود الاجتماعي والسياسي, لا حل لولادتنا من جديد وخلق دولة جديدة وآمال تدوم, سوى فصل الدين عن الدولة نهائيا وجذريا. لأن العودة والغرق والعربشة في الغيبيات الدينية, لن تؤدي إلا لزيادة جمودنا وفقرنا... وزيادة تشاؤمي الإيجابي!!!...
مع أصدق تحياتي المهذبة للجميع.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أما أنا
سير جالاهاد ( 2011 / 1 / 28 - 19:33 )
أما أنا ياعزيزي أحمد فأنا متفائل محبط ولا أقول سلبي

أري التغيير أصبح لا مفر منه

ولكن يالتوجسي

هل سيكون كما نتمني للأفضل؟

هل سيسرق الثورة غربان الوهابية والتطرف؟

وهل نزول القوات المسلحة للشارع عملية يائسة للسيطرة علي الموقف أم ماذا؟

ما يحزنني هو غباء مبارك ونظامه

هل يمكن له بجدية الاعتقاد بأن نظامه لا يزال له مستقبل؟

وحتي لو تمت السيطرة علي الموقف الآن هل يمكن له إعادة تزوير الانتخابات القادمة؟

وهل ستكون له مصداقية لدي أحد أن فعل؟

لا أدري لمصلحة من يعض بأسنانه علي منصبه؟

البلد تشتعل
والفوضي عمت
والان بدأ المشاغبون والمخربون واللصوص في دخول المعمعة

ولا كلمة منه أو بنت شفه من رئيس وزارائه

هل يعقل هذا؟

فماذا ينتظر؟

يبدو أن القول أنا ومن بعدي الطوفان ينطبق عليهم

قلبي معك يامصر

وتحياتي


2 - اما انا فلست متفائل
عبدالقادر برهان ( 2011 / 1 / 28 - 20:40 )
نعم عزيزي احمد فانا لست متفائل ابدا ...وتبقى نظرية المؤامرة تتحكم بكل افكاري حول هذا
الموضوع وتبقى ماساة العراق التي نتجت عن التغيير هي التي تسيطر علي فالتغيير الذي
جعل المتعفنين من المتلحفين برداء الدين المزيف يسيطرون على امورالعراق ورقاب مواطنيه
جعلنا نعيش رعب التغبير ...كما ان نظرية المؤامرة التي اشرت اليها تجعلني اتساءل الا يجوز
ان امريكا وحلفائها وعندما وجدوا ان اوراق حلفائهم من الحكام العرب اصبحت صفراء وان
صلاحيتهم قد انتهت ولابد من تغييرهم فعملوا على تاجيج مشاعر الغضب الدفينة في دواخل
الشعوب ليركبوا هذه الموجة وياتونا بحلفائهم السريين بيض الوجوه سود القلوب ؟؟؟ وكل
ما ارجوه ان اكون مخطأ في افكاري السوداء


3 - لن تدوم الفرحة مع الوهابية
نورس البغدادي ( 2011 / 1 / 28 - 22:39 )
تحية للأستاذ أحمد بسمار لمقالته الموضوعية وآلتي تشخص آلام ومعانات شعوب الأمة العربية ، الحقيقة بعد مشاهدتي لمشاهد تظاهرات مصر لاحظت جوق كبير من المصلين يصلون امام شرطة مكافحة الشغب كما شاهدت لافتات مكتوب عليها الأسلام هو الحل ، وبعد ان كنت متفائلا لمستقبل شعب مصر بهذه التظاهرات ايقنت بعد هذه المشاهد بأن هذا الشعب لن يذوق الأستقرار ابدا وقد حكم عليه اهل السنه بآلسجن المؤبد ، نعم العلمانية هي الدواء ونجحت لبقية الأديان ولكن ليس معنى هذا انها ستنجح مع سرطان الوهابية ، الحل بأعتقادي هو محاربة كل الأفكار والكتب التي يؤمن بها الفكر الوهابي المدعوم بأموال البترول وتحريم هذه الكتب ورفع القدسية عنها لأن الظلمة على مصر قادمة لا محالة وسوف لا يكتفي الجراد بأكل الخضار وحده بل سيأكل العقول معه ويرجعها الى الوراء لتعيش في زمن قبل ١٤ قرن ، تحياتي للجميع


4 - تفاؤل حذر
سيمون خوري ( 2011 / 1 / 29 - 04:51 )
أخي أحمد تحية لك وللزملاء الكرام ، شخصياً لست متشائماً ولا متشائلاً ، لكني متفائل بما يحدث مع الحذر . هناك مشكلة أعتقد أن الأنظمة - العربية - هذه تمكنت خلال السنوات الماضية من تحويل الإسلاميين الى نمر من ورق أخاف الجميع بلا إستثناء لهدف مزدوج إستمرار بقاءهم في الحكم وتبرير لقمعهم للقوى المعارضة ن وضمان تدفق المساعدات الغربية بحجة الخوف من وصول الإسلاميين الى السلطة . رغم أن القوى الأصولية هذه هي صنيعة الغرب ذاته وولدت في أحضانه وفي أحضان أنظمة القمع .الأخوان المسلمين على سبيل المثال لعقود من الزمن كانوا هم الحزب الوحيد العلني في الأردن ، وفي مصر كافة القيادات المصرية من عبد الناصر والسادات وحتى هذا القاتل هم من صنيعة الأخوان . وفي سوريا قصفت مدينة حماه بالطائرات بحجة الأخوان فهل كانت فعلاً القصة هي قصة الأخوان ؟ ملف التاريخ هو غير ما يبدو على السطح . ومع ذلك فعندما وصلت حماس للسلطة بإنقلابها المعروف، هي الأن في وضع لا تحسد عليه . كل ما هنالك أن الحدود مغلقة وقد لايبقى سوى هنية في غزة . لندع التشاؤم قليلاً ولنرفع راية التغيير والأمل بولادة جيل جديد من القيادات الشابة مع التحية


5 - رد للمعلقين
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 1 / 29 - 08:34 )
أول رد للأخوة المعلقين
كلاكم ينبع من القلب, صادقا, متحمسا, منفعلا, عاطفيا.نعم عاطفيا, وخاصة آملا. ولكنني يا أصدقائي الطيبين تعبت من العواطف والانفعالات مشاهدا متألما على ما يجري في بلادنا على طريقة
La danse des canards
خطوة للأمام وخطوتان للخلف...وحينا ثلاثة..وحتى ألف خطوة للخلف...
ومنه استمرار تشاؤمي الإيجابي...
مع كل شكري لكم وأطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية

اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا