الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر حول أرسطو وقانون القيمة

محمد عادل زكى

2011 / 3 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خواطر حول أرسطو وقانون القيمة
أرسطو ) 384 ق.م- 322 ق.م (ولد فى ستاجرا. وهى مستعمرة يونانية وميناء على الساحل. و كان أبوه طبيب بلاط الملك امينتاس المقدونى، ومن هنا جاء ارتباط أرسطو الشديد ببلاط مقدونيا الذى أثر إلى حد كبير فى حياته ومصيره. دخل أكاديمية أفلاطون للدراسة فيها وبقى فيها عشرين عاماًً. ولم يتركها الا بعد وفاة أفلاطون. كان من أعظم فلاسفة عصره، وبعد أن درس أرسطو مع طلابه عدداًً من الدساتير اليونانية، قسم هذا الدساتير ثلاثة أنواع مختلفة: ملكية، وأرستقراطية، وتمقراطية، أي حكم أصحاب السلطان، وأصحاب المولد الشريف، والنبهاء. وكل نوع من هذه الأنواع قد يكون صالحاً حسب زمانه ومكانه وظروفه. وكُُل حكم حسن إذا كانت السلطة الحاكمة تعمل لمصلحة الناس جميعاًًً لا لمصلحتها الخاصة، فإذا لم تفعل هذا فكُُل حكم سىء. ومن ثم كان لكل نوع من أنواع الحكم الصالح شبيه فاسد حين يكون حكماًًً لمصلحة الحاكمين لا لمصلحة المحكومين؛ ولقد حاول أرسطو أن يقيم الإنسجام بين الطبيعة وبين القانون، وعنده أن الطبيعة تخضع لنظام عقلى، ومن ثم يوجد قانون طبيعى مشترك بين الجميع، لأنه مؤسس على العقل الموجود لدى كُُل واحد من البشر، وتوجد كذلك عدالة طبيعية وهى سيدة الفضائل، وهى التى ينبغى أن تحقق عن طريق القانون بعض المساواة، وتعد فكرة المساواة تلك من الأفكار الرئيسية التى يحتوى عليها الفقه القانونى لأرسطو، إلا ان فكرة المساواة لديه ليست فكرة مطلقة؛ فلا يمكن أن تسود المساواة فى داخل المدينة، فهذا مخالف للطبيعة التى تتطلب تقسيم سكان المدينة إلى طبقات عديدة، ويوجد فى قمة السلم الهرمى الأغنياء وهم الذين لديهم الوقت للإشتغال بالمسائل العامة، والقانون الطبيعى على هذا النحو يُُسلم بوجود الملكية الخاصة، وينبغى على العكس، إستبعاد العمال اليدويين من الإشتغال بالمسائل العامة، إذ ليس لديهم الوقت الكافى لذلك، ويُعتبر أرسطو الرق مطابقاًً للطبيعة، فما دامت الألة لا تعمل بمفردها وطالما أن المكوك لا يتحرك وحده لنسج القماش، فإنه ينبغى وجود الأرقاء للقيام بهذا الدور. ولم يميز أرسطو فقط ما بين قيمة الإستعمال وبين قيمة المبادلة، بل حاول أيضا أن يستنتج العلاقة فيما بينهما، وفى كتاب السياسة(والجمهورية أيضا) الذى وضع أرسطو فيه معظم أراءه الإقتصادية، واضح مقدار الإهتمام بمسألة العدل فى تحديد الأثمان والقيمة، والعلاقة المتبادلة فيما بينهما. كما يرفض أرسطو القرض بفائدة لأن النقود لا تنتج شيئا، فلا يمكن إقتضاء ثمار للنقود، كما يحترم أرسطو حقل الإنتاج، ويقلل من شأن حقل التبادل، فهو يقول فى الجمهورية:" يوجد نوعان من فن تكوين الثروة: أحدهما يتعلق بالتجارة، والآخر بالإقتصاد؛ وهذا الأخير ضرورى وجدير بالمديح، أما الأول فيقوم على التبادل ولذلك يندد به عن حق وصواب (لأنه لا يقوم على طبيعة الأشياء، بل على الغش المتبادل) وهكذا يكره الجميع الربا بحق، لأن النقد بالذات يعتبر هنا مصدر الكسب ويستخدم ليس من أجل الغاية التى تم إختراعه من أجلها. فهو قد نشأ من أجل التبادل البضاعى، بينما تصنع الفائدة المئوية من النقد نقداًً جديداًً. ومن هنا تسميتها بالمولود، لأن المولود شبيه بالوالد. إلا أن الفائدة المئوية هى نقد من نقد، ولذا فإن فرع الكسب هذا أشد مناقضة للطبيعة من بين سائر فروع الكسب". مشار إليه لدى كارل ماركس، رأس المال، المجلد(1) الجزء(1) ص(239).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني