الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل مشروعية التظاهر هموم واستغاثة واحلام شطريه بانتظار الحل

عبدالرزاق العبودي

2011 / 3 / 5
المجتمع المدني


في ظل مشروعية التظاهر هموم و استغاثة واحلام شطرية بانتظار الحل
من حقنا ان نتسا ئل في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة عن مشروعية التظاهر وهل هو امر وارد ام لا ،ولاسيما في بلدنا الذي يمر بمرحلة فلترة سياسيه ( اذا صح التعبير) ، والجواب واضح اذ لااعتراض على حالة كفلها الدستور العراقي الجديد الذي صدر في العام 2005 م في الفقرتين اولا وثالثا من المادة الثامنة والثلاثون منه حيث اباح بما لايخل بالنظام العام والاداب حرية التعبير عن الراي بكل الوسائل ومنها التظاهر السلمي .
ونحن كبلد لازال يمر بمرحلة الاختبار الفعلي لتطبيق مباديء الحرية والديمقراطيه واحترام حقوق الانسان لابد وان نبتعد كليا حكاما ومحكومين عن اساليب التشنج والانغلاق والاساءة لبعضنا البعض في معالجة هذا الامر وماسيفرزه من نتائج، فالعراق هو النموذج الحضاري المتميزالذي يجب ان يحتذى به من قبل الجميع.
قد يقول البعض انه من المعيب علينا ايجاد صلة الوصل مع عنوان الموضوع الا اننا وببساطة تعمدنا البدء بتناول التظاهر السلمي باعتباره موضوع الساعة اولا وعلاقتة المباشرة بالرعاية الصحية وهي جوهر مانود التحدث عنه باعتبارها مطلب جماهيري مشروع يصح التظاهر من اجله .
يقال بان ارضاء الناس غاية لاتدرك وهو تعبير لفظي ليس الا اما واقع الحال فانه يمكن ادراك هذه الغاية بسهولة لو احسننا التصرف وقدمنا الخدمة التي ترضيهم ، المهم في الامر ولكي لااطيل المقدمة فانني ساتناول موضوع معاناة مدينة هي من اكبر اقضية العراق من حيث الكثافة السكانيه واعني بها مدينة الشطرة في محافظة ذي قار التي كانت ولازالت تستغيث من تدني ان لم اقل انعدام الرعاية الصحية للغالبية العظمى من سكانها ، والسبب الرئيسي لهذا الامر هو عدم قابلية مستشفى المدينه الذي لايعدو ان يكون بمستوى مركز صحي كبيراو مركز رعاية اوليه وذلك لضيق مساحته وقلة الغطاء السريري له وهو امر معروف لرئاسة الصحة ومجلس المحافظة والمحافظ بل وحتى لمركز الوزارة التي عرضت عليها معاناة اهالي القضاء وتوابعه منذ اكثر من ستة سنوات ولكن دون جدوى. وكان الامر لايعنيها بتاتا فتقابله وكالعادة بالسكوت المطبق،
ولكي نتحدث بصراحة وبدون تردد عن معاناة الناس دعونا نصف لكم الحاله التي يرثى لها والتي لاترضي كل من له ضمير حي ، فالمستشفى الحالي الذي هو بطابق ارضي فقط يبلغ عدد مراجعيه يوميا بحدود (2000) مراجع وهو اشبه بالقفص الذي يعبأ بطريقة التكد يس ، حيث يوضع على كل سرير من اسرة الاطفال مثلا ثلاثة او اربعة اطفال احيانا اما كبار السن فيتم احالتهم لمركز المحافظة لعدم توفر الاجهزة المتطورة والامكانات السريريه التي تستو عبهم ناهيك عن حالات الولادة التي تحال الى مستشفى الولادة جنوب الناصريه والذي يبعد بحدود (50) كم عن المدينه وذلك لعدم توفر صالات ولادة او نسائية بالمستوى المطلوب، وقد يكون مضحكا ان نقول بان اكثر النساء الحوامل تحصل لها حالة الولادة في الطريق بسبب بعد المسافه ، ويمكن ان نقدر معاناة الاطباء والكوادر الصحية المختلفة من كثرة المراجعين فبالاضافة لسكان المدينه فان سكان القرى والارياف والنواحي التابعة للقضاء لايجدوا ملجأ عند مرضهم سوى هذا المستشفى المتواضع والذي لايفي بجزء يسير من معاناتهم.
هناك عدة مخاطبات ومراجعات مستمرة من قبل وجهاء المدينه للمسؤولين الحكوميين وبشتى المستويات ولكن من دون جدوى ولحد هذه الساعه ، واخيرا كانت البداية حيث تم استملاك قطعة ارض بمساحة (27) دونم تقع على طريق ناصريه - شطره باسم وزارة الصحة لغرض انشاء مستشفى كبير سعة (400) سرير لكي يخدم سكان الشطرة ونواحيها والذين يبلغ عددهم حوالي (450) الف نسمه يضا ف لهم سكان قضاء الرفاعي ونواحيه وكافة مناطق شمال محافظة ذي قار الا ان الامر لازال مجرد كلام اشبه بالامنية فقط لان المستشفى المذكور لم يباشر به لحد الان بحجة انه سيتم انشاءه عندما تأتي شركات يابانيه لتستثمر حقل النفط الواقع الى الغرب من الشطرة والمسمى حقل نفط الناصريه العملاق(الكطيعه) وهذا امر افتراضي ننتظره منذ سنوات ولم يتم لحد الان وهو امر لايعدو ان يكون تخرصات ليس الا ولنقل بانه تخدير وتسكين للعواطف او هو ذر للرماد في العيون والا بماذا يفسر هذا السكوت الغير مبرر للمباشرة بالبناء ، ترى هل تعجز الوزارة عن الصرف او ان ميزانيتها لاتكفي ونحن نشهد بانها أي الوزارة (ممثلة في رئاسة صحة ذي قار ) لن تالوا جهدا في سبيل توفير مستلزمات الرعاية الصحيه فقد قامت بايجار العيادة الخارجيه بخمسة ملايين دينار شهريا ومخازن للادوية بثلاثة ملايين دينار شهريا وكذلك الحال بالنسبة لصيدلية التامين الصحي المؤجرة ايضا وهذه المبالغ يمكن استردادها عند انشاء المستشفى الكبير الذي يسعها جميعا.
اسألكم بالله هل يجوز السكوت على مثل هذه الامور التي تؤلم اصحاب الضمائر الحيه وابناء المدينة على حد سواء ، الا يستحق مثل هذا الامر التظاهر السلمي المشروع باعتباره من اهم الخدمات التي يجب توفيرها للمواطنين ( وانا بالمناسبة ليس من المحرضين على التظاهر اوالداعين له ولكن يقولون بان اخر الدواء الكي والتظاهر السلمي حقق نتائج غير متوقعه)، ثم اليس من واجب الدولة التي بلغت موازنتها اكثر من ثمانين مليار دولار بان تبني مستشفا حديثا لخدمة ابناء شعبها وتأمين الرعاية الصحية له وهو ماتناولته المادة 31 اولا من الدستور الذي تلزم الدولة نفسها به والتي جاء فيها:-
((لكل عراقي الحق في الرعاية الصحيه ، وتعنى الدوله بالصحة العامه، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بأنشاء مختلف انواع المستشفيات والمؤسسات الصحيه))
لقد سمعت يوما من الشيخ محمد باقر الناصري الذي كان يتحدث عن موضوع الرعاية الصحيه وقبل ثلاثة سنوات تقريبا بان مدينة الكويت والتي هي بحجم الناصريه او اكبر بقليل فيها اكثر من (50) مستشفى حديث فأليس من حقنا ان نحظى بمستشفى واحد متعدد الطوابق وبسعة سريريه كبيرة ونحن بلد غني بثرواته وقدراته البشريه والماليه.
اقول وبصراحه من حقنا ان نشكوا هذه الحاله ونطالب بحقوقنا المشروعة التي كفلها الدستوراذ ان النسبة المعروفة عالميا هي لكل مئة الف مواطن مئة سرير و عدد سكان هذه المدينة مع النواحي والقرى التابعة لها كما قلنا (450) الف نسمه تقريبا وهذا يقتضي ويلزم الوزارة المعنيه بانشاء مستشفى لاتقل سعته عن (400) سرير لكي يفي بالغرض .
اننا نرى ان رفع الحيف عن هذه المدينة وابنائها وتحقيق الحلم الازلي باقامة هذا الصرح الذي اصبح مطلبا جماهيريا لايتم الا عن طريق عرض الموضوع على انظار السيد رئيس الوزراء الذي نعتقد بانه سوف لن يالوا جهدا من اجل انصا ف هذه المدينه التي تستحق الكثير بما قدمته من قوافل الشهداء من المجاهدين الذين روت دمائهم الطاهرة ارض الوطن وبما تقدمه من الكتل البشريه التي تنبض بالحيوية والنشاط لخدمة الوطن في كل الميادين كما نامل من وزير الصحة الجديد ان ينصف هذه المدينه ويحسن التعامل معها اسوة بالمدن التي بحجمها في عراقنا الحبيب ومنها مدن كردستان العزيزه او مدن المنطقة الغربية من العراق ، لقد حدثت في السابق عدة ملابسات كان سببها مجلس المحافظة او المحافظ او رئاسة الصحة احيانا كما يقال وكانت هي السبب في تغيير العديد من المشاريع المخصصة للشطره وتحويلها الى مركز المحافظة ولكننا كما يقال صبرنا على هذا الامر علنا نحظى بما نبغيه اخيرا ، ان الامر لايحتمل التاخير ياسيادة الرئيس لتعلقه بحياة الجماهير التي تسعى دوما نحو العزة والكرامه ولطالما كانت امنية عزيزة على الصغار والكبار معا الا ان تحققها مرهون بالارادة والاجراء الحكيم الذي سوف يفرح الجميع عندما يصدر امر المباشرة بالانشاء وهو مانتمناه ونعمل له ونأمل تحققه وباسرع وقت ممكن.
عبدالرزق العبودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو


.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين




.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما