الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذين قالوا .. لا

أميرة عبد الرازق

2011 / 3 / 15
المجتمع المدني


الذين قالوا .. لا
********
هل ستنتهي الثورة ؟
هذا السؤال الذي كثيرا ما راودني طوال أحداث الغضب، كان عندي شبه يقين أن المظاهرات لن تنتهي قبل شهر .. اثنان .. ثلاثة .. عشرة !
أي مدة الانتقال إلى الانتخابات الرئاسية القادمة وما يليها من أشهر تعاد فيها ترتيب أوراق الدولة والنظام.

تصاعد الأحداث العجيب لا ينبئ أبدا أن الناس سوف تهدأ، بدءا من اليوم الموعود الخامس والعشرين من يناير، مرورا بجمعة الغضب والأربعاء الدامي وجمعة الرحيل، ثم المطالبة بسقوط حكومة شفيق، وحل جهاز أمن الدولة، انتهاء إلى مظاهرات يوم المرأة العالمي، ومظاهرات ضد تعديلات الدستور، و .. وماذا بعد؟!

الرهان الآن على التعديلات الدستورية هناك من سيقول نعم، وهناك من سيقول لا، والبعض سيمتنع عن التصويت، وآخرون يطالبون بإسقاط الاستفتاء من الأساس.
كل ذلك يبدو في ظاهره طبيعيا جدا ومعبرا عن رغبات شعبية مختلفة على حسب اختلاف الفكر والثقافة، لكن المؤرق الآن هو نفس السؤال .. وماذا بعد ؟

هل بعد إجراء التعديلات الدستورية، سيخرج البعض في مظاهرات ليعلنون سخطهم عن نتائج التعديلات سواء كانت النجاح أو الفشل؟
وسيخرج البعض بعد وضع دستور جديد انتقالي ليعلنوا رفضهم له؟
وسيخرج البعض بعد الانتخابات البرلمانية ليعلنوا أنها لم تأت على هواهم؟
وبعد الانتخابات الرئاسية سنسمع أن الآلفا في التحرير من المعارضين للرئيس الجديد معتصمين حتى تنفيذ إراداتهم؟
وربما يسري الحال في كل قرار تأخذه الحكومة الجديدة ولا يروق للبعض سواء أكانوا قلة أم أكثرية.

بهذه الطريقة لن تهدأ البلد أبدا .. لا أسمي هؤلاء المعارضين دائما ثورة مضادة فلكل فرد حق الاعتراض وإبداء رأيه حتى لو كان مخالفا للأغلبية، فالثورة قامت ليكون لكل منا صوت مسموع ولا نغفل عن البعض بحجة أنهم أقلية لا بد وأن يرضخوا بالعافية للرأي العام.
ولكن المظاهرات ليست الوسيلة المفيدة في المرحلة القادمة، ففي بدء الثورة لجئنا إلي المظاهرات والهتاف لأنها مثلت صرخة وتحدي في وجه نظام قمعي لم يكن ليسمح لأحد بالحوار أو حتى إبداء رأيه بحرية تامة على وسائل الإعلام.

واللجوء إلى المظاهرات لسبب هام أو غير هام سيضعف من تأثيرها على الرأي العام ، ولذلك نحن بحاجة إلى وسيلة أكثر حفاظا على هدوء البلد وأكثر فاعلية .. فكما أنشئ بعد الثورة مجلسا لقيادة الثورة يناقشون مطالبهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. فنحن بحاجة أيضا بعد استقرار الأمور واجراء الانتخابات الرئاسية بأن يكون هناك مجلسا للمعارضة الشعبية الشبابية يكون لها مناقشات مباشرة مع النظام الجديد، بحيث يستطيع كل فرد يسجل اعتراضا أن يكون صوته مسموعا، ويجد مجالا للتنفيس عن أفكاره المعارضة بدلا من التظاهر فالبلد لا تحتمل مزيدا من الاضطراب أو الفوضى.

فالمعارضة البناءة في المرحلة القادمة ليست هدفها التخريب أو إثارة البلبة وربما تحمل فكرا جديرا بالمناقشة، ولا نريد أ نكرر خطايا النظام السابق ونقمع الشباب المعارض ونتهمهم بعدم الانتماء لمبادئ الثورة وأنهم قلة مندسة، فالأفضل لنا جميعا أن نستفيد من طاقتهم.

ووقتنا أثمن بكثير من أن نحول الأمر إلى فوضى وتبادل الاتهامات بحجة المظاهرات الفئوية والقلة المندسة، فالنظام الجديد لا بد ألا يحمل فكرة أن الحق مع الأغلبية وفقط، وأن يكون هدفه هو النسبة المعقولة من إرضاء جميع الأطراف، حتى لا يتحول هؤلاء المعارضين إلى وسيلة لإشعال الفوضى في البلد، وربما يخرج منهم الآلفا في الميدان مرة أخرى ويطالبون بإسقاط النظام بحجة أنهم معبرين عن إرادة الشعب المقهور!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصوات من غزة | ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في


.. طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة




.. تفاقم مأساة النازحين في غزة بسبب العمليات العسكرية في رفح


.. الأقليات والسياسية في أوروبا.. ونصيب الشباب العرب فيها




.. إحاطة الأونروا للعربية حول تفاقم مأساة أهالي غزة