الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة العراقيين قريبا في مدن العراق

أمير المفرجي

2011 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وهكذا تستمر التظاهرات والاحتجاجات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، فالشعوب مُستمرة في ثورتها وتطالب بحقوقها في الحرية والكرامة بعد رحيل حسني مبارك عن السلطة. بالأمس نجح الإخوة التونسيون من طرد حكومة زين العابدين بن علي وأجبروه على الفرار. فجر الثورة يطل على عالمنا العربي والإسلامي والحديث عن قابلية امتداد هذه التظاهرات إلى العراق من خلال تناسق شعبي ورغبة ثورية في التغيير وتكرار التجربة المصرية ـ التونسية وطرد السارقين والفاسدين من دفة الحكم. وبالرغم من اختلاف ظروف العراق المـُحتل عن ظروف أشقاءه في الدول العربية الأخرى فيما يتعلق في وضعه الاستثنائي الناتج من تقسيمه مذهبيا من قبل الاحتلال الأمريكي وإيران, تتأثر مكونات المجتمع بمحيطها العربي والإسلامي حيث تشير المعلومات الأخيرة للشارع العراقي بأن هناك دلالات أكيدة على بداية حدوث نفس الشيء في مدن العراق كما حدث ويحدث في تونس ومصر.

وبوجود هذا الوضع الاستثنائي الناتج من المخططات التي فرضها الاحتلال الأمريكي لتقسيم العراق, فقد يشكك البعض من احتمالات امتداد هذه الظاهرة الثورية المتمثلة بثورة الشارع وإمكانية قيام ثورة مشابهة في هذا البلد الغني بثرواته والمليء بفقرائه والوقوع تحت تأثير مبدأ الدومينو استجابة لما يحدث في مصر ومقارنة لما يحدث في الدول العربية. وبالتالي قد يكون السبب الذي يراه البعض في غياب وحدة شعبية وبروز وتيار واحد قادر على بلورة حركة ثورية موحدة قابلة على التحرك كغيرها من حركات الدول العربية.

وبالرغم من حقيقة وضع بلاد الرافدين في تنوعها العرقي والديني والمذهبي, بيد ان العراق في نفس الوقت هو العمق الاستراتيجي للأمة العربية وخزينة عظيمة للملاحم والتراث التحرري وأرشيفه في منطقة الشرق الأوسط ، كما ان وجود هذا الاختلاف في النسيج الاجتماعي في العراق لا يلغي نقاط لقائه المصيرية والتاريخية مع الدول العربية. من هذا المنطق فلا بد من التعاطي مع أحداث العراق القادمة والتداعيات المصيرية له من وجهه نظر وطنية وليست دينية ( مسيحية ـ اسلامية) أو أثنية قريبة من إيران وكما يراها شخصيا مرشد الجمهورية الإسلامية (آية الله روح الله) على خامنآي, ومن ثم تفسيرها ضمن إطار شامل عن طريق قراءة كاملة لطبيعة النظام العربي وتشابه حالات شعوبه البائسة واليائسة من حكامها وجرائمهم التي فاقت حدود اللا معقول. فمن مُحصلة التشابه في المجتمعات العربية تتوحد الأهداف وتولد الأمال في الثورة ويتعزز التضامن في النضال. وبما ان المجتمع العراقي يشبهه بكثير المجتمع السوري والمصري والتونسي..., فمن الطبيعي من ان يكون مشابها له في التطلعات وقادرا على نقل الثورة وإيقادها في عمق قاعدته الشعبية المسحوقة من قبل نفس النخبة الفاسدة وأن تغيرت البلاد وتناثرت العباد.

فثمة أسئلة كثيرة تدور في أذهان العراقيين في الوقت الحاضر في ظل غياب تام للسيادة وللأمن وترشي الفساد المُنظم للطغمة الحاكمة, ناهيك عن الانهيار الشامل للبنية التحتية التي لم يجر العمل مطلقا على إصلاحها رغم الزيادة في تدفق النفط العراقي وارتفاع أسعاره, وبرغم الوعود الانتخابية الكثيرة التي بذلتها نفس هذه التشكيلات السياسية والطائفية التي جلبها الاحتلال الأمريكي من على ظهور دباباته وتحت غطاء تحرير العراق من الدكتاتورية السيئة. حيث أصبح من غير المُمكن للشارع العراقي من القبول بالأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال عن طريق هؤلاء الفاسدين والمزورين بعد ان فرضوا على الشعب التخيير ما بين الدكتاتورية والإسلام السياسي الطائفي في الوقت الذي مازال العراق يعج بالكفاءات الوطنية والخيريين والذين هم قادرون بدون شك على بناء عراق المواطنة إذا سُمح لهم بذلك.

ان ظروف العراق المـُبتلى والمغلوب على أمره لا تختلف كثيراً عن ظروف الدول العربية الأخرى, فالعراق يتأثر بمحيطه العربي, والعراقيون متفقون على تغيير حكومتهم الفاسدة. لقد أظهرت أحداث المشهد العراقي الحالي بأن هناك مؤشرات فعلية لاستجابة شعبية عراقية لتكرار الانتفاضة وربطها مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى. فحالة العراق هي نفس حالة مصر وتونس, وزعماء مصر وحاشيتهم الفاسدة تشبه إلى حد كبير فاسدي العراق وسارقي أمواله. وجوه البؤس والحرمان تتشابه في عالمنا العربي . حالتا سجون مصر وتونس هما كمثيلاتها في العراق تعُج بالمناضلين والوطنيين الشرفاء. الفُـقر والجوع هو نفسه في العراق ومصر والمليارات المسروقة تتقاسمها نفس هذه النخبة الفاسدة المتسلطة على رقاب شبابنا ومصير أجيالنا.

وقد تكون فرصة سقوط الطغاة في مصر وتونس ودور الانترنت الفعلي في جمع وتفعيل الجماهير باستعمال شعوب هذه الدول لوسائل الاتصال الحديثة والدور المهم الذي لعبته النخبة الشابة, عاملين مهمين باتجاه تكرار التجربة في العراق, نظراً لإتقان النخبة الشابة العراقية المـُثقفة استعمال وسائل الاتصال الحديثة بعد ان أظهرت إحصائية بأن 4 ملايين عراقي يستخدمون الانترنت يوميا بالإضافة على تعامل أغلبيتهم مع الهاتف النقال والرسائل النصية مما قد يؤدي إلى تكرار التجربة المصرية والتونسية وانفجار الوضع ليصبح في النهاية ثورة على الفساد والفاسدين وانقلاب الشعب على حاكميه جراء تردي الخدمات وانهيار البنية التحتية .

لا استباق في الأحداث, ولكن المنطق يقول بأن العراق في اللائحة. الظروف كلها مناسبة لعملية شعبية وطنية تجمع كل شباب ومناضلي شعبنا الواحد ضد الفساد والطائفية التي جاءنا بها حكام العراق الجدد. الشعب جائع والوطن مُستباح . نعم ستمر العاصفة ببغــداد ومدن العراق الأخرى, وسيطلق الشعب العراقي صيحاته بالثلاثة مطالبين برحيل الاحتلال الأمريكي ومجرمي حربه, وبزوال النظام الإيراني وعمائمه, وبطرد الحكومة الطائفية الفاسدة المفروضة عليه من واشنطن وطهران. ارحل, ارحل, ارحل عبارات ننتظر تردديها بفارغ الصبر في بغـداد والبصرة والموصل كما رددها التونسيون والمصريون وكما سيرددها الإيرانيون حيث ان كل التوقعات تـُبشر بقرب وقوع انتفاضة شعبية قبل هذا بقليل في إيران, يعلن من خلالها الشعب الإيراني رفضه للنظام الفاسد في قم وطهران. ان سقوط الملالي في إيران وغياب تأثيرهم المذهبي في بلاد الرافدين سيتبعه بدون شك إنتفاضة شعبية عراقية ضد المذهبية السياسية ومن جاء بها لتـُعلن في النهاية إنتهاء فترة مظلمة من تاريخ العراق والرجوع الى قيم حضارية عراقية وطنية متسامحة.

الناطق بأسم تيار المواطنة الوطني العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكل من مصر و تونس الجديد قاطعوا القمة العربية
حميد كركوكي ( 2011 / 2 / 15 - 08:28 )
قمة المخازي و اللصوص العربوية وملوك پترودلارية ورئيس جمهوملكيات دكتاتورية و صعاليك بغداد الحرامية ، بماذا تفتخرون وراء حيطان الخرسانات الكوكنكريتية في الجزيرة الخضراء! يا مام جلال و مالكي الشيعي الخرافي والنجيفي الجايف السني خزاكم الله و كراسيكم وعشعش النمل في مخكم ، تعلموا درسا من أبطال مصر و تونس ؟ يومكم والله لقريب و مصيركم ستكون مصير نوري سعيد ! -لا مبارك- يموت على الفراش على شاطئ البحر الأحمر لكن أنتم حبل و خلف الزيل العسكري ! مو عيب كافي چفيان شركم و مخازي قممكم المقلوبة ، سوف يجئ معمر قذافي إلى بغداد مع -الچادر- الچبير مثل السيرك الأمريكي ومع عنترياته القرقوقوزية العضمى والأشتراكية الأسلامية من نوع الحلال ! والطرطور السوري إبن الثعلب{ وليس الأسد} المخنث بشار المرعوب من عساكره الفاشية الجبانة الجامدةمقابل الجولان لمدة 40 عاما وأبو العباية حرامي الحرمين عبدالله بن سعود ماذا تفتخرون بغداد بهؤلاء المهرجين؟ أگعد كاكه جلال باالسليمانية لاتبوس خدود هل القنادر شوية غيرة كردية مو هؤلاء مو مثل صدام رشيقين حتى تبوسهم شفناك مع بوساتك للأخ أحمقي نژاد و صدام في الستينات و السبعينات ،

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-