الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب الثورة والعبء الثقيل

ميس اومازيغ

2011 / 2 / 16
المجتمع المدني



ان المتتبع لأحداث كل من تونس ومصر التي بدات مظاهرات من مثل المعتاد, و تحولت الى ثورات ادت الى التخلص من الرمز الأعلى للسلطة بصفة دائمة بالنسبة لتونس وبصفة ما تزال تثير الشكوك بالنسبة لمصرمؤقة على الأقل. اقول ان المتتبع لهذه الأحداث لن يستطيع اخفاء ما اثارته في نفسه اوظاع الدولة في كل المجالات من استغراب. ذلكم ان الثورة عرت هذه الأوظاع بالكامل وتبين ان الدولة لم تكن الا عبارة عن اطلال يسكنها البوم الذي لا يسمع صوته الا هو بعد ان تردد صداه. بحيث ان المتعارف عليه من المؤسسات الواجب توفرها وقيامها بادوارها في الدولة لا وجود لها الا شكليا .وضعت على مقاس الحاكم بما يخدم مصالحه وحلفائه من الزبانية. لا احزاب سياسية ولا نقابات يعتمد عليها للنضال من اجل تحقيق مطالب الشعب اعتمادا على تاطيرها للأتباع وتكوين قوة اجتماعية تفرض وجودها على الساحة السياسية والنقابية للدولة, بما يحعلها مسموعة الصوت ومهابة تقدر حق قدرها, فاصبحت بذلك مجرد مطبل للنظام ومردد لخطابات الرئيس مهللة ببرامجه التي تعامل معاملة المقدس الغير القابل للمناقشة والنقد . حتى اضحى اقليم الدولة مجرد خشبة لمسرحية النضام اعدت اعتمادا على استنتاجات وتحاليل مخابراتية غاية في الدقة .واصبح كل فرد من افراد المجتمع وزيره وغفيره يؤدي فيها الدور المرسوم له الى درجة يصعب معها تمييز المتفرجيين .وحيث ان ادوار المسرحية لا تكون دائما مقبولة من لدن المكلف بها سيما ان هي فرضت دون اعتبار لأرادته, فانها لا بد ان تحيد عن مسارها وان على حسن نية من قبل الممثل. كذلكم كان حال شباب الثورة في القطرين المذكورين من شمال افريقيا هذا الشباب الذي فرض عليه تمثيل ادوار في مسرحية النظام لم يستشر بشانها, فتحول من ممثل منبوذ غير مرغوب فيه الى مجرد متفرج حتى انه ادرك جيدا فصول المسرحية وغاياتها وتعرف بما لا يدع مجالا للشك على ممثليها من رئيس الدولة ومحيطه الى منزًل الستار ورافعه ,معتمدا على كل حواسه ومقدراته ألأدراكية والفكرية .فما كان الا ان ضرب بالهيآت السياسية والنقابية عرض الحائط وانصت وكله آذان الى انات افراد الشعب من المقهورين , المهمشين, المقموعين, المهجرينو المقصيين مثله من حلبة المسرح والغير الراضين بألأدوار المملات والمفروضة. فهان على كل ممن ذكرالتعرف على الأخرين من مجرد سماهم التي على وجوههم. وخاطب الضمير الضمير والقلب القلب ثم تبودلت رسائل بالونات الأختبار للتاكد من الشعور الموحد وذلك عن طريق المواقع ألأجتماعية على الشبكة العنكبوتية التي صادف ان ابتكرها العالم الغربي ووضعها رهن اشارتهم في هذا الظرف الزمني بالذات, وكانه كان يعلم بما سوف تقدمه من خدمات لتحرير الأنسان من اغلال اخيه الأنسان. فاشتدت الحاجة الى تكاثف الجهود واحتكاك الكتف بالكتف. واعلن عن ايام النزول الى الشارع فكان اليوم الموعود الذي لم يسبق ان دخل في مجال المفكر فيه سواءا امن قبل رموز النظام او من قبل الهيآت السياسية والنقابية,لكونهما كانا يعيشان زمانا غير زمان الشباب الثائر.فاصيبا بالهلع والفزع منهم من التصق بكراسيهم كالفراش المبثوث ساكنين ثابتين. ومنهم من شغر فمه صامة كان على راسه الطير. وأصمت اذنيه شعارات يا ما كان يرددها كاغاني على اسطوانة مشروخة ,الى ان صار لا يفقه معناها ولا المراد منها. فهرول منهم من هرول وولول منهم من ولول الى ان اطل الماستروا على شاشة تلفاز النظام مخبرا الثوار بانه فهمهم وان رسالتهم قد وصلته وانه على كامل الأستعداد للقيام بالأصلاحات, اعتقادا منه انه كان موثوقا فيما قبل فيما كان يشنف به آذانهم. ناسيا او متناسيا ان الثوار ما نزلوا الى الشارع الا بعد ان تعلموا من مسرحيته انه هوو باقي ممثليها ليسوا الا اردأ الممثلين. وان ما يخفيه الستارانما هو الفساد والنهب وألأجرام. فكان خطابه دليلا وحجة على فساده واجرامه هو المسؤول الواجب عليه ان يكون عالما باحتياجات شعبه دون انتظار مطالبته اياه. مادام يتعين عليه ان يتوفر على مستشارين ومختصين في دراسة وتحليل الأوظاع قبل ان يحل اليوم الأسود. فكان اذا اليوم الأسود للرئيس بعد ان استنفذ اللعب بكل ما كان لديه وزبانيته من اوراق قصد ارجاع الهدوء الى الشارع ,هذا الذي رفض رفضا قاطعا التخلي عن مطالبه التي طالما تلاعب بها هو ولم يعرها اهتماما, لأستنتاجه الغبي ان الشباب الثائر مثله مثل من سبق ودجنهم من ابناء الشعب الذي ما كان يعتبره الا مجرد قطيع يهش عليه بعصاه فينقاذ. اختلط الحابل بالنابل على الساحة وانتظر المؤدلجون الماكرون المخادعون المتعلمون من اساليب النظام ما يكسبهم ويوصلهم الى مبتغاهم الخبيث. فاعدوا العدة وتصايحوا وتنادوا فيما بينهم منتظرين سقوط البقرة للأنقضاض عليها وتوزيع اشلائها فيما بينهم. وكلما علا صياح غيرهم من المؤدلجين الا واعلنوا عن استعدادهم لأشراكهم في الحصول على انصبة في الوقت الذي بقي الشباب الغير مؤدلج حارسا امينا على نتائج مجهوداته وتظحياته متفرجا على اشباه الوطنيين ولا وطنيين ممن يرفع عقيرته ان الثورة قادتها الطبقة الكادحة لكونه حبيس نافذته الأيديولوجية البائدة والمدفونة الى جانب صاحبها في قبر لم يستطع التخلص من ضرورة التبرك به والرجوع اليه في كل صغيرة وكبيرة من افعاله واقواله. وصارخ بحنجرته الدسمة ان انها النهظة الأسلامية هي التي كانت وراء الثورة. فرجع بدوره الى القبور ليستلهم منها وينهل مما تحفظه عضام الميت وهي رميم.تفرج الشباب على الفاعلين القدامى الجدد واستنتج انه كان حقا على صواب لما لم يعرهم اهتماما ولم ينتظر منهم شيءا سوى ان يدعوه يتمم ويكمل مهمته التاريخية التي هي اسقاط النظام بكل رموزه واعادة ترتيب البيت الوطني من الداخل, منتبها انتباها شديدا لمحاولات العصابة المافياوية افراغ مجهوداته من مبتغاها. ففطن ان الرئيس بالرغم من تنحيته او فراره ابقى على اسباب الداء المجتمعي والنظامي قائما ان انتقاما او املا في العودة الى كرسيه الوثير. غير ان الشباب لوعيه العالي الدرجة لملم اطرافه واعلن عن تحالف له لأستكمال مرامي الثورة معتمدا على نفسه ومناديا ان صناديق الأقتراع هي التي ستكون الحكم بيننا وبين كل من تسول له نفسه المغامرة السياسية. فالى الأمام ياشباب الثورة ومدرستكم السياسية هي الساحة الشعبية ,السوق والشارع العام هذه التي سوف تستخلصون منها برامجكم الأنتخابية علما ان المؤدلجين اضحوا لا يؤمنون حتى بانفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط