الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلانية و العلُمانية و العاطفية الاجتماعية

عمر شبيب

2011 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقلانية : هي اختيار الحل الأمثل من مجموعة خيارات متوفرة أمامنا حيث تتعلق هذه الخيارات بمسيرة حياتنا . أي تحديد الخيار الذي يعطينا أفضل النتائج و بأقل التكاليف.
العَلُُمانية : تقدم المعلومات اللازمة المبنية على أسس علمية لكي نستطيع تحديد الحل ألأمثل . و نصنع القرار الصحيح .
العاطفية ألاجتماعية: لا تعتمد لا على الأولى و لا على الثانية و لكنها تقدم الحلول.

هنا في الثالثة تقع المأساة . نحن شعوب معروف عنا كلنا نهب لنصرة كل شيء نتعاطف معه ، دون وعي كاف بماذا سوف ينتهي بنا الحال و إلى أي صوب نحن نسير،فعاطِفَتُنا في كثير من الأحيان تُعمي بصيرتُنا ، فعلى سبيل المثال نحن الآن نهب ونتظاهر مع الكلمات التالية : الشعب ، الحرية ، إسقاط النظام ، العدالة الاجتماعية ، الظلم ،بالإضافة إلى الكثير من المصطلحات و الكلمات الصارخة اللون . أن المحرك ألأساسي لنا هنا هو العاطفة الاجتماعية فنحن متعاطفين مع بعضنا البعض ، صحيح عزيزي القاريء أنا متفق معك إن هذه العاطفة الاجتماعية لم تأتِ من العدم بل جاءت بسبب المعاناة التي يعاني منها شعوب منطقتنا شعوب المنظومة ألعربية ، بسبب الأنظمة البالية التي تسود ، صحيح أن الشعب يعاني من الظلم الواقع علية و من عدم العدالة الاجتماعية و من عدم الحرية و لذلك أنتفض الشعب وتساقطت ألأنظمة الواحد تلو ألآخر، وتألق الشعب . و على هامش الحديث أعجبني أحد الشعارات التي كان يرفعها أحد إخوتنا المصريين ، فقد حمل مقصوصة كرتونية كَتَبَ عليها
( ارحل الله يخرب بيتك خليتنا نحب بعض ) صحيح أفراد المجتمع عندما تحل بهم مصيبة عامة يتكاتفون لموجهتها هنا تكمن المأساة وهي أن رؤساء أنظمتنا هم المصيبة التي حلت بنا ، لذلك تعاطفنا و تماسكنا اجتماعياً كلنا أبناء المجتمع الواحد لنرفض الرئيس ( طبعاً كلنا نسينا غياب المؤسسة العسكرية و الأمنية لا بل و انخراطها معنا في الحالة الثورية ) و بسبب عاطفتنا ألاجتماعية لم نر إلا أنفسنا فقط و اننا نحن أصحاب هذا ألإنجاز العظيم .
هناك نقطة أخرى أود الحديث عنها ألا وهي غياب الرموز الثورية التي عهدنا أن نراها في حالات مثل هذه الحالة التي تعصف اليوم بالمنظومة العربية ، لا يوجد شخص مميز يقود ثورة ، و لا يوجد من يوجه الشعب على أساس إستراتيجية معينة ، و لا خطابات ثورية تحمل في فحواها منهجية معينة ،لقد تم تعميم الحمل الثوري على بعض القادة العسكريين و بعض الوزراء من الفرق التي كانت تدير دفة الحكم في النظام السابق و تم تسمية الشباب معهم أيضاً و قد تم إقناعنا أننا نحن الشباب ،أصحاب التغيير لقد أعمت بصيرتنا العاطفة الاجتماعية ، أي أن الشعب و الشباب هم أصحاب التغيير. و ماذا بعد لقد خلعنا الرؤساء وماذا بعد من سوف يليهم، ما هو خيارنا من الذي سوف نختار هل هناك رمز مقنع يمكن أن نختاره لكي يكون الرئيس.
بغياب العقلانية عن ثورتنا سوف نتكبد خسائر فادحة على جميع ألأصعدة السياسية و ألاقتصادية و الاجتماعية و سوف يكلفنا نجاحنا الكثير بحيث يمكن أن يتحول إلى خسارة ، و من الجانب الثاني إذا لم يك للعَلُمانية مكان في تقديم الأسس التي من خلالها سوف ندير مجتمعاتنا فسوف أيضاً نتكبد خسائر و تكاليف عالية . إن اجتماع العَلُمانية مع العقلانية يعزز من ترسيخ الأنظمة التي نرغب برؤيتِها ونرغب في العيش في ظلها وهي التي تقدم لنا مجتمعات حضارية ذات أنظمة مُنصِفة بغض النظر عن من سوف يشغل الشاغر أو المنصب أو المكان الوظيفي و بالتالي تحقق لنا طموحاتنا . إذا استمر الحال بنا وسرنا حسب عاطفتنا الاجتماعية فلن نحقق شيء لا بل و سوف نتراجع ، لا شيء أصلب و أقوى من استخدام العِلم الذي يقدم لنا المعلومات لصناعة قرارنا الرشيد و العقلاني في حل قضايانا و مشاكلنا في مجتمعاتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟