الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المربي ومهامه في العملية التربوية

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تقل أهمية البرامج التربوية القصيرة الأجل للدولة والطويلة عند تدني كفاءة المربي بعدّه حلقة الوصل بين النظام التربوي والمتعلم وعنصر فاعل في تطبيق توجهات النظام التربوي وأهدافه، ما يتطلب إعداده على نحو سليم. وليس سهلاً إعداد جيل فتي على نحو سليم من دون وجود برامج تربوية متطورة وكوادر مهنية فعالة وقادرة على ترجمتها إلى أفعال سلوكية سوية عن طريق ابتكار أساليب فعالة وفتح قنوات للحوار الدائم بين المربي والمتعلم بعدّهما عنصران مهمان في العملية التربوية، فالأول الأداة الناقلة لمفردات المادة الدراسية والثاني المستقبل لها.
ولا يمكن ضمان انجاز العملية التربوية وأهدافها على نحو سليم من دون أن يؤدي طرفي معادلة التعليم التربوي مهامهما في نقل المعلومة الصحيحة واستيعابها على نحو دقيق، حيث ينجز المعلم مهامه بمهارة عالية عن طريق خلق علاقة تنسيقية مع المتعلم الذي بدوره ينجز مهامه في استيعاب مفردات المادة الدراسية.
يعتقد (( أ. كروتيتسكي )) أن مهام المربي " لا تقتصر على تبسيط المادة الدراسية ونقل المعرفة للمتعلمين وحسب، بل تشويقهم إليها وتنشيط ذاكرتهم على نحو أكبر لاستيعابها ".
يعدّ تحقيق أهداف النظام التربوي لإعداد جيل فتي مسؤولية كبيرة لا يمكن إناطة مهامها لأشخاص غير مؤهلين وتنقصهم مهارة التعامل مع جيل فتي في محطات عمرية غاية في الخطورة خشية التنشئة غير السوية والمتعارضة مع برامج النظام التربوي للدولة، ما يشكل خطورة كبيرة في تغيير قناعات الجيل الفتي وتوجهاته على نحو سلبي.
يعدّ ذهن الجيل الفتي على نحو عام متقداً لاستيعاب الأفكار الجديدة لكنه لا يمييز على نحو دقيق صدقها من عدم صدقها كونها صادرة عن أشخاص أكبر منه سناً، يعتقد أن خبرتهم المعرفية وتحصيلهم الاكاديمي يفوقان إدراكه فيمنحهم ثقته، ما يتطلب أخذ الحيطة عند انتقاء المربين لإعداد الجيل الفتي والإشراف المتواصل للتأكد من صحة تطبيقات النظام التربوي للدولة وتوجهاتها.
يقول (( نيقولا ريريخ )) : " إن دور المربي في إعداد الجيل الفتي يفوق دور الغزاة ورجال السلطة لقدرته على تغيير قناعاتهم وآراؤهم في الدولة والمجتمع، والتأثير في مشاعرهم وأحاسيسهم الكامنة على نحو ايجابي أو سلبي ".
إن تدني مهارة المربي في المجال التربوي يفقده ثقة المتعلم فيلجأ إلى استخدام أساليب متعارضة مع التوجهات التربوية السليمة لتمرير مفردات المادة الدراسية إلى ذهن المتعلم الذي يصاب بالتعب والإجهاد ويقل استيعابه. على خلافه فإن تنامي مهارة المربي واستخدامه أسلوب الحوار يكسبه ثقة المتعلم فيزيد استيعابه للمادة الدراسية، وبذلك تنجز المهام المتقابلة للمربي والمتعلم وتتحقق أهداف العملية التربوية على أكمل وجه.
تعتقد (( أ. زيمنيايا )) " أن دور المربي ومهارته في تحقيق أهداف العملية التربوية يتطلب إتباع أسلوب الحوار مع المتعلم وتشجيعه على طرح ما يجول في خاطره من أسئلة لزيادة استيعابه للمادة الدراسية ".
لا يمكن تحقيق أهداف النظام التربوي على نحو صحيح من دون انجاز المهام المشتركة للمربي والمتعلم على نحو تنسيقي وتعاوني يؤدي خلالها كل منهما دوره بمهارة عالية وبإعتماد أساليب الحوار الجاد والمناقشة العلمية ليسهل على المتعلم استيعاب مفردات المادة التدريسية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟