الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاركة الحزبية أمل الأقليات في مصر

ابراهيم القبطي

2011 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في خلال هذا الوقت القصير و منذ نجاح ثورة 25 يناير ، يواجه الأقباط وغيرهم من الأقليات الكثير من الظروف الغامضة والغريبة
الأخوان يحاولون سرقة الثورة ، والقضاوي يأتي لميدان التحرير ليلقي خطبة شببها الكثيرون بخطبة الخوميني
والجيش يعامل رهبان الأديرة المصرية بقسوة ثم يعود ويعتذر (1)
والدستور يتم صياغته من لجنة يقودها طارق البشري الذي له ميول إخوانية واضحة ومناهضة للمدنية والعلمانية
والتعديلات الدستورية أقل من المستوى المطلوب بحسب ما سمعناه حتى الآن ، فهي لا تلزم رئيس الجمهورية القادم بوضع دستور جديد يلائم ملامح الثورة المصرية والمرحلة المصرية القادمة ، وتعطي الحق لأعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين فقط (وليس المعينين) في المطالبة بتعديل الدستور . (2)
كل هذه السمات تشير إلى أن ثورة الشباب التي أحيت مصر بعد موات ، يتم محاولات تجميدها وقتلها في مهدها لتعود الامور إلى سابق عهدها وأسوأ ...
وكل مطالب الحرية والعدالة والحياة الكريمة للجميع بدأت تفقد بريقها ورونقها بمجرد دخول العناصر الإسلامية المتطرفة في المعادلة .
لم استطع أن أفهم كيف ننادي بالحرية من الطغيان ونريد استبادلها بطغيان الدين ؟!
ولم اقدر على تخيل كيف أن الكثير من الشباب الذي ثار على مظالم الحكومة والشرطة والقمع البوليسي ، يمكن ان يتحول لينادي في ذات الوقت بقمع الأقليات وحرمانهم من حقوق المواطنة الكاملة دون التفرقة بناء على الدين أو الطائفة ؟ (3)
كيف يقبلون حرية ويرفضون أخرى ؟
كيف يرفضون دكتاتورية النظام السابق ويقبلون بحكم طغاة الدين ، وبقمع الأقليات الدينية ؟
لقد كانت الثورة المصرية بيضاء لأنها ثورة لم يشارك فيها أهل الدين والتطرف ... فهل يريدون ثورة أخرى أكثر دموية باسم الدين والجهاد لترضيهم ؟
وماذا لو حكموا مصر باسم الدين ، فمن يثور ضد الحاكم باسم إله العرب ؟
ومن يجرؤ على معارضة النص الديني بالعقل والفكر الحر ؟
وهل سيجدون عندها ثوار من الكفار والخوارج يحاربون مظالم الحاكم باسم إله العرب ؟
كلها اسفسارات تطرح نفسها على الساحة المصرية الآن ...
ولكن كل هذه التغييرات متوقعة ، والصراعات بين التيارات المختلفة سوف تستمر ، فلا الاخوان سيتغيرون ، ولا مطالب الأقليات سوف تصمت وتتوقف ... والحل لمنع البلاد من مخاطر الحروب الأهلية ، هو تطبيق العلمانية بكل قوتها ، وأن يتوقف الجيش عن اللعب بأوتار السياسة !!
الجيش المصري أمامه اختياران لا ثالث لهما : إما أن يؤسس مصر على علمانية تركيا ، أو يصنع منها إيران أخرى ، والفارق كبير !!!
أما الأقليات ومنهم الأقباط ، فلا البكاء سينفعهم ، ولا النحيب سينقذهم ، ولا قيادات الكنيسة سوف تنجدهم .
فالخيارات أمامهم واضحة جدا ،وإن كان يتم التعتيم عليها .
+ لو استسلموا للفزع والسلبية وانتظروا تحرك القيادات الكنسية ... فكل ما سيجنونه هو التهميش والدخول في عصر ذمية جديد ، وهم بهذا يحكمون على انفسهم بالهلاك ، ويتركون حياتهم ريشة في مهب الريح ...
+ ولو تشتتوا في محاولات إنشاء أحزاب سياسية جديدة ... وهي موضة انتشرت الآن على الانترنت وبالتحديد على الفيسبوك ، فسوف يسبقهم الزمن قبل أن يتم تفعيل أي حزب جديد ، وسيضعهم هذا تحت رحمة موافقة الجيش على الأحزاب الجديدة من عدمه ، بينما الانتخابات التشريعية القادمة مقدر لها ما بين شهر إلى شهرين على أقصى تقدير .
+ فأملهم الوحيد في مواجهة التيار الإسلامي الصاعد هو الاختيار الثالث بالانضمام إلى حزب قائم بالفعل ، ويمثل طموحاتهم السياسية الحقيقية
من بين بضع وعشرين حزب مسجلين الآن في مصر ومعترف بهم (4) ، يوجد حزب واحد فقط أعلن بوضوح عدم رغبته في بقاء المادة الثانية من الدستور ، يقوده رجل سياسي محنك ومحترم . الحزب هو حزب الجبهة الديمقراطية (5)، ورئيسه الدكتور / أسامة الغزالي حرب ، ونائبة رئيس الحزب هي الكاتبة الرائعة / سكينة فؤاد ، كما أن من أعضاء الحزب شخصيات قانونية على أعلى مستوى منها استاذ القانون د. يحيى الجمل ، وهو المشهود له بمواقف معلنة في تغيير البند الثاني من الدستور ليسمح بالتعددية الدينية والثقافية داخل مصر ، والحزب أيضا يلقى تأييدا من كتاّب لا يمكن التشكيك في علمانيتهم ومطالبتهم بالدولة المدنية ، وأولهم د. سيد القمني (6) .

فالأقليات وأولهم الأقباط ، أمامهم اختيارت واضحة ... لا ينبغي أن تتوه في زحمة الحوادث الإرهابية الأخيرة ، وإعتداءات الجيش المخزية ، ومواقف قيادات الكنيسة المحزنة ...
إما المشاركة في صنع المستقل ، أو تركه فريسة لخفافيش الظلام !
إما الحياة تحت مظلة الحرية والديمقراطية والعلمانية ، أو الموت ببطء تحت حكم القمع والاستبداد الديني والذمية ... فياليتهم يختارون الحياة والحرية والديمقراطية والعلمانية !!
----------------
الهوامش
(1) أنا لست مؤيدا لقيام الرهبان ببناء أسوار خارج أرض الدير القانونية ، فتصرفهم مخيب للآمال ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن يكون رد فعل الجيش هو استعمال الذخيرة الحية والإهانات لإصلاح الوضع.
(2) في إشارة واضحة لاستبعاد الاعضاء المعينين من الأقليات وأولهم الأقباط . وإن كان الأقباط لا ينبغي لهم توقع التعيين في البرلمان القادم ، بل المشاركة والترشح للعضوية
(3) للمزيد حول مشاكل الشريعة الإسلامية أرجو الرجوع إلى المقال السابق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=248081
(4) لستة الأحزاب المصرية :
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_political_parties_in_Egypt
(5) موقع حزب الجبهة الديمقراطية
http://www.democraticfront.org/
(6) كما جاء في مقاله المنشور على الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246812








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأقليات في مصر
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 3 - 11:10 )
ماهي الاقليات الموجودة في مصر؟ اعرف فقط الاقباط والامازيغ. ارجو ان تدرس الامازيغية في المدارس المصرية . الامازيغية في مصر اقدم من العربية, ولا يحق للغة دخيلة كالعربية طرد لغات الشعوب الاصلية.


2 - الأقليات
ابراهيم القبطي ( 2011 / 3 / 3 - 21:00 )
الأخ العلوي
هناك الكثير من الأقليات في مصر
منها الأقليات الدينية أو الطائفية مثل الأقباط واليهودية والبهائية والشيعة والصوفية
ومنها الأقليات العرقية مثل النوبيين وقبائل العرب
لكن في اعتقادي أن الامازيع شعب منتشر في الغرب العربي مثل تونس والجزائر والمغرب ، لكنني لا أعلم إذا كان لهم وجود في مصر أم لا
أيا كانت الأقليات ... فحقوقهم الإنسانية لابد من ضمانها بدستور علماني يحقق المواطنة دون تفرقة


3 - الأقليات في مصر
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 3 - 22:39 )
لا ادري ماذا تقصد بالغرب العربي. بلاد الامازيغ يمتد من المغرب الى لببيا. شمال افريقيا المحتلة تسميها المرتزقة العربية بالمغرب العربي, لكن الامازيغ يسمون بلاد اجدادهم بتمازغا. اطلب من كل الاحرار عدم تسمية شمال افريقيا بالمغرب العربي. المغرب العربي مصطلح تجده فقط في معاجع المحتل الغازي
في مصر يوجد كذلك امازيغ. سكان سيوا غرب مصر هم امازيغ.


4 - الى الاستاذ ابراهيم
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 5 - 21:26 )
هناك حل اخر لم تذكره ربما لأنه حل مخيف وهو حل اللاحل ..ماذا لو خيركم معشر العربان البدو بين الجزية والاسلام وخصوصا ونحن نسمع الاصوات النشاز في مصرستان وكيف سيكون موقفكم حينها ..انت تعرف اكثر مني السماحة والرحمة والمساواة على الطريقة الاسلامية المحمدية ..ماذا سيكون موقفكم حينها ..اخيرا لايسعني الا ان اقول انكم وسط ذئاب بشرية ..تخيل في يوم من الايام كنت اسخر من قصص المستذئبين واعتبرها محض خيال لكن حينما نرى الانسان المسلم اليوم ..يأتيني على الفور وحيي وقريني ليخبرني بأن المستذبين موجودون بيننا طبعا لااقصد كل المسلمين على وجه الاطلاق بل كان ملتزما منهم بتعاليم دينه البدوي


5 - هؤلاء كيف نصنفهم
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 19 - 16:48 )
البارحة وبعد عودتي من العمل وانا اطالع النت وقعت عيني على هذا الخبر ..صحيفة الوفد بتاريخ الاحد 13 نوفمبر2011 نشرت مقالة تحت عنوان((تجمهر العشرات بأسيوط لظبط قس وفتاة بملاكي))حينما قرأت الخبر تصورت ان شرطة الاداب المصرية ضبطت قسا مع فتاة محجبة في وضعية مخلة في مكان عام لأن المانشيت يقول:((ظبط))لكن لما قرأت الخبر وجدت ان الفتاة نزلت مع القس المزعوم من السيارة وهذا اثار حفيظة المسلمين ثم اتفاجيء في ذات الصحيفة ان القس مشلوح اصلا من الكنيسة والنيابة وجهت له تهمة انتحال صفة كاهن ثم ماادهشني اكثر ان القس يعرف والد الفتاة وهو على علاقة به ..يعني واحدة راكبة مع واحد بينهم علاقات اسرية وهو ليس قسا لأن الانسان لايخاطب على اساس وظيفة فصل منها فتعجبت كيف يعيش هؤلاء الاقباط المساكين بين هذه الذئاب البشرية يعني لو الان رأينا فتاة في المانيا تركب بالسيارة مع شيخ جامع وفجرنا حول هذا الموضوع زوبعة مالذي سيقوله المسلمون عنا بل مالذي سيقوله العالم عنا انظروا الى حجم التحريض الموجود في الاعلام الاسلامي الهمجي والعقلية المتخلفة للمجتمع الاسلامي فعن اي مشاركة تتحدث يااستاذ


6 - 2هؤلاء كيف نصنفهم
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 19 - 17:02 )
والامر من هذا ان النيابة توجه لهذا الشخص تهمة انتحال صفة كاهن لأنه لم يخلع زيه الكهنوتي ولايزال يحتفظ بالباطقتين بالأسم الكهنوتي والحقيقي واسمه رضاعطية مشلوح من الكنيسة على خلفية جمعه لتبرعات بطريقة مخالفة ..يعني النيابة في مصر صارت مسؤولة عن ازياء الناس وكأن الرجل لو بدل ملابسه ستكون صفة التزوير قد انتفت ..انا فقط اتمنى أن يفكر هؤلاء البشر في افعالهم ولو للحظة يعني لو حصل وارتدى امام سابق ملابسه التقليدية في دولة اوربية بعد فصله او طرده من الوظيفة هل ستلاحقه الشرطة بتهمة انتحال صفة امام مسلم ..يعني لاالقس كان يؤدي فروض دينية ولاكان يعمل طقوسا لأنه لايعقل ان يعمل طقوسا دينية في سيارة ولاهو ابرز بطاقته في مكان رسمي على اساس كاهن أو استفاد من وظيفته السابقة بأي شكل ..ثم على حد علمي الاحكام الكنسية لاتسنفذ بالفصل الى بعد الدرجة القطعية وللكاهن حق الطعن واستئناف الحكم فما هذا الغباء المستحكم في هؤلاء البشر ..سادتي الطريق هو اعلان الانفصال وحق تقرير المصير ..هؤلاء البشر لايمكن العيش معهم

اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي