الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمراض العقلية أصابت الحاكم والمحكوم في سوريا

فراس المصري

2011 / 2 / 5
المجتمع المدني


على وقع ما يحدث من ثورة أو بوادر ثورة في هذا القطر العربي أو ذاك, تثار علامات استفهام كثيرة حول طبيعة العلاقة بين الديكتاتور والشعب في سوريا والوضع السيكولوجي والسلوكي للحاكم من جهة و المحكومين من جهة أخرى. فالحاكم و نحن هنا لا نقصد فردأ فقط وإنما فئة حاكمة أيضاً قد أدمن على مظاهر الخضوع والتبجيل التي يتلقاها من الشعب بعد حوالي أربعين سنة من تطبيق أليات وإجراءات هدفت إلى تدمير أدوات التفكير النقدي والمبادرة عند هذا الشعب. فالحاكم في هذه الحالة أصبح كالمدمن على المخدرات أوالمصاب بالذهان حيث يفقد القدرة على إدراك أنه مريض مرضاُ خطيراً لا بد من معالجته. ومن هنا عدم اعتراف الحاكم وحاشيته بالأوضاع المتردية التي أوصلوا إليها البلاد والعباد نتيجة التدمير الشامل لأنشطة المجتمع المدني وتفاقم أحادية التفكير وشيوع الفساد إلى أبعد الحدود. بل إن النخبة المتسلطة حين تتحدث عن إصلاح ما فإنها تقدم حلولاً تجميلية أو مسكنات مؤقتة قد تنجح في بعض الأحيان في تأخير الإنفجار الكبير الذي لا مفر منه والذي له ميعاد محتوم وفق سنن وقوانين الاجتماع والتاريخ.


أما حالة الشعب الذي تعرض لحالة استبدادية عنيفة وطويلة زمنياً فهي أشبه بعقدة ستوكهولم أو متلازمة ستوكهولم و"هو مصطلح يستعمله علماء النفس لتوصيف الحالة النفسية التي تعبر عن تعاطف وتعاون ضحايا الاختطاف والعنف مع مختطفيهم وجلاديهم السابقين وبصفة عامة تعكس عقدة ستوكهولم ميل الضحية إلى الدفاع عن المتسبب بالضرر أو العنف بشكل يتناقض مع سلوك الإنسان السوي.

يفسر علماء النفس هذه الوضعية بقيام الضحية ،التي تكون تحت وقع ضغوط كبيرة،لاشعوريا بخلق آلية نفسية خادعة للتمسك بالحياة وخلق وسيلة للدفاع عن النفس، وذلك بخلق نوع من الألفة مع الجلاد أو المُختَطِف ويقوم بتأويل مبالغ فيه لكل إشارة إيجابية قد تصدر عن الجاني كمده ببعض الماء أو الطعام أو اتصال هاتفي مع أحد الأقارب أو مده بسيجارة ، بل قد يتحول إلى المشاركة مع الجناة في مقاومة تحريره خوفا من الفشل والتسبب في معاناة إضافية حيث تبدي الضحية تعلقا كبيرا بالجاني."

ومن هنا يتوجب على المصلحين أن يدركوا طبيعة المشكلات التي يعاني منها المجتمع والسلطة في سوريا حتى ينطلقوا إلى الإجراءات العلاجية التي قد تستغرق وقتاً يطول أو يقصر و تستلزم بشكل رئيسي إعادة الثقة بالنفس والقدرة على الفعل لدى الشعب والتدرج في مدرسة المطالبة بالحقوق والاحتجاج على المظالم. وأرجو ألا تفسر كلماتي في إطار جلد الذات أو التنكر من المسؤولية أو الانتقاص من شعبنا السوري المصابر ,وإنما هي محاولة لفهم الواقع مهما كان مراً ومن ثم البدء بالعلاج. وفي نهاية المطاف هدفنا هو علاج المريض وإنقاذه بل وتجنب العملية الجراحية قدر الإمكان وليس موت المريض في حال من الأحوال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منذ 1430 سنة
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 2 / 6 - 02:41 )
اشكر الكاتب على جهوده بكتابة المقال...وبعد..
يا اخ فراس الامراض العقلية للحاكم والمحكوم اصبنا بها منذ 1430 سنة...والا كيف تفسر دخول السوريون المسيحيون بالاسلام؟؟

تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟