الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن المحتالين ... و المتسلقين

ماريو أنور

2011 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعلموا إن هناك عبارة نكرهها فوق كل شيء في مفرداتكم انتم المتسلقين وهى عبارة " نعمل من أجلكم " إن كلمة " نعمل من أجلكم " تلقى على رؤوسنا ... دون أن يتبدل شيء ما في علاقتنا المتبادلة ... فإنسانيتنا ملقية على الحضيض ... و ركبتكم تسحق صدورنا ... في حين أنهم يحدثوننا عن المحبة و السلام و الوطنية .... إذ ذالك نقول : ارفعوا أولا ركبتكم عن صدورنا ... دعونا نبدأ بالتنفس من جديد و بالانتصاب و لسوف نرى عند ذاك أذا كنا مستعدين للتصالح معكم ... إنما انقطعوا عن خطاب "لابد" وان يكون بالضبط بغيضاً طالماً لم تتحقق العدالة بتحريرنا ...
لا احد يتخلى عن امتيازات دون إبداء مقاومة ... فالشر بطبيعته عات و عنيد و لا يقدم على إفلات ما يمسك به دون أن يبدى قبل ذلك مقاومة شبه تشنجية ... ينبغي التصدي لها باستمرار ... و إطلاق صدمة العدالة ضدها كل يوم وبدون هوادة ...لذلك يجب الاستناد إلى قوة ضاغطة حقيقية ...
ما سبق كلمات بسيطة إلى كل من يحاول أن يفرقنا مجدداً بشعارات نفهما ... لا يمكن في يوم و ليلة أن تعتقد أننا نسى أو لم نقرأ تاريخك جيداً فنحن نعلم لعبتك الجميلة ... لذلك انوه هنا و في إيجاز فكرة نظرية المؤامرة
في كل مناسبة و بعد كل حدث هام و مؤثر , هناك من يرى مؤامرة خفية يحيكها أشخاص لا نعرفهم ... أو نعرف فقط من يمثلونهم ... المتآمرون هم المسئولون عن كل المصائب في العالم على مر التاريخ ... وعلينا الاعتراف بأننا ... في وقت ما ... تدور في رؤوسنا فكرة " أنهم يخفون شيئاً عنا " !
نظرية المؤامرة هي إحدى الوسائل التي تعتمد عليها مجموعة من الأفراد ... أو شعب من الشعوب ... في رفض الواقع ... فكل المشكلات التي نعانى منها – حسب المؤمنون بهذه النظرية – سببها آخرون ... الكل يتآمر علينا وكل ما يحدث لنا سببه " هم " بهذه الطريقة ... نجد أن النظرية تحولت إلى عامل سلبي ... فبدلاً من العمل على تغيير الواقع و بدلاً من أن نحاول حل المشكلات ... فنحن و غيرنا نأخذ الطريق السهل : لا يمكننا تغيير شيء ... فالكل يتآمر علينا ... و للأسف ... فإن شعوبنا العربية من أكثر المتشبثين بوجود " المؤامرة " خصوصاً السياسة منها ... لهذا نجد التغيير بطيئاً في منطقتنا ... إن لم نقل أنه معدوم بالكامل ...
من جانب آخر ... هناك نظريات مؤامرة خاصة بالعديد من الأحداث التي نعيشها و بالكثير من الحقائق التي نعتقد بصحتها دون شك ... هناك من يشكك في العديد من الإنجازات العلمية التي حققها البشر ... و هناك من يؤمن بأن الكثير من الحقائق لا تزال خفية " لأنهم " لا يريدون أن نعرفها
عدم و ضع ثقة في كل ما يضلنا من المصادر " الرسمية " ليس سيئاً دائماً ... فهو دليل على وجود الحس النقدي و الرغبة في معرفة لحقيقة ... لكن الهام في الموضوع هو البحث عن الحقائق بالاعتماد على الأسلوب الفكري المنظم : أي البحث عن أدلة مادية تثبت وجود ثغرات في الرواية الرسمية قبل البدء في تكوين أية نظرية ... و لا يجب علينا دائماً تصديق كل ما يقوله آخرون ... فـ فالأغلب يستغله الآخرون في الوقيعة بيننا ..... لذلك نشيد بالوعي في وقتنا الحالي .
ونتجه هنا إلى فكرة تشيع الحديث في الديمقراطية و التفنن بها و عقد الندوات حولها ... إلا أن ممارسات هؤلاء ذاتهم في الواقع العملي تتصف تماماً بالاستبدال الفكري و السلوكي و العلائقى الذي تم اجتيافه ... فتحول إلى بنية راسخة في الشخصية ... يحركها في قراراتها و تفاعلاتها ... فيما وراء الغشاء الظاهري البراق الذي ينادى به . و ليس من باب الغرابة في شيء ... و الحال هذه ... أن تجد بعض المثقفين يكتبون في الديمقراطية و ينالون عليها الجوائز ... بينما هم في ممارساتهم يتجلون كطغاة صغر يعاملون مرؤوسيهم الذين يساوونهم في الرتبة و المكانة العلمية ... و كأنهم خدم لديهم . و ليس من المستغرب كذلك أن تسمع مقالات في احترام الصروح الأكاديمية و تقاليدها ... بينما الواحد من هؤلاء حين يتولى منصباً أكاديمياً يتعامل معه و كأنه ملكية خاصة ...و أنه سيده الآمر الناهي . و ليس بمستغرب أن يطبل صباح مساء للتفكير النقدي و التسامح مع المخالف و المغاير ... بينما يدير هؤلاء مناصبهم ... بمنتهى الاستبداد , حيث لا رأى إلا رأيهم ... و لا إرادة سوى إرادتهم ... وما على الآخرين سوى الطاعة و الامتثال و التسبيح بالحمد ... و إلا حل عليهم الغضب و نزلت بهم النقم .
هناك إذاً مأزق مأسوي حقيقي في عالم الهدر الفكري يجعل التجريم و التحريم و الحجر و التطفل قوى تتوالد و تعيد إنتاج ذاتها في الممارسة الفعلية . إننا لسنا بصدد تطور ... أو تأخر في الديمقراطية و إنتاج الفكر و المعرفة يتعين استدراكهما ... كما تطرح الأمور عادة و بشكل أصبح مملاً في تكراره و اجتراره و ابتذاله ... بل بصدد التصدي لهذه البنية ذاتها و تغييرها من الأساس . و لاذا لم يتم ذلك فستظل ازدواجية الشعارات و الممارسة هي سلطانة زمانها ... و سيظل الاستبداد السياسي و العصبي و الأصولي يرفل في سعادة تأويله
فهذا في الأغلب زمن المحتالين.
الماكر يتكلم ..لكن كلامه ليس وسيلة تنقل الفكرة بل تحجبها ! انه يجعل الحق باطلاً و الباطل حقاً... فيبلغ بعض الأحيان إلى النتيجة التي يتوخاها ... إنما هذه النتيجة لا تدوم ...في سوق الفرو تباع جلود الثعالب أكثر من جلود الحمير ... و عندما يسير المنافقون في تطواف ديني .... يسير الشيطان في المقدمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب