الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المسلحة وحكومة تسيير الأعمال ؟!!

محمود الزهيري

2011 / 3 / 6
المجتمع المدني


مازالت توابع إنهيار النظام المصري الإجرامي تتوالي يوماً بعد يوم , بل لحظة بعد لحظة , فحجم المأساة التي صنعها للمصريين فوق الطاقة , وأعلي من الإحتمال , وكل لحظة يظهر حجم هذا الطغيان لتتضح مدي خطورته الإجرامية التي طالت كل القيم والمعاني والأشياء , حتي الطبيعة والحيوانات والطيور والنباتات لم تنجو منه .
باتت كلمة مصري في القواميس في عهد الطاغية مبارك , وزيوله لاتمثل أي قيمة من القيم الإنسانية الحضارية , فهو بمثابة مصاص دماء للمصريين , لايرتوي أبداً منها , وكان المحيطين به بمثابة متحولين لمصاصي دماء ينتمون لنفس المنظومة الإجرامية , وضاعت كرامة المصريين داخلياً وخارجياً .

في توقيت زمني واحد يقوم المسؤلين بمقرات ومكاتب جهاز أمن الدولة الإجرامي بحرق المستندات التي بحوزة الجهاز , وهذا ينبهنا إلي ماقامت به الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية برئاسة السفاح حبيب العادلي , بتلقيه أوامره المباشرة من السفاح حسني مبارك , بحرق أقسام الشرطة ومراكز البوليس بطول مصر وعرضها, ومعها العديد من السجون والمعتقلات , وإخلاء سبيل المسجونين الجنائيين , وتسليمهم الأسلحة والذخائر بعد الإستيلاء عليها ليعيدوا إستخدامها ضد المتظاهرين , وليتغير دور السلاح إلي بديل إجرامي إرهابي , بدلاً من الدور الأمني , ليقوم بدور قاتل للمصريين الرافضين لرٍأس منظومة الطغيان وأعوانه من الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز مباحث أمن الدولة , وإدارات البحث الجنائي , وهذا ماحدث مع المعتقلين السياسيين التي تراصت جثثهم بغير إنتظام بالعشرات في الطريق العام أمام سجن أبي زعبل .
ماحدث من جهاز مباحث أمن الدولة لحرق المستندات في عموم مصر , يتشابه مع ماحدث ليلة جمعة الغضب وماتلتها من أيام في مصر , من حرائق متعمدة بواسطة الأجهزة الأمنية ذاتها , لخلق حالة فراغ أمني كان القصد منها الإبقاء علي نظام الطغيان مثلاً في شخص حسني مبارك , وعصاباته الإجرامية .
لم تكن هذه الحرائق للمستندات في مقرات ومكاتب مباحث أمن الدولة لتتم بلاهدف أو غاية , خاصة بعد زوال ظل أحمد شفيق من رئاسته للحكومة الإنتقالية , أو ماتم تسميته حكومة تسيير الأعمال , والتي تباطئت كالسلحفاة في إتخاذ إجراءات ناجزة ضد الطاغية مبارك وأسرته , والمقربين إليه وفلول وأزيال نظامه , ومع وجود عصام شرف علي رأس الحكومة الإنتقالية , وذهابه إلي ميدان التحرير ليستقي شرعيته من الثوار بميدان التحرير , وكافة ميادين مصر المتضامنة علي أهداف الثورة , وهنا , كانت المؤامرة الجديدة المبنية علي حرق ملفات جهاز مباحث أمن الدولة السيء السمعة في الإجرام والقتل والإختفاءات القسرية , والذي سبب رعب للمصريين منذ لحظات وجوده الأولي وحتي تاريخ 25 يناير بدء إشتعال شرارة الثورة المصرية في شوارع وميادين مصر, ووجود مقبرة بمبني مباحث أمن الدولة بدمنهور بمحافظة البحيرة دليل ناجز لهذا الإرهاب والإجرام لقادة ذلك الجهاز الطغياني المجرم !!
والغرض من إحراق هذه الملفات , هو إحراق ملفات تدين النظام المصري بكامله , من رأس الطاغية السفاح العجوز حسني مبارك , وغالبية عظمي من المشتغلين معه في عصابات حكوماته المتعاقبة , وأعضاء حزبه المسمي بالوطني , وميليشياته الأمنية والبلطجية .
ونقطة أخري أرادها جهاز مباحث أمن الدولة سواء بعمد أو عن سوء قصد , والتي تتلخص في ترك بعض الملفات دون إحراقها لتظل شاهدة علي أن العديد من الرموز التي كان يعتقد المصريين أنها رموز وطنية مخلصة , لم تكن علي هذا اليقين من الإخلاص والكرامة الوطنية لأنها كانت مدانة بتعاملها مع هذا الجهاز الإجرامي , وكانت تعمل لديه بالأمر المباشر , وهذا ماتبدي من وثائق أدانت نقيب المحامين المصري , ورئيس إتحاد المحامين العرب, "حمدي خليفة ", عضو الحزب الوطني , وعضو مجلس الشوري بالتزوير , وكذا "مصطفي بكري" , و"عمرو الليثي" , وغيرهم العديد من الصحافيين والإعلاميين , و"قضاة ومستشارين" بلغ عددهم فيما كشفت عنه الوثائق 24 قاض ومستشار بمحافظة القليوبية فقط , ورجال الدين الإسلامي , والمسيحي , والذين تم توظيفهم ليكونوا أدوات للطغيان والإستبداد والفساد المصري ممثلاً في السفاح العجوز حسني مبارك وميليشياته الأمنية والدينية , وأري أن ترك هذه الملفات سليمة هو لهز وفقدان الثقة في هذه العناصر التي كان يراها العديد من المصريين عناصر وطنية مخلصة , وهي علي غير ذلك .
وأري أن إحراق كنيسة يوم السبت 5 مارس 2011 , كانت وراءه تلك الأجهزة الأمنية المجرمة , للإلتفاف عن مطالب الثورة , والحديث عن فعاليات طائفية مجرمة تريد تلك الفلول الأمنية أن تشعل نارها , وإظهار حجم المأساة بدرجة يصعب معها التغيير والوصول لمجتمع مدني يؤسس لدولة المواطنة التي عمادها الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والإلتزامات ..

وأظن أن جريمة حرق كنيسة أطفيح أمس 5 مارس 2011 , وإحراق المستندات والوثائق الموجودة بمقرات جهاز مباحث أمن الدولة بكل محافظات ومراكز مصر , ليس من ورائها سوي تلك الفلول , وفتشوا وراء صفوت الشريف , وزكريا عزمي , واحمد فتحي سرور , وأبو الغيط , والعصابات الأمنية والبلطجية !!
والسؤال إلي القوات المسلحة , يريد إجابة عن سبب وجود هؤلاء الأشخاص علي المسرح السياسي المصري بالرغم من أنهم عناصر أجرمت في حق الوطن , وحق المواطنين وجرائمهم باتت ظاهرة ومعلومة للقاصي والداني !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حمد الله على السلامة
سامي المصري ( 2011 / 3 / 7 - 00:03 )
،حمد الله على السلامة يا أخي العزيز. إفتقدنا كتاباتك الوطنية الأمينة في قت تاريخي صنع فيه شباب مصر تغيرا ثوريا، ومن ورائهم كل الأحرار وقادة الفكر، ليسجلوا صحوة حضارية عالمية غير مسبوقة، شهدت لريادة إنسان الحضارة المصري في مبادراته المستمرة في صنع التقدم الإنساني؛
سعدت جدا بعودتك ومشاركتك بالرأي الذي افتقدته لمدة طويلة. ولعل المانع خيرا؛
مع نحياتي وتقديري لشخصك النبيل؛


2 - إرادة الفعل
محمود الزهيري ( 2011 / 3 / 7 - 15:06 )
إرادة الفعل في هذه المرحلة كانت تسبق إرادة الكلمة والقلم , فالأحداث المتسارعة للثورة , كانت أسبق وأجدي , ولم يكن هناك غياب علي الإطلاق , تحياتي لحضرتك , واشكرك علي السؤال , دمت حراً علي الدوام

اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م