الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية حول ما يجري الآن في كوردستان

نزار بيرو

2011 / 2 / 24
القضية الكردية



بعد المظاهرات الأخيرة في السليمانية و انفجار الوضع في إقليم كوردستان بهذا الشكل والذي لم يكن متوقعاً أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه و يضع بصمته على الواقع اليومي لإدارات الإقليم المختلفة و أحزابه و حياة المواطنين. فخلال أيام قليلة تحول مظاهرات جماهيرية إلى صراع رباعي، أطرافه المعارضة و الشارع المنتفض و المواطن العادي بين معارض ومساند و الذي بدأ يقلق على ما آلت إليه الأمور و النتائج التي سوف يترتب على ذلك في المستقبل و أخيرا، حزبي السلطة. بالنتيجة أصبح حزبي السلطة ومن يشترك معهم في السلطة التنفيذية من الأحزاب الأخرى المشاركة معهم في الحكومة طرف و المعارضة والشارع المنتفض الطرف الآخر أو الطرف المقابل، على ان تجري معركة الاستنزاف بين حزبي السلطة و حزب المعارضة الأكبر مع موقف الترقب و التهدئة من قبل أحزاب المعارضة الأخرى، و بعيدا عن السبب و المسببات وهي معروفة و كذلك بعيداً عن جهات معينة، ان كان هنالك جهات وراء كل ما يحدث كما يقال و يتكرر و يمكن ان يتبين من خلال لجان التحقيق التي شكلت على غرار الأحداث، و ما يهم و ما أريد الإشارة إليه هو، ما تمخض و ما نقرأه من خلال توالي الأحداث خلال هذه الأيام و التي يمكن تلخيصها في ما يلي، أوجد حركة التغيير في الأحداث الأخيرة أرضية جماهيرية لتنفيذ بيانها الأخير و الذي جوبه بالرفض و التنديد بحملة إعلامية من قبل السلطة ومؤسساتها وكذلك من قبل فئة واسعة من المجتمع و كما هو معروف كان قد طلبت حركة التغيير في البيان المذكور حل البرلمان والحكومة و إجراء انتخابات مبكرة تحت ذريعة فشل الحكومة عن إجراء إصلاحات و محاربة الفساد و المحسوبية، وهي نفس المطلب الذي يرفعه جزء من الشارع المنتفض هذه الأيام و الذي اخذ بالأتساع و بشكل يضغط على البرلمان و الحكومة لتنفيذ مطالبها هذا و قد رفع قائمة التغيير هذا المطلب إلى البرلمان و بشكل رسمي في جلسة البرلمان الطارئة .
نتيجة للأحداث التي رافق اليوم الأول للتظاهرات و سريان الأمور في اتجاه يشكل ضرراً أو خسارة لما كان يخطط له الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد مؤتمرهم الأخير في تقوية نفوذه في السليمانية والتي وكما أتصور جعل هذا الحزب ان يعيد من حساباته مع حركة التغيير أولا، ثم مع حليفه في الاتفاقية الإستراتيجية حسب أحداث وتطورات اليوم الأول للمظاهرات.
ان قراءة لهذا المنعطف الخطير لوضع الإقليم مع الأحداث و التغيرات المتتالية في المنطقة و حسب المنطق ليس هناك أي بقعة في منأى لما يحدث و كل حسب خصوصيته وظروفه، ولكن هناك أشياء مشتركة لما يجري، منها الديمقراطية و الشفافية و سقوط رموز الفساد و المرتشين و الأهم من كل ذلك نهاية حكم التوارث و سيطرة العائلة الواحدة على الحكم و على الركائز الأساسية للسلطة.
في المؤتمرين الأخيرين للإتحاد الوطني و الديمقراطي الكوردستاني كان هناك فرصة ان يقرأ المستقبل الأتي للمنطقة و هذه التغيرات وعلى أساسه يتعاملوا في اختيار قياداتهم بما يتلاءم مع الواقع الجديد، و بتصوري لم يفلح في ذلك، و لكن لا يزال هناك من مجال في عمل ذلك، فبخطوة جريئة و ان كانت على حساب حرسهم القديم بإقصائهم كلياً عن السلطة التنفيذية و الاكتفاء بالعمل الحزبي، و الاستعانة بالتكنقراط و أصحاب المعرفة و العلم، وعدم التدخل بتاتاً في عملهم و تقوية المؤسسة العدلية و تكون صاحبة القرار و فوق الجميع، و كذلك الشفافية في إعادة النظر في عقود الشركات الاستهلاكية وغيرها لدول الجوار وللأحزاب و لأفراد فيها و دراسة المخاطر المستقبلية لهذه العقود وكذلك تطبيق نفس المنهج في كشف الذمة المالية واسترجاع ما هو مشكوك في مصادرها، إلى الشعب.
وهناك ملف مهم هو ملف الاتفاقية الإستراتيجية حيث يمكن من خلال إنهائه، ترسيم ديمقراطية حقيقية على أساس قبول الأخر، لأن هذه الاتفاقية و التي أنا على يقين ان بعض من بنودها لا يعرفها حتى الكوادر العليا للحزبين المتحالفين فكيف بالشعب و التي من المفروض ان يكون متطلعاً عل كل شيء لأحزاب تقودهم.
هذه الاتفاقية والتي كما تقال إنها صمام الأمان للحزبين من اجل الاتفاق و السلام بينهما وعدم تكرار الاقتتال الداخلي و ذلك شيء مبشر و لكن، الم يحن الوقت لكي يكون القبول بنتائج الانتخابات، و التنازل، و قبول الأخر، هو البديل و يحل محل اتفاقية طويلة الأمد ويكون نهاية و تخلصاً من بعبع الاقتتال الداخلي، الذي يطل على الجماهير و يخيفهم بين الحين و الأخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تخلت عن الأسرى وتر


.. الأمن العام اللبناني يشدد تطبيق القوانين على اللاجئين السوري




.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية


.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب




.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين