الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتوران في كوردستان

فرياد إبراهيم

2011 / 2 / 18
القضية الكردية


إن مثقفي الكرد واساتذة جامعاتهم ومعلميهم كانوا ينتظرون ان يصبح كردستان ديمقراطية بعد تحررها من السلطة المركزية. ولكنهم بعد مرور الزمن اصبحوا يدركون ان آمالهم في كردستان حر ديمقراطي واحلامهم استحالت الى أهوال واضغاث أحلام . فالمتأمل جيدا وعن كثب في الأوضاع هناك يدرك تماما انه الى جانب السيطرة الكلية على الساحة السياسية فالزمرتان الحاكمتان تسيطران على المرافق الحياة المدنية والعسكرية برمتها. انهم جزء من المنظومة السياسية المهيمنه منذ عقود على المنطقة: مما يمكن تسميتهم ب (الساسة التجار. ( Political- Businessmen) امثال زين العابدين ومبارك والقذافي وأسد وغيرهم من ( حاميها وحراميها) البلاد. وهما كهؤلاء: قد قام بتعين كل واحد منهما خلفا له للحكم وتسيير البزنز من بعده . لا ادري كيف اصف الأنظمة هذه: اهي جمهوملكية؟!!!!
فالبارزاني والطالباني يسيطران على الشركات الخاصة وكلا الحزبين الحاكمين يسيطران على القضاء- قال خبير امريكي بعد زيارة له لأقليم كردستان: " ولا يستطيع احد استخدام وسيلة لاستئناف الحكم وقرارات القضاء او الاعتراض.
وكشف تقرير " فوربز" عن ثروة الطالباني بأنها تقدر ب 400 مليون دولار بينما يمتلك البارزاني نحو 2 مليار دولار، وتثير هذه الدعوة السؤال عن العلاقة بين السياسة والمال.
سُئِل (قباد الطالباني) عن رأيه في تركز السلطة والمال في اسرتي البارزاني والطالباني فيجيبه : لأن الأسرتين ضحّتا بالكثير إبان فترة النضال. يعني انهما ضحتا اكثر من بقية الكُرد ولهذا فانهما اولى بالنهب من غيرهما. والحقيقة ان من ضحوا ما يزالون يضحون اليوم ومن تاجر بالقضية سابقا ما يزالون يتاجرون الآن. ان من كانوا ضحايا القصف والاعدامات هم اليوم ضحايا الفقر والكوليرا ومختلف انواع الأمراض والظلم ، ومن كانوا تجار السياسة هم اليوم لصوص المال العام.
لا شئ اسمه الحزب الديمقراطي الكردستاني بل الدكتاتورية البارزانية بل هو سلطة العائلة البارزانية: الأمساك بكل المفاصل الحساسة وما تبقى يرمى للاتباع. مسعود لا ير اجع اي جهة عند اتخاذ قرار. تحاصص الطرفان جلال رئيسا للعراق ومسعود رئيسا لاقليم كردستان .
والخلاصة المفيدة هي أن الثورة الكردية لم تستطع نقل كفاح الشعب التحرري الى حالة فكرية تتناسب مع عصر حديث يعطي للانسان قيمة كبرى بغض النظر عن انحداره اوموقفه العشائري او الديني فافقد ذلك مصداقيته. فهل يسكت الشعب الكردي، وهل الشباب الكردي اقل وعيا من الشباب العربي او المصري؟ لا أظن ذلك. بل أرى التغيير آت لا محال ولو جوبه بالكلاشينكوفات والرشاشات.
فيا ايها الزعيمين المتسلطين على رقاب الشعب بالحديد والنار: لو كنتما حقا تحبان كردستان حقا كما تدعيان فاتركوا كراسيكم لمن هو احق منكما بها . إن كردستان بحاجة إلى ظهور وجوه سياسية جديدة شابة متنورة واعية نزيهة معروفة تحضى بثقة الشعب و لا ترتبط بعشيرة أو مذهب. شخصيات وطنية محضة خالصة وما اكثرهم في كردستاننا الجميلة لو أتيحت لهم الفرصة وازيلت من على اعناقهم الأغلال.
ولو كنتما حقا تحبان شعبكما لفسحتما المجال بل لهيئتم الفرص لأنتخابات ديمقراطية حقة شاملة تجمع جميع الأطراف والأحزاب والمستقلين، لا انتخابات صورية مزيفة تخدرون بها اعصاب الشعب الغالب على امره المقهور المظلوم نتيجة بطشكما وانانيتكما.
لو كنتم حقا تريدومن خيرا للشعب لما نسيتم أو تناسيتم الحقيقة الصادحة الصارخة : بان ضحايا حروبكما الأهلية في التسعينات اكثر بعشرات الأضعاف مما وقعت في العهود البائدة....

والا فاعلما ان الفتنة القادمة ستكون وبالا عليكما اولا وستحرق الأخضر واليابس. وستحرقكما ايضا بأوارها ونارها وشواظها. فلستم اكثر جبروتا وقوة من الحكام العرب الذين ترونهم بأم اعينكم يتساقطون الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف المصفرة الذابلة والعفنة ، كي تقذفهم اللعنات بعد ذلك الى مزابل التأريخ الذي لا يرحم. فخروج مشرف من التاريخ خير من خروج مذل!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أشــبه الليلة بالبارحة
جمال أمين ( 2011 / 2 / 19 - 07:29 )
ماذكره الكاتب ليس الا غيض من فيض فالحزبان الحاكمان سـبقا حتى دكتاتور العراق السابق في اهانة الشعب الكردي ,فهم وزبانيتهم استولوا على كل مقدرات الكرد من الثروات الطبيعية الى الثروات البشرية ولايعاملون الكرد الا كعبيد لهم وما حصل في السليمانبة ليلة 16 2 خير مثال على ما يضمرونه للشعب الكردي فالرد الهمجي على المتظاهرين لم يحصل سابقا وهو في كل الأعراف الانسانية مرفوض ومدان


2 - كفاكم ارحمونا
عدنان جبار الشواني كركوك العراق ( 2011 / 2 / 19 - 18:38 )
الاخ فرياد المحترم
ما تسميهم بالدكتاتوران اقول لك انت واهم جدا لان السيدان جلال الطالباني ومسعود البرزاني هما جيفارا الاكراد 000 عليك ان تقراء عن نضالهم وصمودهم امام التحديات وهل تريد ان نرشحك بدلا عنهم لا سامح الله
علينا ان نضحي من اجلهم ونكون تحت رايتهم واسفي عليك يا اخي
وانت تكتب مقالتك الشبيهة بما كانوا يكتبون من رجال الجحوش وللاسف
بين حين واخر يظهر من الجحوش من امثالك واعلم جيدا انكم لا تنفعونا
ولا تضرونا لاننا نحب السيدان مسعود البرزاني وجلال الطالباني000000

اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023