الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغتصاب الشرعي

منى حسين

2011 / 2 / 4
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أعتدنا دائما أن نكون مسيرات لاخيار لنا في أتخاذ القرارات بل وبدأت صغيراتنا مرحلة جديدة من العتمة تجتاح عقولهن بقطعة قماش، تحت عنوان (الشرعية والفضيلة).
أجبلت أمهاتنا على تعليمنا منذ الصغر على العيب والحشمة وكلنا نرى نظرة الخوف والجبن التي تغمس ايامنا ولحظاتنا كوننا أناث، هذه النظرة المنكسرة التي رافقت ولادتنا وما تعلمناه بمرور الزمن يؤكد أننا فتيات لنتعلم.. عند الجلوس يجب أن نكون هادئات وعند الكلام يجب أن نكون مطيعات، وعند الأكل يجب أن نكون مؤدبات، وعند اللبس يجب أن نكون محتشمات، وعند اللبلوغ يجب أن نكون ممسوخات غير مرئيات، اي بمعنى أن أمهاتنا أجبرن أن يعلمننا أن نبعد عن شيء اسمه ذكر.. أو ولد.. أو رجل.. لأن مشاريعهم معنا جسدية كمشاريع الراسمالية تماما.
لكن عند مرحلة معينة وقبل الزفاف بلحظات تهمس الأم أو الأخت الكبيرة أو الجارة المقربة في أذن العروس أن لاتعصي أمر هذا الرجل، أي العريس أمنحيه مايريد بدون تردد أو خجل لأن الصورة أصبحت شرعية بموافقة الرب والبشرية. وهنا تأتي الصدمة للفتاة فطوال فترة الصغر والصبا يعلمونها كيف تحافظ على نفسها وكيف تستحي من أشيائها الطبيعية وكيف تسترها وتخفيها وخصوصا على الرجال، يعلمونها كيف تحجب لبسها.. صوتها.. شعرها.. كل شيء فيها محجوب أو يجب أن يكون محجوب، واياك أياك أن تتحدثي مع الصبي أدخلي المنزل لاتناقشي... اي بين قوسين أختبئي. ياللروعة لكن في ليلة الزفاف عليها أن تخلع ثوب الحشمة والفضيلة لهذا الرجل الشرعي، وأذ بالأم تنصح أبنتها أن تمنح زوجها مايريد ومتى يشاء وعليها الطاعة. شتان ما بين الأمرين. وبعد تلك الليلة تبدأ سلسلة الأغتصابات الشرعية لأن هذا الرجل الشرعي يعمل بوصية والده في أن لايأجل أغتصابه للعروس لليلة الثانية.
كل النساء المتزوجات يتعرضن أو تعرضن للأغتصاب الزوجي أو الأغتصاب الشرعي، وأود أن أوضح هنا معنى الأغتصاب الزوجي فهو يعني مصادرة حق الزوجة في أمتلاك جسدها أو رغبتها، لأن عقد الزواج يمنح الرجل حق أمتلاك المرأة بكل تفاصيلها ويصادر وجودها بالكامل، لأن عقد الزواج يمنح الرجل صلاحيات أمتلاك المرأة بشكل كامل ومطلق..
أود أن أخاطب الرجل وبالتحديد بخصوص موضوع الأغتصاب الزوجي أو الشرعي، طبعا أنا لا أقصد جميع الرجال لكن متى والى متى نبقى تحت وطأة وجبروت وأحتكار الرجل لحقوقنا الأنسانية. أن العملية الجنسية عملية أنسانية وأساس وجودها المشاركة المتبادلة. لماذا يحاول الرجل التفرد بالأحساس وبالموقف. لماذا يحاول قيادتها وفقا لخططه وتربيته وعقده عجبا.. هناك نساء متحررات متزوجات من رجال قمة في الثقافة والوعي وعندما أتطرق معهن لموضوع الأغتصاب الزوجي أجد أنهن تعرضن الى أقسى أنواع العنف الأنساني الا وهو الأغتصاب الشرعي. فما هي الأسباب ياترى؟
- أهي طبيعة الجسد.
- أم هي طبيعة الرجل.
- أم هي حالة مرضية أصابت أغلبية الرجال وتحولت الى أيقاع أجتماعي، لتتحول الى ممارسة طبيعية ومشروعة.
طبعا الكل يتفق معي على أن عقد الزواج يمنح الرجل السلطة الكاملة لتملك المرأة وخصوصا الواجبات الشرعية أي خصوصا العلاقة الجسدية. لأن الزواج يستند أساسا على شرط النكاح أي الأتصال الجسدي لأن عقد الزواج أصلا عقد نكاح. أعتقد من هذا المنطلق يمنح الرجل حقوق التملك والتسلط والممارسات اللاأنسانية بحق المرأة. واذا أردت أن أتعمق أكثر في هذا الموضوع أجد أن المسؤولية الكاملة تقع على تلك الشروط الشرعية التي تكبل المرأة وتحملها فوق طاقتها، مما يسمح للرجل التمادي في فرض وممارسة العنف ضد المرأة، لكن العنف هذه المرة يرتدي زيا أخر لأنه ينتشر ويتحول الى ثقافة ذكورية مطلقة بزي الشرعية.
أي أنه أنت زوجي بالدرجة الأولى فالآية تقول "أنكحوا ماطاب لكم من النساء" والأخرى تقول "نسائكم حرث لكم آتوهن آنى شئتم"، وآنى تأتي هنا بمعنى (متى وأين)، أي الأن أصبحت علة ثقافتنا واضحة، فالخطاب موجه للرجال بموافقة الرب وتبريكاته، فلماذا لايغتصب مادام الرب يمنحه حق المكان والزمان في أمتلاك المرأة بكل جوارحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هو الرب
مجدى حلمي عزيز ( 2011 / 2 / 5 - 09:38 )
الرب الذي تقصدينه سيدتي الفاضلة قد انتن وفاحت رائحته
الرب الذي تقصدينه قد صار الشيطان بعينه
تعالي نبحث عن رب جديد نستطيع ان نحبه ولانشك في نواياه السيئه


2 - تصحيح معلومات
ريم محمود ( 2011 / 2 / 24 - 09:35 )
يا جماعة ...قول الحق واجب ...أنتم الان تتناقشون بموضوع يجب إلقاء اللوم فيه على العادات و التقاليد البالية التي لا أصل للدين فيها...و الدين الإسلامي بريء منها كل البراءة..سأوضح:
1-الإسلام أعطى المرأة الحق في الموافقة على الزوج و زواجها دون رضاها باطل
2-للزوجة حق الاستمتاع بزوجها كما للزوج ذلك
3-معاشرة الزوج لها بالمعروف حق لها كما هو حق له
و حكاية - اغتصاب شرعي - خطأ في التسمية لأنه ليس شرعي و متعارض مع مبادئ و أحكام الزواج التي نص عليها الإسلام في المعاشرة بالمعروف ,الإسلام ينادي ب (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان),و في أحاديث السنة هنالك من الأحاديث التي نادت باللطف و التمهيد بالكلام الجميل و القبل قبل المعاشرة الحميمة.
لذلك أسهموا في نشر التوعية بالأخطاء المجتمعية و العادات و التقاليد الباطلة و العمل على توقفها و تبينوا قبل إهانة الدين الإسلامي.


3 - وجهة نظر
noor ( 2011 / 8 / 20 - 22:11 )
طبعاً بدون شك المقال غاية في الدقة العلمية وفي طيه يحمل الاعراف والتقاليد الاجتماعية اضافةً الى التعاليم الدينية الحيف الذي لحق بالمراءة الشرقية على وجه العموم والمراءة العراقية على وجه الخصوص وهذا كلام منطقي لا لبس فيه ولكن يا سدتي الفاضلة هل من حلول لهذه المشكلة الاجتماعية الازلية وهل هناك تجارب اجتماعية ناجحة مارستها الشعوب المتحضرة يمكن ان تنجح لدينا واذا كانت موجودة هل يمكن تطبيقها او طرحها على سبيل التجربة سيدتي رواد التغيير في المجتمع العراقي على عدد الاصابع ورموز التخلف والتحجر الفكري والسلوكي الغالبية العظمى وكما يقال الكثرة تغلب الشجاعة لكن التقدم موجود والتغير موجود يتحرك ببطئ ان اسعفنا القدر شهدنا ثمار هذا التغير. اسف على الاطالة مع كل الود .. .

اخر الافلام

.. أصوات من غزة| ارتفاع نسب الإجهاض لدى النساء الحوامل جراء الح


.. القاضية، أنيسة تريشيلي




.. أميمة مهدي، عضوة الهيئة المديرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاق


.. القاضيات ضحايا الإعفاءات تشويه وتنكيل يطالهن




.. أغنية كل الناس