الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاستثناء التونسي

حميد زناز

2011 / 1 / 30
المجتمع المدني


لا لوم على الغربيين أو معظمهم حينما يضعون كل العرب في سلة واحدة، ففي مخيلتهم لا فرق بين عربي وعربي إلا بالنفط، فكلنا في البداوة سواء ، نقضي أيامنا في التسبيح والتكاثر والصلاة على النبي العربي. فكأن ما يسمونه عالما عربيا من طينة واحدة.
ولكن ما هو مقلق حقا هو تسرع الأقلام العربية المُحلّلة إذ أسالت بحرا من الحبر كادت أن تغرق به الاستثناء التونسي في محيط التأخر العربي. فهل تَمُتّ الانتفاضة بل الثورة التونسية بصلة إلى التجارب العربية الانقلابية والاحتجاجية الأخرى؟ وهل هي قابلة للانتقال إلى دول أخرى في مشرق العرب أو مغربهم؟
بعض فروقات مطلقة...
في البدء كان الاختلاف، منذ الشرارة الأولى التي أشعلها الشاب محمد البوعزيزي، افترقت الحالة عن سابقاتها, فلئن فجر المئات من العرب أنفسهم و قتلوا الآلاف من الأبرياء و لم يغيّروا من الأمر شيئا بل زادوا من تعفين الوضع أضعافا، فإن الثائر البوعزيزي انتحر حرقا و لم يقتل معه أحدا، ومع ذلك قلب تاريخ تونس رأسا على عقب. فليواصل إذن أئمة السلاطين التنديد بالانتحار حرقا و تحريمه.. قالوا في خطب الجمعة "لا يعذب بالنار إلا رب النار"! ليس هذا فحسب بل ذهب بعض الأئمة في الجزائر إلى دعوة المصلين إلى "الامتناع عن الاحتجاج والقناعة بما ابتلانا الله به من فقر وفساد ومرض". (جريدة الخبر الجزائرية يوم 22/01/2011) و مثلها مثل الثورة على التوتاليتارية في بولونيا، قادتها نقابات العمال و إن تميزت في تونس بعدم وجود أي فاليشا ، فلم يكن لثورة تونس زعيما بل كانت شعبية بأتم معنى الكلمة. شاركت فيها المرأة بشكل فعال بل كانت في أول الصفوف، كانت انتفاضة مختلطة بينما الاختلاط محرم بين الرجل والمرأة في كافة البلدان العربية خوفا من تسلل إبليس اللعين بينهما! و لم يرفع المتظاهرون طيلة أيام الثورة شعارا إسلاميا واحدا بل كانت كل الشعارات مستوحاة من الفكر الديمقراطي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المواطن. وأخيرا لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة جدا هي احترافية الجيش التونسي والحياد الذي احترمه في البداية ثم الدفاع عن الشعب الثائر في النهاية ثم المساهمة الحاسمة في إسقاط نظام بن علي.
وليقارن المراقبون اللغة السياسية العربية التي يستعمل التونسيون باللغة المستعملة في بقية البلدان العربية... في الأولى نستشف فلسفة المواطنة وفي الثانية مفاهيم الفقه العتيقة عن الأمة المؤمنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هو فعلا الإستثناء
سناء نعيم ( 2011 / 1 / 30 - 06:15 )
أسس الدولة العلمانية ومبادئها التي أرساها الحبيب بورقيبة هي التي انتجت ثورة حضارية في تونس لا شعارات دينية بل مطالب بالحرية والمساواة والكرامة.المطالبة بالمواطنةالحقيقة التي تساوي بين كل المواطنين.أما في البلاد الاخرى ،ومنها الجزائر، فقد زادت فيها الجرعات الدينية بعدما منحت السلطة صلاحيات كبيرة لرجال الدين الذين عملوا على تخدير المجتمع بالفتاوى البالية حتى أصبح مشهد طفلة صغيرة محجبة مثار فرح ورضى عند الدهماء ودليل على صحوة إسلامية وما هي ،في الحقيقة ، إلا نكبة وردة وعودة للوراء.تحية لتونس ،الدولة العصرية التي أفرزت هكذا ثورة عظيمة بسبب تحجيمها لدور الدين الذي أدى إلى إنفتاحها على العصرومواكبتها لقيمه بعيدا عن فتاوى التخلف والجهل


2 - اين المشكله
محمد زناز ( 2011 / 1 / 30 - 12:01 )
اين هي هده الدوله العلمانيه اللتي يتحدثون عنها-
هل يوجد في العالم دوله دينيه متطرفه اكبر من اسرائيل-
من ينكر ان الثوره الجزائريه ضد الاستدمار الفرنسي كان اساسها الاسلام
-انا متاكد بان سبب تخلف العرب و المسلمين هو من تبعات الدول الاستعماريه اللتي تدعي الديمقراطيه و خير دليل علي هدا ما جري في تونس و ما يجري حاليا في مصر ... بربكم من يدعم الانضمه الدكتاتوريه...؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر