الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختلال مراتبية النظام الاجتماعي

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يرتبط حراك الأفراد داخل النظام الاجتماعي على نحو فعال بالفوارق الاقتصادية فيحدث تفاوتاً بالمراتبية ويصبح لكل فئة اجتماعية أخلاقيات وطموحات ومستويات وعي معين تسعى خلالها التعبير عن ذاتها على نحو ندي مع الفئات الاجتماعية الأخرى، لكن هذا التوصيف ليس ثابتاً داخل النظام الاجتماعي خاصة في الدول المتخلفة التي تعاني هشاشة نظامها المؤسسي والاجتماعي.
فقد تقذف الأقدار السياسية بأحد حثالات قاع المجتمع إلى قمته فينسلخ على نحو مفاجئ من طبقته لينتمي إلى طبقة مغايرة في قمته، كذلك حين يستحوذ أحدهم على أموال طائلة بوسائل غير مشروعة أو يرث ثروة مالية كبيرة تقذف به إلى قمة النظام الاجتماعي. هذا الانتقال المفاجئ في المراتبية الاجتماعية من طبقة إلى أخرى بالنفوذ المالي أو السياسي تنقصه أخلاقيات الطبقة الجديدة وقيمها لأن هشاشة النظام المؤسسي والاجتماعي يسمح بالانتقال غير السوي من طبقة إلى أخرى باعتماد أساليب لا شرعية وأحياناً أساليب قدرية لا تعتمد السياقات الصحيحة.
يقول (( نيقولا تيماشيف )) : " إن اختلال النظام الاجتماعي تعود بعض أسبابه إلى أن يرث الفرد على نحو مفاجئ ثروة مالية كبيرة أو يرتبط بمصاهرة مع عائلة غنية أو يرتبط بحزب سياسي يمنحه السلطة والمال اللاشرعي... فتحدث عرقلة في الدورة الطبيعية لإنتقال الأفراد من مرتبة اجتماعية إلى أخرى، ما يخل بسوية المراتبية الاجتماعية وأخلاقياتها العامة ".
يمنح انتقال الأفراد على نحو مفاجئ من مرتبة اجتماعية إلى أخرى خلال تسلق سلالم الثروة المالية والصلات العائلية والحزبية نفوذاً مالياً أو عائلياً أو سياسياً تفرض نفسها عنوة على الطبقة الاجتماعية الجديدة. لكنها في الوقت ذاته تعاني ضعفاً في مستوى وعيها وأخلاقياتها ومن ثم سلوكها المتعارض مع المرتبة الاجتماعية الجديدة، لأن اكتسابها يتطلب اعتماد أساليب انتقال سوية من مرتبة اجتماعية إلى أخرى خلال الارتقاء بمستوى الوعي والمكتسبات التربوية لأخلاقيات الفئة الاجتماعية الجديدة ليكون السلوك مطابقاً إلى حد ما لسلوكياتها.
وفي القدر ذاته التي تظهر قيم المراتبية الاجتماعية وأخلاقياتها سلوكيات متباينة فإن لكل مهنة في المجتمع أخلاقياتها القيمية تعكس سلوكيات أفرادها، فالمهنة الوضيعة أو الرفيعة تفرض قيمها وسلوكها على ممتهنيها فمثلاً هيمنة العسكر على النظام السياسي يخل بالنظام المدني الاجتماعي لأن أخلاقيات مهنة العسكرية وسلوكها مختلف تماماً عن أخلاقيات المجتمع المدني وسلوكه فإما أن يفرض العسكر قيمهم وسلوكهم بالقوة على المجتمع فيختل النظام الاجتماعي ومراتبيته فتجري مقاومته، وأما أن يذعن المجتمع المدني إلى أخلاقيات العسكر وسلوكهم لحين تعديل ميزان قوى النظام الاجتماعي لإجبار العسكر على الانصياع لقيم المجتمع المدني باعتماد أساليب سلمية أو عنفية.
يعتقد (( والتر.ف. مورفي )) " يستخدم القابضين على أجهزة العنف سلاحهم لتقويض النظام السياسي المدني فيخوض المجتمع صراعاً دموياً ضدهم على نحو حرب أهلية مدمرة ".
يتأثر النظام الاجتماعي على نحو مباشر بعوامل المحيط الطارئة، فتختل سلوكيات فئاته الاجتماعية المتباينة. وشدة العامل وتأثيره يعيق آليات التواصل ويعكس السلوك المتباين ما يُفعل عوامل جديدة من داخل النظام الاجتماعي تنخر ركائزه الأساس فتتقاطع السلوكيات المتباينة لفئاته الاجتماعية المختلفة ما يزيد حالة الاضطراب والتوتر وبضعف أجهزة الضبط والتحكم للسلطة ينهار النظام الاجتماعي على نحو تدريجي.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟