الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعور وسط العميان

احمد على بدوى

2011 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دأب النظام المصرى على استخدام جماعة الإخوان المسلمين فزَّاعة للولايات المتحدة و الدول الغربية أولا ثم للعلمانيين فى المجتمع المصرى ثانيا.
و الإخوان المسلمون اعتادوا أن يستغلوا صمت الشعب المصرى و صبر الأغلبية الصامتة لينفردوا بالصراخ فى البرية و ليتشحوا بوشاح القائد و المحرك لجماهير المصريين، عملا بالمثل القائل أنهم (الأعور وسط العميان).
و المصريون استمروا يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات البرلمان و المحليات و النقابات و نوادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات نكاية فى الحزب الوطنى و النظام الذى كان حاكما فى مصر.
لكن ثورة الخامس و العشرين من يناير أثبتت أن الشعب المصرى له عيون تبصر و آذان تسمع و عقول تفكر و حناجر تصرخ و تحتج و إرادة تُغَير.
إن ثورة الشباب المصرى أثبتت الآن أن الإخوان المسلمين هم الأعور وسط المبصريين (المفتحين بالعامية المصرية)، و من ثَمَّ تكشفت حقيقة الإخوان المسلمين و حجمهم الحقيقى و تأثيرهم فى الشارع المصرى و دورهم بين الجموع.
لم يعد الآن منطقيا أن يفزع العلمانيون فى مصر من وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، لأن ثورة الشباب قد علمتنا و زرعت فينا القدرة على المتابعة.. و المحاسبة .. و المحاكمة .. والإطاحة بكل نظام سياسى قد يحكم مصر و لا يحصل على رضا الشعب و تأييده.
إن ثورة الشعب هى الضامن الوحيد لتداو ل السلطة فى مصر، فلن يتمكن أى نظام سوف يأتى به صندوق الإقتراع من الإلتصاق بمقعده على غير رغبة الشعب.
ليتقدم الإخوان المسلمون و الليبراليون و الناصريون و الوفديون وإن كان ثَمّة شيوعيين الى صناديق الإقتراع ليحتكموا إلى إرادة الشعب .... لكن:
لم يعد الشعب مُغَيَّبا حتى يستخِفَّ به فصيل أمضى ثمانين عاما يرفع برنامجا من كلمتين ونصف (الإسلام هو الحل)، و لم يقدم طوال هذه السنوات تفصيلا واضحا يبين و يجلى غموض و عمومية و فضفاضة و هلامية هذا الشعار.
ليجرب الشعب المصرى حكم الإسلاميين و لا يخشى بأسا، فشهادة وفاة مثل هذه النظم تكتب مع شهادة ميلاده و هكذا حكم التاريخ عليها فى إيران و السودان و غزة.
و ليجرب الإسلاميون طرد الشعب لهم محملين باللعنات و عار الديكتاتورية الثيوقراطية رفض الشعوب لهم للأبد.
إن الديموقراطية و صناديق الإقتراع النزيهة (و هى ما طالما نادى به الإخوان المسلمون) هى نفسها الحبل الذى سيشنقون به أنفسهم و هى القلم الذى سيكتب شهادة موتهم للأبد.
إن الإخوان المسلمون لا يختلفون كثيرا عن نظام حسنى مبارك:
كلاهما أساء فهم صمت الشعب المصرى و صبره و سكونه و حسبوه إستكانة.
كلاهما أساء تقدير التأييد الشعبى فى فترة من الفترات و اعتبروه توقعيا أبديا على بياض.
يا كل السياسين فى مصر احذروا هذا المارد الذى خرج من قمقمه و لاتحسيوا أنكم تستطيعون إعادته و حبسه مرة اخرى.
يا كل السياسين ارتفعوا إلى مقام الشعب و لا تترفعوا عنه...
يا شعب مصر:
الملك لك... الحكم لك ... المجد لك ... الخلد لك .....
ما أجملك ... ما أنبلك ... ما أحملك ... ما أجملك....
و الهالك اللى يجهلك
د/ احمد على بدوى
أستاذ (م) طب القاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شباب يفخر به المصريين- عدم تشجيع الزج بالدين
حكيم العارف ( 2011 / 2 / 14 - 22:44 )
د احمد

شكرا على هذه المقاله الرائعه والتى توضح فيها وعى الشعب المصرى المتحضر والذى شاهده العالم كله لحظه بلحظه وهو يثور على الفساد وايضا وهو يرتب بيته وينظفه ... شباب يفخر به كل المصريين ..

ولكن كتلة جماعه الاخوان لايمكن الاستهانه بهم لسبب رئيسى وهم استخدامهم للقران للوصول الى اغراضهم وايضا استخدامهم للشيوخ الذين يزنون على الاذن لدرجة السحر وتشجيع الشباب على القتل والنحر والتفخيخ وهم يتفرجون من بعد لادارة الارهاب والقفز على السلطه حين تأتى اللحظه..


ارجو عدم تشجيع الزج بالدين -لانه مقدس للبعض- فى الحياة المشتركه مع باقى العالم لأن هذا سيخلق صراع جديد على مين منا دينه افضل بدل من الصراع على مين منا بلده افضل ...

الصين تخطت حواجز الفين سنه ووصلت لمنافسة امريكا واليابان ...
ومنذ ثلاثون سنه فقط كانت تعتبر من دول العالم الثالث ..

مصر لن تتقدم بوجود احزاب دينه او كتل دينيه تستخدم قدسيةالكلمه فى التخريب وتعطيل استخدام الكفاءه والخبره كمعيار للوصول الى النهضه بمصرنا الحبيبه


2 - المقاله القاتله
يوسف الاول ( 2011 / 2 / 16 - 16:15 )
الدكتور احمد بدوى فى مقالته القاتله يريد ان يختبر ويجرب صناديق الانتخابات على الرغم من علمه المسبق بخلفيه الاخوان الاصوليه و مراجعتهم الدمويه ومع ذلك يصر على صندوق الانتخاب ، وهكذا يصبح دكتور احمد قد ربح فى كلا الحالاتيين فى حاله وصول الاخوان فانهم من اهله وسوف يتعامل معهم دون ان يتعرض للمضايقات او الاكراره واذا فشل الاخوان فى الوصول فقد اوضح انه كان مع العلمانيه ويطرح نفسه بانه علمانى مدنى

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي