الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم ينتهي الدرس -يا غبي- !!

ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)

2011 / 2 / 14
المجتمع المدني


انتهى الدرس يا "غبي"!! ولكن لم يتعلم المستبدون بعد!! انتهى الدرس يا "غبي" ولكن لم يفقه أهل القصور العاجية معنى التواصل مع الشعوب والتعلم من دروس سقوط فرعون مصر ودكتاتور تونس!!
حقا لم يتعلم بعض الحكام العرب الدرس بعد، وساروا على ذات نهج بن علي ومبارك في مواجهة المحتجين والمتظاهرين بالعنف والقوة، وكأنهم لم يسمعوا بعد خبر سقوط نظام مصر وتونس! وكأنهم لم يكرروا ذات السيناريو يوما بعد يوم.
ترى كم يحتاج بعض الحكام العرب لاستيعاب درس السقوط؟ وكم يحتاج المستبدون العرب لإدراك أن زمن الدكتاتوريات انتهى وبدأ عهد الثورات الشعبية وحراك الوعي الجمعي العربي ؟؟ وكم من نظام يجب أن يسقط بشكل مذل حتى يتعلم هؤلاء أن العالم تغير وان الحرية والديمقراطية غذاء وهواء الشعوب العربية اليوم؟
ما يدفعني للكتابة في هذا الدرس الذي تعلم منه كل الأغبياء ولم يستوعبه بعد بعض الزعماء، هو ما نشهده اليوم من سيناريو مكرر لأحداث تونس ومصر في كل من الجزائر واليمن والبحرين، وكأن الشعوب العربية أخذت زمام المباراة للتغير بشكل جماعي بعد أن كلّت وملّت الانتظار حتى يأتيها الدور !!
كنا قبل يومين نقول من التالي؟ ونقصد بذلك الزعيم أو البلد التالي بعد تونس ومصر، ولكن اليوم تفاجأت الشعوب العربية أن صيغة السؤال يجب أن تكون من هي الأنظمة التالية؟ لان الحراك الشعبي بدأ بشكل جماعي في ثلاث دول منذ يومين وهي الجزائر والبحرين واليمن.
ولا شك أن تقاطع هموم الشعوب العربي جعلت مطالب الجماهير في كل من الدول السابقة هي ذات المطالب " إصلاح سياسي ، القضاء على الفساد، مكافحة البطالة والفقر، تعديلات دستورية، حقوق الإنسان ..الخ" رغم ان المتظاهرين في اليمن رفعوا سقف مطالبهم منذ اليوم الأول مطالبين بسقوط النظام بحجة ان حالة اليمن لا تقل عن حال فرعون مصر، فالرئيس اليمني علي عبدا لله صالح يحكم البلاد منذ 33 عاما!! وبالتالي لنا أن نتخيل ماذا فعل خلال أكثر من ثلاثة عقود والبلاد تترنح تحت وطأة الفساد والبطالة والفقر والقهر والظلم والاستبداد وتقسيم شطري اليمن.. والتوريث أيضا!!
ومنذ يومين بدأت المعارضة وقطاعات من الشعب اليمني بالاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم في اليمن، بعد أن شاهدوا بأم أعينهم سقوط نظام مبارك الأكثر استبدادا و دموية من اليمن، فقرروا التغيير والتظاهر سلميا لا أكثر، فخرج لهم النظام البوليسي اليمني باستخدام العنف والهروات بدل التعلم من درس نظام مبارك واستخدام لغة الحوار والنقاش!!
فزادت الاحتجاجات من وتيرتها، وشهدت صنعاء ومدن عدن وتعز ومناطق أخرى مظاهرات رددت ذات الشعارات نفسها التي كانت تسمع في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية خلال الأسابيع الماضية، مثل "الشعب يريد إسقاط النظام".
فيما شهدت مدينة تعز اشتباكات بين الشباب المتظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي باتجاههم مما أسفر عن إصابات لم يعرف حجمها بعد. كما أصيب مراسل إذاعة "BBC" بع اعتداء مباشر عليه واتهامه بالعمالة لبريطانيا!! وهي نفس الاتهامات التي وجهتها حكومة مصر قبل أسابيع لمعظم مراسلي الصحف والفضائيات العربية والأجنبية!!
وألقت قوت الأمن اليمنية القبض على عدد من المتظاهرين والنشاء الحقوقيين إضافة إلى سبعة صحفيين. كما تصدت الشرطة اليمنية لآلاف المعارضين المطالبين بإسقاط النظام ومنعتهم من الوصول إلى القصر الرئاسي في صنعاء، واستخدمت القوة سبيلا لذلك!
أما البحرين فشهدت مواجهات عنيفة بين رجال مكافحة الشغب وبعض المتظاهرين وسط تشديد للإجراءات الأمنية في العاصمة المنامة خشية الاستجابة لدعوات وجهت على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرات للمطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية والحريات.
وفي مواجهات البحرين استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريق عدد من المتظاهرين الذين كانوا تجمعوا للمطالبة بالإفراج عن عدد من المعتقلين الشيعة، الأمر الذي أسفر عن إصابة عشرة أشخاص إصابات طفيفة. وقتل مواطن واحد على الأقل!!
وبعد سقوط فرعون مصر ، وجهت منظمات شبابية بحرينية دعوات للتظاهر في العاصمة البحرينية إضافة إلى تنحية رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يقولون إنه يتولى هذا المنصب منذ 40 عاما. والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وفي الجزائر اعتُقل عدد من المتظاهرين بينهم نواب شاركوا في مظاهرة وسط عاصمة الجزائر سار فيها مئات يطالبون بإصلاحات سياسية عميقة وتحسين الظروف الاقتصادية. ومنع الأمن المسيرة من الانطلاق من نقطة البداية وهي ساحة أول مايو، وتصدى لها المئات من رجال الأمن وعشرات الآليات. وقدر البعض عدد رجال الأمن الذين هيأتهم السلطات لإحباط المسيرة بـ40 ألفا!.
والسلطات الجزائرية أوقفت حركة القطارات لمنع الناس من الالتحاق بالمسيرة –كما فعلت مصر- وتحدث عن اعتقال خمسة نواب. وحاول عشرات المتظاهرين اختراق طوق أمني فرض على المسيرة التي كان يفترض أن تصل إلى ساحة الشهداء، لكن الشرطة تصدت لها ووقع 20 جريحا على الأقل.
إذا هي نفس شروط الحالتين المصرية والتونسية من حيث المقومات الجاهزة لانطلاق الثورة الشعبية والشبابية في تلك البلدان، لكنها للأسف أيضا هي نفس المشهد الذي تكرره هذه الأنظمة ضد شعوبها كما فعل نظامي بن علي ومبارك من قبل !!
فهل نشهد بعد أيام قليلة ثورة شعبية جارفة في تلك البلدان ردا على الأسلوب القمعي والتعامل الفظ مع المتظاهرين والمحتجين؟ وان كان نظام بن علي سقط خلال (23) يوما ونظام مبارك سقط في غضون (18) يوما، فكم يوم سنعيش مع ثورات ومظاهرات شعوب الجزائر والبحرين واليمن؟
الجزائر ليست تونس، صحيح، والبحرين ليست مصر، اكيد، واليمن ليست مصر أو تونس، بلا شك؛ ولكن الشعوب العربية هي ذات الشعوب وتعاني نفس المعاناة يا أنظمة أدمنت لغة "الصم والبكم" و"حوار الطرشان" !!
خرجت الشعوب العربية وطالبت بالإصلاح والتغيير، فترد عليها الأنظمة بقوة الأمن والهروات والعنف، بدل النقاش والحوار والجلوس معهم والتفاوض!! وكأن الأنظمة لم تستوعب الدرس بعد ، فحقا لم ينتهي الدرس يا غبي إذا!! ويبدو أن أغلب أنظمتنا بحاجة لدروس تقوية أكثر ليفهموا أن الدرس انتهى !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهى الدرس يا اغبياء!
مراد نايف الكايد ( 2011 / 2 / 15 - 03:39 )
انتهى الدرس يا اغبياء!!

من ليس له صفحة يتعلم منها أخطائه فلم يكون له مستقبل لتنسيق صفحة جيدة,, ولا يكون له مستقبل أفضل.
وها نحن في حياتنا وقصتنا مع صفحات الاضطهاد وسقوط صفحات الجبابره على
راسهم مسودة مبارك الأحداث متشابهة ومتكررة
لستُ معَ ثقآفةِ آلإنتقـآم ,وَ لكني أؤمن أن البعض بِـ حآجة إلى دروس تأديبية !وَ منْ حسن حظهم أنهآ - مجآنية !!! ....
ولكنني اراهم ملحين على خوض ذات التجربه مع فاتورة خسائر مفتوحه
صدقا- لا ادري اهو حب التملك للكرسي ام ان دماء الشعوب رخيصة الثمن لهذه الدرجه لكم الله يا عـــــــــــرب
عذرا- لكن تقبلوا مروري في عالمكم وتحيتي لابداع حرفكم الخلاق
جل احترامي وتقديري


2 - اعتقد انهم مشغولين اثناء الدرس
لينا خليل عامر ( 2011 / 2 / 15 - 03:53 )
انتهى الدرس يا -غبي-!! ولكن لم يتعلم المستبدون بعد!! انتهى الدرس يا -غبي- ولكن لم يفقه أهل القصور العاجية معنى التواصل مع الشعوب والتعلم من دروس سقوط فرعون مصر ودكتاتور تونس!!
هذه هي الماساه لكن اعتقد انهم بعالم اخر غير الذي نعيش فيه اوربما لم يحظروا الدرس حقا- عجبا كل العجب

اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»