الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الاصلاح في اقليم كردستان

روشن قاسم

2011 / 3 / 7
القضية الكردية


المظاهرات التي شهدتها السليمانية ثاني اكبر مدن اقليم كردستان، بوصفها اعتى عاصفة تواجه الكابينة السادسة في حكومة اقليم كردستان، التي لم تكمل بعد عامها الثاني، يقدم البرهان القاطع على المحنة التي يواجهها مشروع الاصلاح في الاقليم، رغم مساعي رئيس الحكومة برهم صالح القيام بخطوات اصلاحية كان قد اعلنها خلال تكليفه بتشكيل الحكومة .
كما ان موجة المظاهرات المطالبة باسقاط انظمة سياسية في عدة عواصم بالمنطقة، وبما انها اتت من رحم تلك الدول واستطاعت الاطاحة بحكوماتها ، برهنت انه ليس بالضرورة ان تكون دائما مسببات التغييرو الإصلاح وراءها ضغوط خارجية، ما جعل حكومة الاقليم امام محك اختبار الجرأة في القيام بخطوات اوسع في وجه يأس الشارع الكردي من كلمة (سوف نقوم بكذا)، الهاجس-الاصلاح- الذي تلاشى مع تنامي الصراعات السياسية وتشكيلها حملا اضافيا على كاهل الحكومة اليتيمة، كما جعل سقف مطالبات الشارع الكردي يتعدى الاصلاح الى حل الحكومة، التي بدوها وقفت عاجزة عن احراز اي تقدم مع وجود تدخل حزبي رفض ان يتخلى ببساطة عن سيادته لمفاصل ادارة الحكم في الاقليم.
وغياب مبررات اعطاء فرصة اخرى بعد الاحتقان العميق الذي عقب سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن، زاد حرج حكومة برهم صالح، وجعله في موقف مواجهة (مدافع) احتجاج المتظاهرين، وحيدا، ليعلن استعداده للاستقالة، بعد ان فشل كل من حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الشريكان في الحكومة وفقا للاتفاقية الاستراتيجية بينهما، الاتفاق حول صيغة لاحتواء غضب الشارع، المتمثلة في سحب الحزبين بساط تحكمهما المباشر في مفاصل الحكومة.
ومن المعروف ان برهم صالح صاحب خلفية اكاديمية ، وتجربة سياسية متميزة على المستويين الكردي والعراقي، وتبوأ مناصب عديدة، وهذا مادفع بقيادة الحزبين (الاتحاد الوطني – والديمقراطي )، الى اختياره لتراس قائمتهما في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدها الاقليم في تموز 2009 ،كمخرج من واقع حساس افرزه ظهور معارضة لقت ترحيبا واسعا من الشارع الكردي،واصبحت ضمن حسابات الحزبين الرئيسيين في تهديد مصالحهما ، بعد بروز منافسين جدد في الساحة السياسية الكردية.
ولا ينكر أحد أن الحزبين(الاتحاد الوطني- الديمقراطي) الكردستانيين كان لهما تاريخ طويل من النضال في تحقيق مكتسبات الشعب الكردي، وفيما بعد، كان لهما دور محوري ضمن صناع القرار في العراق بعد سقوط النظام السابق، الامر الذي لاتنكره المعارضة ايضا ، لكن محنة الحزبين الاخيرة أكدت أنه من الصعب فصل الحفاظ على المكتسبات وحصرها بفئة بعينها، عن مسألة أكبر وأهم، وهي أولويات الشارع في طريقة الحفاظ على المكتسبات بالاصلاح، هذا التناقض في التوجهات يفسر عجز القيادة الكردية في الاقليم عن إصلاح سياساتها ومراجعة حساباتها ، رغم ان العديد من انصار الحزبين أيدوا بحماس خيار الاصلاح وبالتالي ابعاد القيادة الكردية عن فكرة الافتقار إلى تطلعات الشارع الكردي ومطلبه بمزيد من الديمقراطية والشفافية بعد تجربة نضالية طويلة ضد الانظمة الدكتاتورية.
وفي اعتقادي أنه ليس للمظاهرات ايادي خارجية بل هي أجندة واحدة تتحكم في الشارع الكردي وهو الحفاظ على المكتسبات وعدم التفريط بأي شكل من الاشكال بالحرية التي بدأ بالنضال في سبيلها الحزبين الحاكمين نفسهما، والمطالب هي برنامج كانت الحكومة بصدد تنفيذها، الا ان تضيق دائرة الصلاحيات قلص مسافة الخطوات الجادة والجريئة امام الحكومة، ومسؤولية قيادات الحزبين في ذلك، لا تتحمل هامش مناورة في اعطاء مبررات التلكئ في قيام الحكومة بمهامها.
وعلى القيادات الكردية أن تدرك ان دفع الاقليم نحو الفوضى لا يتماشى مع مشروعها في الحفاظ على المكتسبات، بل إنه يسيء إلى تجربة الاقليم، بصفتيهما من اسسا لمشروع الاقليم ضمن العراق الفيدرالي، والخروج من الازمة لن يكون عن طريق مسيرات تأييد ولى عليها الزمن، فالسليمانية ومظاهراتها تستحق التقدير، كما تاريخ الحركة الكردية التحررية تستحق التقدير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال يأكل دماغي
فيصل حرسان , السويد ( 2011 / 3 / 7 - 20:52 )
سوريا و تركية وايران أهي دول جوار ارهابية للاقليم وللشعب الكردي أم لا, ياسيدي انها تخنق شعوبها
وتحجز المياه والحياة عن العراق اليس هذا ارهابا وتجاوزا على مبادئ الحياة .
يا أخي ان هذه الدول الثلاث هي الايدي الخارجية في اقليم كوردستان و وعودة الدمار والمآسي والاحزان والسبي وبيع اطفال الكورد لاسواق جديدة في اسواق الدعارة ...لا يا أخي و يا اختاه ...العالم كله يعرف الحقيقة


2 - تاريخ الحركة الكردية التحررية تستحق التقدير
نبيل كوردي من العراق ( 2011 / 3 / 8 - 03:00 )
الشهداء منهم، نعم، أما القيادات، فكلا، والمحك تاريخ اليوم والأمس القريب، ألا يوجدج بين حدائق شباب وشابات الكرد مؤهلٌ ليتبؤ مراكز المسؤليه وقيادة أمة الكرد ألا نيجيرفان ومسرور القاتل وشاهو المجرم ليتسلطوا علينا، أذن أين الفرق بين صدامٌ وحثالاته ومام جلال وتُبعه، ومسعود واقاربه، أهؤلاء هم فقط الشعب الكردي وقياداته؟؟؟؟؟ هل محلت الأرض يا عزيزتي وهل تقلصت أرحام نساء الكورد العزيزات عن أن تنجبن فطاحل أم أن ألأرحام هي الأخرى في زنازين مسرور البرزاني وعصابة أسايشه فهي لا تنجبُ ألا أذا أمرت فهي لا تنجبُ ألا هذه النماذج القبليه العشائريه المتخلفه يا عزيزتي روشن خان؟، سأكتفي بهذا القدر حذراً من الشطط، رغم أنهم شطّوا وهم على كراسيهم وصارت أحكامهم تغتال حتى الناقد النزيه البرئ. تأكدي روشن خان، أن دم سه ردشت لوحده ستبقى شمعه لا يستطيع الخحزبان وكل الظلام المخيم على كردستان اليوم أطفائها وستقدم القاتل أن اليوم أو غداً لمحكمة التاريخ التي ستنعقد قرب مزبلتها المشهوره

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار