الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نقرأ؟

فرح عبد الإله

2011 / 1 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما أنتهي من كتابة مقالة، وأحاول ما بإمكاني أن أضفي أو أوضح للقارئ مجموعة من الأفكار والمعتقدات والبراهين حول موضوع ما كي يعود عليه بالنفع، أشعر حينها بالسعادة والرضا التام عن ما أكتبه، لكن يتبين لي مع مرور الوقت أن هذا الشعور يختفي، لأنني أكتب في وسط يعرف القراءة والكتابة لكنه لا يقرأ، مع العلم أننا أمة اقرأ. فما نفع الكتب إذا لم نكن نقرأ؟ وما نفع القارة السابعة التي تحتوي بشبكتها العنكبوتية على مجموعة من الكتب الإلكترونية، وهي لا تصنع من الإنسان قارئا سوى صناعة إنسان مدمن على موقع الفيسبوك وبرامج الدردشة؟

فالقراءة بالنسبة لي، هي التي تصنع الإنسان، والذي لا يقرأ كمثل الحي والميت، فهي تساعد على تنمية العقل وتجويد الذهن، وتصفية الخاطر، وتجعل من الإنسان القارئ يتحلى بالبلاغة والفصاحة.
إن القراءة أيضا هي السبيل إلى المعرفة، بمعنى أنها تقدم نفسها كوسيلة للمعرفة من أجل الوصول إلى فهم تفسيري لموضوع ما واستيعابه، والمعرفة هي التي تمكن للإنسان أن يسيطر على قوى الطبيعة ويسخرها فيما ينفعه، كما أنها تساعده على التحكم بزمام الأمور، ثم لو لا القراءة لما أصبحنا الآن فيما عليه، من تطور وتقدم في مجال الإعلاميات وفي المجالات الكبرى، كالصناعات الثقيلة مثل السفن والأسلحة وغزو الفضاء.... ولا ننسى مجال الأدب بالطبع.

لقد كانت القراءة منذ الحضارات القديمة (الإغريقية، المصرية، الرومانية) شرط من أجل الارتقاء، فإذا أردنا أن تكون لنا مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب، هو بالطبع ما نقرأه من الكتب والمجلدات التي تعود علينا وعليهم بالنفع، وللإشارة هنا، إن القارئ عندما يستحضر النية بأنه يريد أن ينفع بما قرأه على الناس، فإنه يؤجر من عند الله، لأن غايته تكمن في إخراجهم من الظلمات إلى النور. وهذا ما جاء على قول رسول الله (ص): (من سلك طريقا يبتغى فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، فمهدت له طرق الجنة وفتحت له أبواب الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها إرضائاً لطالب العلم، وإن العالم ليَستغفر له من في السماوات ومن في الأرض. حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.) رواه الإمام الترميذى وصححه الشيخ الألبانى، فلماذا إذا لا نقرأ؟

فما كان جواب الأغلبية من الناس على هذا السؤال، هو طبيعة الحياة والتغيرات الهائلة التي لم تعد تمنح للإنسان وقتا للقراءة الطويلة...، وذلك من أجل البحث عن لقمة العيش والركض وراء الأحلام الزائفة انتهاء بغلاء الكتب.

أما جواب الأقلية من الناس، والذي يدعوا إلى نوع من السخرية هو إجابة هؤلاء الذي أصفهم بأصحاب الكؤوس الجوفاء كون عقولهم تتشبه بهذه الكؤوس بقولهم: عندما نقرأ فإنا بذلك يؤدي بنا إلى الفهم، وعندما نفهم فإنه يؤدي بنا إلى السجن... ويضيفون على هذا الكلام بأن علماء الدين أو المشايخ قالوا: لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة. فما أحقر هذا الجواب، بل أكثر من ذلك يطعنون بما أنزل الله وأنعم على رسوله الكريم وعلى عباده مرتين وهي كلمة اقرأ، بهدف تغطية عجزهم عن القراءة وانشغالهم بأمور ومواضيع تافهة لا معنى لها، ولو نطق الكتاب لا تبرأ منهم بقوله: اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء يا رب العالمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حب التعلم
احمد الجوراني ( 2011 / 1 / 31 - 15:12 )
القراءه هي المدخل لجميع العلوم ودول كثيره اسيويه واوربيه تقدمت علميا من خلال القراءه ولم يكن المحفز لهم قراءن او حديث نبوي اوفوز بالجنه ولكن حبهم للعلم والتعلم


2 - كيف
حمورابي سعيد ( 2011 / 1 / 31 - 18:46 )
يا ست فرح...كيف تقولين اننا لا نقرا ؟ نحن نقرا الكثير من الكتب من امثال ..اخراج الجان من قلب الانسان و اهوال القبر وعودة الشيخ الى صباه وكيفية الدخول الى الحمام ومن امثالها .تحياتي

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم