الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً

زيد ميشو

2011 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بات منظر بعض المتدينين بوجهٍ مقطب الجبين أمراً مألوفاً ، وكأنهم في حرب ضروس مع الابتسامة والمحاولة الدائمة لطمسها . وهذه المعالم المبالغ بها واضح إنها لإظهار إيمانهم وتدينهم تحقيقاً للمثل القائل ( سيماؤهم في وجوههم ) دون ان يعلموا بأن الوجه الطبيعي يظهر ماهو طبيعي . وقد لانرى وجهاً غليظاً وفظا لايعرف التبسّم أكثر من الحزانى والمفجوعين سوى وجوه بعض المتظاهرين بالإيمان ، وكأنهم قد نذروا أنفسهم من أجل جعل الأبيض أسود والأخضر يابساً .
ولاأدري لماذا صوتهم هو الآخر ينقلب إلى مايشبه دوي الرعد خصوصاً عند القاء التحايا والويل لمن يكن سارحاً ويباغته متدين بتحية مزلزلة درجتين على مقياس رختر . أما من تمكّن منهم ، فهو سيكون من الدعاة وسيرمق بنظرة غيظ وحنق من يختلف عنهم ولايقبل نصحهم ، وضروة الحذر إن إستأسدوا أكثر .
فبت لاأفهم تلك العلاقة الوثيقة بين الإيمان وتجهم الوجه ، فإن كانت تكبراً كونه اكتشف مايجهله الكثيرون فبئس إكتشافه ، وإن كان فرضاً فتباً له من إيمان .
فهل الإيمان نقمة أم نعمة ؟
العالم بحاجة إلى الفرح وابتسامة الإنسان الصادقة ، في الوقت الذي يتلقى نظرات الشزر من متجهمي الوجوه ، لالذنب إرتكبه بل لاختيار ذاتي بحت لهؤلاء المتدينين يتلقى الآخرين وزره . فإيمانهم أثمر كآبة وضيق نفس ، والخوف من أن تنتقل العدوى لمن حولهم ، لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بمحيطه . إذ لايمكننا أن نحصر التعبير في اللغة فقط بل للجسد لغات مختلفة ، للنظرة لغة والإبتسامة بحد ذاتها لغة وكل حركة من الجسم قادرة أن تكون لغة نتعلمها تدريجياً ونفهمها .
وكل فعل له رد فعل مساوٍ أو مشابه له ، فعندما نحيي شخصاً فهو يبادلنا التحية ، وعندما نصرخ عليه يجيبنا بصوت عالي ، وعندما نبتسم أمامه يبتسم ، هذه ليست نظريات بل بديهيات إختبرها الجميع ، لذا أستطيع أن أقول بان لغات الإنسان المختلفة معدية وتحمل أنواع البكتريا إن صح التعبير ، وفيها النافع وفيها الضار ، ومن حق المجتمع الذي نعيش به أن يتلقى منّا الفعل الإيجابي لا السلبي .
ففكرة بذل النفس لإله مسبب للعبوس لهي فكرة مقيته وتافهة ، بينما تصديق أي شيء آخر يجلب الفرح ، بالتأكيد سيحترمها الجميع مهما تباينت القناعات .
نحن المؤمنين ننتقد غير المؤمنين ، ونلعن أسلاف من يعبد البقر ، ونسفّه السيخيين ونستخف بالبوذيين ، ونقول أنهم يصدقّون بالخرافات . نتفاخر بإيماننا وفي نفس الوقت نتقاتل فيما بيننا !! علماً بأن أتباع الأديان الوضعية إنسانيو التفكير وودودون ، ومع ذلك نذمهم .
فإن كانت خرافاتهم جعلتهم طيبين فما أروعها من خرافات . وإن كانت الحقيقة التي نصدّقها تجعلنا نتعالى على الآخرين فهذا يعني واحد من إثنين ، إما حقيقتنا التي نؤمن بها مشوهه أو نحن مشوهون . وإن كان إلهنا إله حب ، فعلى هذا الحب أن يتجسّد بعلاقتنا مع الجميع وإلا كان إلهنا لانفع فيه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في إبتسامة الإنسان تكمن الحياة
الحكيم البابلي ( 2011 / 3 / 1 - 09:46 )
عزيزي زيد الورد
التقطيبة والوجه المتجهم العبوس والصوت الحنجري المُفتعل ، كلها تصنع يعتقد أصحابه إنه سيعطيهم المزيد من قوة الشخصية والتأثير على الناس ، والحقيقة أنها تؤثر في الناس البسطاء ذوي الثقافة المحدودة والشرقية بصورة خاصة
أيام زمان في العراق كان هؤلاء الذين يحملون وجه أبو الهول يزجروننا كلما كُنا نتضاحك أو نلهو أو نلعب ، ويُطلقون على من لا يحمل وجهاً عبوساً تسمية : خفيف
بعض المعلمين في المدرسة الإبتدائية لم أراهم يبتسمون إلا فيما ندر ، فكأن الفرح عيب وحرام وجريمة !!!! ، أما رجال الدين بوجوههم البوكرية ... فهم مدعاة للضحك أكثر منه للإحترام ، وصدقني فارغين كهؤلاء هم من دمروا أوطاننا المسكينة بأفكارهم وثوابتهم وقلة معرفتهم
ومهما كان دور وتأثير هؤلاء الناس قبيحاً في حياتنا ومجتمعاتنا ، فهم إلى زوال ، إذ لا أحد يستطيع أن يقف أمام نهر الفرح ، ولن تكفي متاريس وسدود العالم أجمع في أن تحجب الإبتسامة والضحكة والفرح عن وجوه ونفوس وقلوب البشر الذين بهم المحبة والفرح والمسرة
تحياتي


2 - السيد زيد ميشو المحترم
هبة كامل ( 2011 / 3 / 1 - 13:42 )
شدني عنوان مقالك الحقيقة مقالك طريف وأكاد أصدق كل كلمة كتبتها والله يا سيدي لا أفهم لماذا يظهروا بهذا الوجه الفظيع هؤلاء المتدينينهل يظنوا أنهم يجذبوا الناس ويعملوا لأنفسهم قيمة بهذا الشكل ؟صدقت والله يا سيدي نحن بحاجة للابتسامة التي غابت عن أولادنا التي مشاكلهم لفوق رأسهم وعن الأهالي المفجوعين بمستقبل أولادهم الناس كلها في ضيق من أحوال البلاد شكراً يا أستاذ على الكلمة الطيبة الصادرة منك في هذا الوقت العصيب الذي نفقد فيه أولادنا في حروب شرسة شكرا


3 - وجوه ووجوه
مرثا فرنسيس ( 2011 / 3 / 1 - 14:53 )
سلام ونعمة استاذ

الحقيقة ان القلب الفرحان يجعل الوجه طلقا وبحزن القلب تنسحق الروح
هذه الوجوه العابسة لا تعرف معنى السلام وراحة الضمير وطعم الحب
يؤدون ادوار تمثيلية ويرتدون اقنعة ، متمركزون حول انفسهم فقط
ولا يعرفون اله الحب من قريب او من بعيد ،
محبتي واحترامي


4 - عزيزي السيد زيد ميشو المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 2 - 02:45 )
منطق التاريخ يقول إن الأحداث إلى الأمام ولا يمكن أن تعود العقارب للوراء ، كما ترى الجيل الجديد من الدعاة أدرك أن لا مستقبل للتكشيرة والتجهم الذي يعلو وجوه المتدينين فقاموا بعملية التفاف شبابية الطابع ليسايروا الظروف الجديدة لأنهم أدركوا بأعماقهم أن مراكزهم ستتزعزع إن لم يجروا تجديداً لمظهرهم وطريقة طرح آرائهم. هذا جيل الأنترنيت الجديد الذي يبحث عن حياته ووجوده مع المتفائلين والمستبشرين خيراً والضاحكين , وما التقطيبة وتكشيرة المتظاهرين بالتدين إلا إلى زوال . العالم لم يعد يتحمل هذه المظاهر السوداوية التي تنفي الآخر ويرعاها إله عنصري ، أشكرك على فسحة الأمل التي أعطيتنا إياها في مقالك الجميل


5 - المؤمنون غير المؤمنون
طلال سعيد دنو الكمال ( 2011 / 3 / 2 - 02:59 )
الاخ زيد المحترم ملاحظة صغيرة جلبت انتباهي نحن المؤمنون واشرت لعبدة الاصنام وكانهم غير مؤمنين مع انهم اكثر ايمانا من كثير من عابدي الله ايماناوالتزاما بالتعليمات والطقوس المتبعة لديهم وهم مؤمنون بالهتهم ومقتنعون بعبادتها وشكرا


6 - ردود ... مع الحب
زيد ميشو ( 2011 / 3 / 2 - 05:15 )
أخي الحكيم البابلي
الإبتسامة ترفع الحواجز وتبني جسور التواصل ، والعبوس يضع فوق الحواجزأسلاك شائكة
ليس هناك أجمل من صباح يوم جديد يستهل برؤية وجه ضحوك يمنحنا تأشيرة دخول إلى القلوب دون عرقلات ، بينما نلعن يومنا لو بدأ نهارنا بملاقاة العابسين

عزيزتي هبة كامل
أحلك الظروف تقهر بنكتة ، وأصعب الأيام تعالج بلعبة مشتركة ، وأكبر خلاف يتبدد بإبتسامة
هذا إن كان البشر يتصرفون بطبيعتهم ، بينما تتعكر الحياة عندما يحاول الإنسان أن يرسم على وجهه تكشيرة تقبض الروح

عزيزتي مرثا فرنسيس
عندما يكون الحاكم مجرماً ستكون حاشيته مكونة من مجرمين ، ولو كان طيباً حتماً سيكونوا كذلك

عزيزتي ليندا كابرييل
لاتتصوري بأن الإنسان الطبيعي لايفرق بين الإبتسامات إن كانت صادقة أو لغرض ما
المؤمن الذي يبتسم لأجل تنفيذ خطة كسب النفوس إلى إيمانه ليس أكثر من منافق ، بينما من يبتسم محبةً بالآخر ، حتماً سيحترم كونه صادق مع الذي أمامه ، متمنياً معك أن تزول المظاهر السوداوية التي تنفي الآخر ويرعاها إله عنصري ويزول هو الآخر أيضاً وأقصد ذال الإله


7 - إلى العزيز طلال سعيد دنو
زيد ميشو ( 2011 / 3 / 2 - 05:40 )
على ذكر العبيد
هناك عبيد ولدوا كذلك أو قد يكون مسبيين ... وهذا ليس أختيارهم ، وليس لدينا مشكلة معهم إلا بما يأمرهم به سدهم
لكن الخطورة عندما يختار الإنسان أن يكون عبداً ، ويحاول أن يبرر خطوته تلك ويقنع الآخرين بها بأي طريقةٍ كانت
الفرق كبير بين المؤمن والعبد ، وبين المقتنع بفكرة معينة وبين المجبر عليها
مصيبة غالبية المؤمنين بإيمانهم الذي تأسس على الخوف ، الخوف من مابعد الموت والعذاب الذي سيصيبه إن لم يؤمن بحياته
وبدل أن يعالج خوفه بتغيير نوع العلاقة بإلهه من العبودية له إلى الحرية به ، سيختار الطريق الأسهل وهو أن يفرض خوفه هذه على محيطه ويهدد أمنهم إن لم يذعنوا


8 - الضحك يميت القلب
اليسا سردار ( 2011 / 3 / 2 - 12:42 )
عزيزي زيدو

لقد تساءلت ولك كل الحق بتساؤلك عن لماذا يكون الانسان المتدين المسلم مكشرا عن انيابه دائما هاهاها

واود ان اجيبك هنا ان الانسان المتجهم هو انسان مؤمن بعمق والسبب هو ان هناك حديث نبوي يقول : ان الضحك يميت القلب

اذن يجب ان لا نضحك لكي لا يموت قلبنا بل يجب ان نكتئب ونعبس ونموت من غيظنا هاهاها

لقد جعلتني اذكر حادثة مضى عليها ردحا من الزمان

لقد كنا ونحن صغر نضحك ونلعب ونمزح ونلهو واتضح لاحقا ان كل هذا حرام

لان الانسان خلق للعبادة

فالضحك واللعب والمزح واللهو كلها اشياء تبعدك عن ذكر الله يا ولدي

والموسيقى والغناء حرام حرام حرام لانها تخرجك من عقلك وتصبح عبدا لجسدك بطريقة لاسمح الله قد ترقص اذا سمعت موسيقى هاهاها

فانتبه يا ولدي ولا تضحك ولا تسمع موسيقى ولا تمزح ولا تلهو عارف ليش؟ علشان تدخل الجنة يا ولدي هاهاها

وطبعا انت رجل والجنة للرجال فهنيئا مريئا لك بها واوعى تضحك هاهاها


9 - أدوات النصب وجر الرجل
فاتن واصل ( 2011 / 3 / 2 - 19:11 )
لغة الجسد تتباين بين رجال الدين فمنهم العبوس ومنهم صاحب الابتسامة اللزجة مثل عمرو خالد ، ومنهم ذو الصوت الجهورى والآخر ذو الصوت الحاد ، هذا غير من يلوح بيده كثيرا مثلما كان يفعل الشيخ متولى الشعراوى، وبصراحة حتى لو ابتسموا ومن قلوبهم ، فرجال الدين فئة تستعمل كأداة فى يد رجال السلطة ( وهذا ينطبق فى بلدنا على رجال الدينين الاسلامى والمسيحى ) لذا فابتسامتهم او عبوسهم أو حتى دموعهم احيانا ، كلها أدوات نصب ومن خلفها دائما يكمن غرض ، والمؤسف أن جميعهم يستهينون بعقول الناس ويستخفون بها .. لذا فابتساناتهن أو عبوسهم ما هى الا أدوات نصب للتأثير على الناس وضمهم للقطيع .. شكرا للمقال اللطيف وعلى إتاحة الفرصة ، تحياتى أستاذ زيد


10 - جنة الرجال
زيد ميشو ( 2011 / 3 / 3 - 04:42 )
أعجبتني فكرة الجنة للرجال
وإن كان شرط الحصول عليها هو في تقطيب الوجه ، فلا حاجة لي بها
إن ماأسمعه عن الجنة المزعومة يجعلني أن أتخيلها تشبه الأرض إنما خمسة نجوم
فتصوّري عزيزتي ، خمسة نجوم وكل المتع متوفرة إنما بدون إبتسامة كم هي مقرفة
فإن كان الإنسان لايضحك في الأرض بحجة إنه مؤمن ، فهل ممكن له أن يعرف الضحك في الجنة ؟
يعني لو عن الخطأ ذهبت ياأليسا إلى الجنة ( جنة الرجال ) ستشاهدين من العابسين الذين قرفتيهم في حياتك أضعاف ، وللحال ستطلبين اللجوء إلى جهنم حيث الإبتسامة والفرح

الأستاذة فاتن واصل
هذا هوالحال للأسف الشديد ، إنما ليس بالمطلق بل أعتقد بأنهم الغالبية
فرجل الدين الطيب والمحب والذي يرعى مصالح شعبه وليس ذاته ، عملة نادرة للأسف الشديد

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب