الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى قول المسيحي للمسلم إن الله يحبك؟

إبراهيم عرفات

2011 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدأ التبشير بعبارة "الله يحبك". يسوع يحبك. المسيح يحبك. ولعل أصغر آية في الإنجيل هي "الله محبة" ولكنها، على صغرها، فهي دستور المسيحية والعقيدة الأساسية في المسيحية.

يتساءل المسلم: ما هذا الكلام الذي يبدو وكأنه "فيلم عربي" أو ربما "فيلم هندي" موضوعه الحب؟ أليس الله يحب الكل ونحن نحب بعضنا بعضًا؟ فأي امتيازٍ لكم يا نصارى في ذلك؟ إنَّ الله يحب الناس وهذا ما يقوله الإسلام أيضًا. هكذا يتصور المسلم، وهكذا يعتقد.

ونحن بدورنا نسأل المسلم: هل حقًا يحب الله جميع الناس؟ وبدون شرط؟ وهل يحبهم حتى وإن رفضوه؟ هل يحبهم حتى وإنْ كفروا به؟ يجيب المسلم من القرآن أن الله يحب قومًا يحبونه:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (المائدة:54).

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31).

ما يتكلم عنه القرآن في الآيتين السابقتين كمثال عن "محبة الله" في الإسلام لهو جميل ولكنه يبين أن المحبة هنا مشروطة. في آية المائدة أعلاه، سوف يأتي الله بقوم يحبهم وهم بالتالي يحبونه؛ وهذا نكاية في المرتدين. كما هو واضحٌ هنا فالحب ليس خطوة فعلية يخطوها الله دون شروط بل هو حب مشروط. القرآن يقول "يحبهم ويحبونه". ولنفرض إنهم لا "يحبونه"؟ أليس من حقهم أن يقولوا لله لا؟ ألا يعرض نفسه عليهم وهم يقولون نعم أو لا؟ ماذا يعمل الله حينئذ؟ هل يغتاظ وينتقم منها بتعذيبهم في النار سبعين خريفًا؟

وماذا عن آية آل عمران أعلاه؟ إنها تقول إنهم يتبعون الله لأنهم يحبونه وبالتالي هو "يحببهم". هنا الحب جاء استجابةً، رد فعل من الله، وليس أبدًا مبادرة أولية يتخذها الله. كما نرى في كلتا الحالتين أعلاه، الحب من الله في القرآن يأتي كرد فعل على من يحبونه وليس مبادرة يأخذها الله من جانبه وبصرف النظر عن رد فعل الإنسان سواء قام بالترحيب بالله أو رفضه تمام الرفض.

في الإنجيل، الوضع مختلف تمامًا؛ حيث عندما نقول إن الله يحب الناس فالمقصود هو أنه يحبهم هكذا ودون شرط. (يوحنا 3 : 16) إنه حب غير مشروط. هذا حبٌ لا يأتي كرد فعل من جانب الله على من أحبه أو من كفر به بل هو يحبهم سواء أحبوه أم لا. موقفهم الشخصي لا يؤثر على حبه بل هو يحبهم حتى وإنْ كفروا به كفرانا مبينا. تراه يبدأ بالحب ويمد يده للإنسان طالبًا منه أن يدخل معه في "عهد حبٍ" لا عهد خوف. عبادة الله في الإسلام مؤسسة على الخوف، الترغيب والترهيب. أما في الإنجيل فربي لا يحتاج لترهيبي بل ولأنه يحبني فهو يطرق باب قلبي برفق قائلا: افتح لي كي أدخل إليك وأتعشى معك وأنت معي (رؤيا 3 : 20). قلت إن إله الإنجيل يطرق باب قلبي برفق ولا يدخل عنوة كما هو الحال في إله الإسلام حيث يُخضع الناس له لو اقتضى الأمر لاستخدام الإكراه "طوعًا أو كرهًا".

في الإنجيل، الله يحبني وأنا في غياهب الكفر والضلال والخطايا تثقل كاهلي من أعلى رأسي لأخمص قدمي وحبه لا يتبدل تجاهي سواء آمنت أو كفرت بل حبه دائمًا في ازدياد. وكلما زادت خطاياي كلما تفاضلت نعمته وزادت محبته. قال كتاب الله على لسان الطوباوي بولس: ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا (رسالة رومية 5 : 8). حب الله قد بدأ تجاهي وأنا لا أزال في وسخ خطاياي وليس لأني تبت إليه فيكون رد فعله الحب. كلا!

نسأل إله الإنجيل: لماذا تحبنا؟ هل لأنك تريد حصة المؤمنين في جنتك لتتفاخر بهم يوم القيامة وتغيظ بذلك الكفار؟ ألم تقم أنت بتقسيم الناس لمؤمنين وكفار؟ ألست أنت السبب فيما نحن فيه من شحناء وفتن طائفية؟

يبتسم الله بقلبه الكبير ويقول لي: أحبك يا إبراهيم هكذا. قلت لك "لأنه هكذا أحب الله العالم" (يوحنا 3 : 16). أحبك بدون سبب أي "كدة" و"لله في لله" و"هيك" و"من غير ليه"، كما تقولون بمفرداتكم العامية. هل رأيت يا إبراهيم أماً تضم طفلها في حنان جارف إلى صدرها؟ هل سألت نفسك: لماذا تفعل ذلك؟ لا تملك سوى أن تفعل هذا. لا تعرف أن تفعل غير هذا. أفعل هذا لأن هذا هو طبعي وطبعي الحب يا إبراهيم. دستورك كمسيحي هو من كلمتين "ورد غطاهم": الله محبة. جملة قصيرة من مبتدأ وخبر. الخبر يعطي وصف وتعريف بطبيعة المبتدأ. أنا يا إبراهيم يا بنيّ هو المبتدأ في كل شيء ولذلك تقرأ في إنجيلك إني أنا "الألفا والأوميغا"، الألف والياء. ومبتدأي يا إبراهيم مع التاريخ البشير يوم بدأته هو مبتدأ الحب؛ وللمبتدأ لابد من خبر، وخبري هو "الحب". أنا المبتدأ وأنا هو الخبر يا إبراهيم. الحب هو طبعي وتلك هي طبيعتي. طبيعتي هي طبيعة الحب. بالحب خلقتك يا إبراهيم وبالحب أوجدتك وعندما سقطت خاطئًا بالحب افتديتك وضممتك إلى صدري غير حاسب عليك أي شيء من الخطايا أو العيوب.

كان بودي أن أجامل الناس جميعًا ويتسع صدري لكل عقائدهم من مسلمين وبوذيين ولكن الله محبة هي آية مسيحية صرفة تصف إله الإنجيل حصرًا وقصرًا. فكرة الله محبة غير موجودة في القرآن ولا تمت للروح الإسلامية بأية صلة لأن الله يحب في الإسلام ولكنه حب مشروط كما قلنا. الناس يفجرون الكنائس لافتقارهم إلى المحبة، وفاقد الشيء لا يعطيه. من دخلت محبة الله قلبه لا يقوم بتقسيم الناس تقسيمًا طائفيا فيقول هذا مسلم وذاك ملحد إلخ بل من دخلت محبة الله قلبه يكون لسان حاله مثل الآب السماوي والذي يشرق بشمسه يوميًا على جميع الخلائق من دون أن يسأل عن دين هذا أو ذاك بل هو عطاء موصول للجميع.

إله الإنجيل لا يعرف الفتن الطائفية ولا يمكن أن نتجاسر في أن نطلب منه أن يحترس في مسألة الفتنة الطائفية لأن هذا ليس واردًا من الأساس في حساباته كأب للخليقة كلها حيث دعانا المسيح إليه موضحًا "لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات. فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين." (إنجيل متى 5 : 45). هذه هي المحبة المسيحية، وإله الإنجيل يحب الجميع، وبحسب الإنجيل، يضم المسلمين والمسيحيين إلى صدره الحنون على حد سواء لأنهم ببساطة ذريته (أعمال 17 : 28).

عندما يقول لك المسيحي إن الله يحبك فهذا الكلام معناه أنك مقبول تمام القبول من الله بما أنت فيه وعلى ما أنت عليه الآن. قبوله ليس مشروطًا بما يجب أن تكون عليه لأن الواقع في حياتي يقول إني لست أبدًا على ما يجب أن أكون عليه بل حياتي كلها منعطفات وتعاريج؛ ومن ثم جاء القبول لي بما أنا عليه الآن في الوقت الحاضر. لست واحدًا من عبيد الرحمن بل أنا وأنتَ وأنتِ.. ابن له ويشغله أمرنا بصورة شخصية ومن ثم قال في كتابه: "هوذا على كفي نقشتك" (إشعيا 49 : 16). الجميل هو أن ربنا لا ينظر إلى يديه إلا ورآني؛ وعندها يراني كما أنا وعلى طبيعتي. قال القديس أغسطينوس: إن الصديق هو شخص يعرف كل شيء عنك ومع ذلك يقبلك. كلنا نحلم بأن نقابل صديقاً أو حبيباً نظهر فيه أمامه أو أمامها ونحن في تمام عفويتنا دون أن يسجل أحد لنا الأخطاء ويرصدها علينا. أكثر شيء يعجبني في صديقي جورج بباوي أني أتكلم أمامه في عفوية تامة وهو أيضا كذلك. قد ننفعل. قد نقول ما نقول ولكن لا أحد يحاسبنا وكأنه شرطي علينا يقول لنا قل هذا ولا تقل ذاك. الصداقة هنا تعني الحرية، والحب يعني الحرية كذلك. وإنْ كان هذا هو الحال بين الناس الضعاف فما بالك بإله الإنجيل والذي هو الحب كله والحرية كلها ولا يترصد بأحد في حين إله القرآن يقف للناس بالمرصاد والقرآن يقول: "إن ربك لبالمرصاد" (الفجر آية 14). عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي كنت قد حفظت سورة ق كاملة وأرعبني ما فيها من ما نسبه القرآن عن الله: "يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ" (سورة ق آية 30). الله في الإسلام عنده تعطش سادي للتعذيب كما ترون! وعلى العكس من ذلك، فإنَّ إله الإنجيل ينظر لعيوبنا ويبتسم لأنه لا شيء في طبيعتنا الترابية يفاجئه أو غريب عليه لأنه ببساطة يعرف جبلتنا الترابية (مزمور 103 : 14).

والمسيح، إنسان من لحم ودم مثلنا، هو نموذجنا الحيّ. عاش المسيح حياته في كنف الآب فكان الآب يملأ كل حياته. ولذا ففي كل أمور حياته كانت نظرته إلى الله على أنه أب لا مراقب أو "غفير واقف على راسه بالمرصاد" (برجاء مراجعة متى 6 : 25 ـ 31). إنه أب يحب ويرعى الاحتياجات رعاية أبوية حانية لا مثيل لها. بل لأنه إله المحبة في الإنجيل فحبه لي يعني أنه يسترني ويستر عيوبي وهذا الستر هو تحديدًا ما تعنيه كلمة كفارة العبرانية في الكتاب المقدس. يكفّر عن سيئاتي כפר أي يسترها، والمسيح، ذبيحة الحب الإلهي، يكفّر عن سيئاتي ويسترها. وصف الإنجيل هذا الستر بالحب فقال: "المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1 بطرس 4 : 8). كلما نظر ربي لي انشرح صدره وفرح بي وقال لي ولغيري ممن تجاوبوا مع حبه الأزلي: "كلك جميل يا حبيبتي؛ ليس فيك عيبة" (نشيد الأناشيد 4 : 7). وأين هذا من ذهنية الملكين واحد على كتفي اليمين والثاني على كتفي الشمال، هذا يسجل الحسنات وذاك يسجل السيئات، كما هو في الإسلام؟ ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد. هذا لسان حال القرآن أمام زلاتي وهفواتي. أين هذا من إله يسترني بكفارته ولا يسجل علي الذنوب والخطايا؟ سبب انغماسنا في الذنوب والخطايا هو الشعور الدائم بالخجل وذهنية العار. سجن مقيت فيه الشعور بالذنب يكبل الإنسان. الإنسان منا بحاجة للقبول والحب والحرية حتى ما ينتعش ويبدع ويصنع العجائب في حياته هنا على الأرض.

لكي يتحقق الإيمان بالله "الذي يحبني" فلابد أولاً من أن يتحقق "لقاء شخصي" معه وليس مجرد "اعتناق عقيدة" بها رصف لأفكار دينية عقائدية مجرّدة كالتوحيد والصلاة والزكاة إلخ. جردة العقائد الدينية هذه لا تكفل حدوث لقاء شخصي بيني وبين الإله الذي أعبده وأحبه وإلا فأنا أهوي دون أن أدري في فخ الدوغمائية الدينية. والمسيح ما دعا الناس لاتباعه واعتناق عقيدة بل هو قال "من أراد أن يكون لي تلميذًا" وأيضًا قال "من أراد أن يتبعني". لكل فيلسوف مشهور أتباع وتلاميذ، فهؤلاء تلاميذ سقراط وأولئك تلاميذ أرسطو وهؤلاء تلاميذ أفلاطون وهلم جرًا. لكن ما ينفرد به المسيح في وجود أتباع له هو أن التبعية لا تقوم على أساس العقيدة أو التعليم الذي يروِّج له أو مجموعة الأفكار وإنما التبعية للمسيح هنا قائمة على أساس الشخص "شخص المسيح". فالمسيح لا يمثل عقيدة يعلمها أو دينًا يذود عنه بل العقيدة هي تفسير لشخصه وفي شخصه هو نفهم كل ما تنطوي عليه المسيحية. البداية هي شخص المسيح وموقفي من هذا الشخص وليست أبدًا ديانة نعتنقها أو لا نعتنقها كما يظن كثير من المسلمين. وعليه، فقصة تنصيري من الإسلام يمكن اختصارها تجاوزًا في عبارة واحدة: المسيح قال لي "اتبعني" وأمام حبه تجاوبت أنا إبراهيم عرفات وتبعته. وما يتبع ذلك فهي تفاصيل ودقائق تخصه وتخصني مع مسيحي، ولكن الجوهري والأساسي هو أنه يناديني وأنا أتبعه مستجيبًا لحبه. في المسيح، ألتقي بإله شخصي ولست متعبدًا لقوة ميتافيزيقية مجردة في الكون. هذا الإله الشخصي ناداه المسيح بصفة "الأب" وقد شجعنا نحن كذلك أن نناديه بصفة "الأب" مثلما ناداه. يا ربُ، أبي أنتَ. يا ربُ، أنت آبا، "أبويا" الحنون ولا مثيل لك. أنت إلهي الشخصي الحي. أقبل حبك. أنت لي وأنا لك. أنت يا ربُ قد بادءتني بالحب واقتحمت عليّ فراغي وعزلتي وأوحيت لي عن ذاتك بذاتك عندما نطقت في المسيح "نطق الله" فكان هذا أعلى ما يصل إليه وحيك الإلهي.

نعم، هذه المحبة الإلهية ليست جردة عقائد بل هي كالماء الساخن في ليالي الشتاء القارسة البرودة والذي ينزع عني قشعريرة البرد. الله يعلم مدى حاجتي للشمس لتسري بأشعتها في أوصالي فأشعر بالدفء كمن يحتضنني. وتلك هي أشعة المحبة الإلهية كذلك. إنها ليست قناعات إيمانية كما يظنون بل هي أكبر من كل هذا، بل هي مسيح قال لي عنه عمي اسحق (ذاك القبطي العجوز وياله من قديس!!): "اجمد فيه وهو هايجمد فيك". نحن نمسك بكل قوانا و"نجمد" بشخص وليس بمجموعة أفكار دينية. ويظل عمي إسحق ساكنًا بذكرى مطوّبة للأبد في أحشاء نفسي هاتفًا في أذني ورابتًا على يدي كل حين: "اجمد فيه وهو هايجمد فيك". كانت هذه أجمل عظة مسيحية سمعتها في تاريخ حياتي منذ أن آمنت بالمسيحية في عام 1987 وعلى مدار الأربعة وعشرين سنة التي عشتها في المسيحية منذ ذلك الوقت. عمي اسحق، كم أفتقدك بدموع!

هل فعلا تشعر بدفء الله يملأ كيانك بسبب عناقه لك؟ هل حضنك الله؟ هل عانقت ربك؟ هل فعلا لمست حبه وهل تلامس هذا الحب مع أعماق باطنك أم أن "حب الله" مجرد معلومة صوفية جميلة تنتشي بالحديث الديني عنها؟ عندما أتلامس مع حب الله في باطني أقدر أن أهتف في داخلي بفرح: "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء." "إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني إليه." هو يملأني ويكفيني ويغنيني.

أي حبيب هو ربي فليس مثله من حبيبٍ
يملأني يفيض في كياني ومع حبه لا أخشاه أو الرقيب!

كثيرًا ما نحض الناس على أن يحبوا الله ويخلصوا له وأن يفعلوا هذا ولا يفعلوا ذاك حتى يصبحوا في عداد الأتقياء. ولكن في الإنجيل، يأتي الأمر معكوسًا إذ هنا الله هو الذي يحب الإنسان وهو الذي يبدأ بالحب دون انتظار شيء من الإنسان أو يحبه في مقابل شيء. لا يريد الله من الإنسان أي مقابل. الله يحب لأنه لا يسعه سوى أن يحب تماما مثل الشمس التي لا يسعها سوى أن تشرق على الجميع وتدفئهم ودون مقابل. منذ مهد التاريخ وحتى زماننا هذا الآن، يبدأ الله بالحب. الله ينحني على الإنسان ويقبله قُبلة الحب، قُبلة النعمة. يقول الإنجيل: "في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا" (1 يوحنا 4 : 10) ثم يوضح الأمر بأكثر تحديد بآية لاحقة: "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا" (1 يوحنا 4 : 19). قد نُعجب بشخص ما ونستلطفه فنحبه بنسبة 90 في المائة ثم يفتر حماسنا مع الوقت تجاه هذا الشخص لأي سبب من الأسباب ونحبه بنسبة 50 في المائة (نحبه نُص نُص، كما نقول بالعامية). مع الله الأمر يختلف تماما. عندما يحبني الله فهذا ليس مجرد "استلطاف" بل حبه ثابت ولا يتزعزع ولا يتأثر بأي عوامل خارجية. إنَّ حبه غير متوقف على شخصيتي أو على تصرفاتي ولكن على طبيعته المحبة والتي تتصف بالديمومة والرسوخ والثبات ولذلك وصف الكتاب المقدس الله على أنه "صخر" إشارةً في هذا إلى الثبات وعدم التقلب أو التغير بحكم الظروف. الله في الإنجيل يحب الإنسان مائة بالمئة وهو في عمق خطاياه ويحبه بنسبة مائة في المائة وهو أقدس الأبرار كذلك. محبة الله للإنسان لا تخضع للمزاجية أو تتوقف على صلاح الإنسان أو ضلاله.

عندما يحبني الله فهو يحبني بكل كيانه ويتجه نحوي أنا بكل كيانه وينحني علي ويضمني إليه إذ تحن أحشائه إليّ أنا (إرميا 31 : 18 ـ 20).
عندما يحبني الله فهو لا ينظر إلي من علياء سمائه بل ينزل تماما إلى مستواي. يكلمني في إنسانيته، نعم إنسانية إلهي التي أتلامس معها في المسيح أيقونة الله الآب. وفي تلامسي مع إنسانيته الإلهية أكتسب من الله ما له، ما يخصه، وبهذا تصل إنسانيتي لأعلى درجة ممكنة من الرقي الإنساني. إنه يشركني في حياته الإلهية ويقضي على العزلة في حياتي. هل تحلم بأن تكون إنساناً حضارياً؟ نقول عن فلان ما أحلاه فكله إنسانية وإنسانيته لا مثيل لها. من أدراك؛ فلربما كانت هذه الإنسانية الراقية التي يتحلى بها هي نتيجة أنه قد استقبل الحب الإلهي بتمامه في كيانه؟ إنه التلامس بين الله الحبيب والإنسان المحبوب. صرت أُحَب وهدف حبه. كوني أستقبل حب مقداره هذا في كياني، هل تغيرت؟ هل أحب نفسي وأقبلها مثلما يفعل ربي معي أم أني جلاد لذاتي كثير النقد والسلبية المريرة؟

اسمح لنفسك بأن تُحَب؛ واعط نفسك مجالاً أن تُحَبّ. استقبل الحب. عند الله، كونك تُحَبّ أهم لديه بكثير من أنك تُحِب وتفعل كذا وكذا كي ترضيه إذ لست واحدًا من عبيد الله كما هو في الإسلام. لابد لحبه أن يكون له تأثير عميق في نفسي أولاً فيشكلني ويصوغني ثم بعد ذلك فقط ينتقل مني هذا الحب بشكل عفوي للآخرين. لا نريد لحبنا لله أو الآخرين أن يتم بشكل ميكانيكي آلي في صورة أوامر ونواهي؛ فما هذه هي المسيحية أبدًا. يفيض الحب مني للآخرين بعد أن يفيض حب الله بالكامل دافقًا في قلبي. كيف أقدم الحب للآخرين وأنا لم أستقبله من مصدره الأصلي وهو الله؟

لا تنشغل بخطاياك الكثيرة فيكون هنا تركيزك على الضعف والعيوب في حياتك وإنما لتنشغل بالأحرى بقوة الله والتي هي قادرة أن تنتشلك من وهدة الضعف الإنساني. انشغل بمحبة الله لا ضعفك. كن على يقين أن محبته لك تستر كثرة من الخطايا. ليكن تركيزك على حبه هو لا على ضعفك أنت. تأمل كم أنت محبوب من الله حبًا لا يقف عند أي حد أو شرط ولا يكن تركيزك أبدًا على الضعف أو النقائص أو العيوب في حياتك. وحده الحب سيقتادك لتغيير الاتجاه أو ما قد نسميه بالتوبة. الحسرة وجلد الذات لا يقودانك إلى التوبة بل إلى كراهية ذاتك والسلبية والاكتئاب ثم تنزلق دون أن تشعر في خطايا أكبر وتتفاقم المشكلة. الحرمان من الحب سيجعلنا ميالين للانتقاد والمرارة وصغر النفس والإعابة في الآخرين. الحب بخلاف ذلك يجعل النفس كبيرة وتلتمس العفو والأعذار لجميع الناس في شفقة وحنان إلى مالا نهاية. تلك هي ما نسميه بحياة النعمة المسيحية.

من أكثر ما يجذبني إلى المسيحية هو أني أبصر الله وهو يتطلع في وجهي ويقول لي: أنت إبراهيم عرفات وأحبك كما أنت بكل ما فيك من عيوب ونقائص تخجل منها أمامي. أحبك يا إبراهيم كفرد بذاتك لا كـ "عبد" يُضاف إلى قطيع اسمه "الأمة". أنت الفرد هو ما يهمني ولك كل حبيّ بالكامل. أنت فرد ومن ثم فأنت فريد متفرد بذاتك تماما مثل بصمات اليد والتي لا تشبه البصمة الواحدة منها الأخرى. بحبك لي يا رب جعلتني شخصية محبوبة إذ وضعت صفاتك فيّ. كان لابد أن أن أُحَب أنا أولاً قبل أن أحب الآخرين. بفيضان حبك في قلبي يفيض الجمال في نفسي إذ أن أي جمال في الوجود يعود إليك وحدك لأنك الأصل والمنبع لكل شيء. وكما يُلاشي النور الظلام فهكذا الله يُلاشي بجماله أي قُبح من نفسي. لننشغل بالجمال لا بالقبح. وبالجمال سوف يخلص العالم من كل ما فيه من قبح كما يقول دستوفسكي. عندما أستقبل حب الله ويتغلغل في نفسي فهو يطهرني من أدران نفسي؛ إذ لا يتم التغيير بمجموعة من العقائد الدينية البراقة أو الصارمة وإنما وحده الحب يطهِّر نفسي والصرامة تنشيء كائنات معقدة نفسيًا. كل المطلوب هو أن أستقبل هذا الحب الأول أي الله الذي هو حب في المسيح وعندها تحدث أعظم ثورة في تاريخ حياتي: ثورة الحب. حب المسيح سوف يثور في نفسي ويقلبها رأسًا على عقب ولن أكن كما كنت من قبل لأني سوف أصبح محبوبًا وأستشعر هذا الحب في قلبي وعقلي وعواطفي ومن ثم تكون لي شخصية محبوبة ينجذب إليها الناس. الحب واحد من الأساس ويتفاوت في دفقه بدرجات مختلفة ولكنه سواء كان حب جنسي أو حب أفلاطوني أو حب أخوي فمصدره الإله الخالق ويأتي منه مباشرة إذ لا سبيل لنا لتجزئة الحب بل الحب في أصله واحد. نعم، الله يحب الإنسان في الإسلام ولكنه حب متوقف على مدى صلاح العابد بينما في المسيحية الله يحبني وأنا خاطيء. في الإسلام، الله يحب حب مشروط ولكن في المسيحية الله يحب حب بلا شروط إذ هو يحبنا ونحن بعد خطاة ولا نزال خطاة مع فارق أننا ننال الرضى منه بالتصالح معه والانسجام مع إرادته فتكون طريقه هي طريقنا وسبيله هي سبيلنا فننعم بصحبته في دربه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا احب الله العالم
نورس البغدادي ( 2011 / 2 / 21 - 22:39 )
قرأت مقالتك يا استاذ ابراهيم وتمنيت ان لا تنتهي كلماتها المعزية الجميلة ، فعلا كانت كلماتك بمثابة استراحة روحية حلقت بنا روحيا الى الأعالي بعيدا عن هموم الدنيا ومشاكل الحياة ، افضل ما جلب انتباهي في مقالتك هو انك لم تدعو احدا لترك دينه او معتقدة ، لقد عملت كمن يرشد الناس الى وجود طريق سهل للتعرف الى طبيعة الله ومحبته غيرالمحدودة للبشر وفي نفس الوقت قمت بتصحيح مفاهيم مغلوطه عن حب الله للبشر، احييك تحية خالصة يا استاذ ابراهيم وأرجو ان نقرأ لك مقالات جديدة وقد سرني كثيراعندما شاهدت أختبارك الرائع بصحبة الأخ رشيد


2 - هذا المقال
Helen smith ( 2011 / 2 / 21 - 23:50 )
هذا المقال يستحق أن يتفرغ الانسان لقراءته فى ساعة صفاء روحى وبجواره كوبا من الشاى المصرى المظبوط ..

فالكاتب لا يكتب بقلم بل بروح

هذا ليس مجرد استرسال خواطر ولكنه روح يتكلم

تماما كما حدث فى الحلقة مع رشيد - فلقد كان مستوى حديثه أعلى بكثير من مستوى رشيد والذين علقوا هاتفيا - ولم يعط الفرصة دون مقاطعات رشيد المزعجة .. ليته يستقل ببرنامج وحده

وليته يكثر من الكتابة ، فأنا أظن أن كتاباته ستبقى طويلا من بعده


3 - تحية حارة جدًا لكما يا أخ نورس ويا أختي هيلين
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 22 - 00:08 )
أخي نورس: كلامك أثلج صدري وفرحني جدًا. معك حق أنا لا أدعو أحد لترك دينه ولكني على يقين أن الجمال سوف يختطف القلوب خطفًا وأنا أشاهد إذ هو عمل الروح وما أنا إلا شاهد أعاين كل هذا وقلبي يرقص فرحا. تأثرت كثيرًا بكلماتك الجميلة.

عزيزتي هيلين سميث: أنا معجب بجرأتك وصراحتك. وممنون لك من أعماق قلبي على تشجيعك إياي. أتمنى فعلا أن أكثر من الكتابة وأن تبقى الكتابات بعد رحيلي من هذه الدنيا.. أنت قرأتِ ما بداخلي.. أشعر أن أجلي في هذه الدنيا لا يطول كثيرًا وعلي أن أغتنم الفرصة وأكتب فيما يحرك لي أحاسيسي ويعني لوجودي كل شي. ولكن ما الموضوعات التي تقترحين علي أن أكتب فيها؟ أرجو أن تراسليني بصورة مباشرة وإيميلي سوف تجدينه في أسفل كل مقالة أكتبها وبخاصة في موقع الناقد. هذه هي أضمن وسيلة أدلك بها على الكتابة المباشرة لأني الإيميل الذي أستخدمه في موقع الناقد أراجعه بصورة مستمرة مرات عديدة في اليوم الواحد.. يا هيلين، أنت رائعة وأكثر من رائعة وأشكرك على جرأتك. سيدة بمائة رجل فعلا أنت!! عجبتيني.


4 - حفظ المقال
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 2 / 22 - 09:54 )
تحيتى زميلى الكاتب، اولا اننى قمت بحفظ المقال فى الكومبيوتر لعلى اتمكن من قراته مرات عدة، انها كذلك بلا شك بين اعمال الله المحب للسلام والخير واعمال الشيطان المحب للشر والدم، هناك صفات مشتركة بين الاسلام والمسيحية الا وهى ان خالقهما واحد بينما لهما الاهان مخلتفان اى انه ليس نفس الاله الذى يعبده المسيحيون والمسلمون.. هذا ما استنتجت من المقالة والكلمات الجميلة
تحيتى مرى اخرى


5 - رايتك في الحلقه مع رشيد واعجبني اسلوبك
سامر السامري ( 2011 / 2 / 22 - 11:30 )
اخ ابراهيم لقد رايتك في الحلقه مع رشيد واعجبني اسلوبك الايجابي نحو الاخرين. بالرغم من ادب رشيد لكنه وصف مره الاخرين با لعقول المتحجره. وكذلك لاحظت عدم الاهتمام بشيوخ الدين المسلمين اليبراليين المعتدلين كآحمد القبانجي. نحن نريد التآخي بين جميع الطوائف ولهذا علينا اسناد المعتدلين من شيوخ المسلمين. انا لاديني من خلفيه اسلاميه ويهمني تصرفات الاشخاص لادينهم ويهمني التعاييش السلمي بين الجميع والمصريين ان يكونو مصريين قبل ان يكونو مسلمين او اقباط او من اقليات اخرى


6 - شيوخ الإسلام المعتدلين
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 22 - 13:58 )

أخي سامر السامري: سعيد أن أعرف أنك لا ديني فأنا مدين لـ اللادينيين العرب بتعليمي المنهجية الموضوعية في التفكير وأن أحسن القراءة والنقد والتحليل. أوافقك تماما في دعم أي تيار معتدل فنحن بحاجة للتأكيد على كل ما هو إيجابي وهذا ما تعلمته من الثقافة الغربية بالتنبير والتشديد على كل ما هو إيجابي ولكن للأسف عيبنا كعرب أننا لا نرى سوى السلبيات في الآخرين وتضيع علينا الفرصة الذهبية في استحسان ما لدى الآخرين من جمال وآه لو دعمنا ما لديهم من جمال لكنا نحن ودون أن نشعر عامل حفاز في انطلاقهم نحو الخلق والإبداع. نعم يجب أن نعمل بكل طاقاتنا على دعم التعايش السلمي بين جميع الناس فنحن بشر قبل أن نكون أصحاب قناعات إيمانية ويربطنا مصير إنساني واحد والأرض هي المركب الواحد الذي يجمعنا جميعا فعلينا أن نتعلم كيف نجالس بعضنا بعضًا ونأكل من طبق واحد في تناغم إنساني.

أخويا الحبيب وليد حنا بيداويد: ممنون لك على كل ما قلته وتأثرت برأيك وفرحت شديد الفرح والتأثر.وأنت هو الجميل أيها الغالي. ألف شكر لك.


7 - مقال أكثر من رائع تعجز الكلمة أن تعبٌر عنه
جيني حايك ( 2011 / 2 / 22 - 18:29 )
شكرا من الأعماق أنا كمسيحية بحاجة لقراءة التحليل الفلسفي لمحبة الرب الغير مشروطة بلغة سهلة جذابة مهما طال المقال في شرحها والقارئ يطلب المزيد

كم أثٌرت فيني هذه الجملة
-الرب راعيّ فلا يعوزني شيء.- -ه
إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني إليه.- هو يملأني ويكفيني ويغنيني
مبارك قلمك النزيه الداعي للبشر أن
يُحبوا الآخرين...وأن يكونوا محبوبين من الآخرين
كل الإحترام


8 - ما أروع هذه المحبة.....
جورج فارس ( 2011 / 2 / 22 - 21:19 )
نعم ما أروع هذه المحبة وما اروع كلماتك التي وصفت بها هذه المحبة....
محبة بلا شروط....
محبة بلا قيود....
محبة مغيّرة....
محبة أبدية....

ما أجمله من إله.. هذا الذي ندعوه الإله المحبة......

مع كل الإحترام والتقدير لفكرك وقلمك وروعة أسلوبك أستاذنا ابراهيم....


9 - الأخت الغالية رنا مريم
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 22 - 21:26 )
فرحت بقراءة تعليقك والذي كان بالانكليزية وأعتقد أن هذا هو السبب في عدم نشره حيث ينبغي هنا أن تكون التعليقات باللغة العربية.
فخري بك هو بلا حدود وأعتز باختيارك لطريق المسيح رغم ما فيه من أشواك وآلام ومتاعب كثيرة. أنت اخترت درب المحبة والمحبة لها البقاء وتنتصر على كل شيء ولها الكفة الراجحة دومًا. أتمنى أن تتاح الفرصة للكتابة بالعربية متى تيسر لك ذلك ولكني ممنون لك شديد الامتنان لمساهمتك بالتعليق والكتابة ولا أخفيك أني يغمرني السرور كلما تذكرت اختيارك للسير في طريق المسيح. قطعا فخور بك جدًا جدًا.


10 - اهلا بخادم الرب ابراهيم
James Peter ( 2011 / 2 / 24 - 01:17 )
.... أانا كنت اخر من تعرف عليك
أهنئك من كل قلبي ..فعلا انها مقالة روحانية لا هــوتيــة يلزمها تمتع روحي
لانك جعلتنا نتذوق حلاوة الله رب السماوات و الارض بكلماتك البسيطة عنه
كلمتين بسيطتين

- ا للـــه مـحـبـــــــة -
الله يحب الكل لانه هو خلق الــكل .... فهل معقول انه يطلب من قسم ان يقتل القسم الاخر ؟؟
وهو ها يقعد يتفرج على الفلــم ؟؟

بورك كــلامك الذهبي ذو البريق النوراني ..وبوركت روحك


11 - ألف شكر لك يا أخي جيمس بيتر
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 24 - 02:20 )

بصدق ممنون لك على تشجيعك وسأقول لك سرّ على الملأ: بعد أن أنتهي من كتابة المقالة لا أعرف من أين أتيت أنا بهذا الكلام.. حقيقة الأمر هي أنه لنا هذا الكنز منه في أواني خزفية هي نفوسنا الضعيفة وليرحمها الرب القدير.


12 - لأ طبعا مش معقول
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 2 / 27 - 13:43 )
الاخ جيمس بيتر
تحياتى
لأ طبعا مش معقول ان الله يطلب من الاخ ان يقتل اخاه ثم يجلس هو يتفرج على الفيلم..ولكن
ماذا لو ان احد الاخين قام بمحاولة قتل اخاه ليعتدى على ماله وعرضه وينهب ارضه وامواله؟؟؟؟
ماذا يكون موقف الاخ المعتدى عليه؟؟
هل يستسلم لاخيه الذى يحاول ان يقتله ويسلبه روحه وارضه وعياله ..ام يقاوم ويكون مستعدا وقويا لصد اى اعتداء عليه؟
وهل يرضى الله عن هذا ..ام يأمر الاخ المعتدى عليه بمقاومة الظالم وصد اعتدائه حتى لو ادى ذلك الى استشهاده؟؟
هل موقف الله هنا موقف المتفرج على الفيلم يا بيتر؟؟؟

يا اخى ابراهيم عرفات
تحياتى
الحقيقة مش عارف اقولك ايه
انا شاهدت حلقاتك مع الاخ رشيد وقرأت مقالات عديدة لك بعد ذلك لاعرف ..من انت ..وما هى هويتك ..وما هى كينوتك وكيف تفكر وماذا تريد بالضبط ..
واسمح لى ان ارد عليك فى مقالات خاصة لان الالف حرف لن يكفى
وتقبل تحياتى


13 - مقال اكثر من رائع
سامح عبد المسيح ( 2011 / 2 / 27 - 18:24 )
استاذ ابراهيم احييك على المقال الروحانى الرائع
حاولت ان اصل لك و لم استطيع
استسمحك ان تعود للمكان الذى تركته لان احدهم ضايقك كى استطيع التواصل معك (فيه هذا المقال منقول ) و انت تعلم لاى ماكن اشير
من اجل محبة المسيح لا ترفض رجائى


14 - السيد الشرقاوي 13
جيني حايك ( 2011 / 2 / 27 - 18:58 )
سؤالك :ماذا يفعل الإنسان إذا هاجمه معتدي،، اعتدى عل بيته وعياله وسرق ماله,,,ألخ
طبعا سيدافع المُعتدى على أمواله وأرضه وعياله ليحميهم من المجرم حتى لو كلف الأمر حياته للموت وهذا واجب عليه

لكن المطلوب منه ( المُعتدى عليه )أن لا يُقابل المُعْتَدي) في نفس الفعل أي يعتدي على ارضه وعياله بالمقابل..وإلا سيكون هو مثله مجرما
هناك قوانين تعاقب الجاني إلى جانب العقوبة الآلهية
فشريعة العين بالعين تصنع شعبا يفقد كل فرد تقريبا عينه ....أي يبقى على عين واحدة


15 - للأخ شاهرا لشرقاوي والأخ سامح عبد المسيح
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 27 - 20:01 )
شكرًا كثيرًا لتفاعلك الجميل يا أخ شاهر. تسألني من أنت وأجيبك أني واحد من الفلاحين بمصر واسمي إبراهيم. وعن هويتي، فأنا ابن البشر ولكل شعب من شعوب العالم مساحة خاصة في قلبي. أنا هو هؤلاء الناس جميعًا وهم أنا؛ أنا منهم وهم بي. وماذا أريد بالضبط: أريد وجه الله بالحب وأريد أن أبصر وجه الله في كل إنسان ألتقيه بصرف النظر عن دينه. فليعينني الله على تحقيق هذا المشتهى. ولك مطلق الحرية أن ترد علي في مقالات فالمهم هو أن تنشط عقولنا ونرد ونبدع وننتج لا أن تصبح حياتنا الفكرية آسنة في ركود. الاختلاف علامة صحية ممتازة والمهم هو أن نكبر في وعينا ونعرف ذواتنا عبر هذه المسيرة.
أخي سامح: مثلك يا حبيب لا أقدر أن أرد له طلب ولكني يا أخي الحبيب أؤمن بالحرية وأقدسها بل كدت أقول إن الحرية هي الله نفسه!! فتأمل يارعاك الله بين نظرتي للحرية وبين من يريدون تقييد رجلي بأفكارهم الرجعية... عندما أرى ابني صاحب الست سنوات يبوس طفلة أفرح جدًا وأقول: ما أحلى هذا.. ما أحلى البراءة.. ما أحلى الجمال.. ونحن ننتمي لشعوب غرست فينا ذهنية النجاسة وتكلم فلانة ولا تكلم علانة.. ما هذا الضنك! الله يلطف بيهم يا أخي!!


16 - الفرق كبير بين ان يعتدي واحد على الاخر
James Peter ( 2011 / 2 / 28 - 01:46 )
و بين أن يأمر الله هذا الـــ واحد أن يعتدي على الاخر و يقتله و ينهب امواله و عرضه...وهل الله الذي خلق الاثنين ان يامر هم اولا بوصايا عشرة و ثم يطلب منهم السلام و المحبة و التضحية .. وبعد فترة يطلب من الواحد ان يهجم على الاخر وهو اعزل او نائم او بيصلي ويطلب ان يقتله و ينهبه و يهينه و يسرقه و يتعرض لشرفه و ثم يقول له معليش اكذب..... هذا ما كنت اقوله
اي ان الله هو الذي يامر احد خلائقه بان يقتل الاخر ويعتدي عليه كرمال الله و عيون الله
والله بيفرح و بيقعد يتفرج عالــفلــم ...ما هو خلق الاثنين فلمى هذه المصارعة هل هي متعة
لعيون الله الذي يهزأ بعباده ؟ يقول لهم اولا الوصايا العشر و ثم المحبة و السلام ثم يقول لالاخرين ازنوا واكذبوا و اقتلوا و اسرقوا لانها شريعتي
وثم يطلب من الاخرين ان يقتلوا الاولين ؟؟؟؟؟؟؟؟
ياترى من هو المجنون
الذي لا يحمي بيته لا يستحق ان يدعى ابا بعد


17 - تحية للسيد الشرقاوي
James Peter ( 2011 / 2 / 28 - 02:15 )
الله لا يأمر بالقتل و الاعتداء , الله لا يجبر الناس على عبادته بالقوة, الله لا يأمر بالسرقة
لكن اذا اعتدى احدهم على الاخر فما على الاخر الا الدفاع عن نفسه و بيته وهذا المعتدي شرير لاننا نقول معتدي ..مهما كانت مبرراته فهي غير مقبولة..لأن الله حرم القتل وخاصة تحت افتراء على اسمه وبحجة انها اوامر منه..طلب التسامح و الغفران و نشر و زرع السلام
فالمعتدي هو مجرم ويجب ان يعاقب وعلى صاحب البيت ان يدافع عن بيته من قبل المعتدي لا ان يجلس و يترك اهل بيته يقتلون
لكن أن نفتري على الله و نقول أنه هو من أمر بقتل فلان و نهب امواله و عرضه وثم يلحقها
اناس مختصون بالفتاوي ويبررونها بالتقية وانها من الشريعة السماوية الجبريلية
هذا يعتبر انتقاص من قدرة الخالق..الذي قلت انه يحب يتفرج عالفلم
لكن اذا كان قصدك الهجوم على الكنائس والاديرة ناس اتقياء بتصلي واكيد عزل لانهم رايحين يصلوا مش يحاربوا عدو وهايحملوا السلاح ليه ؟؟ وهل هي شطارة ان تطعن انسان بظهره وهو اعزل وهو جارك ؟؟..بس كويس انك اثرت الموضوع لان الاديرة و الرهبان ممنوع ان يحملوا سلاح ..دعوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله..هم جماعة نساك عملهم تسبيح و


18 - السيد الشرقاوي 2
James Peter ( 2011 / 2 / 28 - 02:33 )
الرهبان ناس بتعبد و بتسبح و تمجد الله ..وهبوا انفسهم للعبادة..لماذا التسلح ..نحن نتكلم عن اديرة لا عن ثكنة عسكرية..لكن يوم يدخل معتدي على بيتي انا جاهز لاقطعه نصفين
لأني عارف انه لا عدالة ولا قضاة مع الحق في بلادنا..كده كده انا ها اكون الغلطان..لانه ببلادنا كما تعرف ان الحق على المجنى عليه ,, بيلوموا المقتول و بيحييوا القاتل و بيكرموا الجاني..وخلي يسجنوني او يقتلوني بعدها يكفي اني حميت اسرتي..و الله يعرف من هو المعتدي وهو لا يرضى بالظلم.. و الحكمة تتطلب حسن التصرف بالحمكة و خاصة امام عدالة لا وجود لها كما تعرف لانها تميل الى الاله الذي يامر بقتلنا كي يتسلى لانه يعرف ان لا احد يحبه الا بالقوة ...! ؟؟؟ نحن بشر لا نريد ان يحبنا احد بالقوة فكيف بالحري خالقنا
لماذا بعض الناس تراها شطارة بان تعتدي على ناس عزَل مسالمين وتطعنهم بالظهر ؟؟
في حين كلنا نعلم ان ذلك من ضعف الشخصية و من قلة الاحساس بالرجولة ومن انعدام النبل
ومن الخوف و الحسد الشديد من المسالمين
يبقى مين هو الغبي اللي لا يدافع عن بيته
ياراجل و كأننا في حرب اهلية


19 - الاستاذ ابراهيم
سامح عبد المسيح ( 2011 / 2 / 28 - 02:45 )
يا استاذ ابراهيم انا اتفهم كلامك جيدا لكن لاحظ امرين

الامر الاول ان ليس الجميع مثلك فهناك من يستغل المكان للايقاع ببنات الناس و التلاعب بهم و عايننا من تلك النوعية اشكالا و الوانا... لهذا لا يريد القائمين على العمل ان يكونوا باب يدخل منه الشيطان

الامر الثانى : ان الخدمة هناك تحتاجك و ما اكثر المحتاجين لها و بالتأكيد ستواجهك عقبات من عدو الخير ليمنعك من اكمال خدمتك فى هذا المكان و هذا ما حدث بالظبط

تم الاعتذار لك من الكبير هناك للصغير لاننا نريدك وسطنا

على العموم لك مطلق الحرية طبعا و ساظل منتظر مقالاتك الرائعة و سأنقل صوتك حتى ان تركتنا
سلام المسيح معك دائما


20 - أخي الحبيب سامح عبد المسيح
إبراهيم عرفات ( 2011 / 2 / 28 - 04:35 )

أتفهم مقصدك وأحترمه شديد الاحترام. ولكن اسمح لي أن أسألك: هل لأني أريد حماية زوجتي من نظرات العابرين أن أمنعها نهائيا من التكلم مع الرجال؟ ثم ماذا بعد ذلك؟ الحجاب وربما النقاب؟ يا أخي العزيز.. أنا ساخط شديد السخط على تربيتنا الإسلامية والتي غرست فينا هذا التخلف المزري. لا ينبغي أن ننتكس للوراء ونقول أننا مسيحيون والروح الإسلامية تنتعش في كل شبر من كياننا وبكل حسرة.
ربما الحل هو تقوية البنات أنفسهن وتهيئتهن للتعاطي مع مثل هذه النوعية التي تريد الإيقاع بها لا أن نتصرف وكأننا نملك المرأة ونقول لها كلمي فلان ولا تكلمي فلان.
ما تتحدث عنه من الخوف من الشيطان يرعبني يا صديقي لأنه يذكرني بالماضي الإسلامي الأسود البغيض الذي أتيت منه والذي جعلنا مشبعين بذهنية الفتنة. كلها مترادفات واحدة والعيب ليس في الشيطان ولكن في من بال في عقولنا بذهنية الفتنة/ الشيطان/ النجاسة وسائر هذا الجهل المتخلف..
بماذا يفيدني الرجوع للمجتمع المسيحي فأجده صورة طبق الأصل عن المجتمع الإسلامي وروحه المقيدة المكبلة بمئات ومئات التابوهات والعيب؟ ما هذه الشيزوفرونيا؟ قبلة على جبينك وطلبك على راسي وسأعمل على تلبيته أكيد.


21 - الاستاذ الغالى ابراهيم
سامح عبد المسيح ( 2011 / 2 / 28 - 15:20 )
كلامك مفهوم جدا و بدأنا بنعمة الرب من فترة حملة للتوعية على هذا الموضوع و لم استطع صياغة تلك النقطة تحديدا بالشكل الذى لخصته لنا الان فى مداخلة بسيطة لذلك الخدمة تحتاجك
ياغالى الجبل لن ينهدم مرة واحدة
نحتاج للتوعية و الصبر على ضعفنا و فكرنا الموروث
اما تركنا هكذا كترك العريانين دون كسوهما و لن يفيد اى من الطرفين
انا اشكرك بشدة على احتمالى و على ذوقك و ارجو انك متكنش شايل او مضايق من حد احنا اخواتك فى المسيح
سلام المسيح معاك


22 - أنا مش فاهم حاجة
توتو الياس ( 2011 / 2 / 28 - 17:53 )
الأستاذ ابراهيم عرفات والاستاذ سامح عبد المسيح

انتوا بتقولوا ايه ؟؟؟؟؟؟


23 - اقتل اهجم اعتدي هل= دافع
James Peter ( 2011 / 2 / 28 - 23:40 )
الله لم يأمر بالقتل و الاعتداء والهجوم بل منعهم و نهــى عنهم و حرمهم
لكنه لم يمنع الدفاع ولم يحرم الدفاع عن النفس ضد المعتدي
ارجو من الاخوة ان يميزوا ذلك
الهمجوم غير الدفاع ...البشر يفهمها
فهل هناك من يسخر من الخالق ويدعي ان هجومه كان دفاعا
اليس الله عالم ما في القلوب و ما في الافكار و ما في النوايا


24 - تعليق
عبد العزيز كمال ( 2012 / 6 / 25 - 00:12 )
أنا مثفق معك تماما أن الله سبحانه وتعالى محب لا شك في ذلك.ولكن أن تغلو في هذا الحب شيء غير مفهوم.فكيف لإلاه أن لا يغفر الخطايا إلا لرؤيته للدم؛لماذا هذا التعطش للدم والقتل بدعوى المحبة؛حقا ومن الحب ماقتل فكما زعمت فإن إلاهك يحب الإنسان100/100 فلماذا يأمر بقتل النساء والأطفال والشيوخ وحتى الرضع والحيوانات أين الحب والرحمة المطلقة أين المحبة.إذا كان لا يشرفك أن تكون عبدا لالله يُضاف إلى قطيع اسمه -الأمة. إقرأ كتابك (هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.)1:42 اشعياء.طبعا هذه نبوءة عن يسوع وفي سفر أعمال الرسل ،قد مجد عبده يسوع .. القدوس البار” (أعمال 3/13-14)، “فإليكم أولاً أرسل الله عبده” (أعمال 3/26)، وفي موضع آخر: “عبدك القديس يسوع ” (أعمال 4/30).
إن كنت ظالما زانيا بأمك أو أختك، خاطئا بارا لايهم فأنت متبرر مجانا بدم يسوع أي دين أي آخلاق هذه؛فبشرى لكم.


25 - لمن تكون المحبة في المسيحية؟ للبار أم للفاجر؟
إبراهيم عرفات ( 2012 / 7 / 1 - 03:48 )
الله في المسيحية يهب محبته للمسلمين والمجرمين، للمسيحيين والملحدين على حد سواء. هذه المحبة يقدمها من عنده كـ هبة دون قيد أو شرط. والحب من عند الله لا يشترط الموافقة بل إنه يهب الهبة دون أن يشترط بشيء على من يقبلها وتلك هي طبيعة حبه. ومشاعرنا يجب أن تكون بلهاء عند قبول هذا الحب الإلهي ولذلك قال لنا في الإنجيل -كونوا سذج كالحمام-. والله في المسيحية يا أخي الكريم يحب الظالم الفاجر لأنه بهذه المحبة سوف يطهره من ظلمه ويحرره من فجوره إذ لأنه ظالم وفاجر فهو أولى بمحبة الله ونعمته من مائة بار يبتغون مرضاته. لأني كائن نجس فالله يحبني محبة فائقة لأن هذه المحبة هي العلاج الذي سوف يطهر إبراهيم عرفات النجس من نجاسته ووساخته ويجعل منه بني آدم.

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ