الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة

واصف شنون

2011 / 2 / 17
المجتمع المدني


لقد عاش العراقيون عقودا من الحرمان وعدم الإحترام وغياب الكرامة الإنسانية بسبب سيطرة العسكريين الفاشيين الريفيين الأنانيين على مقاليد الحياة المتنوعة، ومنذ اوائل الستينيات حين تفجرت الثروة النفطية في الكويت ، البلد الصغير المجاور الجنوبي للعراق ، نجد المواطنين الكويتيين هم اكثر كرامة واعلى احتراما من باقي العراقيين بمختلف فئاتهم وتنوعهم ، مما ادى ذلك الى الهجرة الدائمة للعقول العراقية ، وحين نختصر الزمن ، ونقفز على الحاضر نجد ان العراقيين يعيشون باسوء حال من ستين وخمسين عاما مضت ، وهنا يجب التحليل والوقوف في التحليل لماذا ، خاصة والشعوب الحيوية ترفض الإستعباد والهوان.

****

لقد ربطت ايران جارة العراق الشرقية نفسها بعقد مقدس ومذهبي مع مدينة النجف العراقية المقدسة ، التي تم فيها دفن الأمام الرشيدي الرابع علي بن ابي طالب وهو رجل من أهل مكة اي من الحجاز ، وبسبب مقربته لصاحب العقيدة الإسلامية محمد بن عبدالله الذي هو بدور ه حجازي الأصل والفصل ، فأن ارض النجف ومن حينها اصبحت ارض مقدسة يتم فيها دفن الموتى من ذي الحظوة واولادهم ونسائهم حتى اصبحت عادّة وشملت العموم والملايين بما فيهم المشردين سوى الغجر والشاذين والنساء المتمردات !!وأمثال كاتب السطور ، بل بات دفن الميت تقليدا ً وطقسا ً دينيا ً بالنسبة للشيعي وأهله وعشيرته، وكان اخر من دفن في هذه المقبرة صديقي الملحد الشاعر كمال السبتي الذي ربما لم يزر النجف في حياته، والفكرة برمتها حسب رأيي هي تجارية ناصعة واحتكارية باهظة انتجت سلبيات هائلة في العراق واهمها انعدام اهمية الموتى وتأثيرهم الإلهامي على الأجيال في استخلاص العبّر من خلال الترابط بين المدفون الجد والأب واجياله.

****

ان رفض الدفن لجثة السنيّ في النجف، او الإحتجاج على ذلك الإحتكار لايعد رفضا ً او خرقا ً دينيا يؤذي القيم الإسلامية ، بالنسبة للقانون و حسب الإتفاقية الدولية لحقوق الإنسان ، بينما يعد عدم تسامح المذهب الوهابي السعودي مع الأديان والعقائد التي تخالفه في اتخاذ العقائد والمذاهب والطرق الحياتية هو نوع من تقاليد الشعوب والأمم واحترام خياراتها .

****

وفي اربع مرات كرر الرئيس الأميركي " اوباما" كلمتي (انتفاضة الكرامّة ) وكان يخص فيها المجتمع المصري والشباب المصري ، فالشعب كما قال اوبوما لم يكن مثله في السابق بل مصر تصنع دائما تاريخا ليس دمويا ،فشباب الثورة ومن ثاني يوم بدأوا بتنظيف ساحة التحرير .

إنها ثورة شباب يجب ان نمشي امامهم نحن (الحرس القديم )مثل عنزات ويضربون فينا في مؤخراتنا السمينة فنحن اول العنزات التي فاحت رائحة موتها السياسي الواقعي ، انا ،العنزة السمينة رقم واحد ولو اني غير سياسي محترف !!.

****

الأن العر اق هو بصدد ليس خلق ماذا يريد ؟؟، بل اهميته في الإنتصار الذاتي ، كمرحلة ديمقراطية وماذا انجز، لم يتم انجاز اي شيء خلال 8 اعوام ، والمثل الأنكليزي يقول،"ابق فمك في العضّة حتى يصرخ المعضوض".

****

فكتابة الإنشاء والتعبير عن العواطف لاتجدي نفعا ً ، بعضهم تحدثوا عن نصوص الدستور العراقي المزدوج الذي ينفي بعضه بعضا مثل الديمقراطية والإسلام!!فالديمقراطية في رأي انا ،هي الميني جوب "تنورة قصيرة جدا " أما الإسلام فهو النقاب بعينه!! ،وبعضهم تحدثوا عن كيفية الخروج من القفص الديني الى الهواء الملوث اساسا بالدين الإسلامي وتعصبه حسب الطوائف والأحزاب والشيوخ والمرجعيات ، والقضية الكبرى هي مصالح اقتصادية جبارة ترتبط ارتباطا وثيقا بوجود عتبات مقدسة واماكن مقدسة بل مدن مقدسة وهي في المغهوم التجاري الحديث (سياحة دينية) والسياحة عليها توفير جميع مستلزمات الزوار ومتطلباتهم وخاصة (القدسية ) منها ،فمسح الوجوه بفضلات قرابين الإمام من الحيوانات المذبوحة والمسيرات الطائفية المليونية واللطم الإبداعي مع اصوات "الرواديد" الحلوين مثل المطربين والملايات الجميلات ذوات الصدور النافرة المجملة( بأحدث طرق تكبير الصدور وتضييق المهابل والعيون المفتوحة الغامزة اللامزة بحواجب مبتدعة ، هذه حقيقة بل حقائق لايمكن مشاهدتها وتصورها سوى في بلد النفاق والشقاق الديني والعرقي والمذهبي والثقافي والتجاري الراسمالي النفعي غير الأخلاقي والإنساني الذي يدعى بالعراق ،

حينما وقعت على بيان فصل الدين عن السياسة وتسلسلي رقم 87 ، كنت يائسا ليس من الشعب الذي ُيحبذ الخرافة والوساخة والإغتصاب والكشخة والنفخة وكل الفوارغ والسخافات وتخليه عن الوجدان والضمير والمدنية والعمق التاريخي ، بل من ثقافته البكائية المنافقة غير العادية ،وصناعته وزراعته الميتتان بسبب الكسل وعدم التحدي والإعتماد اساسا ً على التموين ، وتجارته غير الوطنية التي تبيع الأخضر والحي والنابض وتشتري فاقد الصلاحية من بلدان الصحراء ،وانهيار كرامة الإنسان فيه منذ زمن بعيد ،وقعت ُ واهما ً وكأني شابا ً يريد ان يحقق الشيوعية المندثرة أوالمشاعية القرمطية اليوم واليوم فورا ً دون تأخير على عناد اميركا والأمبريالية والصهيونية والأكراد والهنود واليونانيين والصرب وكذلك دبي وابو ظبي ، هكذا جرى !

وكذلك على عناد ايران ،ولاية الفقيه وهذا هو مطلبي الوحيد في الحقيقة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إلى : واصف شنون
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 17 - 10:01 )
كلماتك هذا اليوم مفصلة واضحة عاقلة, تنضح بالجرأة الفكرية والفردية. ولهذا السبب انهالت عليك الشتائم من المعلق أبي هشام, الذي لم يرد عليك كما يفرض الأصول, في جوهر الموضوع والحدث , إنما ضاق صدره صارخا ملء فمه المزبد ـ كعادة كل من ليس له حجة ـ مزيدا من الشتائم ومبتدعات التكفير الروتينية المعتادة.
لا تأبه لهم يا سيد واصف شنون. بدأت الشعوب العربية ـ ولو ببطء ـ تفهم لعبة هؤلاء المتحجرين الذين يتمسكون بعصور العتمة وعاداتها وتفسيراتها وتشريعاتها وغيبياتها التي لن تخرجهم ولن تخرجنا اليوم من كل الحرمانات والممنوعات اللاإنسانية. تابع.. تابع ولا تأبه لهم...
ولك مني كل التأييد وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة