الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية ليست قضية تغيير أنظمة و تغيير أشخاص

عمر شبيب

2011 / 2 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد أسعَدَنا التغيير في مصر و التغيير في تونس و ها نحن نُهلل للتغيير في باقي دول المنظومة العربية و هنا يظهر في ذهني سؤال يحيرني و يجعلني أتوقف عن السعادة و التهليل.
السؤال هو: هل ما هو قادم أفضل مما سبق ؟ هل الجديد أفضل من القديم و لأي مدى من الزمن يستمر في حملة لكلمة أفضل ؟

إن الذي يتغير حالياً و نسعى إلى تغييره هو نفسه من هللنا له سابقاً في سنوات التحرير و التغيير و غيرها من الثورات.
أتوقف لوهلة مذهولاًً هل القادم مصيره نفس السابق. فقد ذُكِرَ في الكُتب الفلسفية أن التاريخ يعيد نفسه و كل مرة يعيد نفسه فيها يكون أكثر تطوراً من المرحلة الأولى ، إذاً هل الأنظمة الجديدة التي نسعى لها هي نفس ألأنظمة السابقة في جوهرها و لكنها تُقدِم نفسها بطريقة مطورة أكثر. إذا كان كذلك هنا تكون النتيجة مطورة أيضاً و أصعب بكثير من سابقتها. أي أن المصيبة القادمة أعظم.
إن مواطننا الذي يسعى إلى التغيير الآن هو من نتاج نفس المجتمع الذي تبلور فيه النظام البالي الذي نسعى إلى تغييره ، إذا ما الجديد الذي سوف يقدمه مواطن من نفس المجتمع , هنا اليوم هو يعبر عن عدم رضانا عن ما هو قائم و سائد اليوم و هل سوف يَعدِل لاحقاً فالسلطة شيء خطير مثل الثروة فاثنيهما يفتك بالشخصية البشرية .
و عند اجتماع العنصرين السلطة و الثروة سوف تتغير ألأمور و المُدافِع عن مصالحنا اليوم ، هو مُدافِع عن مصالح نَفسِهِ غداً ، لقد أمتلك الثروة و السلطة و تَغَيّر، و بما إننا نعرف أبناء مجتمعاتنا و نعرف أن هناك مرض سلطوي أسمة مرض عبودية الذات يعشش في داخلنا جميعاً أبناء المنظومة العربية المتخلفة حيث سوف يفتك هذا المرض بصاحبة و يبدأ صاحبنا بالفتك بالكثيرين من حوله على غرار ما يقوم بة ألقذافي أو غيرة اليوم و يشتري الكثيرين و يبيع الكثيرين و تصبح عنده سَلَطة بدلاً من سُلطة .
و يبدأ المشوار من جديد عدم عدالة ، ظلم و غيرها من مظاهر الفساد ألإداري و المالي والظلم ألاجتماعي بصيغ متطورة أكثر و سوف يقع أبناء مجتمعنا تحت نير المَظَاهِر الجديدة من عدم تحقيق الذات .
إن الذي يتغير ليس فقط ألأنظمة ، بل المجتمعات أيضا و أبناؤها ،حيث سوف يظهر أفرادا جدد في المجتمع و بفكر جديد و رؤيا جديدة للمجتمع و يبدأ صراع جديد بين الجديد في المجتمع مع القديم و تبدأ القضية من جديد , و يصبح النظام السائد و أشخاصه الذين يديرون دفة الحكم فيه غير مناسبين للجيل الجديد و هذا طبيعي جداً و لكن ما هي النتائج ؟ صراع جديد و إلى أين سوف يقودنا الصراع الجديد .
إذا أين يكمن الحل في مثل هذه القضية .
الحل عند العَلُمانية ، فيجب على أبناء المجتمعات الحالية و الذين يقودون عملية التغيير اليوم التوجه نحو خلق أنظمة جديدة تحتوي على مجموعة من النظم القادرة على التعامل مع المجتمع دون وجود مكانة لأهواء الأفراد الموجودين في السلطة و تهميش ألأشخاص و تأسيس أنظمة قادرة على التعامل و التواصل مع جدلية تطور الحياة ألاقتصادية و الاجتماعية بحيث يكون النظام السائد قادر على فرز ألأشخاص اللازمين لإدارة دفة الأنظمة و ذلك من خلال قيم معينة تحكم النظام و بدون أي تحيز . مثل هذا النظام لا يمكن خلقة بدون العَلُمانية فالمبدأ هنا هو الذي يستطيع و ضع نظم تحكم و بغض النظر عن الأشخاص المنفذين لعمل هذه النظم ، عندها نكون مرتاحي البال من عدم سيطرة شخص معين أو إتجاة معين يسعى لخدمة مصالحة على حساب مصالح الآخرين من أبناء المجتمع . عندها سوف يتساوى جميع أفراد المجتمع و التعامل معهم يكون على أساس أسس و قوانين لا يحق لأي فرد مهما كان مستواه السلطوي أن يغير فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تخف ان الله معنا
نينا شبيب ( 2011 / 2 / 27 - 20:34 )
اخي االكاتب لا ضير ولا ضرار اوافقك الرأي لكن سنة االحياه تفرض علينا التغيير والتجديدفالماء الراكد عرضه لآن يفسد

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي