الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاة السلفية بين مطرقة الوردي وسندان الجابري

رباح حسن الزيدان

2011 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول حسنا البنا :"الإسلام:عبادة وقيادة، ودين ودولة، وروحانية وعمل، وصلاة وجهاد، وطاعة وحكم، ومصحف وسيف، لا ينفك واحد من هذين عن الآخر وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
ويؤكد الأخوان المسلمين بإن دعوتهم دعوة سلفية, لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله وعمل السلف الصالح .
فيريدون بوعظهم هذا العودة بنا الى صدر الأسلام , فهم يشيرون دائماً الى المسلمين الأوائل ولسان حالهم يقول : انظروا اليهم لقد أتبعوا الحق فنجحوا . وليس لنا إلا أن نتبع طريقهم بحذافيره لكي ننال النجاح مثلهم .
ويرى علي الوردي أن هذا منطق سخيف طبعاً فالمسلمون الأولون نجحوا ثم فشلوا . وليس لنا إلا أن ندرس عبرة النجاح والفشل في تأريخهم . وأن كل حركة أجتماعية لا تكاد تنجح حتى تفشل فهذه هي سنة الخلق في جميع الأزمان , ويؤكد الوردي بأن فشل أي من المبادئ الأجتماعية يبدأ بعد نجاحه , فالنجاح بمثابة قبر يدفن فيه المبدأ . وهو لا يريد ذم المسلمون الاوائل بقوله هذا , فهذا شأن جميع الناس في جميع العصور . والمسلمون الأوائل كانوا بشراً كغيرهم من الناس وتنطبق عليهم النواميس الأجتماعية وتجرفهم في تيارها , أرادوا ذلك أم كرهوا .
فالمسلون الأولون كانوا يكافحون الترف والظلم والتعالي في أيام محمد . فلما علوا هم في الأرض وجاءهم المال والترف أصبحوا بحاجة الى من يكافحهم .
وأن الواعظين ينظرون في الأمور بمنظور المنطق القديم , منطق الثبات والتصنيف الثنائي . فالحسن حسن على الدوام والقبيح يبقى قبيحاً الى يوم القيامة . والمنطق الأجتماعي الحديث يستخف بهذا الرأي ويعتبره منطق السلاطين والمعتوهين . فالحسن في نظر المنطق الحديث لا يبقى حسنا الى الأبد . بل أنه في حركة وتغيير مستمر . فما كان حسنا بالأمس قد يصبح قبيحاً اليوم .
يريد الواعظون منا أن ندرس منشأ الإسلام ونبارك حركته الأولى بأعتبار أنها الحركة الخالدة التي لا تحتاج الى تبديل أو تطوير . وهذا رأي لا يرضاه مؤسس الإسلام نفسه . فمحمد جاء للناس بخطوة أجتماعية كبرى , وهو يعلم أن التاريخ يسير بخطوات متتابعة . فلا بد اذن أن تعقب خطوته خطوات أخرى على توالي الأجيال من غير توقف .
فقد كان النبي يصرح بأن الإسلام سيرجع غريبا كما بدأ أول مرة . وكان يقول لأصحابه بأنهم سيتبعون سنن من كان من قبلهم من الأمم حذو النعل للنعل .
ويتساءل الوردي من أين وصلت لنا الفتنة الكبرى بين الشيعة والسنة أليست من نتاج الأولين .
أما محمد عابد الجابري قد بين رأيه قائلاً : ورثت السلفية الحنبلية صراعاً آخر من الماضي وجعلت منه واحدة من قضاياها الرئيسية في الحاضر، ابن تيمية وموقفه من الشيعة الأمامية، الذين ينعتون بـ «الروافض» لكونهم رفضوا الاعتراف بغير علي بن أبي طالب اماماً .
ويرى الجابري إن العرب يعيشون ماضيهم قبل حاضرهم، ويعيشون في ذاكرة الماضي أكثر من غرسهم لتطلعات بناء مستقبلهم وتقدم أجيالهم، لقد تصارعت الأفكار العربية في مرحلة تاريخية صعبة، تبلورت في خضمها تناقضات خلفتها أحداث تاريخية مهمة ومصيرية .
وكما يقول الجابري يشعر الواحد منا نحن المثقفين العرب بأن التراث العربي بمضامينه ومشاكله الفكرية في واد، والعصر الحاضر وحاجاته في واد آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علموا أولادكم
طارق عبدالله الجراكي ( 2011 / 3 / 5 - 06:59 )
قال ألإمام علي عليه السلام
علموا أولادكم فإنهم خلقوا لزمانِ غير زمانكم
ولا تقسروا أولادكم على عاداتكم فإنهم خلقوا لزامن غير زمانكم

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah