الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر

عمر شبيب

2011 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر

بالعبارة العنوان فصل السيد المسيح الدين و الروحانيات عن المادة و عن الحكم السياسي فما بالنا نحن نحرف ما أرادة اللة . و رغم وضوح العبارة بفصل الحياة الدنيا عن الروحانيات و عدم خلط الأمور إلا أن الكنيسة تمسكت بالسلطة و أدانت و حكمت و أفسدت كل التعاليم المسيحية في العصور الوسطى و قد ظلمت الناس حتى وصل الأمر إلى عدم قدرة الناس على تحمل أفعال الكنيسة و إنتفظت كل أوروبا على مثل هذا النمط من الحكم و رفضته.

جاء الوقت و ساد فيه البديل وهو مبدأ السيكيولاريزم ( Secularism ) و هذا المصطلح يعني الاهتمام بالحياة الدنيوية و ترك الهموم الروحانية و هذا ما قاومته الكنيسة و قياداتها رافضةً بذلك حكم السيكيولاريزم , و لكن في النهاية ساد اختيار الشعب و هو اعتماد مبدأ السيكيولاريزم ( Secularism ) أي دور العلم في الحكم و الحكم على أساس علمي عادل و رفض الحكم على أساس ديني و اعتماد الأساس الدنيوي .
و استخدام كلمة السيكيولاريزم ( Secularism ) هنا في هذه ألمقاله جاء بدلاً من استخدام الكلمة المرادفة لها في اللغة العربية و هي العَلُمانية . و التي يلفظها الكثيرون العِلمانية . وهذه الترجمة الغير دقيقة خلقت بدورها إشكالية في فهم المعنى الصحيح ل (Secularism) . و المقصود هنا أن كل أوروبا أتبعت التشريعات القائمة على ألأساس العلمي و ليس الروحي أو الديني. بينما في مجتمعاتنا هناك الكثير من المثقفين يستخدمون كلمة عِلمانية و هو اللفظ الغير صحيح و التعبير الغير دقيق عن الموقف.

لقد ظلم حكم الكنيسة المجتمع الأوروبي لسنوات عدة و قد انعكس ذلك في أدبيات تلك الحقبة الزمنية و التي تمخضت عن ولادة بما يسمى عصر البعث أو التنوير في فرنسا و باقي الدول ألأوروبية. طبعاً الكنيسة في حكمها اعتمدت تعاليم الكتاب المقدس بشقية العهد القديم و العهد الجديد و سنت القوانين و التشريعات في المجتمع على أساس ديني و لكن استثنت بديهيات الأمور التي ذكرها السيد المسيح و التي هي أساس التعليم المسيحي و من أهم المقولات التي علمها السيد المسيح لأبناء البشرية قولة :
أولاً : أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر وهو عنواننا هنا . أي أول من فصل الدين عن الدولة هو السيد المسيح مبعوث الله إلى البشر.
ثانياً: لا تدينوا كي لا تدانوا و هنا تعبير واضح عن عدم خلط الحياة المادية مع الروحية فإذا أُمرنا بعدم إدانة بعضنا لبعض فإنه لا يحق لنا وضع قوانين روحانية تدين البشرية بل كل يطبق الروحانيات على نفسه . حيث أنة و من هذة العبارة الكتابية لا يمكن أن يكون تشريع على أساس روحاني و هذا من صلب الديانة و يتعارض مع وجود سلطة أساسها الدين والروحانيات .

ثالثاً : حسب رسالة بولس الرسول .... الآية تقول ( كل الأشياء تحل لي و لكن ليست كل الأشياء توافق , كل الأشياء تحل لي و لكن لا يتسلط علي شيء ) و هنا نرى أن التربية المسيحية التي قصدها بولس الرسول في رسالته هي الحرية التامة و عدم التدخل في شؤون بعضنا البعض و لكن يكون الأمر نابع من داخلنا نحن و علية لا يحق لأحد بالتحكم بالغير و هذا يعني الحرية التامة في المسيحية و التي تصل إلى حد الإدارة الذاتية للنفس . يبدو في هذا الموقف جليا السمو الروحي و عدم الارتباط بالعالم الدنيوي, و هذا واضح من عدم تسّلط الأشياء علينا نحن أنفسنا أي لا للمادة و نعم للروح السامية فوق كل الدنيويات.
و يمكنني الاستمرار في جلب الشواهد حول عدم خلط الروحانيات بالماديات في الديانة المسيحية إلى ما قدر الله و شاء , فكل الديانة المسيحية قائمة على رفض المادة و التمسك بالروحانيات .

إذا من الأجدر بنا إدارة الشؤون المادية في الدولة حسب القوانين الطبيعية و التي تم وضعها على أساس علمي منبثق من الحياة المادية و العلمية و مَقْدِرة هذه القوانين على توزيع الدخل بطريقة عادلة , تحقق للجميع الحياة الكريمة و دعم عزة النفس البشرية و عدم أهانتها.

و لكن بالرغم من كثرة الشواهد في الكتاب المقدس حول التخلي عن المادة و عدم ألارتباط بها و حيث قال السيد المسيح أكنزوا لكم كنوزاً في السماء و ليس على الأرض وهي صيغة أخرى لفصل الحياة الدنيا عن الحياة الآخرة إلا أن الكنيسة ارتبطت بالحياة المادية و حكمت المجتمعات حسب قوانين الكنيسة و هو الشيء الغلط و المخالف أصلاً للديانة المسيحية .

إذا لماذا نتمسك بالماديات و الروحانيات معا أليس من الأجدر بنا ترك الحرية للفرد في إختيارة لطريقة عبادته و روحانياته الخاصة بة و نحن نعلم إن الله هو الذي سوف يحاسب الجميع على أفعالهم و لا يحق لنا نحن البشر القيام بهذا الدور . وعلية فل نعط ما لله لله ونعطي ما لقيصر لقيصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الاشياء تحل لي
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 17:49 )

12 «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ. 13 الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ. 14 وَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ. 15 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا! 16 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ:«يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً». 17 وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. 18 اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ،


2 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 17:50 )

الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. 19 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ 20 لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ

الشرح‎:‎
يعالج الرسول في هذا المقطع من الرسالة مشكلة الزنى في كورنثوس. ولعل الخلفية‎ ‎المباشرة لهذه المشكلة ان ‏بعض الكورنثيين تأثروا بتعاليم فرقة دينية تدعى الغنوصية‎ (‎او العرفانية). هذه لها تعاليم هي خليط من الوثنية ‏والمسيحية وفلسفة خاصة حول‎ ‎الله‎ ‎وعلاقته بالانسان. في ما يختص بالجسد، اتجهت هذه الفرقة في‎ ‎اتجاهين. ‏يقول الاول إن الجسد يربط‎ ‎الانسان‎ ‎بالمادة، ويعيق خلاصه، وبالتالي وجب قهره واذلاله بالنسك‎ ‎والتقشف، لكي ‏تتخلص النفس من عبئه. اما الاتجاه الثاني فرأى في زوال الجسد وفنائيته‎ ‎دافعاً لممارسة اللذات والانغماس فيها. ‏ذلك ان كل ما يصنعه الزائل زائل هو، فلا فرق‎ ‎ما دامت النفس طاهرة. الاتجاه الثاني هو الذي تأثر به بعض ‏المسيحيين في كور


3 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 17:53 )
المسيحيين في كورنثوس‎. ‎وكان شعارهم -كل شيء مباح لي-. لكن بولس، ازاء هذا الوضع، اذ لم ينفِ صحة ‏هذه‎ ‎المقولة، يضيف ان -ليس كل شيء يوافق- الانسان الذي تبع‎ ‎المسيح‎ ‎وصار عضواً في جسده‎.‎


4 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 17:54 )
‎- ‎كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء مباح لي ولكن لا يتسلط علي‎ ‎شيء-. الانسان غير ‏محدود من جهة حريته. وما يميزه عن سواه من الكائنات انه حر في‎ ‎اختيار افعاله، فهو يقف عند واحدها ويهمل ‏الآخر. ويقبل هذا ويرفض ذاك. لكن


5 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 17:54 )
الحرية،‎ ‎على هذا المستوى، تبقى ضعيفة، فارغة من كل معنى، إن نحن ‏نظرنا اليها من منظار انجيل‎ ‎المسيح. صحيح ان المسيحي لا يحده قانون او شريعة او ناموس، لكن هذا لا يعني ‏الفوضى‎. ‎انت عضو في جسد المسيح، وبالتالي كيانك ليس لك، وانت لست لنفسك، بل للمسيح الذي‎ ‎اشتراك ‏بدمه. منذ لحظة معموديتك انت ملْك المسيح، مضموم الى جسده. وهذا الامر يفترض‎ ‎ان الاشياء التي تحل لك ‏في اي وقت، لم تعد توافقك كلها، لانها بالضبط، لا توافق جسد‎ ‎المسيح. اذاً، لا يمكنك ان تقول: -انا حر، افعل ‏ما اشاء-، هذه ليست حرية بل‎ ‎العبودية بعينها. فالامر الذي تشاؤه وتفعله متسلط عليك، شئت ام ابيت، وانت ‏على هذا‎ ‎الاساس خاضع لما تقوم به. انت عبد للخطيئة إن مارست الخطيئة. الحرية المسيحية هي‎ ‎تحرر من ‏الخطيئة، وليست مجرد حرية تافهة في اختيار الافعال. المسيح يملكك لانه‎ ‎اشتراك من عبودية الخطيئة، وفيه ‏وحده تتجلى حريتك الحقيقية


6 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 18:05 )
قرأت الموضوع بالكامل لا اعلم كيف يحلو للكاتب ان يأخذ الايه ويفسر ويربط ذلك ويفسر ان نترك اللروحنيات الخاصه للفرد كل الكتاب هو موحى به من الله ولكل ايه مناسبه والنظر للايات كامله تعرف الهدف المقصود والكامل لها في المسيحيه لاتوجد روحانيات خاصه كل شيء واضح لان المسيح واضح في كل طروحاته وامثاله فالروحانيات الخاصه التي يعتمد فيها الفرد على نفسه قد تضرها اختلف مع الكاتب الدين مرتبط بشكل اساسي في كل شيء ان كنت تخضع لسلطان الله في حياتك وانت تعيش ضمن قوانين مخالفه لسلطانه فأيهما تتبع؟
العل الموعظه على الجبل التي قالها المسيح هي من اعظم الدساتير في الحياه المسيح في حياته التي عاشه على الارض طبق القوانين في الدوله التي هي من ضمن الناموس والمؤخوذه من الله ضمن التشريعات السماويه كالوصايا العشر
؟الم تكن من اعظم التشريعات التي خضعت لها الدوله !


7 - تابع
ناقد مسيحي ( 2011 / 2 / 11 - 18:15 )
ربطت عده ايات لكل منه مناسبه وتفسير تعتمده الكنائس وربطها مع بعض لتخرج بموضوع غير مفهوم الربط والمعنى فيه المسيح خضع لكا التشريعات في الدوله التي هي من الله وكل رسالته هي التحرر من تسلط ابليس هذه اعظم رساله للمسيحيه
وقد يطول الشرح في كل الايات التي ربطتها وخرجت بموضوع غير مترابط من جهه المعاني ويفتقد للعمق والفهم للكتاب المقدس مع ملاحظه النقص في استخدام المفردات في اللغه العربيه وتكرار لبعض المفردات في اغلب المواضيع مثل عباره فكان من الاجدر


8 - إلى ألأخ الناقد المسيحي
عمر شبيب ( 2011 / 2 / 11 - 21:11 )
أقتطع لك من الإصحاح السادس من إنجيل متى ألأعداد التالية
24«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ. 25«لِذلِكَ أَقُولُلَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ.

و انا أيضاً لا أعلم كيف لك أن تكون أكثر وضوحاً مما قالة السيد المسيح فالعبارات واضحة ولا داع للتأويل أو إعادة التفسير كما يحلو لكل منا مكتوب لآ تقدرون أن تخدموا اللة و المال فما بالك تخلط الأمور و لماذا تريد أن تخدمهم معاً السمو الروحي في المسيحية لا أجادل بة و هو واضح ولكنني أجادل البشر الذين يريدون الكسب في الدنيا و في ألاخرة حرام عليك يا رجل . لا تضيع حالك و لا تضيع غيرك من رأيي ان تكسب الآخرة أحسن لك

اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟