الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواصفات المربي الرئيسة

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على الرغم من أهمية إعداد البرامج التربوية بشقيها القصير الآجل والطويل فإن تطبيقها يعدّ الأكثر أهمية فالتطبيقات الخاطئة تؤدي إلى نتائج معاكسة تماماً لأهداف العملية التربوية، وبدلاً من تعزيز قيمة تربوية في لاوعي الجيل الفتي يجري التعريض بها أو انتزاعها على نحو خاطئ. كما أن غرس قيمة تربوية مستحدثة بدالة الزمن يتطلب كادراً تربوياً قادراً على تحويل مفردات البرامج التربوية إلى سلوكيات يمارسها الجيل الفتي في اللاوعي ما يعزز النظام الاجتماعي.
إن المربي عنصراً أساسياً في العملية التربوية ليس بعدّه ناقلاً فعالاً للقيم التربوية السائدة أو المستحدثة إلى الجيل الفتي وحسب، بل بعدّه القدوة الجيدة لتطبيقاتها العملية فإن كان ناقلاً غير أمين أضر بالعملية التربوية برمتها وإن كان القدوة السيئة عكس إنطباعاً سيئاً بالقيم التربوية.
لذلك يجب إعداد الكادر التربوي على نحو جيد ليكون ناقلاً أميناً وقدوة حسنة يظهر على نحو غير مباشر حسنات النظام التربوي، فعدد غير قليل من أفراد المجتمع ترك مقاعد الدراسة بسبب السلوكيات غير السوية للمربين وممارستهم العنف والإهانة ضد الطلاب بما يتعارض والنهج التربوي.
كما لا يصلح الفرد الذي يعاني أمراضاً نفسية أن يكون مربياً لجيل فتي لأنه يعكس على نحو لاواعي سلوكياته غير السوية على الآخرين بما يتعارض كلياً مع أهداف البرامج التربوية، فالمربي يجب أن يكون فرداً سوياً ليكون صالحاً العمل في المجال التربوي. لأن الجهاز التربوي ليس جهازاً لضخ العلوم والمعارف وحسب، بل جهازاً لغرس قيم تربوية في لاوعي الجيل الفتي فإن كان المربي العنصر الأساس في العملية التربوية مريضاً نفسياً ويخلو وجدانه من المشاعر والأحاسيس الإنسانية تجاه الآخرين يسبب ضرراً بالغاً بالعملية التربوية.
لذلك يجب أن يخضع المشتغلين في الجهاز التربوي إلى اختبارات نفسية وذاتية للتأكد من خلوهم من الأمراض النفسية على نحو خاص ويتمتعون بقدرات ذاتية على ممارسة المهنة التربوية على نحو عام، لأن الأمر يتعلق بسلامة المجتمع ما يتطلب أن يتحلى المربي بمواصفات خاصة ليكون مؤهلاً لأداء دوره التربوي.
يلخص (( أ. كليمون )) أهم مواصفات المربي المهنية في المحاور أدناه :
1 – " التحلي بمزاج ايجابي مع الآخرين وابتكار أساليب فعالة للتواصل معهم بإمتلاك ثقافة عامة وسلاسة لغوية ووضوح الرؤية وانتقاء الكلمات الودية خلال الحديث.
2 – القدرة على التجاوب مع الآخرين وفهم ايحاءاتهم وهواجسهم وتقدير طبيعة مزاجهم، والإصغاء لمشاكلهم باهتمام وجدية.
3 – القابلية على فهم طبيعة العلاقات بين الناس وصلاتهم، والقدرة على تذكر أسمائهم وسيرتهم الذاتية وصفاتهم الشخصية.
4 – القدرة على الإشراف والتعليم والتربية والتحلي بالإنضباط الذاتي والتنظيمي.
5 – إبداء المشاعر الحميمية تجاه الآخرين والتعاطف معهم، وإبداء الاحترام لاستقلالية عوالهم الخاصة.
6 – القابلية على التصور الذهني، وإبداء الملاحظات الدقيقة.
7 – الإصرار على إحداث تأثير ايجابي في سلوك الآخرين والتصميم على تغيره إلى الأفضل.
8 – التفاني بتقديم خدمات للآخرين وحثهم على التفائل والطموح.
9 – عدم الإنصياع إلى الأحكام المسبقة والتوصيفات الجاهزة ضد الآخرين ".
على الرغم من أهمية إعداد البرامج التربوية قصيرة الآجل والطويلة وإعداد المربين في حياة المجتمعات المتطورة، فما زالت المجتمعات المتخلفة لا تولي اهتماماً كافياً يحظى بالقبول والمصداقية في المنتديات العالمية ذات الصلة، لأن تطوير المناهج التعليمية إن لم يترافق مع تطوير المناهج التربوية وإعداد المربين لن يحقق أهدافه المرجوة في إعداد جيل متعلم يمارس سلوكاً متحضراً في حياته العامة، جيل مطالب بحقوقه ويحرص على الالتزام بالواجبات لتعزيز النظام الاجتماعي. على خلافه فإن التعليم وحده، لا يكفي لخلق جيل متحضر.
تعدّ برامج إعداد الكوادر التربوية عصارة خبرات تربوية متراكمة لأجيال سابقة مارسوا العمل التربوي لكنها ليست كافية من دون ممارسة عملية لاكتساب خبرات جديدة، لأن حراك الأجيال المتعاقبة وسلوكهم متباين من فترة زمنية إلى أخرى ما يتطلب أن تلحظ برامج إعداد الكوادر التربوية التغيرات السلوكية والنفسية للأجيال الفتية على نحو مستمر لتعزيز السلوكيات السوية منها وانتزاع السلوكيات غير السوية لإعداد جيل سوي ومتعلم يتوافق سلوكه مع أحكام الدولة والمجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران


.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس




.. إيران.. جدل مستمر بين الجمهوريين والديموقراطيين | #أميركا_ال


.. مشاعر حزن بالفقدان.. إيران تتشح بالسواد بعد رحيل رئيسها وتبد




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة بيت لاهيا