الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصوص مسرحية جديدة في بؤرة التحليل

هاني أبو الحسن سلام

2011 / 3 / 6
الادب والفن



عنوان النص : سلوكوفيت.
المؤلف : سمير فراج.
الناشر: بدون بيانات نشر.

فكرة النص

يتعرض هذا النص لصورة استشراء الاتجار في الأعضاء البشرية في عدد من
المراكز الطبية والعلاجية في مصر ، بشكل خرج عن كل القيم ، وتجاوز كل الأعراف والقوانين .

الأسلوب الدرامي والفني

يميل أسلوب البناء الفني لهذا النص نحو ما يمكن تسميته بأسلوب الخيال العلمي، ومن ناحية البناء الدرامي فهو يميل بوضوح نحو أسلوب مسرح القسوة ، نظرا لما
يحويه النص من صور تعرية بعض المواقف البشرية تعرية لا تخلو من انعدام الحس والتوحش الهمجي ، المحطم الضمير ، وذلك بصرف النظر عما إذا كان الكاتب مدركا لطبيعة الأسلوب أو غير مدرك، فهو يصور بشاعة لا حد لها في ممارسة بعض الأطباء الكبار المنتمين إلى مراكز علمي ليعري سلوكهم غير العلمي، وبفضح اتجارهم بالإنسان المصري بما يحط من كرامته. وقد عني الكاتب برسم بعدين اثنين على الأقل لشخصياته ، هما البعد الاجتماعي ، حيث مؤثرات التحول السياسي والاقتصادي في مصر بعد 73 وحدة ذلك التحول نحو الطفيلية الرأسمالية والوساطة التجارية الاستهلاكية ، والبعد النفسي ، دون تعويل على البعد الجسمي ، ربما باعتبار هذه الشخصيات مجرد نموذج للشريحة الكومبرادورية التي سيطرت على حركة الاقتصاد المصري ، وتسللت أخيرا إلى مواقع السلطة التنفيذية والتشريعية.

حيل البناء الدرامي

تدور أحداث المسرحية في مركز طبي جامعي حكومي ، والمسرحية في فصلين تتنوع مشاهدها بين مكاتب كبار الأطباء والمشرحة والمعمل ، ويوظف الكاتب في بنيتها المفارقات الدرامية والتشويق لخلق أفق توقعات وتوتر درامي لدى المتلقي .
درامية اللغة ومستوياتها

مال الحوار إلى روح السخرية ، وإلى التورية والكناية الدرامية في بعض من حوار الشخصيات ، بما لا يخرج عن الموقف الدرامي الذي هي فاعلة فيه، كما مال إلى توظيف القفشات – وهي من خصائص الأدب الشعبي – كما لم تخلو بعض التعبيرات من المبالغة المقبولة أو المحتملة في الموقف الذي وظفت فيه ، كما ظهرت .

الأثر الجمالي والدرامي

برزت قدرة المؤلف التخيلية ، وظهر ميله إلى توليد الصور ، أو تخليقها من رحم الحدث الدرامي ، كما ظهرت مقدرته على الإمساك بمحطات التحول الدرامي بما ينمي الحدث الدرامي ويطوره ، فصلا عن تناثر الصور الجمالية ، عن طريق التورية الدرامية والكنايات والقفشات والمبالغات ، والاقتراب بالصورة الدرامية في أكثر من موقف إلى جمالية التشويه .

ونخلص مما تقدم إلى ما يأتي:
• يتمتع الكاتب بخيال منتج للصور الدرامية ، مع قدرة على توظيفها دراميا.
• اختيار الكاتب لهذه القضية اختيار دل على مدى ارتباطه بمشكلات الوطن ، التي استشرت صورها ، وفاحت برائحة فساد النظام الحاكم ، وفساد تزاوج المال بالسلطة ، بخاصة في قطاعات تمس صحة الإنسان المصري وحياته.

ـــــــــــــــــــــ

نص مسرحي (2)

عنوان النص: سيف الملك
اسم المؤلف: أمين بكير
بيانات النشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة (نصوص مسرحية-89) 2009

فكرة النص

هي فكرة مجردة عن العلاقة التاريخية بين الحاكم والمحكوم ، وأداة الحكم الباطشة بالمحكوم.

الأسلوب الدرامي والفني

يعتمد الكاتب على أسلوب الفرجة الشعبية التي تقوم ف] مجملها على تقنيات الرجوع إلى التراث الشعبي ، رجوعا انتقائيا ، غالبا بقصد إسقاطه على الواقع المعيش، ويتيح له أسلوب الانتقاء هذا إمكان التصرف بحرية في توظيف الصور المنتقاة من الأسطورة أو الحدوتة الشعبية أو من بعض المأثورات الفولكلورية، من وقائع تاريخية متناثرة ومتقاربة من حيث موضوعها وأثرها مع اختلاف العصور. لذا يتقارب أسلوب بناء مثل هذه الأعمال مع أساليب التشظى المتبعة في الكتابة الحدثية ، دون أن يستهدف الكاتب الهدف المراد من توظيف تلك التقنية ، وهو نفي الدلالة التامة لخطاب النص بعد كشف تناقضاته، وهدم أنساقه. إنما تفكك مكوناته البنائية هو ناتج طبيعي عن عملية التجميع الانتقائي من المحصلة الشفهية الشعبية التي تنساح في العصور والأزمان التي اعتمد عليها الكاتب نفسه ، فضلا عن تفكيكها في الموروث الشعبي الشفهي نفسه. لذلك كله تفتقد بنية الأحدث المتشعبة والمتقافزة دراميا ، بما يصبغ صور الصراع بالصراع الواثب والمتشظي، ويسم الشخصيات بميسم النمطية ، والحوار بالحكي لعدم اعتماد التعبير الحواري عن جوهر ما تريد الشخصية وعن جوهر ما تشعر به، باعتبارها نموذجا أو صفة لعلاقة في حالة مواجهة وانسحاب متكرر عبر العصور ، وهو ما يجعل حبك الأحداث حبكا واهيا ، هو أقرب إلى طبيعة الحبكة في الملاحم الشعبية.
حيل البناء الدرامي

يعتمد البناء في هذا النص على أسلوب التمثيل داخل التمثيل ، وهو الأسلوب المسرحي الذي توجه بيراندللو بمسرحيته الشهيرة ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف) وإن كان أسلوبا معروفا من قبل ذلك في الأدب والفن الشعبي القائم على الارتجال وفنونه الأدائية . والنص فضلا عن ذلك يزاوج بين أسلوب الراوية مرة بالغناء أو الإنشاد أو التصويت الموقع بوساطة الكورس أو بوساطة الراوي ، منفردا كحاكم مطلق يستدعي من يشاء ومتى يشاء من الشخصيات أو يبعد وينحي من يشاء ومتى يشاء من الشخصيات أو الأحداث ، بوصفه المحرك للصراع رجوعا إلى شذرات تراثية بأسلوب الراوية ومقاطع الشعر والخطابة الاستمالية المباشرة وخيال الظل والغناء . ومعنى هذا أن الكاتب قد خلط بين أسلوب استلهام تراثي يحمل فيه الراوي مهمة التعبير عن الرأي العام ، وأسلوب تراثي يوناني يقوم فيه الكورس بمهمة التعبير عن الرأي العام ، وذلك من حيث الشكل. ولأن مضمون النص هنا مضمون مواكب لسلطة الحاكم الفرد المتسلط فإن اتخاذ الراوي الفرد معبرا عن الرأي العام، يحقق التناسب بين الشكل والمضمون ، وهو ما يحققه توظيف الكورس في التعبير عن رأي الجماعة ، وهو الشعب هنا.
ومن الطبيعي أن تغيب الحبكة الدرامية في هذا النص لاعتماده على القفزات الفجائية درامي ، وتلك خاصية من خواص الأدب الشعبي الذي لا يربطه سوى حكي الراوي أو المنشد ، كذلك اعتماده على أسلوب تلخيص الأحداث لا تجسيدها، وهو أسلوب معتمد في مجال الحكايات الشعبية . ومن الغريب أننا حتى صفحة 46 من صفحات مطبوعة النص ( بعد مضي ثلاث لوحات) لا نجد أثرا للصراع الدرامي .

درامية اللغة ومستوياتها

الحوار في مجمله ليس حوارا بالمعنى الدرامي ولكنه أقرب ما يكون إلى روح المناقشة ، ومعلوم أن الحوار الدرامي يعبر عن جوهر ما تريده الشخصية وعن جوهر ما تشعر به ، يركز على اللحظة الشعورية ويتمسك بها ، إلا في بعض المواقف التي يتدفق فيها تيار الوعي. وليس في حوار هذا النص ما يفيد بأن فيها ما يمس الوعي . وفضلا على ذلك فإن من مهام الحوار تنمية الشخصيات وتطوير الحدث ، ولا شيء من ذلك هنا. فلا حدث يحدث ، وإنما هي تهويمات تحوم وسرعان ما تتبخر صورتها ، وكأنها لم تكن .. ولا شك أن تلك الصياغة اللغوية والأسلوبية خصيصة من أخص خصائص الأدب الشعبي ، حيث الترميز والإلغاز وتداخل الزمان مع المكان والتباس صور الإنس مع الجن والإنسان مع الحيوان والوحش والطير .



الأثر الدرامي والجمالي

لاشك أن في النص الكثير من الجهد ، في تخليق الكثير من الصور الشعبية أو استعادتها من مكامنها التراثية ، فضلا على الكثير من الأشعار والتعبيرات الخفيفة الصالحة للغناء ، أو الإلقاء المنغم ، كما يعج الحوار والمحكيات بالكثير من المباشرة والخطابية ، والصور الملتبسة التي تحتاج إلى أكثر من زمن ليتمكن المتقي من ترجمتها من صورتها الذهنية المركبة إلى صورة معنوية ، وهو أمر لا يسوغه التلقي المسرحي الذي تلزمه الترجمة الفورية لما يطرح من على منصة العرض في مواجهة مجتمع الحضور ، فيمتعه ويقنعه ، ثم يؤثر فيه إيجابا أم سلبا. هذا فضر عن المقولة التي يتبناها الكاتب ، والتي أرجو أن يكون ذلك عن غير قصد و إلاّ فستكون مقولة نصه دعوة لتبعية أحفاد حام ( أحفاد الفراعنة) لأحفاد سام !!

في المجمل لم أر فيما بين يدي بصيصا من ضياء الصدق ، فلا مصداقية ، ربما لتزاحم الصور وتداخلها دون أن تتضافر جميعها في دفع المتلقي إلى الحصول على دلالة توافق محصلته الثقافية أو تشاكلها أو تنقضها.
إن هذا اللون من الكتابة المستعيدة لشذرات تراثية مفككة ، تتقبل خلط مهمة الراوي بمهمة الكورس ، لايمانها بفكرة الكل في واحد ، فكرة الزعامة الفردية التي بيدها الحل والعقد ، فهي كتابة لا تؤمن بضرورة تفعيل المستلهم التراثي مع مستجدات العصر ومتغيراته لذلك بعبد الكاتب تأكيد فكرة أن ( أبناء حام هم في خدمة أبناء سام ) ولما كان المصريون حاميين وكان اليهود ساميين فإننا بذلك المفهوم التوراتي الذي يستعيده الكاتب في نصه هذا مطالبين بأن نصبح طوع بنان أحفاد سام ابن نوح .

أشك في أن مضمون ذلك النص ، يتكئ على فكر الإسرائيليات - الذي ينقل لنا فكرة أننا – نحن المصريين - بوصفنا أبناء حام فنحن خدم لأبناء سام-
نص مسرحي (3)

• عنوان النص: فرسان الزفير
• الكاتب: سيد على عبد الله
• بيانات النشر : القاهرة ، أصيلة للتصميم والنشر 2010

فكرة النص
إقحام العواطف الشخصية فيما يخص مصائر الشعوب يؤدي إلى كوارث تدفع الشعوب وحدها ثمنها الباهظ من حاضرها ومن مستقبلها ، ولقد شهدت مصر فترات سياسية أدت إلى ما يفيد أنها تسير على طريق التقدم ، غير أن تداخل العواطف الشخصية بين الرفقاء في الحكم أدى إلى اتخاذ الكثير من القرارات العاطفية والعشوائية التي أدت إلى هزائم عسكرية وشلل حركة التطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما أن النصر العسكري إذا لم يؤدي إلى تثبيت حق المنتصر في اتخاذ قرارته المصيرية لصالح الوطن لا يعد نصرا ، لأن الحرب تهدف في النهاية إلى امتلاك المحارب للقدرة على صنع قراره الوطني المصيري.

الأسلوب الدرامي والفني

تصور المسرحية أحداثا تاريخية مرت بمصر في الستينيات حيث رخاء البلاد اقتصاديا، مع بعض صور الضعف بتأثير العاطفة الشخصية ، وتأثير الثقة الزائدة للقيادة في النفس ، الأمر الذي لا يؤدي إلى انتكاس الوطن وحده وفشل مخططاته الوطنية الطموحة في استكمال بنيته التنموية على كل الأصعدة ، بل وإلى مظاهر الانتحار لدى القيادة السياسية الوطنية أو انحرافها عن المسار التنموي الوطني والقومي - عمالة أو يأسا- أو التخلص منها عند ظهور شريحة طفيلية جديدة بانقلاب عسكري أو برلماني أو حزبي أو بتصفية جسدية – إذا لزم الأمر - باستخدام قوة السلاح أو بدس السم !!
من حيث البناء الدرامي تبدأ المسرحية بسفينة إسرائيلية ، موشكة على الغرق – هي بلا شك ، رمز لدولة العدو ، العبرية الغاصبة ، ربما - تنقذ السفينة ويعتقل الشيخ الذي أنقذها قائدها مع إثنين من معاونيه . ويستهدف هذا النص توكيد أن كل مخططات ذلك العدو مكشوفة لدي الدولة التي تعاديها ومسيطر عليها.

حيل البناء الدرامي
قسم الحدث في البناء الدرامي للنص إلى ثلاثة فصول لكل منها عدد مـن المشاهـد
بأ النص بمشهد الأزمة الدرامية مباشرة ، حيث عسكريان معلقان على صاري مركبين حربيين أغرقتهما بحرية معادية ، وهما ينتظران العون والإنقاذ ، وينشغلان ، ريثما ينجدهما أحد عبر حوارية ثنائية هي أقرب إلى أسلوب التحقيق الدرامي ، الذي يعطي المتلقي بعض المعلومات عن الحدث وعن الشخصيات.
في الحدث تبدو ظواهر إرهاص بالترابط غير المتماسك بين الأحداث الفرعية للبنية الدرامية. كما أن نهاية المسرحية غير ممهد لها بما يشف عن اقترابها.
وبالنسبة للشخصيات، فهي شخصيات نمطية ، هي أقرب إلى شخصيات تاريخية في عصرنا .

درامية اللغة
استخدم الكاتب اللغة الفصحى كما استخدم أسلوبا تغلب عليه الصور والتراكيب البلاغية – أحيانا- اعتمد الحوار – غالبا – على أسلوب الثنائيات ( الديالوج): الملك والملكة – الأدميرال والقائد – الملك والكبير – السجان وحذار . بدى الحوار تقريريا – في الغالب – وأقرب إلى روح المناقشة منه إلى التعبير عن جوهر الإرادة الشخصية والشعور الذاتي للشخصية .. وإن قام بتصوير جوانب التعارض بين الشخصيات وأفعالها وعلاقاتها ببعضها بعضا، وإن تخفت أفكار الكاتب وراء أقوال الشخصيات ، بما يمكن أن نطلق عليه: الشخصية الدرامية القناع.
الأثر الجمالي و الدرامي

تظهر الإسقاطات السياسية من خلال الحوار ، بما يحيل التلقي إلى إعادة قراءة أفكار النص على أساس من المقاربة التاريخية العصرية لأحداث عايشها في واقع الصراع العربي الصهيوني ، ممثلا في مصر والدولة العبرية الغاصبة للون الفلسطيني . غير أن أسلوب الحوار ، بما انطوى عليه من روح النقاش ذكرنا برشاقة لغة الحوار التي شهر بها وتميز أسلوب الحوار في مسرح توفيق الحكيم. ويبدو للكاتب نبرة وطنية ، مهمومة بممارسات الحكام السياسية وتداخل مؤثرات ذاتية عاطفية تترتب عليها عشوائية اتخاذ القرارات المصيرية . وذلك يكشف عن غيرة الكاتب على وطنه.
للكاتب حس وطني ، وهو مشغول بقضايا الوطن المصيرية – فيما يبدو – وهي كتابة مبشرة ، مع دوام الممارسة وتراكم خبراتها الدرامية .

نص مسرحي (4)

عنوان النص: الغول
المؤلف: على على عوض
بيانات النص : المنصورة ، مؤسسة شروق للنشر والتوزيع ، 2007




فكرة النص

تدور حول سيطرة الحاكم على الرعية عن طريق بث الإشاعة عن وجود غول ، يمثل خطرا على البلاد ، ويتسبب ذلك في انهيار اقتصاد البلاد وتحبط مخططاتها نحو مستقبل أفضل ، وتسود الممارسات الباطشة ، وحالة الخوف والرعب من سلطة الحاكم ، وبذلك ينصاع الشعب للحاكم ، مما يتيح له شل حركة أيى معارضة بحجة توفير الجهد كله من أجل القضاء على الخطر. ومع ذلك يظهر من لا يقتنع بخرافة وجود غول يهدد البلاد .

الأسلوب الدرامي والفني

استخدم الكاتب مسويات وسطية بين الفصحى والعامية ( على طريقة توفيق الحكيم ) لإظهار بساطة المجتمع في الحدث. وقد كان الحوار دافعا لتطور الحدث، مع ما يوحي بدوران الحدث في وقتنا الحالي . كما عني برسم أبعاد شخصياته، مع ما يصبغها بصبغة معاصرة. أما الحبكة فقد ربطت الأحداث ربطا دراميا تقليديا حيث البداية والوسط والنهاية . أي وفق تطور منطقي متوقع. . مع إرهاص بوجود غول يدمر البلاد ؛ جنبا إلى جنب مع ما يوحي بما يشف عن التلاعب بالمعلومات التي تسرب إلى الشعب على أنها حقائق .

درامية اللغة
تسير لغة النص نحو التطور بالصراع ، في أسلوب خليط ( لغة صحافية وسيطة) مع ميل إلى خلق جو توتر ، وتلبيس المعلومة المسربة تلبيسا تتداخل فيه الحقيقة مع الزيف



الأثر الجمالي والدرامي
تميل لغة الحوار إلى أسلوب التشويق والإثارة ، تبع لطبيعة الحدث ، حيث تتكشف الحقيقة في النهاية ويقبض على الغول المصطنع بوساطة المعارضة الواعية ، وتنكشف حيلة الملك ويفتضح أمره أمام الجميع .
المسرحية مأخوذة عن قصة لجورج أورويل ( 1984) والكاتب هنا لا يشير إلى ذلك وتلك قضية أخلاقية ، حيث يهدر حقوق التأليف ، وكان يجدر به أن يعلن عن اقتباسها عن أصلها الأجنبي.


نص مسرحي (5)

عنوان النص: الثأر
المؤلف: سامي عبد الوهاب
بيانات النشر: هيئة قصور الثقافة ( نصوص مسرحية 103

الفكرة
تدور الفكرة حول السلام المستحيل تحقيقه بين فرقاء لكل منهم ثارات قديمة حديثة معاصرة . والنص يحاول استلهام واقعة تاريخية قديمة سابقة على تاريخ الميلاد بنحو ثلاثمائة سنة تقريبا بين مملكة الحيرة ومملكة تدمر ، لينسج عليها نسجا دراميا يسقطه على واق الصراع العربي الإسرائيلي الصهيوني ، ليشف عن فشل اتفاقيات السلام التي وقعتها مصر ، والأردن ومن بعدها السلطة الفلسطينية مع العدو الصهيوني ودولته. ويلمح في النهاية إلى أن الحلم الذي مد به المبادر بالسلام كان حلما عظيما ، لكن الطرف الآخر قد أضاعه.


الأسلوب الدرامي والفني
قسم المؤلف مسرحيته في ثلاثة فصول لكل منها عدد من المشاهد ، وقد نحى فيها منحا تقليديا أرسطويا قائما على بداية متأزمة تتطور إلى ذروة لتنفرج في النهاية تأسيسا على أفعال درامية تتطور لتصل إلى الصدمة الدرامية التي توقعها قصير وزير جذيمة وهو السياسي المخضرم ، وهي تبدو نتيجة متوقعة من البطل جذيمة نفسه ، غير أنها لم تحدث لديه صدمة درامية لأنه قرر سلفا وأصر على السير في طريق يعلم باحتمالات حتفه في منتهاه ، مما يقترب به من سمة الشخصية التراجيدية. والكاتب يوظف الإسقاط المعاصر على هذه الواقعة التاريخية .

درامية اللغة ومستوياتها
نجح الكاتب في خلق حالة من التوتر والتشويق منذ البداية .، وشكل صورا تتماثل مع واقعنا المعاصر حيث الخلل الاجتماعي والاقتصادي والفساد وصور قطع الطريق والاثراء غير المشروع لكبار المسؤولين وقيادات الأمن مع ضعف جهاز الدولة وتبادل الاتهامات بالتقصير والفساد بين المسؤولين الكبار بعضهم بعضا. بما يكشف عن تناقضات فرعية بين شركاء الحكم وصلت إلى تهديد بعضهم بعضا، كما كشف عن سخط الشعب بعامة. وفي الحوار تحميلات مقاربة مع قصة الزير سالم وجنوحه القاطع نحو محو كلمة مصالحة من الوجود . والشخصيات مرسومة وفق أبعادها الجسمية والاجتماعية والنفسية ، بما يجعلها شخصيات نامية من لحم ودم . ويتميز الكاتب في أسلوبه بالقدرة على تخليق المقولات الفرعية من مقولة نصه الدرامية. كذلك قدرته على التقنّع بمهارة خلف شخصية من الشخصيات لعلها شخصية قصر ، حيث يحملها ببعض من آرائه التي يسقطها على واقعنا المعيش .



الأثر الدرامي والجمالي

حول القيمة الدرامية ، فإنها تتمثل في صور الإسقاط السياسي لتأكيد مقولة النص الأساسية ، وهي أن الاستبداد بالرأي بالنسبة للحاكم ليست وخيمة عليه وحده ، بل هي وخيمة الأثر الممتد على شعبه وعلى بلاده ، وأن أرضا شربت دماء شباب أمة من الأمم لا تنبت فيها أزهار وتلك المقولة نفسها سبق إليها الكاتب المصري الكبير محمود دياب.. فالكراهية مستحيل أن تتحول إلى محبة مهما يطول الزمن.
النص يعيد استلهام واقعة تاريخية قديمة ، لها ما يقاربها في تاريخنا القريب، والفكرة مسبوقة ، غير أن الكاتب قلم درامي مبشر .
ـــــــــــــــ

نص مسرحي (6)

عنوان النص: أغنية إلى النهار
المؤلف: السمّاح عبدالله
بيانات النشر: هيئة قصور الثقافة ( نصوص مسرحية 103 )

الفكرة

تأتي النجدة دائما متأخرة جدا جدا، ويصل الغيث الذي طال انتظاره ، بعد فوات الأوان ، في لحظة انقضاء الأجل .




الأسلوب الدرامي والفني

النص دراما شعرية عبارة عن حوارية طويلة بين رجل وامرأة متهالكين منزويين ، متباعدين ، ظامئين ، والفناء يحيط بهما من كل الجهات ، وهما في حالة انتظار والعلاقة بينهما علاقة غير ودية ، حيث الأنا هي الفاعلة في سلوك كل منهما ، وعلى وجه خاص المرأة ، التي تضن على الرجل ببعض مما لديها من تمرات قليلة، حفاظا عليها قوتا يبقيها لفترة ما حتى يأتيهما الغيث. يبدأ النص بالغناء للنهار ، عسى أن يطلع عليهما ، وفي المشهد الثاني يظهر الأب ، مشرفا على الموت متوسلا أن يحصل من المرأة على قطرة ماء دون جدوى. والمرأة ( إبنته- تضربه !! يصور النص حالة الشلل التام والعجز عن مواصلة الحياة وعن التلاقح الطبيعي بين الجنسين وعن الجدب والقحط ، مما ينذر منذ البداية بحالة اليأس ، وقرب نهاية الحياة. ومع أن النص حوارية شعرية درامية بسيطة ولا تعقيد فيها ،إلاّ أنها لا تحتفي بالصور التي هي ألزم للشعر منها لضرب آخر من ضروب الكتابة الأدبية. هذا فضلا على ركود الصراع كما لو أن الخط الدرامي قد أصيب بالسكتة الدرامية ، حيث يستطيع المتلقي إدراك نهاية الحوارية من المشهد الأول. وهو ما يكشف عن ضعف الممارسة الدرامية في الكتابة.

درامية اللغة ومستوياتها

يخلو النص من الصور الشعرية على الرغم من أنه حوارية درامية . واللغة مرسلة مجردة من هوية حاملها ، وهي أقرب إلى المناقشة ،




الأثر الدرامي والجمالي

نص تشاؤمي ، ولا أقول عبثي لأن للعبث فلسفة تنعكس في طلب المنطق في وسط عبثي ، وتتجلى صوره في انفصام لغة القول عن لغة الفعل ، وفي التداعيات وتقافز الأفكار الفرعية بما يقترب من ظاهرة التشظى ، وليس في النص شيء من هذا. كما أن تلك النصوص تتوفر على الإنسان ، وعلاقته المجردة بالعالم الذي نحن فيه . ومع أن هذه الحوارية الشعرية الدرامية تعرض صورة الإنسان المجردة إلا أن شروط الدراما وتقنيات المسرحية العبثية لا تتحقق في الشكل وهو الأصل في الكتابة العبثية ، وإنما العبث هنا في الموضوع، فحياة الإنسان كما يعرضها هذا النص هي حياة عبثية ، وليس ذلك هدف مسرح العبث ، وإنما العبث في الشكل ، وهذا ما قال به كتاب العبث أنفسهم ، وإن كان توفيق الحكيم يقول بغير ذلك – منفردا في مجمل تفريقه بين كتابته لمسرحيتيه : يا طالع الشجرة ، الطعام لكل فم – إذ يقول إنه يكتب اللامعقول وليس العبث وإن لامعقوله في الشكل المسرحي ، بينما العبث عند كتابه في المضمون – وهذا غير صحيح على الإطلاق.

النص عبارة عن حوارية تهويمية المضمون ، بسيطة الحدث ، بما يقترب من الصورة الدرامية المجردة المرتكزة على تقنية الديالوج (الثنائية) بما هو أقرب إلى روح النقاش.

ــــــــــــــــ





نص مسرحي (7)

النص: القبطان
المؤلف: على أبو سالم
بيانات النشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2006

فكرة النص
تتعرض للحاكم الفرد ومن ورائه حاشيته من المرتزقة والتوابع الذين هم بمثابة ظلال من خلفه ن وتكشف عن انتهازية المعارضة ، وتلتبس في ثنايا أحداثها رموز العفة والبراءة والحكمة ، لتتناسب مع رمزية السفينة بوصفها معادلا رمزيا للبلد التي توقفت عن مسيرة التقدم وتجمدت وشلت حركتها تماما.

الأسلوب الدرامي والفني
ينحو النص نحو تغلييب تيار الوعي على الخط الدرامي للحدث حيث يبدو الاسقاط السياسي وروح الجدل أظهر من جوهر ما تريده الشخصيات وما تشعر به .وهو الأصل في الحوار الدرامي. ذلك أن الحوار يميل في مواقف كثيرة بلا داع درامي أو ضرورة درامية نحو المناقشة بالتوقف عند موضوع واحد يدور حوله النقاش ، كما أن الميل الواضح نحو ترميز الشخوص ووسمها بأسماء هي مجرد صفات أو تعبير عن صفات مثل : ( عفيفة رمز للعفة ، وحكيم رمز للحكمة ، وعسران رمز لتعسر السلطة الفردية عن تسيير أحوال البلاد ، وزعتر رمز لبهارات الحاكم وفتنة رمز للإغواء والبهرجة الإعلامية المضللة وفهمان رمز للمعارضة السياسية اليسارية الانتهازية وما شابه ذلك ) قد فرضت على الكاتب أن يتعسف في تسيير الصراع بضخ نقاشي أو جدلي يبطء سير الحدث وقد يوقفه فيما يشبه السكتة الدرامية في مناطق متفرقة ، منها حوارية غزلية سطحية ومباشرة بين عفيفة وحكيم الذي أوتي به من محبسه بعد اتهامه باختلاف محرك السفينة( البلاد)

درامية اللغة ومستوياتها
للغة النص في كثير من مواقف متناثرة بين المشاهد على لسان بعض الشخصيات صور هي الشعر بغينه ، مخيلة وجمالية عالية ومعان عميقة ، تحتاج إلى زمنين لكي يفهمها من في قاعة العرض المسرحي إذا قدر للنص أن يجسد على خشبة المسرح ، هي صور تستلذ عند القراءة ، ويستمتع بها القاريء للنص مع تأملها ، غير أنها متعسرة الوصول من حيث معناها للمتفرج على عرض النص مسرحيا لأنها مركبة ذهنيا وتحتاج إلى فك شفرتها أولا لتتحول إلى معنى يمكن ترجمته معنويا من قبل جمهور عرضها مسرحيا، حيث الكثير من التوريا والكثير من الكنايات والمقاربات البديعة والبلاغية . ولو أن المؤلف توفر على كتابة المسرحية الشعرية ، وابتعد عن المباشرة وعن إغراق فكرته وشخصياته في تيار الوعي لأصبح شاعرا مسرحيا يثري المسرح الشعري العربي بإبداعاته..
ومن صوره:
((البتول: بعثر روحك في خفقاتي.. واسقي بالتحنان العشب حين تحب.. تورق في جارحة العالم.. دفئا عذبا- أمنا يجمع بين الريم وبين الذئب.. هل تتألم حين تجوع ؟
عائد: بل أتألم حين أحب ))

والنص يميل إلى الترميز وتلبيس الشخصيات/ الصفات ، زي كناية عن أسمائها بوصفها من لحم ودم ، أحال الكاتب الشخصيات إلى صفات مباشرة ، وإن قصد بها الترميز ، كما أن وقوع الحوار في بؤرة النقاش والجدل وسم النص بلغة المباشرة ، مع أن المؤلف يمتلك حسا جماليا ومخيلة شاعر ، لو وفرها على كتابة درامية حقيقية لكان بين يدينا نصا مسرحيا شعريا يضاف إلى مكتبة المسرح الشعري المعاصرة في بلادنا . الكاتب شاعر ، غير أن تقنيات الكتابة الدرامية حظها معه قليل .
ــــــــــــــــ

نص مسرحي(8)

عنوان النص: الشاسو
المؤلف: عباس منصور
بيانات النشر: القاهرة ، مركز الحضارة العربية 2009

الفكرة
أدى طول اختلاط شعوب الماء بشعوب البيداء ، مع امتزاج دمائهم إلى شرخ الذات الحضارية لشعوب الماء شرخا تاريخيا يتسع على مر العصور ، مما أصاب حضارتنا المصرية العريقة الموات وأوقف فاعلية النبوغ والتقدم التي شكلت فيه الحضارة المصرية القديمة فجر الضمير الإنساني ، وهذا ما جرته على مصر الحضارة والمدنية غزوات شعوب البداوة من الشرق ومن الغرب.

الأسلوب الدرامي والفني
يستلهم النص مسيرة تاريخ مصر استلهاما دراميا ، يبدأ من قصة موسى واليهود ( الشاسو أو البدو ) وهروبهم من مصر على عهد مارينبتاح ابن رمسيس الثاني محملين بما سرقوه من ذهب المصريين ودوابهم وأمتعتهم ، مرورا بما جرى عليها من غزوات المستعمرين أصحاب الثقافة البدوية الصحراوية من الشرق أو الغرب ، وهو ما أدى إلى تأخرها بعد أن كانت منذ آلاف السنين رائدة العلوم والحضارة والمدنية. قسم المؤلف نصه إلى فصلين اشتمل كل فصل منهما على خمس طلعات ( مشاهد) ، وقد أطلق عليها (الطلعة) ربما كناية عن طلعات الغزو أو طلعة العصابات ، تنويها عن أن مصر الحضارة قد سرقت من قبائل الشاسو ( نسل سام بن إبراهيم )على مدى تاريخها منذ أن وطأ إبراهيم مصر من نينوى، عبورا لنهر الفرات وأوصى قبيلته بالمكوث بها 400 عام ، حتى يصيبون فيها الثراء ثم يرحلوا، وهم مستمرون حتى الآن في امتطاء وطننا ، باعتبار الأوروبيين والأمريكان هم نسل حفيده سام ، الذي دعا أبوه في غضبته على شقيقه حام أن يعيش نسله أبد الدهر عبيدا وخدما لإبنه سام – وفق الأسطورة التوراتية-
النص عميق الفكر ، رصين الأسلوب ، وتتخذ حبكته شكل الحبكة الملحمية ، ذلك أن النص في رأيي أقرب – على قصره- لملحمة تتناول مسيرة مصر منذ دخول إبراهيم ونسل سام إليها من بعده واستمرار دخولهم غزاة من بربر الغرب الشمالي الإفريقي أو من بادية المشرق. يعتمد النص على الحوار بما يؤكد هوية كل شخصية ، فضلا على مقاطع غنائية من الأهازيج تمهيدا أو تعليقا ، مع بعض التضمينات النصية لأناشيد أو أهازيج من تراث المقولات الإلحادية المنسوبة للحاكم بأمر الله الفاطمي ، تلك التي يحاكي فيها أسلوب النظم القرآني وتقسيم الآيات ، على هيئة أوامر ونواه ، تعلن على الناس ليلتزموا بتنفيذها. ويلجأ الكاتب إلى أسلوب كتابة نجيب سرور المسرحية ، حيث يبدأ كل فصل بتجميع عدد من المقولات والمأثورات المجتزئة من أسفار التوراة كلام بعض الأعلام .
ومن اللافت للنظر حول عمق تجربة هذا النص الفكرية والمصرية من حيث الدعوة المغلفة بأستار درامية وجمالية في نسجية من خيوط الدانتيل الشاعري ربطه لعنوان كل فصل من فصول هذا النص الدرامي الملحمي التنويري بموضوع الحدث الدرامي الذي يتعرض له الفصل ، فعنوان الفصل الأول (الهروب من مصر) وموضوعه يدور كله حول وجود اليهود على أيام مارينبتاح ومؤامراتهم ضد حكمه وسرقتهم لممتلكات المصريين بالتحايل ثم هروبهم بعد أن سرقوا أسرار الوجود التي توصل إليها علماء مصر الفراعنة. أما الفصل الثاني فعنوانه ( العودة ) وموضوعه عودة الغزوات البدوية الصحراوية الثقافة إلى مصر ، وإلى بلاد الحضارات على وادي النيل وعلى وادي ما بين النهرين ، محملين بإسرار الوجود التي سرقوا نصوصها من مصر عند هروبهم ، وعاد بها أحفاد سام ممسوخة ، لتصبح دليلا ومرشداً مفروضا على شعوب بلاد الحضارة ، عبر غزوات منها الأوروبي ومنها الإفريقي أو الآسيوي وأخيرا الأمريكي متقنعا خلف قناع الدين تارة ، وخلف قناع الحرية والديموقرطية تارة أخرى. يعكس النص إذن وجهة نظر فكرية ، ترى أن مصر يجب أن تعود مصرية صميمة ، وأن تطرد البداوة من على أراضيها وأن تمحو تراكم ثقافة الكهوف والبداوة من عقول أبنائها. وظف الكاتب أشكال الفرجة الشعبية ، كما وظف تقنية التمثيل داخل التمثيل، دون إخلال بالبنية الدرامية الملحمية الطابع.

درامية اللغة ومستوياتها

هذا النص أشبه بصياغة ملحمية لتاريخ أمة ابتليت بالغزو ، مستعمر ، وراء مستعمر ، ليس للأرض وليس لمصادر الثروة وحدهما ولكنه استعمار للعقل المصري وذلك هو الخطر المميت الذي أودى بحضارتنا العظيمة ، وقطع حبل تواصل النبوغ الحضاري والمدني المصري.
تميزت اللغة بتبعيتها لفكر قائلها مشبعة بوسط ثقافته وبيئته ، بما يمنح كل شخصية من الشخصيات هويتها الذاتية ، تأكيدا لأبعادها المرسومة بعناية فائقة.
لا تخلوا اللغة من عمق أو بساطة تتناسب مع طبيعة الشخصية – كل على حدة – وإن ظهر التعقيد والإلغاز في الصور والكنايات أحيانا ، فإن ذلك داخل ضمن المتضمنات النصية المقتبسة من أهازيج الحاكم بأمر الله ، الذي أعطى له المؤلف اسم ( الحكم الشوّاف) . ولا يتخلوا الصور أيضا من أساليب التهكم والنقد ، والإسقاط السياسي والاجتماعي والاقتصادي على واقعنا المصري المعيش ، دون أن يسقط قناع الشخصية التي ينيبها المؤلف لتحمل عنه تلميحاته الإسقاطية ، وتلك من فطنة الكتابة الاحترافية التي تحسب للمؤلف.
فضلا على ذلك فقد حملت بعض الشخصيات صفات ترميزية ، فالشواف ، صفة المستبصر للمستقبل أو الغيب ، هذا فضلا على توظيف أسماء تاريخية معروفة مثل ابن حنزابة وقد كان وزيرا لكافور الإخشيدي ، وبرجوان وكان من حاشية الحاكم بأمر الله المقربين والوزير ، وست الملك أخت الحاكم بأمر الله وقرواش ( المعروف بقراقوش وزير الحاكم) .
هذا نص تشتبك فيه الفرجة مع الفكر ، وهو يحمل وجهة نظر تكشف عن شخصية الكاتب ، وتظهر عمق ثقافته وتسلحه المعرفي مهيئا فلمه ومخيلته لمحنة إعادة استلهام وقائع تاريخية ، لا واقعة واحدة ، وهو أمر من البداهة بمكان إدراك مدى معاناته في العثور على صيغة يزاوج بها بين الفكر والفرجة من ناحية ، هي من أخص خصائص الكتابة المسرحية ، ومعاناته - من ناحية ثانية – في إيجاد صيغة ملائمة للمزاوجة بين حقيقتين متعارضتين هما : الحقيقة التاريخية والحقيقة الفنية الدرامية- تحقيقا للصدق الفني ، مزورا عن الصدق التاريخي دون أن يزيفه. وتلك معضلة من معضلات الكتابة الدرامية المسرحية أو الروائية . وقد وفق الكاتب في ذلك إلى حد بعيد ، يكشف عن تملكه لفطنة الكتابة وحرفيتها المسرحية ، ذات السمات الملحمية ، وعبر عن رؤيته موضوعا وشكلا.


د. هاني أبو الحسن سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار
ابو الحسن سلام ( 2011 / 9 / 16 - 20:38 )
اعتذر عن خطا غير مقصود اذ انزلت هذا الموضوع خطا وكان العنوان البرودة باسم د.هاني يشغل المساحة المخصصة للعنوان البريدي الخاص به ولذا نزل الموضوع خطا باسمه وليس باسمي بينما الموضوع كان تقريرا حول تحكيم عدد من النصوص المسرحية التي قمت بتخطيطها ضمن مسابقة على جائزة اعلن عنها اتحاد كتاب مصر منذ فترة ... وهذا خطا اعتذر عنه وارجو الا يتكرر منى واعتذر للدكتور هاني ابو الحسن عنه ولمن يهمه الامر. ابو الحسن سلام

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما