الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدارس أم مطافس؟ جامعات أم مفرقات؟

مجد ميشيل البهو

2011 / 3 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


كلنا نسترسل في تحليل الوضع السياسي والاقتصادي والمادي والاجتماعي والنفسي والمش عارف شيئي... في العالم العربي، تعلو أصواتنا ونتشاجر، نشتم بعضنا أحياناً في برامج متلفزة أشبه بالمسرحيات والتهريج، رجال يتناحرون من المحيط إلى الخليج، نساء لا يجدن سلاحاً للرد على بعضهن إلا بشد الشعر، والكل يحمل المسؤولية للآخر عما حدث ويحدث للعالم العربي.
لماذا ننسى نظام اللاتعليم واللاتثقيف والتجهيل القائم في الدول العربية كافة لا في دولة بعينها؟ يلبس الطفل ابن السابعة ثيابه الجديدة احتفالاً بعامه الأول في المدرسة ويحمل الحقيبة الجديدة المليئة بالدفاتر المزينة لتحببه والدته بالدراسة، هذا إن وجد أهل واعين لأهمية التعليم.
يدخل هذا الطفل الصف في اليوم الأول وفي الصف الأول وأحياناً يكون الصف الأخير، ليجد امامه كرباجاً، مسنوناً ينتظره كي يتكلم ليريه حجمه، البعض سيقول لقد تخلصنا من نظام الضرب في المدارس، أو بالأحرى لانظام الضرب، لأنه لا يوجد ما يسمى نظاماً في العالم العربي! أنا لا أقصد الضرب الجسدي، الذي يهون أمام الضرب العقلي، فالجسد لا يموت من الضربة الأولى ولا مدرسة تضرب ضرباً جسدياً مميتاً، بل أقصد الضرب العقلي الذي يميت العقل والتفكير والإبداع من الضربة الأولى، يتحول هذا الصغير إلى ببغاء، يردد ما تقوله المعلمة أو يخرس أبداً.
أمرنا لله، يكبر الطفل وهو في كل عام يحمل حقيبة ملأى بأكثر من عشرة كتب (بس صار عمره عشرين سنة صار معه ديسك يا عيني)، اللي بحفظ العشرة كتب عن ظهر قلب يحصل على 95% والذي لا يحفظ إلا نصفها يحصل على 50% والذي لا يحفظ شيء يرسب!
خلص يا جماعة هانت السنة الشباب توجيهي، طبعاً اللي بصم وحفظ النس صفقولوا وراح على الجامعة، واللي ما عرف يحفظ استوى العدس يا معلم! إما نجار أو حداد أو جزار أو ابن شوارع! أو أي اشي أو ولا اشي، ما علينا منه زلمتنا اللي ما بصم، نروح على اللي طلع على الجامعة.
طلع الحزين ووصل الجامعة ومبسوط على حاله، قال شو؟ أنا في الجامعة، ماذا يواجه؟ يواجه سوط أقوى من الذي تحدثنا عنه في البداية، يقضي على ما تبقى من خلايا في الدماغ، نقصد خلايا التفكير والتحليل والنقد وليس خلايا حفظ الكتب.
طيب، دخل المعلم المتعنطز (الشايف حاله) يقف أمام الطلبة مبتدئاً، أنا اسمي شايف حالي، درست في جامعة الأنا، وقدمت الماجستير في جامعة شيزوفرينيا، ورسالة الدكتوراة من جامعة سكيزوفرينيا، عملت مع منافق وبحضر سابق ولاحق! لدرجة أن الطالب يتأفففففففففف، ويقول في سريرته لا يا شيخ! حل عنا يا!
ما علينا، تحمل الطالب كما زملاؤه سماجة المدرس، درس المدرس الفصل ثلاثة ارباعه درس في الأخلاق والحكم ودائماً يذكر الطلبة بأنهم طلبة جامعيون، على اعتبار أنه احتواهم من حظيرة للغنم!، ويقول ما بدي حفظ نحن كبار نحلل ونفهم، وصلنا يا أستاذنا العزيز آخر محاضرة في الفصل، سألته بالصدفة طالبة ساذجة عن كيفية الامتحان النهائي فأجاب: أجيبوا كما تشاؤون دون الخروج عن الأفكار التي اتفقنا عليها في الصف!!!، الله يعمر بيتك يا معلم، أجا يكحلها عورها زلمتنا.
الله يسهل عليه، الأستاذ اللي بعده، يدخل الدكتور الموقر المحترم، وطبعاً المقدمة التعريفية التثقيفية بشخصية المعلم الفذة لا بد منها، يأتي للمحاضرات بدون تحضير الدرس ويطلب من الطلبة في المحاضرة التحضير عبر الانترنت، وإذا جاء طالب غير محضر الدرس تبدأ الفلسفة.
ولا الضالين آمين، يقدم الطلبة امتحان، تأتي علامة الطالب 80% ولا يجد الطالب على الورقة تصحيحاً، يسأل الطالب أستاذه لماذا 80% أين الخطأ لأتداركه في المرات اللاحقة؟ يسرح الأستاذ بخياله قليلاً يقلب الورق النظيف، ينظر إلى الطالب ويقول: لا يوجد! لماذا وضع الأستاذ هذه العلامة للطالب؟ ما الذي لم يعجبه فيه؟ شكله؟ طوله؟ قسماته؟ ثيابه؟ قصة الشعر؟ الله أعلم!
أنا لن أتحدث عن نهاية الطالب وما الذي جرى معه، سأترك الحكم لكم، لكن! انظروا إلى معظم السياسيين في العالم العربي، انظروا حتى إلى من يحيطكم من متعلمين، ربما تستخلصون ما الذي جرى مع أخونا طالب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتس: تركيا رفعت العديد من القيود التجارية المفروضة على إسرا


.. واشنطن تفتح جبهة جديدة في حربها التجارية مع الصين عنوانها ا




.. إصابة مراسلنا في غزة حازم البنا وحالته مستقرة


.. فريق أمني مصري يتقصّى ملابسات حادث مقتل رجل أعمال إسرائيلي ف




.. نزوح الأهالي في رفح تحت القصف المستمر