الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدرات المربي التربوية

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يمكن ممارسة العمل التربوي من دون مؤهلات ذاتية على نحو خاص وقدرات تربوية على نحو عام يجري مزاوجتها لإنجاز المهام التربوية، ولا تكفي المؤهلات الذاتية وحدها من دون اكتساب قدرات تربوية. لأن مفردات الأولى متعلقة بالمشاعر والأحاسيس والعواطف ونسج الصلات وإقامة جسور التواصل مع الآخرين لتكسب الفرد الاحترام الشخصي، ليمكنه إيصال مفردات الثانية المتعلقة بالمكتسبات العلمية التي تؤهله العمل التربوي وتكسبه الاحترام العلمي والثقة بقدراته الأكاديمية على ايصال معلومات المنهاج الدراسية إلى المتعلمين بوسائل فعالة يجري استيعابها بسهولة ومن دون اجهاد ذهني يسبب الاعياء والتعب للمتعلم.
إن ضآلة قدرات المربي الذاتية تعكس ضعف شخصيته وصعوبة إقامة علاقات تستند على الاحترام المتبادل مع المتعلمين ولن تسعفه قدراته الأكاديمية العالية على تعويض ذلك. وفي المقابل إن كانت شخصية المربي قوية وقدراته الأكاديمية ضعيفة فإنه مع الزمن يفقد احترامه لضعف شخصيته العلمية، فمهنة الطالب الأساس استيعاب مفردات المنهاج الدراسية على نحو أسهل ليضمن نجاحه ومستقبله الدراسي. وفي المحصلة فإن تكامل القدرات الذاتية والتربوية، تعدّ الأساس في نجاح العمل التربوي وتحقيق أهدافه المنشودة.
إن مهارات المربي الذاتية في توصيل مفردات المنهج الدراسي للمتعلمين تعتمد على نطقه السليم وانتقاؤه للكلمات المفهومة والملائمة والسهلة والمتناغمة مع نبرات صوته وحركة جسده وإشاراته المصاحبة لتأكيد المعنى في ذهن المتلقي والتشديد على أهمية الفكرة ومدلولها والتواصل بالنظر مع المتعلمين من دون استثناء لجذب اهتمامهم وحثهم على التركيز. وفرض النظام وضبط السلوك غير السوي للمشاغبين وإشعارهم أنهم تحت الرقابة والرصد على نحو غير عدائي، والقدرة على احتواء المشاكسات والتعليقات والانفعالات غير الواعية الناتجة عن الاجهاد الذهني أو التعب أو الظروف البيئية غير الملائمة في الصف الدراسي.
فضلاً عن ذلك أن يظهر المربي مهاراته بدالة تحصيله الأكاديمي وأسلوبه في شرح المادة الدراسية على نحو سهل، والقدرة على قراءة علامات الرضا من عدمها في عيون المتعلمين، وابتكار طرق تشجعهم على التعاون والتواصل فيما بينهم بتنظيم حلقات دراسية مشتركة لحل المسائل المعقدة على نحو دقيق وبفترة زمنية محددة.
يوجز (( أ. كروتيتسكي )) أهم قدرات المربي التربوية في المحاور أدناه :
1 – " القدرات الفنية التعليمية : اعتماد أساليب فعالة وابتكار طرق مجدية لنقل مفردات المادة الدراسية إلى الطلاب على نحو واضح وسهل لادراكها، وجذب اهتمام الطلاب وتشويقهم إلى المادة الدراسية وحثهم على التفكير المستقل والفعال بمفرداتها.
2 – القدرات الإدراكية : تشخيص الحالة النفسية للطالب والفهم الدقيق لقدراته الاستيعابية وما يطرأ من تغيير طفيف في ملامحه وجهه تعبر عن حالة الرضى من عدم الرضى في استيعابه المادة الدراسية وأسلوب شرح المادة وتبسيطها.
3 – القدرات الأكاديمية : تعدّ قدرات علمية ذاتية في مجالات الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والأحياء التي تفوق معلومات المادة الدراسية خلال متابعة البحوث والابتكارات والاكتشافات الحديثة وبذل جهد بحثي وإن كان متواضعاً لتطوير مكتسباته المعرفية والعلمية على نحو متواصل لمواكبة تطور العلوم.
4 – القدرات الكلامية : قدرته التعبير عن الأفكار والمشاعر بالكلام وحركة الجسد بدقة ووضوح وعلى نحو مقنع وبسيط وإبداء الاهتمام بأسئلة الطلاب على اختلاف مستوياتها والإجابة عنها بجدية ومن دون سخرية أو استخفاف.
5 – القدرات التنظيمية : توزيع الطلاب على نحو مجموعات دراسية منضبطة ومنظمة وتشجيعهم على المناقشة لحل الواجبات الدراسية على نحو تعاوني وتنسيقي، والقدرة على المراقبة الدقيقة لإنجاز واجباتهم الدراسية بتوقيت زمني محدد ومنظم على نحو جيد لإنجاز الخطة التدريسية من دون التسبب بإجهاد ذهني للطلاب.
6 – القدرات التحكيمية : القدرات الإدارية والعاطفية لضبط سلوك الطلاب وانصياعهم للنظام التدريسي من خلال فرض الشخصية الجادة ذي المهارة التدريسية والمعرفية واللباقة الأدبية والصرامة والشعور بالمسؤولية التعليمية والتربوية تجاه الطلبة ومستقبلهم واحترام مكانتهم الذاتية والمهنية.
7 – القدرات الإتصالية : خلق صلات مع كل فئات الطلاب العمرية وإقامة علاقات تربوية على أساس الاحترام المتبادل شريطة عدم إغفال المنزلة المهنية في النظام التعليمي.
8 – القدرات التنبؤية : التنبؤ بسلوك الطلاب وردود أفعالهم وتطلعهم إلى المستقبل وتوظيفها بتشجيعهم على المثابرة في الدراسة لتحقيق أهدافهم المستقبلية.
9 – القدرات التركيزية : عرض المادة الدراسية على نحو مشوق وسلس لجذب إنتباه الطالب ومساعدته على الاستيعاب، ومراقبة علامات الاجهاد والتعب ورصد حالات عدم تركيز الطلاب في وجوه الطلاب ومراقبة المشاكسين وحثهم على الانصياع للضوابط ".
ترتكز العملية التربوية على ثلاثة عناصر مهمة، المنهاج الدراسي والمعلم والطالب، فمن دون خلق علاقة متوازنة بينها وتحديد مهام كل منها على نحو علمي ونفسي لن تتحقق أهداف العملية التربوية، فالمنج الدراسي يجب أن يكون متوافقاً مع مدارك الطالب العقلية بدالة محطته العمرية ولا يسبب الاجهاد والتعب فينفر منه. كما يتطلب إعداد المعلم علمياً ونفسياً ليكون قدوة حسنة للمتعلمين بعدّه حلقة الوصل بين المنهج التعليمي والمتعلم وأداة التطبيق العملي لبرامج الدولة التربوية الآنية والمستقبلية لإعداد جيل متسلح بالعلم والتربية المنصاعة لأحكام الدولة والمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول دفعة من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف الذي أنشأته الق


.. التطبيعُ السعودي الإسرائيلي.. هل يعقب التهدئة في غزة أم يسب




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث 3 رهائن قتلوا في هجوم حماس


.. وفد جنوب إفريقيا: قدمنا طلبنا للمحكمة ليس لأننا حلفاء لحماس




.. سعيد زياد: الفشل المتراكم للاحتلال هو من سيخلق حالة من التصد