الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكلفة ألاقتصادية للشهوة

عمر شبيب

2011 / 3 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التكلفة ألاقتصادية للشهوة

الشهوة : هذه الكلمة السحرية التي عندما نسمعها يتدفق الأدرينالين في عروقنا و ألأدرينالين يتدفق بسبب أن للشهوة علاقة و وطيدة مع غرائزنا البشرية و التي وجدت فينا مع أل( DNA ) و يتدفق ألأدرينالين بكميات هائلة حتى يرتقي بنا الحال إلى مستوى التعود علية و على ما نشتهي ، و بعدها يمكن أن نصل إلى حد الإدمان على الشيء الذي إشتهيناة . هناك مسمى آخر له علاقة مع الشهوة و هو( الرغبة ) وهي عملية تحقيق الذات للشهوة و عندما تكون الرغبة موجودة يكون تحقيق للشهوة و إذا غابت الرغبة فتبقى الشهوة حبيسة النفس البشرية و ذلك لعدم تحقيقها لذاتها ، إذا الرغبة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق المشتهيات، و هنا يحضرني بيت الشعر القائل :

ليس كل ما يشتهي المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

هنا الشهوة متأججة و الرغبة موجودة لكن الوعي في استخدام الرغبة لتحقيق الشهوة يتم من خلال ألإرادة و الإرادة هي الرياح التي تتحكم بما نشتهيه، و الشهوة في الكثير من الأحيان قد تتنافى مع القيم السائدة في مجتمع ما. لذلك يمكن أن تكون الشهوة شيء خطير قد تتفجر من داخلنا غير مسيطر عليها من قبل الرغبة الواعية المتَحَكَم بها من قبل الإرادة، عندها تكون النتائج مريعة.
كل ما نشتهيه من حاجات مادية و حاجات معنوية ، تُحَقِقْ للنفس البشرية الذات . المقصود هنا الملبس و المأكل و المشرب و الملكية المادية للأشياء و ...الخ من ناحية الملموس ،و يقابله في الطرف الثاني من المعادلة الجانب الروحي أو المعنوي من إشباع الحاجات و الرغبات و هو غير الملموس في المعادلة ،فَوجُودِنا محكومٌ بتحقيق ألإشباع للجانين المادي و المعنوي .

علم ألاقتصاد هو ذلك العلم الذي يدرس إمكانية تحقيق الحاجات و الرغبات لأفراد المجتمع بأقل التكاليف في ظل محدودية الموارد . و الشهوة يمكن أن تكون حاجة أو رغبة و المُحَقِقْ لها هو علم الاقتصاد.

كلمة اقتصاد بلفظها العربي مشتقة من الجذر الثلاثي قصد أي أصاب الهدف و في علم ألاقتصاد تعني إيجاد الحل ألأمثل و هو هدفنا من العملية الاقتصادية : تحقيق أكبر منافع بأقل التكاليف هذا هو الحل ألأمثل. المنافع التي يمكن أن نحصل عليها مرتبطة بالقدرة على إشباع الحاجات و الرغبات. إذاً المشكلة الاقتصادية ألأساسية هي القدرة على تحقيق حاجاتنا و رغباتنا في ظل محدودية مواردنا . كلمة محدودية هنا تشكل القيد الذي لا يسمح لنا بالحصول على كل مشتهياتنا ، طبعا في حال توافق الرغبة مع الشهوة في تحقيق ما تصبو له أنفسنا ، في هذه الحالة يجب استخدام الإرادة لكي نحقق كل ما نريد .

التكلفة هي كل ما نضحي بة مادياً كان أو معنوياً مقابل أن نشبع حاجاتنا و رغباتنا ، أي أنة يمكن أن تقدم الجهد العضلي على مدى ثماني ساعات في إنجاز عمل ما و بعدها تحصل على أجرك و هو البديل عن ما بذلته من جهد أو ما ضحيت بة من جهد و وقت في إنجاز المهمة المطلوبة ، ألتضحية أيضا يمكن أن تكون بطرق و أساليب مختلفة قد تكلف ألإنسان الثمن الباهظ ، على سبيل المثال قد يضحي إنسان بحياته أو بشيء مادي أو معنوي يمتلكه من أجل إنسان آخر و هو أسمى أنواع التضحية ،و وعادة أسمى أنواع التكاليف يتمثل في الحب و قيم الحب .
إذاً في حديتنا لدينا خمسة عناصر أساسية تتحكم بوجودنا :
ألشهوة، الرغبة، الإرادة، المشكلة الاقتصادية و التكلفة. و بما أن موضوعنا هو التكلفة الاقتصادية للشهوة، فإن أي خلل في توازن الخمس مسميات السابقة يحدث بدورة خلل في النفس البشرية و قد يكلفها اقتصاديا الكثير و نحن في المجتمعات العربية جميعنا بلا استثناء مختلي التوازن في نفسنا البشرية. شهوانيين بطريقة مزعجة و داخلنا شيء و خارجنا شيء آخر ، في نفسنا شيء و نقدم أنفسنا بشكل آخر وغيرها الكثير من قيم الذات البشرية المغروزة في داخلنا ، وعندها تكون التكاليف الاقتصادية للحياة عالية جداً ، وهنا أقصد بالفعل القيم المادية التي نضحي بها من اجل إشباع حاجات و رغبات هوجاء لا تمت لقيم الحياة الاجتماعية الصحيحة و العقلانية بأي صلة وعلية تكون الخسائر الاقتصادية فادحة . و تكون ردود الفعل عند الجميع أن الجميع مستاءين من الجميع بسبب تصرفاتهم الهوجاء و غير المنطقية . و عندها يصبح مجتمعنا مرفوض من قِبَلِنا أي أننا لا نحب مجتمعنا و هذه بدورها تكلفة معنوية عالية جداً، أي عدم رضا عن حالنا.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية