الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الشعب المصري

نشأت المصري

2011 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثورة الشعب المصري

دعوني أطلق عليها ثورة الشعب المصري لأنها ثورة بكل ما تحمله الكلمة ثورة على الفساد والاستبداد , ثورة على من تزعموا الفساد, ثورة على الإنسان القديم قبل 25/1/2011م , ثورة تغيير حقيقة.

لقد تعبنا كثيراً في الكتابة عن مشكلات مصر والطائفية والتعليم والإعلام وكل مظاهر الفساد والقهر والظلم من دولة فاشية مستبدة سلطوية كل شغلها الشاغل قهر المواطن البسيط ليكون وقوداً للفاسدين في مصر, ولكنا في الحقيقة لم نملك الاستراتيجية الحقيقية لتنفيذ مطالبا, ووضعنا كل الاستراتيجية في يد النظام مطالبين إياه أن ينظر إلى مشكلات مصر, ولو بعين الشفقة على الشعب المصري.

والنتيجة تعنت النظام,, بل زيادة النير بزيادة في منهجية الطائفية والتخلف, نظام يسعى دائما لوضع مصر والمصريين في صراعات داخلية بنظرية فرق تسود , واستعمل فيها كل وسائل القمع للشعب المصري,, حتى فقدنا الأمل تماماً, إلى أن جاءت فكرة 25يناير فكانت أشبه بطيف له بصيص من الأمل ولكن في داخلنا كيف يكون؟ وكيف ينفذ؟ في ظل دولة سادية سلطوية قامعة لكل أطياف الشعب.

فكانت الثورة ,,, تزلزلت أمامها قصور الطغاة والظالمين بحناجر ثوارها الأحرار وبأصواتهم قهروا أسلحة البلطجة والظلم , ذاب أمامها طموحات الفاسدين والمرتزقة الذين يعشون كالجرذان متطفلين على قوت الغلابة والمحتاجين من الشعب المصري.

الشعب قبل 25 يناير تمزق, فقد وحدانيته عمداً, تلطخ بدماء أبرياء ولم يكن له أو عليه في قتلهم ولكن السلطة أرادت هذا هي تقتل والشعب يأخذ القصاص, فكان شوق الشعب للتغيير كلٍ بأسلوبه:

فلجأ المسيحي لأحضان الكنيسة والتي ساهمت كثيراً في تفرقة الشعب المسيحي وعزله عن المجتمع ,, فأغرقت الشباب في برامج دينية ومهرجانات وجوائز وهمية وكئوس وميداليات كلها أوهام وضباب لمستقبل المسيحي المصري , حتى انتزعت شبابها من المجتمع من حوله واهمة أنها حفظت بهذا أمنه وأمانه,, وإن أراد التغيير, وضعت أمامه مستقبل مصر وسطوة الإسلام السياسي على السلطة, أو سطوة الإخوان المسلمين على السلطة, مكممة كل الأفواه المنادية بالتغيير في مصر راضية بالذل والهوان والسكينة لكل الشعب القبطي, قائدة إياه في طريق مظلم من العزلة المجتمعية, وللأسف الشديد حتى بعد 25 يناير.

ولجأ أيضاً المسلمين مخدوعين من النظام الذي فرض علينا الطائفية والعزلة, والحرب الداخلية بين أطياف الشعب, حتى بات المسلم يشتاق لدولة يكون شعارها الإسلام هو الحل ,,أو دولة سلفية ترعى مبدأ تكفير كل ما هو غير مسلم أو كل ما هو على غير معتقدهم ,, ليزيد هذا من تفرقة الشعب المصري, والكراهية التي تعمقت في أوصال كل مواطنيه,, والمستفيدين من هذا يزدادون ثراء ناهبين كل ثروات مصر,, وباقي المجتمع يأكل بعضه البعض ويحرق بعضه البعض, فساد الضباب والظلام والجهل والمرض وساد أيضاً طغيان الطغاة.

ثورة الشعب المصري هي في حقيقتها :
• ثورة داخلية على النفس فقهرت الخوف وزعزعت أواصل الوطنية لننهض جميعاً كل أطياف الشعب لننادي يحيا مصر ويسقط الظلم والهوان.
• ثورة على الفراغ الضبابي الذي يحدثه النظام والذي من شأنه تعمية الشعب عن مطالبه, ولكن عندما ملأ الشباب هذا الفراغ بحب عميق لمصر انقشع الضباب وزال الظلام وظهرت عورة الظالمين والفاسدين جلية فطالب الجميع بسقوط النظام.
• ثورة على كل من طالبنا بغرس رؤوسنا في الرمال, منادياً إيانا بمزيد من الانتماء الديني على حساب الانتماء لمصر, أو على كل من يلهينا بمظاهر تدين مريض.
• ثورة على الفوضة وعدم النظام ليصبح ميدان التحرير لوحة جميلة نظيفة بها كل المناهج المستقبلية لمصر, ليكون نموذج لمصر المستقبلية.
• ثورة على الطائفية حتى ترتفع حناجر المصريين ضد كل من يريد تفرقة الشعب بأي شعار ديني.
• ثورة على الفقر والضنك الذي لازم الشعب المصري من السبعينات حتى اليوم.
• ثورة على الجهل والتخلف, لأن هذه الثورة قامت من خلال تكنولوجيا المعلومات والمديا والانترنت.
• ثورة شباب, لتطل بنور التجديد والتغيير فينقشع أمامها التكهل والعجز والترهل, والرجعية.
• ثورة بيضاء بلون النور حتى أنها كشفت عن دماء شهداء مصر, وكشفت الأيادي الملطخة بهذه الدماء وعلى مدى تجاوز الخمسون عاماً أي من بداية دخول الطائفية وتغلغلها في مصر.

لقد وحدت هذه الثورة كل أطياف الشعب وأعادت للشعب روح أكتوبر فهناك على أرض سيناء الحبيبة سال دم أبناء مصر حيث أن رصاصات الغدر لم تفرق مصري ومصري, وأعادت روح ثورة 1919م والتي تعانق فيها الهلال مع الصليب ضد الإنجليز.

كنت قبل 25 يناير منبوذ مهان باسمي الذي يقترن بالمصري ولكني الآن وبعد 25 يناير أفتخر بأني نشأت المصري ولا أخاف النظام الذي شوه مصر وأراد أن يقتص من كل مصري.

نشأت المصري









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ