الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة اللوتس .. استقراء مشارك وليس مشاهد

حسن إسماعيل

2011 / 2 / 2
المجتمع المدني


ثورة اللوتس

لا حزبية .. ولا طائفية .. ثورتنا ثورة شعبية

كالجميع لثورة الغضب ليوم 25 يناير ولم نكن نتخيل أنه سيفوق توقعاتنا بكل المقاييس . وبعد تصاعد المظاهرات ونزول الاخوان للمشاركة الفعلية ليوم الجمعة الموافق 28 يناير ، ولكنهم احترموا كل المطالب الوطنية والشعارات الوطنية والمدنية لثورة الشباب . واحترموا أيضاً بالقول والفعل تقديرهم وعرفانهم للحصان الأبيض للثورة الذي نادى بثورة الغضب وقادها يوم 25 .



وأياً كان هذا التقدير حقيقي أو تكتيكي ، لركوب الثورة بعد ذلك وتحويلها إلى مطالب إخوانية أو مطالب حزبية ضيقة الأفق الوطني . ولم يختلف كثيراً مشهد الأحزاب الكبرى ( الوفد والتجمع والناصري والغد والجبهة ) عن مشهد الاخوان إلا بقلة عددهم ، وظلت وتيرة الثورة تتصاعد وتكسب مؤيدين ومتعاطفين كل يوم من الشعب المصري ، وكان هذا المشهد معجزي للغاية وايجابي للغاية . فالمصريون طيلة 30 سنة من حكم مبارك ونظامه لم يقدروا على انتفاضة حقيقية تهز اركان النظام بعد أن نجح النظام في تكبيل الشعب المصري كله واختراق احزاب المعارضة بالأمن وبالصفقات ووضع الجميع في الدائرة السوداء ، دائرة الترويض او الاحباط التي تخيلوا انها وئدت ارادة الشعب المصري .



ولأننا خرجنا في ثورة 19 في ظل وجود رمز كسعد زغلول وفي ظل الاحتلال وفي ثورة أو انقلاب 1952 ، كانت الدبابات من يركب عليها هم رموز الثورة حيث تنظيم الضباط الأحرار وحلفاءهم من الاخوان والتيارات الاخرى . ولكن ثورتنا بلا سعد زغلول وبلا دبابات بل هي شباب مصر وبحزب الفيسبوك - حزب العالم الحر



وفي ظل نخبة بعيدة عن الشباب ، تسكن البرج العاجي والتنظير الفارغ من التجسد في الشارع المصري .

كانت المنطقة الوحيدة البيضاء في هذا المشهد السوداوي المصري هي منطقة الشباب الذي كان يسكن وطن الفيسبوك والتويتر والمدونات . هذا الوطن الحر العولمي الذي يعج بالأفكار والرؤى والأحلام والأهداف .



ولأن الأجيال القديمة والنخب القديمة والأحزاب القديمة لا تدرك قدرة الواقع الافتراضي على تشكيل الواقع الحقيقي ، فلم ينتبه أحد وهذا كان في صالحنا بل على العكس كان النظام الديكتاتوري يسخر هو ومعارضته من شباب الفيسبوك ولذلك لم يقدر الأمن رغم محاولاته باختراق شباب الفيسبوك وهذا العالم العولمي الحر ، لكنه لم ينجح لأن كل أدواته كانت قديمة ومرقعة ومشوهة .





وبعد 8 ايام ، وبعد بيانات من الحكومة متتالية تنسخ بعضها البعض وبعد تصرفات همجية بوليسية في ضرب ثورتنا السلمية بالقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص الحي ، وسقوط منا أكثر من 300 شهيد وبعد قطع وسائل الاتصال التليفوني والمعلوماتي ( الانترنت ) ، وفتح السجون وانتشار البلطجية وترويع الشعب المصري العظيم ،

ساهمت هذه القرارات والممارسات الأمنية المتخلفة مساهمة غير عادية في اشتعال الثورة ونزول أكبر عدد في الشوارع لمواجهة هذا النظام الديكتاتوري . وايماننا أن لا حرية إلا بدم

استمرار .. اصرار .. .. انتصار

وقف الشعب المصري يحرس ويحمي مصر بدلاً من أمن النظام الديكتاتوري في مشهد حضاري وتكافلي لم تشهده مصر منذ قرون .





قبلنا المواجهة ودسنا تحت اقدامنا الخوف ، واخترنا البقاء في ميدان التحرير ، ميدان الحرية وثورة " اللوتس " . خرج الرئيس مبارك في خطاب التنحي الذي حلم به المصريون ولم يتخيلوه يوماً ، بل تخيلوا العكس تماما ، تخيلوا توريث جمال مبارك ، وتخيلوا حفيد مبارك بعد ابنه .



وكان الوجه الآخر للحكومة المصرية ، الغرب المتمثل في أمريكا واسرائيل ، كان هذا الوجه طيلة الـ 8 ايام يناضل من أجل استمرار النظام الديكتاتوري لبقاء مصالحه بغض النظر عن مصالح الشعب المصري وعكس ما يدعون ويتشدقون أنهم يؤمنون أن من حق الشعوب أن تقرر مصيرها خوفاً منهم من البعبع الذي يشهره النظام في وجوههم وهو بعبع الاخوان المسلمين والدولة الاسلامية .



وكان النظام في نفس الوقت في اعلامه وقنواته المهجورة يشهر سلاح الفوضى في الداخل حيث معادلة النظام الديكتاتوري بعبع الفوضى للداخل وبعبع الاخوان للخارج .

ولا نقدر أن ننكر أن النظام نجح بعض الشيء في تجسيد هذه المعادلة لكثير من الشعب المصري ، وكثير من الغرب .




ولأننا لسنا تونس اجتماعياً وجغرافياً وسياسياً وتاريخياً ، فنحن أكثر من 80 مليون منهم 60 مليون تحت خط الفقر ، ونفوق منطقتنا في العشوائيات وسكنى المقابر ، وأكثر من 5 مليون أطفال شوارع ، وأكثر من 8 مليون موظف برواتب زهيدة وضئيلة للغاية ، لأجل كل هذا المشهد وأكثر ينبغي أن نفكر بموضوعية وبعمق وبحكمة لكي لا نخسر ما ربحناه ، فنحن أكثر ما ربحناه إلى الآن هو المعجزة الكبرى وهو اغتيال مخطط التوريث ، واجبار مبارك على التنحي في نهاية مدته الرئاسية ووضع طلباتنا الثورية والدستورية والقانونية والمدنية في مركز المفاوضات .




وهنا ينبغي أن نقف لشرح وجهتي النظر اللذان يمثلان وجهي الثورة والشباب في ميدان التحرير وفي مدن مصر العريقة حيث السويس العظيمة الباسلة والاسكندرية - منارة مصر القديمة - وكل محافظات مصر .



الوجه الأول ..

غضب من خطاب التنحي ورفضه لأنه لم يفي بكل مطالب الثورة بل يعتبر هذا الخطاب هو التفاف على مطالب الشعب ومحاولة جديدة لوئد انتفاضة الشعب المصري واستمرار النظام بثوب جديد وقناع جديد .



الوجه الثاني يقول ..

أننا حققنا المعجزة في اغتيال منظومة التوريث لآل مبارك وفي رحيل مبارك بشكل آمن لكي لا يترك مصر خربة ومحروقة ومنهوبة . ليس فقط من النظام وحلفائه بل من الجياع من ضحايا النظام والفقراء المهدورة كل حقوقهم الآدمية .



ويؤكد هذا الفريق وأنا منهم على أننا لن نقبل الالتفاف على مطالب الثورة بأي شكل ولذلك علينا أن نفوض مجموعة من القضاة المستقلين غير الحزبيين وغير المؤدلجين سياسياً أو دينياً ليحملوا مطالبنا وليكملوا مسيرة الثورة تفاوضياً مع النظام لكي لا نخسر ما ربحناه ولكي لا نخسر تعاطف الشعب مع ثورتنا وشبابنا البواسل ولا نخسر مصرنا الآمنة ( ولأننا لسنا من أنصار شمشون الجبار الذي يهدم المعبد عليه وعلى أعداءه ) .


لكي نصل إلى أهدافنا بالطرق السلمية التي تضع نصب أعينها الشعب المصري بمصالحه واحتياجاته ومطالبه المشروعة جداً ، وحلمنا بدولة ديمقراطية مدنية 100 % .

حيث تأسيس لدستور جديد -

ولمجالس نيابية ومحلية جديدة -

وعلى تداول سلطة حقيقي -

وعلى فصل للسلطات حقيقي -

وعلى إلغاء قانون الطواريء وكل القوانين الاستثنائية -

وعلى ترسيخ حقوق الانسان وميثاقه العالمي .

وعلى رجوع الجيش إلى ثكناته ليحمي حدود مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي