الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا نُريدُ قمّة ً و الملايين تتظاهر

عبد الجبار السعودي

2011 / 2 / 7
المجتمع المدني


نفس (الطين و نفس السيان) ، مُذ كنا صغاراً ومُذ سمعنا بـنشيد ( بلاد العُرب أوطان من الشام لبغدان ... الخ ) ومذ بدأت القمم العربية تتوالى في الأنعقاد، ويذهب ضيوفها و روادها و يرحلون ، دون أن تحقق الشعوب العربية طموحاتها بالتحرر الفعلي والتقدم الأقتصادي المنشود والتحرر الأجتماعي و تحقيق العدالة الأجتماعية والمساواة بين أبناء البلد الواحد !
حُكام يرحلون وآخرون يأتون، ليس عبر صناديق الأقتراح والتداول السلمي للسلطة، بل عبر الأنقلابات والمؤامرات والتوريث والقمع المنظــّم لشعوبهم و قهرها و خداعها عبر الوعود والتطمينات وكذلك عبر الدعم الأجنبي ، ولم نجد ومُذ وعينا وليومنا هذا أن رحلَ رئيس أو حاكم لدولة عربية إلا و قد خلــّف وراءه أرثــــــــاً وتأريخاً من القهر والعذابات و الأنتكاسات والأزمات على الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية تدفع الشعوب العربية ثمنها ولا تزال. فيما يورثُ هؤلاء هم وعائلاتهم و المنتفعين من سنوات حكمهم ، أرثــــــاً من المليارات المسروقة من ثروات شعوبهم والمودعة غصباً عن شعوبهم في بنوك العالم المختلفة.
كل مواسم القمم العربية التي أنعقدت لم تقدم للشعوب العربية غير الأحباطات والخلافات وتسليم مقدرات البلاد للشركات والأحتكارات الأجنبية وتعزيز وتوطيد كراسي الحكام الفاشلين و الثراء لبعض الفئات التي تنتفع من وراء الكواليس، من الرداحين والطبالين وأصحاب الصفقات التجارية الفاشلة و تلك الوهمية منها التي تستغل مثل هذه ( المناسبات التأريخية ) لكي تثرى من خلال أيامها المجيدة والتي تنتظرها بفارغ الصبر !
نفس (الطين و نفس السيان) ونفس مياه المجاري التي تطفح في شوارع المدن والقرى التي عشنا فيها صغاراً، لا تزال كما هي وعلى حالها ، بل وأزدات سوءاً وأستفحل علاجها ، أضافة الى أزمات أخرى معيشية تلحق بالمواطن العراقي المقهور بعذابات البطالة وأرتفاع الأسعار وغلاء الأيجارات ومشاكل السكن والعلاجات الطبية و آثار الحروب المجنونة المختلفة وعشرات من الأزمات الأخرى التي لم تجد حلولاً لها وسط تخبطات لا مثيل لها من سوء الأدارة والفساد المستشري !
نفس (الطين ونفس السيان) ونفس المياه الطافحة و يُراد لوطننا العراق أن يحتضن قمــــّة عربية لا نعرف تماماً الفوائد التي سيجني المواطنون العراقيون ثمارها من جراء أنعقادها !
لا نعرف بالتمام والكمال مئات الملايين من الدولارات التي خصصت لأستضافة القمة الموعودة هذه وكم سيُصرف من النثريات المصاحبة ومن سينتفع من وراءها ؟ لكـننا نعرف تماماً وعيوننا شاخصة على الأخبار والتقارير والدراسات عن آلاف من المدارس التي يحتاجها العراقيون ومئات المستشفيات وآلاف الكيلومترات من مجاري الصرف الصحي ومئات الآلاف من أطنان المواد الغذائية من مفردات البطاقة التموينية وآلاف من وحدات الطاقة الكهربائية وغيرها وغيرها من الأرقام التي تفصح عن حجم المعاناة التي خلفتها سنوات الحكم الدكتاتوري خلال ثلاثة عقود والتي فشلت الحكومات المتلاحقة التي أتت بعد رحيله في تضييقها وحصرها رغم الميزانيات والتخصيصات الضخمة والوعود التي لا تجد بصمات لها في حياة المواطن العراقي.
لا نريدُ قمــــــّة وسط هكذا أحوال كالتي يحياها وطننا العراق و تحياها شعوب المنطقة من فقر ٍ و كدح ٍ ومعاناة وقمع ٍ و تعسف و تغييب قصمت ظهور أبناءها وتطلعاتهم لعقود منصرمة نحو حياة متقدمة و كريمة تليق بآدمية الأنسان.
لا نريدُ قمـــّــة تستضيفُ حكامـــاً، أعلنت شعوبهم علانية عن رفضهم لهم وأنتفضت بوجه سلطانهم!
* * *
بصــرة - أهـــوار
السابع من شباط 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف