الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفاح دوّار والطغاة في دوار

ناصرقوطي

2011 / 2 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية




لن نجيء بشىء جديد إذا ماتكلمنا عن هشاشة الأنظمة الدكتاتورية التي تحكم بالحديد والنار ولاتحتكم الى العقل والمنطق . هذه الانظمة بكل إمكانياتها .. بطائراتها .. مجنزراتها .. مخابراتها .. ترتعد من كلمة حق ، وما اغتيال فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي إلا صورة صادمة ودليل قاطع على استبداد وهشاشة الحكومات . ناجي العلي الذي لايملك من حطام الدنيا غير قلمه وأوراقه وربيبه الصغير ( حنظلة ) الذي كشف الستر عن عورات الأبالسة من السلطات التي صادرت قلمه بكاتم الصوت .وكذلك نجيب سرور، وأسماء أخرى لايسع المجال لذكرها ولكنها ستظل في ذاكرة الأجيال . إنما الجديد والمثير للصدمة حتى لأكثر العقول تحزبا وتحجرا وثقافة ، أن تنتفض الشعوب _ بوتيرة متسارعة _ دون خوف من الجلادين . هذه الثورات التي قادها الشباب الذين خرجوا بالملايين ليعلنوا انهاء حقبة من الحكم والتسلط على رقاب الشعوب لأكثر من ثلاثة عقود ، ولن يكون آخرها مصر وتونس فتلك البداية فقط . هذه الدكتاتوريات التي لم تتعظ وتستق الدروس والعبر من التاريخ القريب بسقوط أعتى الأنظمة استبدادا ، إلا وهو سقوط طاغية العراق . لقد آزرت كل شعوب وحكومات العالم ثورة الغضب إلا قلة من الحكومات الديكتاتورية العربية وعلى رأسها السعودية وليبيا . نقول أن زمن الطغاة ولى وسينحدر سريعا الى مزبلة التاريخ ، والشواهد تترى سراعا لتقظ مضاجع المستبدين . ان غياب المثقف العضوي عن الساحة في تلك اللحظات الحاسمة يشي بالتراجع والنكوص ، كون الثقافة الحقة أول ماتبري وتشحذ أقلامها لكي تتصدى للواقع الفاسد وهي تستعير مدادها من دماء الشهداء ، الثورة في مصر أظهرت عدة تمفصلات ومواقف بين المثقفين والفنانين ، بعض تلك المواقف يشعرك بالفخر لأنها أعلنت موقفها الصريح الذي لالبس فيه وأمام الملأ والشعب الذي يغلي في ميدان التحرير والمدن الأخرى والمرئيات التي تبث مباشرة ، بالرغم من التعتيم الذي قامت به الحكومة المنهارة من خلال قطع وسائل الاتصال ، والهجوم البربري لبلطجية النظام على الشباب كما لو كنا في عصور ماقبل التاريخ . من بين هؤلاء الذين قالوا كلمتهم الحق دون خوف على سبيل المثال وليس الحصر المخرج خالد يوسف والشاعر سيد حجاب والفنان عمر الشريف والمطرب علي الحجار والفنان صلاح السعدني وعزة العلايلي والكاتبة نوال السعداوي والفنانة عزة بلبع التي راحت تلقي بصوتها الجميل بين الجماهير بعد أن خلدها الشاعر المناضل أحمد فؤاد نجم في أروع قصائده ( بلدي حبيبتي ) وغير هؤلاء الكثير . أما الفئة الثانية أو القطب الآخر ، الذي ضم بعض الذوات الرخوة التي طالبت بانها الاعتصام والكف عن الثورة نذكر منهم الناقد المعروف جابر عصفور ، وعبدالله كمال رئيس تحريرمجلة روز اليوسف ، ورئيس تحرير الأهرام اسامة سرايا والممثلة صابرين وشمس البارودي والفنانة غادة عبد الرزاق وغيرهم من الأصوات الضعيفة التي كانت تكرر ، بأن الدرس انتهى والرسالة وصلت كما لو كانوا يخاطبون تلامذة مشاكسين . البون الشاسع بين المثقف والفنان المتلون الذي يمسك العصا من الوسط ليرضي الطرفين في لحظة غائمة غير محسومة الى طرف معين _ الشعب أم الحكومة _ وما أسرع أن تراه ينحني ويميل الى الكفة المنتصرة ، ثم يحاول تبرير انتهازيته وبين الموقف الحي والحقيقي الصارم الذي يعلنه المثقف الملتزم في أشد الحالات عصفا ، فهو لاينزوي منتظرا فسحة من الهدنة بين الطرفين لأنه لايناور ، انما يدافع بإيمان عن ثوابت يؤمن بها ، مفاهيم عدت ديدنا بالنسبة اليه ، فهو لايخشى سلطانا ولايتلون بتلون الطقس أو البيئة كالحرباء ، والسؤال الذي يطرح نفسه ترى أين اختفى المثقف المصري في أشد الحالات انعطافا في تاريخ بلده ، هل أضاع بوصلته وأصابه الخرس في هذا اليم الهادر . في عهد طاغية العراق وخلال الانتفاضة وحتى بعد سقوط الطاغية ، شهدنا تلك التحولات للذوات الرخوة التي تتمشدق بالثقافة والفن ، وبعضهم _ بمراهنات رخيصة _ لما يزل يمارس دوره النضالي الهجين بين ظهرانينا كما لو انه مفجر الشرارة الأولى للثورات ، في الوقت الذي بح صوته من كثرة النباح والمديح للطاغية وأعوانه ، ترى ألا يتعظ هؤلاء ، ألا تتعظ الحكومات ، أشك في ذلك ، وخاصة ونحن نشهد مايجري على الساحة العراقية من تضييق للحريات وتحجيم لمفهوم الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟