الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أنا ضد العنف..ردا علي اتهامات ظالمة

عمرو اسماعيل

2004 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في تعليق علي أحد مقالاتي التي أدافع فيها عن الديمقراطية و أفرق بين المقاومة الواعية والعنف الغير الواعي بعث لي قاريء تعليقا صدمني , قال فيه: ,,تنامى إلىّ أن الكاتب (يعنيني) ليس اسمه الصحيح هو ما يسمى به نفسه ولا يقيم فى بلادنا ، بل ربما ليس مسلما ولا عربيا ،ومن الواضح أنه مع أعداء الإسلام قلبا وقالبا,,!! .. تعليق ظالم و أزعجني أيما أزعاج لأنه غير صحيح ويتهمني في أعز مالدي وهو مصريتي و ديانتي لأنني أولا أوقع بأسمي الحقيقي و ثانيا لاني مصري مسلم أبا عن جد وثالثا و هو الأهم معاذ الله أن أكون مع أعداء الأسلام قلبا و قالبا .. رغم أنني لا انفي أطلاقا أنني ضد العنف الغير واعي و ضد عمليات التفجير التي تستهدف المدنيين أو تورطهم دون موافقتهم وردا عليه سأوضح الأسباب :

*أولا و الأهم أن ديننا الحنيف أمرنا ألا نزر وازرة وزر أخري وبالتالي عندما يقوم استشهادي بتفجير نفسه أو تفجير قنبله أو سيارة مفخخة في مجموعة من المدنيين لا يتحملون وزر أخطاء حكامهم وبينهم أطفال و نساء فهو يخالف هذه القاعدة الأسلامية التي وصف الله بها نفسه وأعتقد أنني لم أسمع أن رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلم قد أخذ أطفال و نساء أعداء الأسلام و حتي الغلابة من عامة الناس بجريرة قادتهم و المحاربين له و للأسلام .. ولنفترض أن هناك معتدي آثم اعتدي علي واحد منا وقتل أولاده بدلا منه فماذا يكون الرد .. أعتقد أن الرد الذي يوافق عليه الأسلام وكافة الشرائع السماوية أن أنتقم منه هو ولا آخذ أولاده و عائلته بجريرته وأن أخذني الغضب وقتلته هو عائلته فلا يجب أن أدعي حينئذ أن هذا الفعل هو فعل أسلامي و أن مت وأنا أفعله أصبح شهيدا وينطبق هذا أكثر ما ينطبق علي ما حدث في مدريد و الأدهي علي ما حدث في كربلاء و البصرة و المحيا في الرياض عندما كان الضحايا من المسلمين و الغلابة .. أما مقاومة الدبابات الأسرائيلية أو الأمريكية أو استهداف قادة وجنود الأحتلال أو المستوطنين من البالغين الصهاينة في فلسطين فهذا عمليات مشروعة و مقاومة باسلة في نظري و نظر العالم أجمع .

* ثانيا أن أي مقاومة لكي تحترم و نقف جميعا ورائها لابد أن يكون لها أهداف و اضحة و ساقتبس هنا معلومة طبية متفق عليها و هي أن طريقة العلاج الناجحة هي الطريقة التي استطاعت أن تصمد أمام تحدي الزمن والتي أمكن الحصول منها علي نفس النتائج في عدة مراكز مختلفة سواء فى مستشفي مايو كلينيك أو مستشفي كوم الشقافة المركزي وهي الطريقة التي تقاس عليها طرق العلاج الجديدة .. وأنا أعتقد و قد أكون مخطئا أن نفس الفلسفة تنطبق علي كل شيء في الحياة من سياسة و اقتصاد ومقاومة .. وأذا وضعنا العنف الغير واعي ومن ضمنه العمليات الأستشهادية تحت منظار هذه الفلسفة , فأني أسال هل أوصلتنا هذه العمليات الي أي نتيجة .. لقد ضاع بسببها شباب واعد في عمر الزهور كان يمكن أن يضاف الي رصيد هذه الأمه و هم في رأيي شهداء لأنهم لم يكونوا أكثر من أداة القتل أما من يطلق الزناد فهم قادتهم .. وقد ماتوا في سبيل قضية يؤمنوا بنبلها رغم أن استشهادهم لم يأتي باي نتيجة لأن من قتل في هذه العمليات ليس لهم قيمة أو ليس لهم أي ذنب .. أن قررنا أن نستخدم العنف فلابد أن يكون عنفا مؤثرا بصرف النظر عن نتائجه الأخلاقية مثلما فعلت أمريكا عندما ضربت اليابان بالقنبلة الذرية فأجبرتها علي الأستسلام و لم تستعمل القنبلة الذرية بعد ذلك .. أن أردت أن تستعمل العنف فيجب أن يكون بالضربة القاضية خاصة أذا كنت لا تملك أمكانيات الأستمرار .. أما مايفعله بن لادن و الجماعات المتحالفه معه فهو يزيد في معاناتنا نحن الغلابة و يستعدي العالم علينا دون الحصول علي أي نتيجة .. ولو كان أتبع عملية 11 سبتمبر بعدة عمليات بنفس القوة لكان يمكن أن نغفر له حجم الضحايا لأننا كنا سنحصل علي نتيجة و هي أن تتركنا أمريكا في حالنا لنتعامل مع أسرائيل .. اما ما حدث فهو مثل القزم الذي ضرب عملاقا ركلة تؤلم ثم ظل يتعرض هو و أهله و كل اللي خلفوه للضرب بعد ذلك .. والمشكلة أن القزم قد هرب وترك أهله يتعرضون للضرب .

* ثالثا أريد أن اسأل كل من يهاجمني علي رأيي أن افضل طرق المقاومة و خاصة للضعفاء هي الأساليب السلمية و العصيان المدني .. ماذا لو كان هو أو أبنه في الطائرة التي خطفها محمد عطا و فجر بها برج التجارة العالمي .. ماذا لو كان هو والد أحد الأستشهاديين الفلسطينين .. هل كان سيصرخ مطالبا بالمزيد.. المشكلة أننا نريد أن نحارب أمريكا وأسرائيل الآن حتي آخر فلسطيني أو عراقي رغم أننا كنا نعترض علي العرب(كمصريين) أنهم يريدون أن يحاربوا أسرائيل حتي آخر مصري .. أليست هذه سياسة الكيل بمكيالين التي نتهم بها أمريكا ونحن كعرب من اخترعناها .. كفانا شعارات.. لن نستطيع أن نجبر أمريكا أن تعطينا حقوقنا قبل أن نستطيع أن نجبر حكوماتنا أن تعطينا أبسط حقوقنا الأنسانية .. لن نستطيع أن نقف أمام أسرائيل أو أمريكا قبل أن نصبح مواطنين في دولنا وليس مجرد رعايا لحكامنا .. ألا نتعلم أبدا من أسرائيل ؟!!!!!!

* أما لكل من تساءل من أنا فأنا أقول له أنا مجرد عبد لله فقير يكتب رأيه لأنه لا يستطيع أن يمشي جنب الحيط أكثر من ذلك .. عبد لله فقير قرر أن يمارس حقه الأنساني و الدستوري في أبداء رأيه.. .. عبد لله فقير قد يؤمن و ينادي بفصل الدين عن الدولة ولكنه في نفس الوقت مسلما يؤمن أن لا أله ألا اللة ومحمدا رسول الله ويحب الله و رسوله .. عبد فقير ينادي بألا يتدخل رجال الدين في السياسة ولكنه يجل و يحترم رجال الدين الذين يفقهوننا في أمر ديننا ولا يتدخلون في أمور العلم والسياسة, لكي نزداد قربا من الله و نزداد حبا للخير و العدل..
عبد لله فقير يؤمن أن الدين لله و الوطن للجميع و أننا جميعا مسلمين وأقباط أخوة في هذا الوطن لنا نفس الحقوق و علينا نفس الواجبات ويجب أن نكون جميعا متساوون أمام القانون .. ولكنه القانون المصري وليس الأمريكي أو الكندي أو السعودي.. ويؤمن أن من حق الإنسان أن يعبد الله بالطريقة التي يراها صحيحة و لكنه في نفس الوقت يؤمن أنه ليس من حقه أن يجبر الآخرين علي أتباع طريقته لأن أثمن ما خلقه الله في الإنسان وميزه به عن بقية مخلوقاته هو حرية الاختيار و تحمل مسئولية هذا الاختيار.
.
عبد لله فقير يؤمن أن الحياة هي هبة من الله يجب الحفاظ عليها و خاصة حياة الآخرين و لا يوجد أي مبرر أخلاقي و لا ديني و لا أي مبدأ سياسي و لا قضية مهما كانت عادلة تستحق أن تزهق من أجلها أرواح أبرياء ليس لهم علاقة بهذه القضية أو لا يريدون توريط أنفسهم فيها .. ولتذهب أي قضية الي الجحيم مهما كانت عادلة أذا كان ثمنها دماء طفل بريء قد يكون ثروة للمستقبل و ينفع الإنسانية المعذبة والموبوءة بساستها و حكامها.
عبد لله فقير يؤمن بحقوق الإنسان التي وضع لها الساسة وثيقة عظيمة ثم لم يحترموها ويستمرون في اختراق بنودها و أهم هذه البنود أن الجميع ولدوا أحرارا و أنهم متساوون أمام الله والقانون و لا يجب التمييز بينهم علي أساس اللون أو العرق أو الجنس أو العقيدة .. كلام جميل هو خلاصة ما أنزله الله من السماء علي الإنسان في كل الأديان ولكننا نتقاتل و نقتل بعضنا البعض ثم ندعي أنه قتالا في سبيل الله .. أن الله بريء مما يقترف الإنسان من آثام باسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446


.. 162-An-Nisa




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و