الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب قادمون لتحرير انفسهم

واصف شنون

2011 / 2 / 20
المجتمع المدني


ان عصر ثورة تكنولوجيا المعلومات والإنترنيت وما انتجته من وعي شبابي يختلف تماما عن دور المؤساسات الرسمية والدينية والثقافية في تربية الشباب وتركيعهم او صهرهم في اتون الأنظمة والمجتمعات الفاسدة في كل شيء، المجتمعات الذكورية القاسية التي تركز على ان الدين هو اساس الروحانية الوحيد وليس الموسيقى والمسرح والسينما والرسم والألوان والرقص والرياضة والبيئة الخ ، سلطات متعددة ُتحرم الطبيعة وتفرض الشاذ على الإنسان المعذب خاصة في دول الشرق الأوسط العربية ومنها العراق ، العرب ودولهم ومجتمعاتهم السلطوية هم الأكثر تخلفا ورجوعا الى الوراء عكس التيار الجارف لعصر التكنلوجيا والإقتصاد والعلاقات الإجتماعية المنفتحة التي من شأنها نبذ العنصرية والتمييز والتفرقة واعلاء شأن الإنسان لذاته لا لعرقه ودينه ومذهبه وطبقته ،ولايعد نقاب الشارقة متناسقا مع دعارة دبي مهما طبلوا حول ثورة الإمارات الإقتصادية ،فلم يصنع الكونكريت والدولار شعوبا متجانسة ابدا ً، ثورة الغضب العراقية الشابة قادمة لامحال ، فممثلو البرلمان العراقي نصفهم اميون متعصبون في الأنسنة ونكران الذات والنصف الأخر حرس قديم لم يسمع بالبريد الألكتروني والفيس بوك وتويتر واليو تيوب،وحتى أن سمع فأنه يسخر بسره من كل تلك "الأوهام الأمبريالية الصهيونية المستوردة الفاجرة !!!"، بل لازالوا يفهمون ويصرون على أن الفساد الأداري لايعد خرقا ً للأخلاق العامة !!،فهم يؤدون الشعائر والمناسك الدينية والشعبية والقومية في وقتها وينفذون الوصايا المتعلقة بالمال والبنين واولي القربى والعشيرة ومن تزوج امي اصبح عمي !!، انهم يعيشون مقتنعين بانفسهم وبمن حولهم من الكذابين واللصوص والوصولويين الذين غادرتهم المروءة منذ تشلطوا على رقاب المحرومين من جماليات الحياة برمتها ، بل اخذوا يتعززون على الناس بقضايا التموين ورواتب التقاعد والتوظيف ،وللأسف فان قوانين الدستور المتخلف الذين سنّوه يدعم غشهم وانانيتهم واخلاقياتهم المريضة المتخلفة المبرمجة اليا ًوالتي تؤمن بنظريات الخيانة والمؤامرة والكفر والإندساس كلما ارتفع صوت ينادي بالخلاص ووضع حدا ً لإهانة الإنسان العراقي اينما وجد.
هناك حقيقية وهي ان اجيال الشباب الجديدة لايهمها ماذا فعل صدام ومن قبله بالعراق وتاريخه وثرواته ، هؤلاء بدأ وعيهم يتبلور مع بزوغ ثورة الإتصالات والإقتصاد والمعرفة العالمية الواسعة بلا حدود ، هؤلاء الشبان حيويون ويحبون الحياة ومفاصلها وشؤونها ، ملذاتها واطيابها ، شأنهم شأن الشبان الأخرين في كل بقعة على وجه البسيطة تدعي بالديمقراطية والحريات ، هؤلاء الشبان يعيشون حياتهم وليس مماتهم ، وهم يتأملون ازاهير الحياة وليس شحوب الموت المستمر والحزن الأبدي ، انهم يعيشون في الحاضر وليس الماضي الكئيب الذي اتمنى أن لايعرفوه ، فقط عليهم أن ينظروا الى المستقبل لكي يشعروا بالغيّرة من شباب الأمم الأخرى، هناك برامج تلفزيونية واقعية خاصة تعنى بالشباب الغربي والأسيوي والأفريقي من النشطاء الإنسانيين ، حيث يذهبون الى مناطق نائية في دول فقيرة لكي يطلعوا على حياة الناس ومعيشتهم ومعاناتهم ، ثم يعدون المشاريع للمساهمة في حلها ، وهم اطباء وعلماء وصحفيون وفنانون في اولى خطواتهم المهنية ، تركوا رغيد العيش لكي ينتموا الى انسانيتهم ، اين الشباب العراقي من ذلك ؟؟، ومتى نصل الى هذا المستوى من الرقي والمساواة، ومدن العراق الكبرى تفتقر للمرافق الصحية العامة !! وليس المنتجعات والمزارع والمعامل والمتاجر والأسواق والخدمات ..الخ، بل احترام الإنسان ، جوهر الوجود ، يجب ان نغضب ولابد من صولة تعيد الى اذهان الديكتاتوريين بجميع انماطهم واحجامهم ،انهم في عام 2011 وليس 2003 ، لابد من صولة 25 شباط السلمية ، صولة للحريات واحترام العراقيين كبشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون