الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدوتة حب مصريّة

نسرين طرابلسي

2011 / 2 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية




- إنتَ من مصر، كيف النيل وسهر الليل؟
- بغاية الشوق وبيسلّموا ما تزورينا يا ستي ح نفرشلك رمش العين. وحياتك وحياتك.
- شي يوم يا بابيروس
(حوار الملكة شاكيلا مع التاجر المصري من مسرحية بترا للأخوين رحباني)

بهذا المستوى من الاختزال المكثف تبدو مصر جميلة وعظيمة وودودة في أجندة قلبي وعروبتي. حبها محبوك بنسيج عاطفتي منذ دندنة الحب الأولى على شفتي أمي ست الحبايب، اللي زمانها جايّة بلعب وحاجات، إلى أن سلّمني حبيبي، بعد أن عزّ اللقاء، عهدَ الآمال الأبدية المتوقدة بأن تجمعنا أقدارُنا ذات يوم.
مصر التي تفرد أمومتها على امتداد الدنيا في خاطري ودمي. تضع مفتاح النيل في بوابة التاريخ وتفرش الدرب بالحضارات، من وادي الملوك إلى حيث تركت هيباتا بصماتها على مدارات الكواكب، وضرّجت بدمائها جدران مكتبة الإسكندرية. تغني أهازيج العرب للسياح في سيناء ثم تحملهم على متن خلايا الدهشة عبر أوردة الحياة من نيلٍ إلى نيل. لا تحذفَ القبلة من مشهد النهاية، ولا تتوقف أبداً عن بذر النكات في أرض المرارة، ليعشب الحزن في حقول القمح وتزهر الضحكات على وجه الرغيف.
تنجب من بطنٍ واحد نبياً وفرعونا يسبح كلاهما في بحرها، تتلقف أحدهما رحمة الله، ويلفظ غضبه جثة الآخر.
هي السهلةُ الممتنعة التي يتحدثها الجميع ولا تتقن إلا نفسها. القاسية الحنونة التي تأكل أولادها ونحتمي بها. التعويذةُ المعلقة على الصدور والشمعة المشتعلة في كل محراب والقربان المبارك على كل مذبح.
مصر التي حيرت أفعال التفضيل وملأت الكون بالناس والأرقام. مصر السلاسل والأجنحة، القضبان وشمُّ النسيم، المباراة والمعركة، الازدحام بين خنقة المترو وسماء ميدان التحرير، مصر العبور والحصار، مصر أطفال الشوارع وثورة الأحرار.
سيكون لعيد الحب هذا العام وجهٌ نضرٌ لشهداء مصريين، لهم أعمار الورد ولونه الأحمر وهالةٌ من القداسة في نهارٍ أبيض، وبشرى معجزةٍ ولدت خلف النوافذ، نداءً دؤوبا للقلوب الشجاعة لتملأ الميدانَ بالحبِّ والهتافِ والصلاة، هلالاً يحمي صليباً، وجيلاً يحنو على جيل، وزحفاً باتجاه نورٍ لا لبس فيه. ليجدد ثقة الشعوب بالعدل والسلام، بعد أن تحولت إلى فقاعاتٍ من كلام انفجرت في سماء اللاجدوى، واندثرت كأطلالٍ تحت الزّيف والغبار. لتتجدّد الثقة بالقيم والأخلاقيات والثورات والحشود، بالانتصار الحقيقي لثورة الإنسان، يمسحون عن أعيننا غشاوة اليأس واللامبالاة، ويُخرجون الصورة الأصلية للعربيّ الحرّ مزيناً بأكاليل الكرامة والكبرياء.
هي لحنٌ خالدٌ للعشاق، سرٌّ يستجيب له الكون، قلبٌ في صدر التاريخ وجسرٌ يخطو عليه الزمان. وأيُّ عيدٍ للحبِّ هذا العام، وشهداؤك أغلى ما نبت في تربة الأحلام، تركوا المستقبل يلوّح لهم بالعيد والحبّ ولهو الشباب حين رفعوكِ بنبلٍ وقدموكِ كالفرسان على الحياة. استشهدوا وردةً وردة ليفيض النيل ويرفرفَ النّسر على جبين العلم، ويزغرد اسم مصر على ألسنة النغم، فلتقرع أجراسُ المحبّة بعلوِّ الأذان، بعلوّ أصداء الهتاف وترتفعَ السماءُ بحبِّ الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنشودة حب مصرية
سعيد رمضان على ( 2011 / 7 / 7 - 18:01 )
المبدعة نسرين من سوريا ، كتبت أنشودة رائعة في حب مصر .
فهل تسمح لي بأن أقول لها أنها مصرية مثلى ..كما أنا سوري مثلها.
وأن كل ثورة من أجل الحرية تحدث في أي بلد هي ثورتنا ..
تحياتي لك .. وليوفق الله بلادنا ..

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا