الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين الطريق ؟ أعلمانية ؟ أو أسلام ؟ أم توفيق ؟

رباح حسن الزيدان

2011 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن الللحظة التي أعتبرنا فيها الاسلام دين ودولة وتخلينا عنه كدين هي اللحظة التي غيرت مسار الأسلام والمسلمين .
فصدرت فناوى عديدة ما أنزل بها من سلطان وحدثت نقاشات وتجاذبات بين أوساط السياسيين والمثقفين العرب بين مؤيد لكون الاسلام دين ودولة وبين من ينادي بفصلهما فالدين علاقة بين العبد وربه , هناك من يرى بان الأمة لن تتقدم ولن تتطور الا بفصل الدين عن الدولة وهناك من يرى أن الأسلام دين ودولة مصحف وسيف كما ذهب الى ذلك حسن البنا .
وأن وظيفة الدولة كما يراها أبن خلدون هي حفظ الدين وسياسة الدنيا , وكما يرى المفكر هشام جعيط من أنه لا يمكن القيام بنهضة عربية من دون الأسلام فالدول الداعية الى فصل الدين عن الدولة تخالف التاريخ وتخالف جوهر الحظارة العربية الاسلامية .
فيجب أن يبقى الأسلام دين الدولة . فلا يمكن أن يكون وليس للدولة أن تكون علمانية بمعنى أنها لا تهتم بمعنى الدين معتبرة أياه مسألة خاصة . من هنا يفسر رفض هشام جعيط لأن يكون الدين أداة تتلاعب بها الدولة وذلك لغايات سياسية أو إدخال إصلاحات داخلية عليه من لدنها، يقول جعيط" ينبغي تجنيبها ذلك لأن الدين قضية تهم الأمة الإسلامية قاطبة، أمة الأمس واليوم، وغداً ".
وهناك من المفكرين من يرى أن العلمانية هي الحل الأمثل لتخليص العالم العربي من أمراضه الطائفية والعرقية والمذهبية .
ويرى الدكتور سيد القمني أنه وأستناداً الى الواقع الملموس يؤكد نجاح العلمانية أينما طبقت , لذلك تتم محاربة هذا التيار وطعنه لدى المسلمين لكونه يناهض الدن ويناوئه , حتى لا يصل الى الناس اصحاب المصلحة فيه ويرى القمني بأن هذا الفريق يعاني بالأضافة الى التحريض ضده والتبخيس وتكفيره وتخوينه يعاني أيظا من خللاً شديدا اصيلاً في بنيته , لأن العلمانية هي حرية فدانية بطبيعتها وبما تتضمنه من مفاهيم , فيكون الفرد عصيا عن التنظيم والأنضباط الحركي , ولا يخضع العلماني الا لقوانين العقل والعلم والأصول الحقوقية والدستورية للمجتمع المدني , التي يطيعها عن أقتناع وأيمان بحفظها لسلامته وسلامة المجتمع .
وأن الكلام عن العلمانية في الاسلام , ولو بصيغة البذور المخففة فيه من الصعوبة بل من الجرأة الشئ الكثير .
فقد غدت هذه الكلمة , هي الكلمة الرجيمة في الخطاب العربي المعاصر . فما تم تحميله عليها من أنتهاك المقدس جعلها ترادف الكفر الصريح والألحاد الواجب على معتنقه عقوبة القتل .
أفلم يجب الاسلامي المتشدد الذي قتل فرج فودة , عندما وجّه اليه القاضي السؤال : " لم قتلته ؟ " , بقوله : "لأنه علماني " ؟ وأنكى من ذلك , ألم يجب , عندما سأله القاضي : " وما معنى علماني ؟ ", بقوله : " لا أعرف " .
والدكتور يوسف القرضاوي نفسه , أحد أكبر فقهاء الاسلام اليوم , ألم يجب عندما سئل في أحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة"عن رأيه في العلمانيين من المسلمين المعاصرين , بأن أبدى أستغرابه من أن "حد الردة" لم يطبق عليهم حتى الان ؟
في هذا السياق جاءت محاولات فكرية عديدة لفض الاشتباك بين الدين والدولة والتأسيس لحداثة سياسية ولمجال سياسي جديد بعيدًا عن المجال الديني، أو زيادة الالتحام بينهما من خلال القول بأن الدولة حارسة للدين وحامية له وأن الهدف هو بناء الدولة الإسلامية، أو التوفيق بين هذا وذاك على اعتبار أن التوفيقية تمثل جوهر الحضارة العربية كما يذهب الى ذلك محمد جابر الأنصاري في بحثه عن حقيقة التوفيقية في حياتنا العربية المعاصرة. وقد شهدت العقود الثلاثة المنصرمة من القرن المنصرم نقاشاً حادًا بين المفكرين والمثقفين العرب حول سلم الأوليات: الدين أم السياسة أو التوفيق بينهما كما أسلفنا، نقاشاً يشهد على حيوية فكرية في بعض الأحيان وفي أغلبها على عقلية تخوين واستبعاد بقيت تستبطن الخطاب السياسي العربي في سعيه الى بناء مجال سياسي جديد؟
وبعد الحديث وما ذكر من نقاشات ومهاترات بين هذا الرأي وذاك يبقى لنا سؤال واحد أين سيكون المواطن العربي بين كل هذه الأحاديث ؟ وأين الطريق أعلمانية ؟ أم أسلام ؟ أو توفيق ؟ .
وكل فريق من هذه الفرق يأتيك بمئات الدلائل على صحة مذهبه وأفضليته على الجميع وبأن ما يراه صالح لكل زمان وكل فريق له أجوبة جاهزة على كل تجريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 650 سنة طبق خلفاء آل عثمان الإسلام !
حميد كركوكي ( 2011 / 3 / 5 - 00:36 )
الدين آفة العقل والتقدم ، يجب ان تمحى حكمها من العقل العربي والمسلم الأيراني والپاكستاني و الأندنوسي والچيچاني ، الأسلام ڤايرس شرير حكمت آل عثمان 650 عاما بوسيلة هذه العقيدة ،الخرافية ،الشمولية ،المتعسفة ،والشوڤينية العربية المقيته ، ماذا كانت النتيجة؟! شلل عقلي و تأخر علمي شامل ،الأمبراطوية هذه لها أطول عمر و حكم أوسع بقعة في ثلاث قارات !! من عمر وتأريخ الأنسانية ، لو لم تنقذنا ولو قليلا النهظة الأوروپية من الغرب من بوابتها أستانبول {الأستانة} لما خرجت الأتراك من السرطان الأسلامي و بقيادة مصطفى كمال اللآديني ، في تلك المدة الساحقة لا الأتراك و لا المسلمين جمعا لم يقدموا علما للأنسانية ، أنها أطول مدة سبات فكري وعلمي لجميع بني البشر حقبة و طويلة هذه برهان دامغ لشعوذة الأسلام ، وبكل قوتها الفكرية محمّد وأصحابه حاربوا العيش في هذه الدنيا ! المهم تعبد و تتوكل على الله ليعطيك حياتا حقيقية في الآخرة ، و تصلّي 5 مرات في اليوم ، و تسجد و تحقر نفسك (الدنيئة ) في هذه الدنيا (الدنيئة ) الفانية!! ثم ماذا من أجل الخيال بجنّة ، من الممكن أن تكون وعدا كاذبا من شاعر خيالي مرهف وشبقي و نرجسي الطبع.


2 - حميد كركوكي
رباح حسن الزيدان ( 2011 / 3 / 5 - 02:04 )
جوابا على الأستاذ حميد كركوكي لسنا هنا بصدد مناقشة وجود الخالق أم عدم وجوده وانت ترد على المقالة بأن الدين لا يصلح للأمة العربية وأعطيت مثالاً وهو دولة أل عثمان فأحب أن أوضح لك أن أتيت بمثال متهالك فقد شاخت الخلافة في زمن أل عثمان وأنتظرت من يعلن عن موتها ولم يكن أتاتورك من غيرها بأرادته وقوته ولا دينيته وتزعم بإن النهضة الاوربية هي التي أنقذتنا فتناسيت كل علماء الأسلام والعرب فهل نسيت أبن خلدون الذي ينسب اليه الاوربيون علم الأجتماع وأبن رشد فيلسوف قرطبة وهل تعلم يا عزيزي بأن رسالة الماجستير للفيلسوف الألماني المعروف عمانويل كانط بدأت بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم عرفاناً منه للعلماء الأسلام بدورهم في صنع الحضارة ولست أريد بهذا الكلام أن أجزم بأن الحل في هذا أو ذاك ولكن يا عزيزي تجنب التطرف في الراي ولا تقرأ أو تسمع ما تحب سماعه فقط فأنت تأتي بالأمثلة التي تؤيد رأيك فقط مع العلم بأنه يوجد مئات الادلة التي تخالف رأيك وكما يقال أختلاف الرأي لا يفسد للود قضية


3 - اني خيرتك فاختاري
سالم الحر ( 2011 / 3 / 5 - 08:56 )
في الدولة الدينية هل سيقبل ولي الامر حرية المعتقد والراي والملبس والمشرب هل سيقبل بحزب شيوعي مثلا هل سيقبل بحفل راقص الجواب طبعا واضح جدا ولا يقبل اي شك فكفانا من حشو الكلام والمفاهيم التي لا تلتقي ابدا ومحاولة التوفيق بينهما


4 - ادعاء في غير محله
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 3 / 5 - 11:03 )
ان انتساب ابن خلدون الى علم الاجتماع او ابن رشد الى الفلسفة ليس له علاقة بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد فهل يعني ان تنسبي الى علم الذرة الالماني ايناشتين علم الذرة لانه يهودي الى اليهودية؟؟؟. لا شك وانت تعلمين كل علماء الغرب جلهم يهود فما علاقة الدين اليهودي بمكتشفاتهم؟؟؟.ان علوم المسلمين ازدهرت عندما ترجمت كتب اليونان الى العربية في العهد العباسي. اي علم عندنا نحن في السعودية غير الارهاب؟؟.شيء من العقل من فضلك!!!!


5 - الهجوم على الاسلام الى متى
علي حسين الخطيب ( 2011 / 3 / 5 - 19:09 )
الاسلام والاسلام كل شئ سيئ ينتسب للاسلام كل الارهاب مثلا ينسب للاسلام اما المجازر الي يرتكبه اليهود وغير اليهود عند بعض الناس الي متحب اتفكر بغير عداء الاسلام يعتبر ليس ارهابا
بالنسبة للاخ كركوكي اخي الكريم يوج كثير من الشعوب متخلفة الى الان مع العلم ان الاسلام لم يدخلها اذا المشكلة مو بالاسلام نفسه المشكلة بالشعوب والعقول
والقران هو اكبر دليل على ان الاسلام دين حق ودين علم لان اذا قرات القران تجد كثير من العلوم والمعارف الي تفيد الانسان الى عصرنا هذا وكثير من العلماء الاجانب مااستند الى القران واذا كان الاسلام مر بظروف او عصور مظلمة هذا مايدل على ان الاسلام فايروس مثل مذكر الاخ كركوكي وانما في عقول نفسها تزرع الفايروس وليس معتقد او دين

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah