الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أريده عيدا لها

زكرياء الفاضل

2011 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أريده عيدا لها
تعودت، وأنا بأرض الوطن، أنّ 8 مارس يوم نضال المرأة من أجل حقوقها تساندها في ذلك كل القوى التقدمية والديمقراطية. فمنذ أن وعيت بنفسي ويوم المرأة بالمغرب يوم نضال، لذلك عند وصولي إلى الاتحاد السوفياتي ومع اقتراب 8 مارس انتابتني حيرة شديدة لم تخرجني منها إلا دهشتي مع حلول ذاك اليوم المنتظر إذ اكتشفت أنه يوم عيد للمرأة السوفياتية حيث لا مظاهرات ولا احتجاجات ولا اعتقالات والمرأة فيه مشغولة بتسريح شعرها واختيار الفستان الذي سترتديه. أما الرجال فتراهم مثل المجانين يهرولون ويركضون في طوابير شبيهة بقرية النمل، فهذا يسارع الوقت باتجاه محل الزهور يشتري منه باقة يقدمها لزوجته، وذاك محتار في اختيار الهدية لحبيبته يستعطف البائعة بنظرات الترجي أن تهديه إلى ما يريح باله وثالث ينظر إلى الساعة بعصبية في اليد التي تحمل الكعكة بينما اليمنى محملة بما لذّ وطاب.
تذكرت هذا اليوم وكيف تقضيه المرأة المغربية، التي في عمومها لا تعلم بوجوده، حيث يمر اليوم وهي تنسج أرباحا للمستغلين في المعمل والمصنع والشركات أو خاضعة لسيطرة زوج سلطوي ولا تنتبه إلى هذه الذكرى إلا الجمعيات النسوية وبعض الأحزاب فتنظم ندوات أو تظاهرات تقليدية كي تنفخ في رصيدها السياسي استعدادا لموعد الانتخابات، أما النساء، وهن قليلات العدد، اللواتي يحاولن الدفاع عن حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع فمصيرهن معروف حيث يتأرجح بين سخط الرجعية وقمع السلطات. والمشكلة تكمن في كون الكثير من النساء في مجتمعاتنا الشرقية بما فيهن حاملات الشهادات الجامعية يؤيّدن نظام المجتمع الذكوري ويشجعن سلطة الرجل على المرأة ويعتبرن أنفسهن أقل حقوقا منه لا لشيء إلا لأنه يمتلك عضوا تناسليا مختلفا وشنبا. إنك تراهنّ يتجنبن الرجال ولا يرفعن أعينهن فيهم وبعضهن يضعن النقاب تزكية لرؤية الرجل المكبوت الشهوانية لهن حيث يرضين بوضعهن كأنثى موجودة لتلبية الرغبات الجنسية في المجتمع ولا شيء أكثر أي أن المرأة كإنسان بمشاعره وفكره وإنسانيته وطموحاته وكعماد للمجتمع إلى جانب الرجل لا وجود لها على الإطلاق.
هذه المقارنة بين 8 مارس عندنا وعندهم جعلتني أطمح لرؤية مجتمعاتنا تحترم المرأة وتعتبرها إنسانة تشكل نصف المجتمع ليس لها حقوقها بل تمتلك نفس حقوق الرجل لأنها باتت تخدم المجتمع وتساهم في اقتصاده وعلمه وفنه ورياضته بل والدفاع عن حرمته وسيادته بنفس قدر الرجل وأحيانا تفوقه لأنها في الغالب إلى مسئوليتها الاجتماعية خارج البيت تتحمل تسيير البيت والأسرة في الوقت الذي يكون الرجل، بعد يوم عمل، مشغولا بالحديث مع أصدقائه بالمقهى أو لعب الورق وكأنها هي لم تتعب بعملها مثله.
إننا لن نخطو خطوة واحدة نحو المجتمع المدني والديمقراطي ما دام الرجل المناضل ضد الأنظمة الديكتاتورية يحافظ على شخصية ديكتاتورية بداخله تجاه المرأة. فمن كان يطمح لمجتمع العدالة فليبدأ بنفسه وأسرته وليحقق الديمقراطية داخل مجتمعه الصغير أولا. إن أفضل دعاية للفكر التقدمي هي ممارسة هذا الفكر في حياتنا اليومية مع من يحيط بنا.
ختاما أتمنى أن أعيش إلى ذاك اليوم الذي أرى فيه 8 مارس عيدا وطنيا يشارك فيه الرجل المرأة فرحتها بيومها العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: -موجة مفزعة- من جرائم قتل النساء في 2023 • فرانس 24


.. خالد أبو بكر: الأردن بلد شقيق له معزة خاصة في قلوب المصريين




.. الحب وحده لا يكفي.. لإنجاح الزواج | #الصباح_مع_مها


.. ملكة جمال إسرائيل بين المتضامنين مع فلسطين: أنا أخدم بالجيش




.. ريهام بالشيخ وهي حرفية في تقطير الزهر والعطرشية والورد