الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر تنفض عنها الخيانات والمظالم والمفاسد التي خلقتها ثلاثة عقود كاملة

الحزب الشيوعي السوري

2011 / 2 / 11
المجتمع المدني


منذ أسبوعين ومصر الثائرة تحتل الصدارة في كل وسائل الإعلام في العالم، وتشغل زعامات معظم الدول الصديقة والعدوة، وترفع من وعي وكبرياء كل الوطنيين والتقدميين في العالم العربي.
إن ما يجري في ساحة التحرير وغيرها من مواقع الانتفاضة في مصر، يوحي بأنها لم تعد ثورة مصرية فقط، إنها ثورة ذات مدلول عام.. ثورة على مظاهر تشكو منها الشعوب والطبقات الكادحة في كل البلدان الضحية للرأسمالية المتوحشة.. ثورة على الخيانة الوطنية، على الاستغلال والقمع، على الفساد والفقر.. ثورة على رأسمالية طفيلية مافياوية خاضعة ومتعاونة مع الاحتكارات الإمبريالية والصهيونية، ثورة على ليبرالية وعولمة تقبض على الشعوب في مخانقها، وتدفع بها إلى مهاوي الفقر والبطالة والجوع والجهل والحرمان من الحقوق.
يجمع معظم المعلقين على أن مصر ما بعد هذه الانتفاضة، لن تشبه مصر ما قبلها. نعم، ستستعيد مصر حريتها وكرامتها ودورها ووزنها في العالم العربي.. وتستعيد قوة رفضها للإملاءات والضغوط والمقاطعات والتهميش. مصر تفتح باب العودة إلى صفوف المقاومة والممانعة العربية، فيؤدي ذلك إلى تحول في موازين القوى السياسية جذرياً في صالح حركة التحرر العربية، فتذهب هباء كل الأحكام والآراء التي كانت تنعي هذه الحركة وتبشر بنهايتها البائسة.
لم تكن أسباب هذه الانتفاضة ودوافعها مصرية فقط، ذلك أن مآسي الشعب الفلسطيني كانت تدمي قلوب أبناء مصر الأحرار، وما جرى ويجري في العراق كان يهز ضمائرهم، ويعزز في وجدانهم روح التضامن والشعور بوحدة المصير.
إن بطولات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وصمود سورية، وما تحقق في ثورة تونس، كان له دوره في إثارة الشعب المصري، وحفز روح التمرد عند شبابه.. وها هم أولاء الآن يردون على المثال بمثال أكبر، ويردفون المقاومة بمقاومة أوسع وأعمق، يتردد صداها في السودان واليمن والأردن والجزائر، بل وفي أرجاء العالم النامي كله. يبشر هذا بأن العالم العربي عاد ليحتل مكانه الطبيعي في صفوف القوى الثورية والتقدمية في العالم، إلى جانب أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وقوى الممانعة الأخرى، ليشعر الطاغي الأمريكي ورديفه الصهيوني أن أرض العرب ترتج تحت أقدام الطغاة، وأن شباب مصر لم يكونوا في سبات ولا في بوتقةٍ مفاتيحها في جيب مبارك الطاغية، ناهب خبز الشعب وآكل لحمه ومكدّس عشرات المليارات في مصارف أجنبية. ففي قلوب هؤلاء الشباب كانت تشتعل نار الغضب، وفي أعماقهم يتراكم الحقد، وفي وعيهم تتبلور الثورة. وها هم أولاء يواجهون مرتزقة النظام بصدور مكشوفة وعزم لا يلين، يسقط منهم شهداء وجرحى، فتستثيرهم رائحة الدم، ويندفع المزيد منهم إلى الساحات والشوارع، وتلتف حولهم تأييداً ودعماً ومساهمة فعالة كلُّ فئات الشعب المصري بدءاً من الطبقة العاملة وجمهور الكادحين، مروراً بالفئات الوسطى والمثقفين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وصولاً إلى البرجوازية الوطنية. ويمتد التعاطف إلى أوساط واسعة في الجيش المصري. كل هؤلاء لا يقبلون بأية حلول لا تبدأ بسقوط النظام، وتأسيس بديل وطني عنه. فهم لا يقبلون المساومات المضللة، وهم يقظون تجاه محاولات تفتيت صفوفهم ودفع الانتفاضة باتجاه إصلاحات شكلية مؤقتة، وتغيير أوجه وأقنعة بقصد التمويه. ولا تخفى على المتظاهرين مراوغات السلطات الأمريكية وغيرها من القوى الإمبريالية، التي ترمي إلى وضع سقف منخفض لإنجازات الثورة، بحيث لا تمس مصالحهم ونفوذهم، كما ترمي إلى تثبيت الاتفاقات المذلة المعقودة مع إسرائيل التي نهبت وأذلت الدولة والشعب بمقاييس لا تصدق. فالجيش المصري يُمنع من دخول سيناء، والغاز المصري يُضخ إلى إسرائيل بثلث قيمته العالمية.
نحن على يقين أن أهداف الانتفاضة لن تقتصر على الديمقراطية التي تتحكم بها الرأسمالية فتعيد تجديد قواها ونفوذها في السياسة والاقتصاد والمجتمع.. إنهم يريدون نظاماً يبني بلدهم ويلبي حاجاتهم الأساسية ويضع حداً للفساد والتمييز وللأصوليات والأوهام.. نظاماً ديمقراطياً تقدمياً يسترجع ملكية الدولة لأهم المرافق والمؤسسات، ويحيي القطاع العام ذي الطابع الاجتماعي، ويطور تعددية فعالة في الاقتصاد والسياسة والفكر، ويعيد الأرض للعاملين فيها، وينزع الوصاية عن المنظمات الشعبية والنقابات، ويحرر القضاء من الهيمنة المافياوية، ويعزز دور هياكل التمثيل الشعبي، ويضع حلولاً جذرية لتدهور التعليم والخدمات الصحية، وللفقر واغتراب الثقافة والفنون.
إن ثورة شباب مصر تعيد إلى الأذهان مقولة ماركس بأن الثورات هي قاطرات التاريخ، ويفضلها ماركس سلمية تصون الأرواح والمنجزات، ويتمنى أن تكون قوى الثورة قادرة على شل النزعة العدوانية التدميرية للطبقات الرجعية، وأن تبني في صالحها بعد استرجاع ما بنته لصالح مستغليها.
(رجعوا التلامذة للجد تاني يا عمِّ حمزة!).
أحمد فؤاد نجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف؟
بلال محمد ( 2011 / 2 / 11 - 20:54 )
كيف لخائن يتحدث عن خونة !؟


2 - الحزب الشبوعى السورى
مازن العلى ( 2011 / 2 / 11 - 22:03 )
لوكان لون المطرقه والمنجل مائله للون الزهرى تكون اكثر ثوريه وصمود


3 - وصمة عار للشيوعية
طلال ألربيعي ( 2011 / 2 / 11 - 23:36 )
أنتم أشباح ألظلام. قد بعت أنفسكم وضمائركم الى أسدكم, وأصبحتم وصمة عار للشيوعية ولكل ما خير وشريف

اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل