الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة في ملعب ( الشعب )

طارق الحارس

2011 / 2 / 19
المجتمع المدني


جميعهم من معاوية ابن أبي سفيان الى حسني مبارك مرورا بالمقبور صدام حسين ، وزين العابدين بن علي ، وعلي عبدالله صالح ، وبوتفليقة ، ومعمر القذافي وغيرهم ينتمون الى ثقافة واحدة ملخصها أن أمير المؤمنين لا يخرج من كرسي السلطة الا حينما يأتي أجله الرباني نتيجة مرض عضال ليصبح ابنه الأمير الجديد على المؤمنين ، أو يقتل من طرف وزيره الأول ، أو من طرف ابن عمه ليصبح معاوية جديد . الشعب دائما وأبدا خارج معادلة الحكم ، إذ تقع عليه مسؤولية الطاعة العمياء فقط .
هي الثقافة نفسها التي تربوا عليها وربونا عليها ، أما الخارج عن هذه الثقافة فيعد خارجا عن طاعة الله وممثله في الأرض أمير المؤمنين ومن المؤكد أن مصيره حبل المشنقة ومن ثم جهنم وبئس المصير ، إذ أن رضا الله من رضا أمير المؤمنين !!.
جميعهم ، بالرغم من انتهاء حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين ، وبالرغم من النظم الديمقراطية التي يعيشها عباد الله في أرضه الواسعة التي لا يفصلها عن أراضينا سوى بعض البحار والجبال ، يعدون أنفسهم أمراء على المؤمنين ووصاة على العباد بتكليف من خالق السماوات والأرض .
يبدو اليوم أن هذه الثقافة انتهت . ويبدو أيضا أن الشعوب العربية قد فهمت الفكرة ، فكرة العيش تحت مظلة الحرية والديمقراطية ، لذا فهم ثاروا في تونس ، ومصر ، واليمن ، والجزائر ، لكن السؤال هو : هل فهمها ما تبقى من رؤوساء وملوك وأمراء هذه الأمة ؟
الثقافة نفسها لا زال يعيشها الى هذا اليوم ( الرئيس ) حسين سعيد ، ووزيره الأول ناجح حمود فهم يعتقدون أن البقاء في السلطة يعد تفويضا من رب العالمين فهم وحدهم العارفون بشؤون الكرة العراقية ، هم وحدهم القادرون على ادارة شؤون الكرة العراقية . هم لا يرون الكوارث التي لحقت بالكرة العراقية خلال مدة امارتهم على ( المؤمنين ) .
هم لا يرون ، ولا يسمعون حالهم من حال معاوية ، ومبارك ، وبن علي ، لكن ماذا عن الشعب ، ماذا عن الهيئة العامة لاتحاد الكرة التي تقوم هنا بدور الشعب ، بدور اللاعبين والمدربين والحكام ، والجمهور الكروي الذي أثبتت البطولات الدولية السابقة التي شاركت بها المنتخبات العراقية أنه يعني جميع فئات الشعب العراقي ، هل ستبقى صامتة تتتفرج على الكوارث السابقة واللاحقة ؟.
الهيئة العامة لاتحاد الكرة وضعتها الظروف الحالية أمام حالتين لا ثالث لهما فأما أن تكون مثل الشعب التونسي ونظيره المصري ، وأما أن تكون مثل الشعوب الخائفة ، الراضخة ، الانتهازية .
بالمناسبة لقد نجح الشعب التونسي في اسقاط نظام الدكتاتور زين العابدين بن علي لأن الجيش سانده ، وكذلك الأمر بالنسبة للشعب المصري ، وبالمناسبة أيضا فان الجهات الدولية الخارجية التي كان يعتقد بن علي ومثله مبارك أنها ستسانده قد رضخت لمطالب الشعب بعد رأت اصراره على التغيير . نقول ذلك لنذكر الهيئة العامة بأن هناك العديد من الجهات المحلية التي ستساندكم وتقف معكم في ثورة التغيير ، أما الجهات الخارجية التي يعول عليها حسين سعيد وناجح حمود فانها حتما ستضطر الى الرضوح لمطالب الشعب المتمثل بكم ، لذا نقولها لكم صراحة : الكرة في ملعبكم لتغيير الدكتاتور فأنتم مَن يمثل الشعب في هذه المعركة فأما أن تثبتوا جدارتكم ، أو .........!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة