الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخر في الثقافة العربية الاسلامية (في صدر الاسلام)

رباح حسن الزيدان

2011 / 3 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لم يكن الموقف الاسلامي من الديانات الاخرى مثلما كان في الايام الاولى من نزول الوحي , أي ذلك الموقف الودود المتعاطف المتراحم معهم الذي يحترم معتقداتهم .
ولا شك في ان تغير النظرة الى النصارى في الثقافة العربية الاسلامية الجديدة يعود الى توسع الفتوحات وتوسع أركان الدولة , وتعدد مجتمعاتها , وتغير مصالحها , ونسبة المسيحيين المرتفعة من سكان بلاد الشام والعراق , ولكن على الرغم من صيغة التعايش التي تكونت عبر الزمن , ومن سهولة العلاقات بين المسلميون والمسيحيين , فإن حالات من الجهل بالاخر والاحكام المسبقة أستمرت بينهم .
فتغير الموقف الودود من المسيحيين وخاصة في مجالات العقيدة والمجالات الفكرية , وتحول الى عداء لا لبس فيه , وزاد هذا الموقف عداء ربط المسلمين موقفهم من النصارى بموقفهم من البيزنطيين .
واحتلت المحاورات مع النصارى حيزاً واسعاً من أهتمام الدولة الاسلامية في القرون الاولى , وأهتمام الفرق الاسلامية والمثقفين والمجتهدين وغيرهم . وتناولوا جوانب الايمان المختلفة لدى المسيحيين كالتجسيد والتثليث والفداء والصليب , وحاولوا ان يثبتوا بأن الاناجيل محرفة وفاسدة وبالتالي فإن أهل الكتاب الذين أشار اليهم القرأن هم قوم أخرون في نظر بعض فقهاء المسلمين , كانوا قبل تحريف الانجيل بالنسبة الى النصارى وقبل تحريف التوراة بالنسبة لليهود , فلم يتبع النصارى دين المسيح , ولم يبق الانجيل بعد أن حرفوه كتاباً سماويا بل هو أقوال بشر أو كما يقول أحمد أمين في كتابه ضحى الاسلام : "تركيب بشري صرف" .
أما الموقف من اليهود بعد توسع الفتوحات فلم يبق ايظاً كما كان بعد هجرة الرسول وأيام دولة المدينة , لأنهم رحلوا الى جنوب سوريا ورحلوا الى العرق وغيرها , ولم يعودوا نداً للاسلام كما كان الامر عند الهجرة النبوية , وبخاصة بعد أن أنتصر الاسلام واستكمل عقيدته وشريعته وأتسعت فتوحاته وخضعت له شعوب وأديان , فاصبح اليهود يمثلون نقطة في بحر الدين الجديد .
وأنتقل المسلمون من مرحلة الحذر والخشية من اليهود التي كانت ايام المدينة الى مواقف هجومية , فأستمروا في نقدهم , وفي معاملتهم كأتباع للدولة .
وكان العداء اليهودي للاسلام عنيفاً وشديداً منذ ايامه الاولى , سواء لانه دين يمكن ان يكون نداً لعقائدهم بسعته وشموله وتوحيده , أو لأنه ظهر في العرب وليس فيهم , أو بسبب هجرة النبي الى المدينة وهم يقيمون فيها شكلت خطراً عليهم .
أما المجوس فلم يدخل القرأن في جدال مباشر معهم لأنهم مشركين يوقولون بوجود ألهين هما النور والظلمة , وايظاً لأنهم لم يكونوا من الخصوم المباشرين الجادلين للسول في مكة والمدينة .
أما الديانات الاخرى التي لم يُشر اليها القرأن فلا شرعية لها وكأنها غير موجودة , وقد تجاهلها المسلمون وفقهاؤهم ودولتهم , ولم يجدوا الحاجة الى أجتهاد حكم شرعي تجاههم , أو رسم أو تحديد نظرة عنهم بصفتهم أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ