الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهم (مطاية)

فليحة حسن

2011 / 3 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


• منهم (مطاية) ؛
إنها لمصادفة عجيبة حين أكون جالسة اقرأ مقالاً عن الصين واحتفالها بعام النمر الذي امتد لسنة كاملة وكيف تزينت شوارعها بكرنفالات اتخذت من شكل هذا الحيوان ولونه إيقونة فرح لها ، وأسباب هذا الاحتفال التي تعود الى إن الإله بوذا – كما تقول الأسطورة الصينية – ( دعا كل الحيوانات قبل أن يرحل لتوديعه ولم يحضر سوى اثني عشر حيواناً منهم ، وكمكافأة لهذه الحيوانات سمى كل سنة باسم حيوان حسب ترتيب وصوله وأول هذه السنوات تبدأ بسنة النمر ثم الأرنب فالأفعى يليها الحصان بعدها الخروف والقرد والديك والكلب والخنزير والفار ومن ثم الثور ) ، لذا فالصينيون يحتفلون كلّ عام بحيوان يتزينون بشكله ويتخذون منه أقنعه لهم ولأطفالهم ويصنعون الحلوى على هيئته ،
نعم أنهم الصينيون ليس إلا الذين يحترمون الحيوانات فيؤرخون أيامهم بها ،
ولا يقف تقديس الحيوان عند الصينيين فقط ، بل يتعداه الى بعض الديانات الهندية التي تقدس البقرة وبعض الأحزاب الغربية التي تتخذ من الحمار أو الكلب أو الخنزير رمزا لها ربما تكريماً لهذا الحيوان وما يحمل من صفة أو صفات يقتنع بها من ينتمي لهذا الحزب أو الديانة فيرفعه الى مستوى البشر في التعامل بل أكثرمن ذلك ،
أما في بلادنا العربية فيحدث العكس تماماً فبدل من أن نكرّم اشرف المخلوقات وننزهه ونرفعه نحاول أن نحط من مكانته وانتمائه الإنساني وننعته بأبشع الصفات لأننا ببساطة لسنا سوى شرقيين لا نحترم الإنسانية ولا من يسعون من اجل تحقيقها على مرّ الزمان ،
فحينما كنا ننتظر من وزارتنا واعني وزارة التربية والتعليم - وأركز على كلمة التربية التي تتقدم التعليم هنا - كلمة لطيفة في عيد المعلم عيدنا نحن المعلمون الذين عانينا من الظلم والحيف الشيء الكثير، يخرج لنا من يسبنا ويتفوه علينا بكلمات نابية وينعتنا (بالمطاية ) ،
نحن الذين عشنا شظف العيش وصعوبته وعسر حاله فمن من المعلمين لم يكن راتبه الشهري (ثلاثة ألاف دينار عراقي ) بلغ ما بلغ من الخدمة في سلك التعليم أو التدريس طيلة العهود التي سبقت عام 2003 ؟؛
مع ذلك كنا نجاهد من اجل محو أمية أجيال كاملة ،
نعم أنا شخصياً ومنذ 28/ 9/ 1988 وهو تاريخ أول مباشرة لي في التعليم والى يوم الذي يسبق تصريح وكيل وزير التربية الموقر جداً الأستاذ المؤدب ( علي الإبراهيمي ) - الذي أيده فيه حاشيته الذين كانوا بمعيته ــ وأنا اعدّ نفسي مجاهدة في اشرف مهنة إنسانية انتمي الى فئة لم تبتز أو تظلم أو تعتد على أحد ولم تسع الى الربح المادي الذي ستجنيه من جراء عملها ،
نعم كنا ننحشر مع تلاميذنا الذين كانت تزيد أعدادهم عن الخمسين تلميذاً في صف دراسي واحد و لساعات طويلة متحملين تغيرات الجو من ارتفاع الحرارة أو شدة البرد وغياب الكهرباء ووسائل الراحة والوسائل التعليمية المساعدة مستخدمين طرقاً عدة في التدريس وتوصيل المادة العلمية الى أذهان تلاميذ بمختلف المستويات ، أبداً لم نتباهى يوماً إلا بمن يحصل على نسب نجاح عالية ، نشاطر المتفوق فرح نجاحه و ينتابنا الحزن حين يتعرض احد تلامذتنا الى الإخفاق،
و كمعلمين ومدرسين كنا لا نربأ إذا ما تم زجنا في دورات التقوية التي ينخرط فيها جديد المهنة وقديمها بل نسعى لحضورها لا خوفاً من عقاب مسؤول ولا طمعاً إلا في ثواب تحصيل الجديد من المعلومات ومسايرة لكل ما يستجد من موضوعات في المناهج المقررة،
بل إن غالبية معلمينا ومدرسينا كانوا يعطون دروس تقوية في موادهم مجاناً والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ولكن إذا ما اخفق احد المعلمين أو المدرسين هل يحق للمسؤول نعته بكلمة ( مطي ) ؟؛
ليس هذا فقط بل انه من الجسارة أن قام بتعميم كلامه قائلاً : " أن ثلاثة أرباع معلمين ومدرسين العراق ( مطاية)" ،
فإذا كان الجميع يرضى بما تلفظ به السيد الوكيل المحترم ويحمل قوله على محمل حسن النية والانفعال الذي هو من صنع الشيطان ويوكلون أمره الى الله سبحانه وتعالى الذي سيحاسبه على كلماته هذه يوم الدين؛
فنحن حينها نستحق ما يحصل وسيحصل ويقال بحقنا من إساءات وكلام فاحش وبذيء ،
أيها السادة المعلمون والمدرسون كونوا بمقدار حجمكم ولا تدعوا أحداً ما يستصغركم أيها الكبار حدّ خلق العالم من الجاهل وإخراج الأجيال الى نور الحقيقة ،
نعم كونوا كباراً كما انتم واسمحوا لي أن اعبر عن احتجاجي على قول هذا الوكيل المؤدب بأن اترك وظيفتي كمدرسة في العراق ولن أعود إليها حتى وان دق الجوع العظم ولكم أن تتأكدوا من ذلك فأنا ارفض أن أكون من منتسبي وزارة لا تحترم من احرق نفسه في سبيل بناء الإنسانية،
(ملحوظة حين كنت في مراجعة لإحدى الوزارات في العاصمة بغداد قبل أعوام قليلة ماضية وكان عليّ أن أمر بإحدى السيطرات التي كانت مزروعة على الطرق الخارجية حينها، صعد الى الحافلة من يريد تفتيشها من الجنود متعددي الجنسيات وطلب من الرجال هويات تعريفية بهم فأخرج الجالس بقربي في الحافلة هوية نقابة المعلمين التي كان يحملها في جيبه فقط ،فسأله الجندي عنها بلغة انكليزية فأجابه صاحبها ( أي يام اتيجر) فخلع ذلك الجندي قبعته الثقيلة عن رأسه وانحنى له بعد أن اتخذ وضع الاستعداد )،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واين المشكلة
عباس فاضل ( 2011 / 3 / 9 - 15:55 )
واين المشكلة سيدتي؟ اصبح في العالم وللمرة الاولى وزير ووكيل وزير للمطايا؟ اليس وزير الصحة طبيب والدفاع ضابط وهكذا؟ اذا الوزارة التي ثلاثة ارباعها مطايا يجب وبافتخار ان يكون لها وزير مطي حساوي اصلي يعاونه وكيل مطي ولكنه ليس بالضرورة ان يكون مطي اصلي فلربما كان مضربا على حمار مثلا ! اعذروا لغتي ولكن هذا هو عصر الانحطاط


2 - تكريم المعلم
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 3 / 9 - 21:29 )
سيدتي الانتماء لهذا الحزب والاناء ينضح بما فيلولا المعلم لما جلس هذا الوكيل في هذا المنصب . بعد امتحانات نصف السنه نكرم طلبتنا في الاعداديات بهدايا لكل طالب متفوف بامتحانات نصف السنه ووزارتنا الكريمه تكرمنا بهذا الكلام الذي لا يدل الا على متكلمة والله في عون العراق وقواه التقدمية الوطنية

اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة