الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تنتفض الحكومات على الشعوب

يارا رفعت

2011 / 2 / 17
المجتمع المدني


الكل يدرك ان انظمة الحكم العربية دكتاتورية...مستبدة...جاهلة...تستهوي ديمومتها، ولكن نادرا مانقف عند مشكلة شعوبها،ماذا عن شعوب تلك الانظمة! فلنفرض ان واحدة من تلك الانظمة استبدلت الى نظام حكم ديمقراطي وعادل من اعلى المستويات...ستنقلب الموازين اذ سيواجه ذلك الحكم شعبا لايعي المعاني الحقيقية للديمقراطية وحقوقه المدنية، مالحل حينها ؟ هل ستنتفض الحكومة بدورها على الشعب؟؟ هل سترفع شكوى او طلبا الى احدى المنظمات الدولية لتطالب باستبدال الشعب بغيره، وهل سيكون التعداد حينها مهما ام النوعية؟؟وماذا عن الجنس والعرق والقومية وغيرها.... اسئلة كثيرة تتبادر الى الذهن إذ اتابع بترقب نتائج تلك التفاعلات المتسلسلة الحاصلة في عدد من دول المنطقة والعوامل المساعدة التي ادت الى بدأها؟ وكلي يقين ان الحكومات ستتبدل او تبدل سياستها لمرات ومرات ومن ثم ماذا ...هل كان هذا هو الحل! الجواب لا طبعا. فحل اللغز يكمن في ذات الشئ الذي كثيرا ماكتبت وناديت اليه فيما يتعلق بشأن بلدي العراق كانموذج وهو تقويم بنية الانسان من الداخل. وهذا ما ينطبق على الفرد في اغلب مجتمعات المنطقة. واعود لاذكر بقدسية التربية والتعليم والاعلام فتأثيرها سحري سريع ولكنها مع الاسف تسير على الاغلب في اتجاهات تكاد تكون بنفس سوء فترة ماقبل التغيير إن لم يكن بالاتجاه الأسوأ.. الكارثة في ان يخرج الناس في تظاهرات بل وحتى يقودونها ويملاون ساحات تحمل اغلبها مرادفات لكلمة الحرية البعيدة كل البعد عنها وهم لايعون مفاهيما هي من صلب بنيان الدولة الحديثة...ينادون بحقوق لايدركون ابعادها الحقيقية...انها ثقافة الانسان الروحية والاجتماعية والسياسية والصحية والبيئية وحتى الجنسية كلها مطلوبة لتتشكل تلك المنظمومة المتكاملة من الحكومة والشعب فلنقف عند ذلك طويلا لنتامل كم النسبة لدينا؟؟ فندرك ان امامنا الجهد الكثير لنبذله. ولكي لايتملكنا اليأس علينا دائما ان نبدأ من جديد وعند اية نقطة، رغم السنوات التي مرت بالنسبة للتجربة العراقية على وجه التحديد. ولعل اشد العوائق التي ستعترض خطة البناء هي رفض الافراد لتغيير مابدواخلهم، تصوروا ان نساءا في بلدي يرفضون قطعيا سماع حقوقهم انهن يفضلن الذل على الافكار الدخيلة ،بحسب رأيهم، وبالمقابل وهو الافظع هناك نساء يبالغن في طلب فرض حقوقهن بالصراخ غير المتناغم لدرجة التطرف وغياب التسامح مع الرجل. تصوروا ان هناك افراد في بلدي يبكون على نظام متعسف ولى بلا رجعة، والتفسير الوحيد لذلك هو السادية، وانصحهم بترك مهمة التباكي الى مستفيدي كوبونات النفط السابقين ورعاع الامة العربية. لو كانت تلك الشعوب قد وصلت الى درجة لايستهان بها من الفهم لكانت نحتت نصب الحرية بايديها غير منتظرة لان تتشكل حكوماتها الجديد القادمة في الخارج، واعني بذلك الجزائر, او لكانت تنتقي دوال ثورات غضبها بنفسها بعيدا عن الاقتباس، واقصد بذلك كثيرا من شعوب تعيش لذة تظاهرات التغيير، نقرا تاريخ 25 يناير ثم تاريخ 25 فبراير، وعبارات مثل بالروح بالدم...و(نناشد) هذه الكلمة بالذات مل المشاهد من تكرارها في وسائل الاعلام... والكل يردد نريد حكومة منتخبة، ونسي ان من يمسك قلما في الانتخاب يصنع مستقبلا، لكن كيف سيأتي هذا المستقبل السعيد إن كان صناعه قد فاتهم الكثير في مجالات التقدم واهمها صناعة الانسان. نقف الى الى جانب الشعوب الصاحية وافضل نصيحة تقدم لها هي ان تطالب بما تريد هي فعلا وبما تحلم ولتسع الى تحقيقه.. لاتنظروا الى بعضكم البعض فلكل حالته ولكل استثناء. النصيحة الاهم إن كانت تجربة العراق قد هزتكم واستهوتكم فطوبى لكم واحفروا الصخر لتنالو الحرية، ولكن قفوا عند سلبيات اية تجربة قبل ايجابياتها، فالحكومات والاحزاب الدينية لاتفسر الماء الا بالماء، واسمعي ذلك يامصر... اما انتم ياعراقيين فقد اشعلتم نار الديمقراطية بالله عليكم لاتطفؤها، ثم انكم بداتم اولا فلماذا تشعرون ان شيئا فاتكم لتهبوا مع الركب وقد سكتم على سوء الخدمات واولها الكهرباء كل هذا الوقت، عذرا لهذا التنويه ولكن يقال ان القرد مقلد عظيم. واما شعوب الخليج فهي عزيزة هي الاخرى، والنصيحة لها ان مطالبة كل الطوائف الدينية بحقوقها حق مشروع لكن مع الحذر الشديد من دولة لاتغير في معادلة العدالة شيئا لان شعبها هو الاخر حائر بالمطالبة بديمقراطيته. مع كل صباح جديد صرنا ندرك اكثر ان زمن الاستبداد قد ولى وان الاصنام التي تحطمت يدفنها عصر جديد اكثر اشراقا ولكن يبقى القلق ليغطي كل شئ ماذا عن عبدة تلك الاصنام وماذا عن صناعها؟؟؟؟فكسر قواعد العبادة الفاسدة صعب ولكنه غير مستحيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عوده ميمونه
ابوذر ياسر ( 2011 / 7 / 29 - 14:02 )
سيدتي يارا المحترمه
سررت لعودتك الميمونه للكتابه بعد انقطاع دام اربع سنوات تقريبا.اشاطرك هواجسك وتفاؤلك المشوب بالحذر


2 - رائع
سيفين ( 2012 / 4 / 7 - 21:51 )
مقالة رائعة بفكرة كانت غائبة ومن الضروري طرحها ..أنا مع عبارة -صناعة الانسان- غعلا هذا مايحتاجه الانسان في الدول العربية


3 - مقالة يارا
سيفين ( 2012 / 4 / 7 - 22:00 )
مقالة رائعة خاصة فيما يتعلق ب-صناعة الانسان- ..هذا مايحتاجه الابشر في الدول العربية اليوم ومنذ القدم

اخر الافلام

.. مسؤولون فلسطينيون: التصعيد الإسرائيلي في جنين رد على طلب الم


.. جدل بالدول الغربية حول مطالبة مدعي -الجنائية الدولية- باعتقا




.. بعد مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. مدعي الجنائية الدول


.. شبكات | ماذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إ




.. تباين ردود الأفعال الدولية حول مطالبة -الجنائية الدولية- باع