الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لطفك يا نزار- وبقينا دببا قطبية- ... د. يوسف عبدالحق

أبو زيد حموضة

2011 / 2 / 9
المجتمع المدني


اندلعت الثورة الشعبية المصرية منذ أكثر من أسبوعين وبعد أقل من أسبوع واحد من سقوط بن علي أمام الثورة الشعبية التونسية، كل إرادة الشعب الفلسطيني من داخله في كل أماكن تواجده تحتقن طاقات هائلة من الدعم والتأييد للمقهورين في تونس ومصر وهم يقاومون القهر وبستشهدون من أجل الحرية والعدل، ذلك أن أبسط فلسطيني يدرك تماما أن قوته من قوة عمقه العربي،

حاول الجماهير الشعبية جهدها للتعبير الحر السلمي عن موقفها المذكور، لكن حكم رام الله وحكم غزة بقي صامتا إن لم يكن مجاملا لحكم القمع في تونس ومصر، ورغم أن أبسط مباديء المنطق تقول أن على الحكمين أن يقفا بحزم وقوة مع المقهورين في كل مكان التزاما منهما بمقولة مارتن لوثر كينج " بأن أي مساس بالحرية في أي مكان هو مساس بالحرية في كل مكان"، فوحدة المقهورين هو طريق الحرية والعدل في فلسطين، رغم كل ذلك فقد تفهم البعض دون أن يوافق ، موقف الحكمين باعتبار أن كرسي الحكم عندهما أولى وأهم وهو ما يحتاج الدعم من حكم القمع العربي،

حاولت القوى السياسية دعم موقف الثورتين، فحدثت بعض النشاطات الجماهيرية المتواضعة في الحكمين مع تفاوت، ولكن المفاجئ والمحزن حقا أن الحكمين عملا بقوة وفعالية من تحت الطاولة ومن فوقها على حصر هذه النشاطات في أضيق ما يمكن، والسؤال لماذا هذا الموقف؟؟؟ إذا كان الحكمين لا يريدان خسارة حكم القمع العربي فقد تم ذلك من خلال صمتهما، أما أن يتم حرمان الشعب من التعبير عن موقفه فهو قمع غير ديمقراطي يضاف إلى مخزونهما من كل أشكال القمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال أكثر من أربع سنوات،

لكن الأدهى والأمر هو الموقف الباهت من القوى الوطنية بكل أطيافها والذي تجلى بضعف أدائها في رام الله وغزة، بل إن حزب الحكم في رام الله وحزب الحكم في غزة ظلا صامتين حتى رحيل بن علي بخصوص تونس وحتى الآن بخصوص الثورة الشعبية المصرية، هل تم إسقاط البعد الشعبي العربي من حسابات معظم القوى الوطنية الفلسطينية؟؟ هل يمكن للحركة التحررية الفلسطينية أن تتقدم بدون الدعم الجماهيري العربي؟؟ وهل من المنطق في شيء أن ترى هذه القوى شعبنا في تونس ومصر يقمع ويقتل ويعذب وتظل صماء بكماء، ثم حين يتعرض الشعب الفلسطيني للقمع الصهيوني الوحشي المستمر تنطلق حناجرنا تصرخ مع جوليا بطرس " وين الملايين"؟؟؟ أي حس بالمسؤولية هذا الذي يسود معظم الحركة الفلسطينية اليوم؟؟؟

لكن ثالثة الأثافي ما حدث مؤخرا في نابلس جبل النار، فقد دعت إحدى القوى اليسارية لجنة التنسيق الفصائلي لعمل شعبي تضامني مع الثورة الشعبية المصرية، في البداية تمت الموافقة، ولكن في اليوم الثاني 7/2 اجتمعت لجنة التنسيق الفصائلي مرة ثانية بعد أن نزل الوحي عليها وألغت الفكرة بأغلبية الأصوات وتخلى الحميع عن الفكرة باستثناء الجهة الداعية لها، هذه هي نفس القوى التي قامت قبل أربعة أيام بنشاط لدعم الثورة الشعبية المصرية في رام الله، كيف غيرت موقفها؟؟ فهل نابلس تحت ظل حكم آخر غير حكم رام الله؟؟ فعلا نحن في زمن العجائب بل في زمن قصيدة نزار حين قال " قاوموا، وهاجموا، واستشهدوا وبقينا دببا قطبية"
نابلس8/11/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة