الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي العراقي وانقلاب 8 شباط الاسود

سلام الاعرجي

2011 / 2 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تؤكد العديد من الابحاث والدراسات والوثائق السرية التي يكشف النقاب عنها بين الحين والآخر والمعنية في تاريخ العراق الحديث , تؤكد ان من بين ابشع واقسى واعتى الهجمات البربرية والنازية وحشية والتي استهدفت قوى الشعب العراقي الوطنية التقدمية والديمقراطية واليسارية منها حسرا كانت تمثلت في انقلاب شباط الاسود الذي نفذته عصابات العفالقة البعثيين المدعومين من الرجعية المحلية والاقطاع وسقط المتاع من رجالات الفتاوى التكفيرية في محاولة منها لأستعادة امجادها وادامت صلاتها الوثيقة بسالف عهد بغيض كانت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة قد اطاحت به انتصارا منها للشعب وقواه الوطنية . ان حمامات الدم التي استمرت في العراق لأكثر من سبعة اشهر وبمباركة من القوى الامبريالية العالمية واذنابها المحليين لايمكن ان تغيب صورها عن الذاكرة العراقية مهما تقادم الزمن لهول ما اقترفت تلك الزمرالبربرية من مجازر , الا ان السؤال الاهم والذي يؤسس لقراءة موضوعية مستقبلية للحراك السياسي العراقي : من هو المستهدف الحقيقي في مجزرة شباط الاسود ؟ الزعيم عبد الكريم قاسم ؟ منجزات ومكاسب ثورة الرايع عشر من تموز ؟ ام القوى الوطنية والتقدمية في العراق ؟ ولماذا ؟ مما لايختلف عليه اثنان ان الزعيم قاسم وان توفر على شعبية اسطورية - وكانت تليق به بحق - ألا ان الضغوط المستمرة والمتواصلة قد حيدته وابعدته عن الشراكة الصميمية مع القوى التقدمية متمثلة بالشيوعي العراقي حسرا وبعض القوى الوطنية والديمقراطية ! وكانت تلك الضغوط تمارس من قبل العديد من المؤسسات , كالمؤسسة الدينية التكفيرية التي امعنت في محاولاتها الرامية الى فض شراكته مع الشيوعي العراقي من خلال فتوى التكفيير سيئة الصيت والمؤسسة العسكرية متعددت الميول والولاءات كالناصرية والعفلقية والقومية النازية وان اختلفت على شيء فلاشك في توحدها في معادات الفكر الشيوعي ومعتنقيه . والمؤسسة السياسية البراكماتية الغارقة في احلام التصدر والهيمنة والمشاريع الطوباوية . ومن البداهة بمكان ان نواجه بالسؤال الآتي : كيف نثبت ان الحزب الشيوعي العراقي القيادات والقواعد الانصار واالمؤازرين هم الهدف اولا وقبل كل شيء ؟ان بيان الانقلابيين الاول كان اشار الى اسقاط حكومة عبد الكريم قاسم والزمرة المساندة له قاصدين بذلك الحزب الشيوعي العراقي وتوالت بياناتهم توجه اعوانهم من المرتزقة وسقط المتاع وتعلن عن تشكيل ما يسمى بالحرس القومي القذر , كل ذلك كان في غضون سويعات حتى جاء بيانهم سيء الصيت ذي الرقم 13 الذي يدعو الى ابادة الشيوعيين اينما وجدو دون الاشارة الى ايما تنظيم او قوى سياسية ؟! ولكن لماذا الشيوعيين ذلك ما يجب ان تجيب عليه قوى التكفير والشعوبية والانتهازية والرجعية والعمالة اما نحن فنعلم علم اليقين لماذا الشيوعيين ذلك ليس لأنهم من قاوم في عكد الاكراد وباب المعظم والكاظمية والثورة والشعلة والبصرة والنجف والناصرية والكوت وباقي محافظات العراق وليس لأنهم الحزب الوحيد الذي اصدر العديد من البيانات صبيحة ذلك اليوم المشؤم داعيا فيها الجماهير النزول الى الشارع للدفاع عن ثورة الشعب , واتحدى ايما مؤرخ ان يطلعني على وثيقة لحزب او جماعة او منظمة دعت الجماهير وعبئتها للنزول الى الشارع والدفاع عن ثورة تموز ومنجزاتها بالاسنان قبل الاكف وبالاكف قبل السلاح , كما ليس لأنهم الاكثر قدرة على تعبئة الجماهير وقيادتها بدلالة المقاومة البطولية التي انجزوها , بل لأدراك قوى التآمر وقياداتها الامبريالية ان التنظيمات الشيوعية هي الاكثر خطورة على مصالحها القذرة في المنطقة وهي الاكثر انسجاما مع ذاتها والجماهير والاكثر استعدادا من سواها على انجاز مهامها الوطنية التي تقع على النقيض من مصالح القوى الامبريالية . ودليلنا الثاني الذي لاغبار عليه من ان انقلاب العفالقة وقوى التكفير كان يستهدف الشيوعيين العراقيين دون سواهم ما اورده الملك الحسين بن طلال في حديثه الى حسنين هيكل وفي مقابلة شخصية في 27/ ايلول / 63 قائلا (( هل تعلم انه في شباط كانت اذاعة سرية موجهة الى العراق تجهز رجال ألأنقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين ليمكنوهم من اعتقالهم وقتلهم )) وقد نقل الصحفي ( جورج هربوز ) المبعوث الخاص لوكالة ألأنباء الفرنسية في بغداد في 13 شباط الاسود من تلك السنة عن اوساط رسمية للنظام الجديد قولهم (( لدينا قوائم باسماء جميع الشيوعيين ولن نترك أحدا منهم يفلت من يدنا ) وهنا يشير الصحفي الى المشادة الكلامية التي وقعت بين عضو ما يسمى بالقيادة القومية المدعو عبد الغني الراوي والمقبور احمد حسن البكر حيث اوكل البكر للراوي مهمة اعدام 30 شيوعيا فاستشاط النكرة قائلا ما استدعيت لأعدام هذا العدد بل انا مكلف باعدام الآلاف منهم وبعد حوار تراضي بين المنحرفيين تقرر ان ينفذ الراوي حكم الاعدام بكافة الشيوعيين المودعين في نقرة السلمان ممن القي القبض عليهم قبل الانقلاب وبعده وليكن ذلك بعيدا عن اعين الصحافة , وتاكد العديد من المصادر ان عبد الناصر لما علم بفضاعة سلوك الانقلابيين كان اكد لصالح السعدي القيادي الاول في حزب العفالقة قائلا (( ان ماتقومون به ان هو الا تنفيذا لرغبات وليم ليكلاند زعيم المخابرات الامريكية في الشرط الاوسط )) جدير بالذكر ان المدعو ليكلاند كان من اعوان ناصر في اطاحته بالملك فاروق ,. ومن ادلتنا ان الشيوعي العراقي هو المستهدف في شباط الاسود ما اكده ميشيل عفلق ( العميل كوهيين ) في المؤتمر القطري الثالث المنعقد في سنة 62 في المانيا الغربية واكده في مقابلة صحفية في آذار 59 ان البعث لاهدف له سوى تصفية الشيوعيين اينما حلوا وذلك ما جعل المخابرات الامريكية وبدعم من الحكومة البريطانية ومباركة من الموساد الصهيوني يبذلون قصارى الجهد دعما لعصابة عفلق وزمر الانحراف والسقوط والشذوذ ألأخلاقي . نعم ان المستهدف في انقلاب شباط الاسود شعب مضطهد يتطلع الى الحرية وحزب كان الاوفى في دفاعه عن مصالح الجماهير .
الدكتور سلام الاعرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدكتور سلام المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 2 / 8 - 04:05 )
تحيه واليك ما سمعته مني سابقاً
م...أ...ل
تلك آياتٍ عظام
قيام تعظيم سلام
لرايةٍ حملت ميمين شرفت الرايات والأعلام
قيام تعظيم سلام
لفارسٍ همام ...ترجل ممتشقاً حسام
فارس تلاقى بصدره السهام
ليفتدي الجياع والأيتام
ظنوا بقتله ستؤد الأرحام
وتعتكف حمامة السلام
خسيء اللئام
العابثين بيثرب والبيت الحرام
اللائطين ببعظهم
الباصقين بزمزم..جوقت السحت الحرام
تحيه لك
ومجدا للشهيد الشيوعي


2 - اين الخطأ
سمير عبد الاحد ( 2011 / 2 / 8 - 06:05 )
سيدي , اعيد سؤالي الموجه الى الاستاذ عقيل الناصري :اين الخطأ؟ كيف تمكنت جماعة من المراهقين والمنحرفين يقودهم ..... ان يطيحوا باقوى حزب في العراق والمنطقة؟ كيف كاد البطل حسن سريع ان يحقق ما عجز عنه الحزب ولديه مئات الضباط في الجيش والقوة الجوية؟ انا لا استغرب سقوط نظام عبد الكريم قاسم العسكري لانعدام المؤسسات الشعبية والمهنية التي تحميه , ولكنني لا استطيع استيعاب ان ننام في بيوتنا وكنا نعرف ان الانقلاب قادم واي الوحدات ستنفذه ! هل كان الحزب عاجزا عن تامين 100 بندقية لو توفرت لقضي على الانقلاب . اجبني رجاء . مع التقدير


3 - المجد للحزب الشيوعي
صالح نعيم الربيعي ( 2011 / 2 / 15 - 21:15 )
الدكتور سلام الاعرجي المحترم
المجد للشيوعين و الذل للاوغاد التي امتدت يدهم لتختال مخلصيهم
من العبودية و التخلف.
وكل يوم يمر على تاريخ عراقنا يدلل لجميع شرائح المجتمع أن خسارة قادة الشيوعين لن تعوض و لاكنها لم تؤثر على النسيج الجميل لهذا الحزب العملاق الذي بدأت من جديد براعمه
تنذر الخير و المحبة و السلام..
تقديرنا و شكرنا للدكتور سلام الاعرجي لتماسكم المستمر مع جميع المتغيرات و توثقكم المتألق لمجريات الحدث
صالح نعيم الربيعي
هولندا


4 - اعادة للسؤال
عقيل الناصري ( 2011 / 7 / 15 - 13:35 )
العزيز سمير عبد الاحد
شكرا لكم من الاعماق على الثقة المعرفية التي منحتني إياها.. الاجابة تكمن في العديد من العوامل ، أوجزها بأنه هناك عوامل موضوعية ألبت الوضع العام ثم هناك عوامل ذاتية تتعلق بقاسم والحزب الشيوعي ذاته. كما ان الانقلابيين ليس هم من وضعوا خطة الانقلاب كما ارى وبينت ذلك في كتابي {عبد الكريم قاسم في يومه الاخير} اذ تكالبت دول الجوار جميعها مع المراكز الاقليمية والرأسمالية عل الاطاحة بنظام قاسم والحزب الشيوعي.. كليهما كانا مستهدفان. كما توافرت عوامل ساعدت على نجاح الانقلاب علما بأن اول طائرة قصفت وزارة الدفاع كانت قادمة من الخارج.

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير